في بيان معنى التوحيد - رسالة فی رد مذهب الوهابیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة فی رد مذهب الوهابیة - نسخه متنی

السید محمد عصار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


«فلا تدعوا مع اللّه اءحدا»(32) وقال تعالى :

«لَه ُ دَعْوَة ُ الحَق ّ والذين يدعون من دونه لا يَسْتَجيْبُون َلهم بشي ء»(33))) انتهى محل ّ الحاجة . اءقول :

خلاصة مقصود المستدل بالا يات اءن ّ الكفّار والمشركين كانوا مقرّين باللّه تعالى ، وكونه رب ّ السماوات والا رض ، وبيده ملكوت كل ّ شي ء ، لكن لم يكن ذ لك توحيدا دعاهم النبي ّ (ص) لعدم الحاجة إ لى الدعوة إ لى ما هم مقّرون به ، فلزم اءن يكون المدعو إ ليه من التّوحيد هو التّوحيد في العبادة ؛ باءن لا يدعوا(34) غير اللّه تعالى ، وتكون عبادتهم خالصة لوجه اللّه تعالى ، وحيث إ نّهم أ نكروا عليه (ص) ؛ فمنهم من اءشرك الملائكة معه ، ومنهم من اءشرك رجلاً صالحا كاللاّ ت ، ومنهم من اءشرك نبيا مثل عيسى عليه السلام قاتلهم النبي ّ على ذ لك ، وكانوا يقولون :

«هؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه »(35) كما يقول به المشركون في ه ذا الزمان ،فكما عاملهم النبي ّ (ص) بالقتل والقتال لا جل جعلهم هؤ لاء شفعاء ، ولم يكونوا من اءهل التوحيد ، مع الا قرار باللّه وكانوا مشركين لا جل تشريكهم هؤ لاء به تعالى في العبادة ، فكذلك يكون حال كل ّ من استشفع عند اللّه باءحد من الا نبياء ؛ فإ نّه مشرك يجب المعاملة معه معاملة المشركين . ه ذا خلاصة كلامهم . لكن ّ الا يات المذكورة غير دالّة على مرامهم ، وذلك لا ن ّ الاستفهام في الا يات المذكورة تقريري ّ ، ويتفرّع على إ قرارهم بطلان عملهم ولوازمه ، فيكون حاصل الكلام المتفرّع على إ قرارهم باءن ّ اللّه رب ّ السماوات والا رض ، وبيده ملكوت كل ّ شي ء اءنّه اءي ّ منزلة لهؤ لاء الا لهة الّتي تدعونهم ، وأ ي ّ شي ء يصدر عنهم ممّا هو من شاءن الاُلوهية ، يعني إ ذا كان رب ّ السماوات والا رض هو الّذي بيده ملكوت كل ّ شي ء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، فلا يصدر من غيره شي ء من هذه الامور ، ومع عدم حصول شي ء [من ] غيره ؛ فكيف تجعلون ه ؤ لاء اَّلهة ، وكيف تتوسّلون بشي ء لا يملك نفعا ولا ضرا ، وكيف تستشفعون بمن لا وجاهة له عند اللّه ؟! فإ ن َّ الاستشفاع بشي ء يتوقّف على كونه قابلاً لها بكونه وجيها محترما عند المستشفع إ ليه ، فيكون تسمية ه ؤ لاء اَّلهة خطاءوباطلاً، وجعلهم شفعاء خطاء وباطلاً، والتعظيم والخضوع لهم خطاء وباطلاً ؛ لعدم الموجب لذ لك لهم ؛ لا ن ّ الموجب للتعظيم والتكريم الانتساب إ لى اللّه بنحو من الا نحاء من نبوّة اءو ولاية اءو صلاح ، والخشبة المنحوتة أ و الذهب المصوغ بشكل مرضي ّ لا انتساب إ لى اللّه بنحو من الانحاء المذكورة ، فتكريمهم خطاء وباطل ، والخضوع لهم بما لا يستحقّه غير اللّه تعالى خطاء وباطل . وعلى ه ذا فعمل النبي ّ (ص) مع هؤ لاء المشركين بالمقاتلة إ نّما هو لكونهم مرتكبين للخطايا والا باطيل ، وليس شي ء منها فيما عليه المسلمون المرميّون بالشرك عند ه ؤ لاء الجماعة المستدلّين بهذه الا يات من الاستشفاع بالا نبيّاء والا ئمة :

