الأولى أتباع يونس بن عون وهم يقولون إن الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان الثانية الغسانية أتباع غسان الحرمي وهم يقولون إن الإيمان غير قابل للزيادة والنقصان وكل قسم من الإيمان فهو إيمان الثالثة اليومية وهم يزعمون أنه لا يضر مع الإيمان معصية ما وأن الله تعالى لا يعذب الفاسقين من هذه الأمة الرابعة الثوبانية أتباع ثوبان بن وهم يزعمون أن العصاة من المسلمين يلحقهم على الصراط شيء من حرارة جهنم لكنهم لا يدخلون جهنم أصلا الخامسة الخالدية أتباع خالد وهم يقولون ان الله تعالى يدخل العصاة نار جهنم لكنه لا يتركهم فيها بل يخرجهم ويدخلهم الجنة وأما مذهب أهل السنة والجماعة في هذ الباب فهو أنا نقطع بأنا الله تعالى سيعفو عن بعض الفساق لكنا لا نقطع على شخص معين من الفساق بأن الله لا بد وأن يعفو عنه ويعلم أنه لا يعاقب أحدا من الفساق دائما
الباب الثامن في أحوال الصوفيه
اعلم أن أكثر من قص فرق الأمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ لأن حاصل قول الصوفية ولأن الطريق الى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية وهذا طريق حسن وهم فرق الأولى أصحاب العبادات وهم قوم منتهى أمرهم وغايته تزيين الظاهر كلبس الخرقة وتسوية السجادة الثانية أصحاب العبادات وهم قوم يشتغلون بالزهد والعبادة مع ترك سائر الأشغال الثالثة أصحاب الحقيقة وهم قوم إذا فرغوا من أداء الفرائض لم يشتغلوا بنوافل العبادات بل بالفكر وتجريد النفس عن العلائق الجسمانية وهم يجتهدون أن لا يخلوا سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى وهؤلاء خير فرق الآدميين الرابعة النورية وهم طائفة يقولون إن الحجاب حجابان نوري وناري أما النوري فالأشتغال باكتساب الصفات المحمودة كالتوكل والشوق والتسليم والمراقبة والأنس والوحدة والحالة أما الناري فالاشتغال بالشهوة والغضب والحرص والأمل لأن هذه الصفات صفات نارية كما أن أبليس لما كان ناريا فلا جرم وقع في الحسد الخاسمة الحلولية وهم طائفة من هؤلاء القوم الذين ذكرناهم يرون في أنفسهم أحوالا عجيبة وليس لهم من العلوم العقلية نصيب وافر فيتوهمون أنه قد حصل لهم الحلول أو الاتحاد فيدعون دعاوى عظيمة وأول من أظهر هذه المقالة في الإسلام الروافض فإنهم ادعوا الحلول في حق أئمتهم السادسة المباحية وهم قوم يحفظون طامات لا اصل لها وتلبيسات في الحقيقة وهم يدعون محبة الله تعالى وليس لهم نصيب من شيء من الحقائق بل يخالفون الشريعة ويقولون إن الحبيب رفع عنه التكليف وهو الأشر من الطوائف وهم على الحقيقة على دين مزدك كما سنذكر بعد هذا ذكر بعض فرق الأسلامية سؤال فإن قيل إن هذه الطوائف التي عددتهم أكثر من ثلث وسبعين ورسول الله ع م لم يخبر بأكثر فكيف ينبغي أن يعتقد في ذلك والجواب عن هذا أنه يجوز أن يكون مراده ع م من ذكر الفرق الفرق الكبار وما عددنا من الفرق ليست من الفرق العظيمة وأيضا فإنه أخبر أنهم يكونون على ثلث وسبعين فرقة لم يجز أن يكونوا أقل وأما إن كانت أكثر فلا يضر ذلك كيف ولم نذكر في هذا المختصر كثيرا من الفرق المشهورة ولو ذكرناها كلها مستقصاة لجاز أن يكون اضعاف ما ذكرنا بل ربما وجد في فرقة واحدة من فرق الروافض وهم الإمامية ثلاث وسبعون فرقة ولما أشرنا الى بعض الفرق الإسلامية فلنشر الى بعض