كقوله تعالى ( عسى أن يكون ردف
لكم أي ردفكم 2 وكقوله تعالى ( للذين هم لربهم يرهبون ) وما أشبه ذلك وإنما زيدت اللام مع هذا الحرف
تقوية له لما كان يدخله من الحذف ِ فدل على أنه ليس بفعل وأنه حرف
وأما خلا فإنها تكون فعلا وحرفا
فادا كانت فعلا كان ما بعدها منصوباِ وتتضمن 5 ضمير الفاعل وإذا كانت حرفا كان ما بعدها مجرورا لأنها
حرف جر فإن دخل عليها ما كانت فعلاِ ولم يجز أن تكون حرفاِ لأنها معما بمنزلة المصدر وإذا كانت فعلا
كان ما بعدها منصوبا لا غيرِ قال الشاعر من الطويل ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة
زائل وسنذكرهافي باب ما ينصب به في الاستثناء
باب ما ينصب به في الاستثناء
قال قائل لم عملت ما خلاِ وما عداِ وليس ِ ولا يكون النصب قيل لأنها أفعال أما ما خلاِ وما عدا فهمافعلان ِ لأن ما إذا دخلت عليهما كانا معها بمنزلة المصدرِ وإذا كانا معها بمنزلة المصدر انتفت عنهما
الحرفيةِ ووجبت لهما الفعليةِ وكأن فيهما ضمير الفاعل ِ فكان ما بعدهما منصوبا ويحكى عن بعض العرب
أنه كان يجر ب عدا إذا لم يكن معها ما فيجريها مجرى خلا تارة تكون فعلا فيكون ما بعدها منصوباِ وتارة
تكون حرفا فيكون ما بعدها مجرورا 9ا وأما سيبويه فلم يذكر بعد عداِ
إلا النصب لا غير1
وأما ليس ِ ولا يكون فإنما وجب أن يكون ما بعدهما2 منصوبا لأنه خبر لهماِ لأن التقدير في قولك جاءني
القوم ليس زيداِ ولا يكون عمراِ أي ليس بعضهم زيداِ ولا يكون بعضهم عمرا ف بعضهم الاسم ِ وما بعده
الخبرِ وخبر ليس ولا يكون منصوب ِ كما لو لم يكونا في باب الاستثناء
فإن قيل فلم لزما لفظا واحدا في التثنية والجمع والتأنيث قيل لأنهما لما استعملا في الاستثناء قاما
مقام إلا و إلا لا يتغير لفظه ِ فكذلك ما قام مقامه ِ ليدل على أنه قائم مقامه فإن قيل فلم لا يجوز أن
يعطف عليهما بالواو و لا فيقال ضربت القوم ليس زيدا ولا عمراِ وأكرمت القوم لا يكون زيدا ولا عمرا
قيل لأن العطف بالواو و لا لا يكون إلا بعد النفيِ فلما أقيما ههنا مقام إلا غيرا عن أصلهما في
النفيِ فلم يجز العطف عليهما بالواو و لا فاعرفه تصب إن شاء الله تعالى
باب كم إن قال قائل لم بنيت كم على السكون قيل إنما بنيت لأنها لا تخلو إما أن تكون استفهامية أو
خبريةِ فإن كانت استفهامية فقد تضمنت معنى حرف الاستفهام ِ وإن كانت خبرية فهي نقيضة2 رب لأن رب
للتقليل و كم للتكثيرِ وهم يحملون الشيء على ضده كما يحملونه على نظيره ِ فبنيت كم حملا على رب وإنما
بنيت على السكون لأنه الأصل في البناء فإن قيل فلم وجب أن تقع كم في صدر الكلام قيل لأنها ان كانت
استفهامية فالاستفهام له صدر الكلام ِ وان كانت خبرية فهي نقيضة رب و رب معناها التقليل ِ والتقليل
مضارع للنفيِ والنفي له صدر الكلام كالاستفهام
فإن قيل فلم كان ما بعدها في الاستفهام منصوباِ وفي الخبر مجرورا قيل للفرق بينهماِ فجعلت في
الاستفهام بمنزلة عدد ينصب ما بعده
وفي الخبر بمنزلة عدد يجر ما بعده وإنما جعلت في الاستفهام بمنزلة عدد ينصب ما بعده