واللّو[ا]ذ بقبورهم ، والاستغاثة بهم في الشدائد، وسياءتي زيادة بيان لذ لك إ ن شاء اللّه تعالى . ثم قوله :

((التوحيد الّذي جحدوه هو توحيد العبادة الّذي يسمّونه المشركون في زماننا اعتقاد)) الخ كلام لايفهم معناه ، بل لا محصّل له ؛ إ ذ المشركون في زمن النبي ّ (ص) من عبدة الا وثان المقرّون باللّه تعالى وجحدهم توحيد العبادة غير ملازم لكون توحيد المشركين في زمانهم بزعمهم جحدا لتوحيد العبادة ، بعد عدم عبادتهم وخضوعهم لا حد من الا نبياء والا ولياء بكيفية العبادة والخضوع للّه تعالى ، وتسمية الاستشفاع بهم عبادة لهم غلط واضح ؛ لا ن ّ التوسّل بالشّفيع لا جل الشّفاعة ليس عبادة له ، بل إ ظهار لوجاهتهم عند اللّه ، ولا مماثلة بين استشفاع عبدة الا وثان والمشركين (36) في زمان النبي ّ (ص) ، واستشفاع المستشفعين بالا نبياء والا ولياء حيث إ ن ّ عبدة الا ثان كانوا يعملون من اءصناف العبادة للّه ما يعملون للا صنام ، ويجعلون الصنم معبودا ليقبل اللّه عبادتهم ولم يكن لهم عبادة مخصوصة للّه تعالى ، واستشفاعا بالا وثان ، وه ذا بخلاف استشفاع المستشفعين بالا نبياء والا ولياء؛ فإ ن ّ عباداتهم كلّها للّه ، والاستشفاع كالاستغفار للعفو عن الذّنوب ، واءين ه ذا من ذاك ؟! وقول اللّه تعالى :

«ويَعْبُدون َ مِن ْ دُون ِ اللّه ما لا يَضُرُّهُم ْ ولا يَنْفَعُهُم ْ وَيَقوْلُوْن َ ه ؤ لاء شُفَعَاؤ ُنا عِنْدَ اللَّه ِ قُل ُّ اءتُنَبِّئُوْن َ اللَّه َ بما لا يعلم ُ في السَّماوات ِ ولا في الا رض سُبْحَانَه ُ وتعالى عمّا يُشْركُون »(37) صريح في ذم عبدة الا وثان بتركهم عبادة اللّه ، وبعبادتهم الا وثان ، وتسميتهم لها شفعاء ، وجعلهم من لا يستحق ّ العبادة معبودا بعبادة لا يستحقّها غير اللّه تعالى ، وه ذا العمل تشريك منهم للّه جل ّ وعزّ ، وهو لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الا رض . والحاصل اءن ّ عبدة الا وثان لم يكونوا عابدين للّه ، بل كانوا يعبدون الا صنام زعما منهم عدم قابليتهم لعبادة اللّه ، فكانوا يعبدون الا وثان ؛ ليشفعوا لهم عند اللّه ، فتقضي مهمّاتهم وحوائجهم ، ولا مناسبة بين ذ لك وبين الاستشفاع بالا نبياء والا ولياء كما لايخفى ، مع اءن ّ الاستشفاع من اُمور لاتجوز الّا بإ ذن من اللّه تعالى عموما اءو خصوصا ، فالاستشفاع بمن لم ياءذن اللّه جعله شفيعا باطل وحرام يدل ّ عليه قوله تعالى :

«من ذا الّذي يشفع عنده إ لاّ بإ ذنه »(38) وقوله تعالى :

«ولا يشفعون إ لاّ لمن ارتضى »(39) فان ّ عدم شفاعة الشّفعاء إ لّا بالا ذن في الشفاعة يستلزم لزوم الاستيذان في الاستشفاع للمستشفعين ومن يُستشفع به ، فمن لم يجعل شفيعا من قبل اللّه لا يستشفع به لكونه غير ماءذون فيه . وبتقرير اَّخر لا يُشَفِّع ُ(40) اءحد عند اءحد اءحدا ما لم يعلم اءو يظن كونه مقبول الشفاعة ، فمن يمكن معرفة كونه كذلك كالمقربين عند السّلاطين والا كابر والخصيصين من اءصحاب العلماء يستشفع به ؛ لدلالة ه ذا الموقف على جواز الاستشفاع به وذلك اءمر عقلائي ّ ومن لم يعرف به ذا الوصف ، فلا دليل على جواز الاستشفاع به بل يعدّ التوسل والاستشفاع به لغوا وباطلا لا يقدم عليه إ لاّ السفيه والعابث . وحينئذٍ فنقول :

إ ن ّ الا نبياء والا ولياء حيث إ نّه معلوم كونه مقبول الشفاعة عند اللّه جاز التوسّل بهم ، واءمّا الخشب المنحوت والذهب المصوغ بشكل نبي ّ اءو ملك اءو رجل صالح فلم يعلم كونه مقبول الشفاعة بل المعلوم عدمه ، فكيف يجعل شفيعا عند اللّه ؟ ولا جل ذ لك اءمر اللّه تعالى رسوله الا كرم (ص) :

«قُل ْ اءتُنَبِّئُون َ اللّه بما لا يَعْلَم ُ في السماوات والا رض »(41) يعني هل تخبرون اللّه العالم بكل الا شياء بما ليس في السماوات والا رض . وحاصل الكلام اءن ّ الشريك للّه تعالى ليس في السماوات والا رض حتّى يعلمه ، وشفيع يقبل شهادته عند اللّه مما لا يضر ولا ينفع اءيضا ليس في السماوات والا رض حتّى يعلمه اللّه تعالى ، فقولهم :

ه ؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه شي ء ينبئون اللّه بما لا يعلم في السماوات والا رض . ثم إ ن ّ الظاهر اءن ّ مراده بالمشركين في زماننا هم المستشفعون بالا نبياء والا ولياء ، العائذون بهم ، اللائذون بقبورهم ، والمستغيثون (42) بهم في الشدائد، لكن لم يعلم اءن ّ المشار إ ليه بالضّمير في ((يسميه )) هل هو جحد التوحيد في العبادة اءو غيره ؟ فان كان مرجع الضمير هو جحد التوحيد في العبادة فهو ـ مع اءنّه غير قابل لتسميته اعتقادا ، فإ ن ّ الا نكار اءمر عدمي لا يصح ّ اءن يجعل من قبيل الاعتقاد الّذي هو وجودي ـ كذب صريح ، فإ ن ّ اءحدا ممّن يستشفع بالا نبياء والا ولياء لم يجحد التوحيد في العبادة حتّى اءنّهم جعلوا عبادة المرائي باطلة بعدم الخلوص فكيف يسمّون شيئا لم يقولوا به اعتقادا ، وإ ن كان مرجع الضمير غير جحد التوحيد في العبادة ؛ فليس في الكلام ما يدل ّ عليه . والحاصل اءنّي لم اءستفد من ه ذه العبارة معنى متصوّرا معقولاً ، لكنك عرفت ممّا تقدّم اءن ّ قوله :

((وعرفت اءن ّ رسول اللّه (ص) قاتلهم على ه ذا الشّرك ودعاهم إ لى الا خلاص )) تخصيص لا دليل عليه ؛ لاشتمال أ فعالهم على خطايا اءربع كلّها اءباطيل ؛ فلا دليل على اختصاص فعل النبي ّ (ص) ومقاتلة رسول اللّه معهم بخصوص اءحد الخطايا والا باطيل ، ولو فرضنا الاختصاص فهو بالنسبة إ لى عبدة الا وثان ، فلا ربط له بالمستشفعين بالا نبياء و الا ولياء والداعين لهم للوساطة والشفاعة ، من غير اءن يجعلوهم معبودا يعبدونهم بما يعبدون اللّه به وخضوعهم لهم بغير تلك الكيفية ليس بعبادة لهم ، بل هو تعظيم وتكريم لهم باعتبار انتسابهم إ لى اللّه بالاضافة التشريفيّة . ثم قال :

((وتحققت اءن رسول اللّه (ص) قاتلهم لتكون الطاعة كلّها للّه ، والنّذر كلّه للّه ، والذّبح كلّه للّه ، والاستغاثة كلّها للّه ، وجميع انواع العبادات للّه ، وعرفت اءن إ قرارهم بتوحيد الربوبيّة لم يدخلهم في الا سلام ، واءن ّ قصدهم الملائكة والا نبياء يريدون شفاعتهم والتقرّب إ لى اللّه بذلك هو الّذي اءحل ّ دماءهم واءموالهم ، عرفت حينئذٍ التّوحيد الّذي دعت إ ليه الرّسل واءبى عن الا قرار به المشركون . اءقول :

خلاصة مقصود القائل اءن ّ النبي ّ قاتل الكفّار لكون دعائهم ونذرهم وذبحهم لغير اللّه تعالى ، واستغاثتهم وعباداتهم لغيره تعالى ، ودعاهم إ لى فعل ذ لك كلّه خالصا لوجهه الكريم ، فانكروا عليه فقاتلهم ليردّهم عن ذ لك إ لى اءن يكون كل ذ لك للّه ، وقصدهم في هذه الا عمال للملائكة اءو الا نبياء اءو الا ولياء للشفاعة عند اللّه عزّ وجل ّ والتقرّب به لم يدخلهم في الاسلام بل اءحل دماءهم واءموالهم للمسلمين ، يريد به ذا البيان تاءكيد ما ذكره من اءن ّ النبي ّ (ص) إ نّما كان يدعو المشركين المقرين باللّه إ لى التوحيد في العبادة . انتهى خلاصة المرام . لكن غير خفي على المتدبّر الخبير والمتدرّب البصير اءن ّ دعوة النبي ّ (ص) له ؤ لاء المشركين إ لى التوحيد في العبادة غير مناف ٍ لدعوتهم إ لى وحدة الذّات والا قرار بكون اللّه تعالى خالق السماوات والا رض ، وبيده ملكوت كل ّ شي ء بعد جعل الشريك له في العبادة دليل على قصورهم عن معرفة وحدة الحق ّ بالذات ؛ فإ ن ّ العارف بذلك لا يمكن اءن يسمّي غيره كائنا ما كان إ لها ، ولا يمكن اءن يستشفع بغيره للقرب إ ليه كما قال مولانا أ مير المؤ منين عليه السلام في دعائه :

((اللهم إ نّي اءتقرّب إ ليك بذكرك واستشفع بك إ لى نفسك الخ ))(43) ولا يمكن اءن يعبد غيره بالكيفيّة الخاصّة به ، وعلى ه ذا كان دعوة النبي ّ (ص) لهم إ لى معرفة حقيقة التوحيد الذاتي ّ لا خصوص التوحيد بالعبادة ، فانكروا عليه ذ لك «وقالوا اءجعل الا لهة إ ل ها واحدا إ ن ّ ه ذا لشي ء عجاب »(44) واءيضا قالوا:

«امْشوا واصبروا على اَّلهتكم إ ن ّ ه ذا لشي ء يراد ما سمعنا به ذا في الملّة الا خرة ِ إ ن ه ذا إ لاّ اختلاق ٌ» بل كانوا شاكيّن في وجود اللّه الواحد حيث قالوا لصالح عليه السلام حين قال لهم :

«ياقوم اعبدوا اللّه مالكم من إ له غيره هو الّذي اءنشاءكم من الا رض واستعمركم فيها»(45):

«يا صالح قد كُنْت َ فينا مرجوا قبل ه ذا اءتنهانا اءن نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ اَّباؤ نا وإ نّنا لفي شك ّ ممّا تدعوننا إ ليه مُريب ٍ»(46) مضافا إ لى اءن ّ الحاق المستشفعين بالا نبياء والا ولياء واللائذين بقبورهم بالمشركين في زمن النبي ّ (ص) لا دليل عليه حتّى القياس الممنوع ؛ لا نهم مع استشفاعهم بالا نبياء والا ئمة :

وقبورهم مقرّون بالتوحيد الذاتي ّ والا وصافي ّ والا فعالي ّ والعبادي ّ حتّى اءنّهم حكموا ببطلان عبادات المرائي كما اءشرنا إ ليه اَّنفا ، فكيف يلحقونهم به ؤ لاء الثابت عليهم الخطاء والباطل في المقامات الا ربعة المتقدّمة ، وعدم اعتقادهم بالتوحيد في شي ء من أ قسام التوحيد. وفي قوله :

((اءن ّ رسول اللّه (ص) قاتلهم لتكون الطاعة كلّها للّه ، والنذر كله للّه ، والذبح كله للّه )) إ شارة إ لى اءن ّ المشركين في زمانهم ينذرون ويذبحون لغير اللّه ، ويستشفعون بغيره ، فيجب قتالهم كما فعل النبي ّ (ص) ذ لك بالمشركين في زمنه ، لا جل فعلهم الا فعال لغيراللّه ، لكن ذ لك ـ بالنسبة إ لى من يعتقدونه (47) مشركا في زمانهم ـ كذب واضح ؛ إ ذ ليس أ حد من المسلمين ينذر لغير اللّه اءو يذبح لغيره تعالى ، مثلاً من اءراد ولدا وطلبه من اللّه يقول :

للّه علي ّ صوم كذا أ و صدقة كذا إ ن رزقني ولدا ، وكذا يقولون :

للّه علي ّ ذبح شاة إ ن رزقت ولدا ، والذّبح في الحج ّ والا ضحيّة فمعلوم اءنّه للّه ، اءمّا نذر الذّبح لحضرة العبّاس عليه السلام المتداول بين عوام النّاس ؛ فهو اءيضا ذبح للّه ، وإ ن كان تعبيرهم قاصرا عن مقصودهم ؛ فإ ن ّ مقصود النّاذر كذ لك النذر للّه على اءن يذبح ويتصدّق به ليكون ثوابه راجعا إ ليه عليه السلام ، فيكون هدية تهدى لكون قضاء حاجته بشفاعته له عند اللّه في تلك الحاجة . والحاصل اءن ّ كل ّ المسلمين المستشفعين بالا نبياء والا ولياء لا يقصدون بذ لك كلّه إ لّا اللّه معتقدا كونهم واسطة لفيضه ، [ و ] رابطة بين العبد وربّه بإ ذن من اللّه لهم في ذ لك ، قال اللّه تعالى :

«في بُيُوت ٍ اءذِن َ اللّه اءن تُرْفَع َ وَيُذْكَرَ فِيها اسمه يسبِّح ُ له فيها بالغُدُوِّ والا صال ِ رِجال ٌ لا تُلْهِيْهِم ْ تجارَة ٌ ولا بيع ٌ عن ذكرِ اللّه »(48) الخ المفسّر على ما في تفسير الثعلبي بما رواه عن اءبان بن تغلب عن بقيع بن حارث عن اءنس بن مالك وبريدة عن النبي ّ (ص) اءنّه (ص) سئل لمّا قراء الا ية :

اءي ّ بيوت هذه البيوت ؟ فقال :

بيوت الا نبياء:

فقام اءبو بكر وقال :

يا رسول اللّه (ص) بيت علي ّ عليه السلام وفاطمة عليها السلام منها؟ فقال :

نعم من اءفاضلها(49) . وقوله (ص) :

((من اءفاضلها)) دال ّ على ما حققّناه في شرح [ الـ ] زيارة الجامعة من اءن ّ بيت النبوّة هو بيت النبي ّ (ص) ، وبيوت النبييّن من فروعه ، واءفضليّة بيت علي ّ عليه السلام باعتبار كونه بيت النبي ّ (ص) كما تدل عليه اَّية المباهلة ؛ حيث جعل (ص) عليا عليه السلام داخلاً في «اءنْفُسَنا»(50) ولذ لك قلت في ذ لك :

بيت اَّل المصطفى مُذ بدعااءذِن َ اللّه له اءن يُرْفعا ليس َ رفع ُ البَيت ِ من بنيانِه ِهو شاءن ٌ من شؤ ون الرفعا رفعه من ذَكَرَ اسم َ اللّه فيه من رجال ٍ خشّع ٍ والركعا ليس يلهيهم ْ عن الذكر هوى نَفْسِهِم ْ من تاجرٍ اءو بَيِّعا من شؤ ون الذِّكرِ لَه ْ اءن ْ يَجعلوارب َّ ذاك َ البيت ِ عبدا شافعا.

فقد تحقّق لك مما ذكرت اءن ّ المشركين لم يكونوا مقرّين بتوحيد الربوبيّة حتّى يدخلهم ذ لك في الا سلام ؛ لا ن ّ توحيد الرّبوبيّة لا يجتمع مع الشرك لسائر مقامات التوحيد ،وعلمت اءن ّ استشفاع المشركين باَّلهتهم غير قابل للقياس على استشفاع المستشفعين بالا نبياء والا ولياء:

في بيان معنى التوحيد

ثم قال القائل :

((ه ذا التوحيد هو معنى قولك :

لا إ له إ لا اللّه ؛ فإ ن ّ الا له عندهم هو الّذي يقُصد لا جل هذه الا مور ، سواء كان ملكا اءو نبيا اءو وليا اءوشجرة ً اءوقبرا اءو جنّيا ، لم يريدوا اءن ّ الا ل ه هو الخالق الرّزاق المدبّر ، فإ نّهم يعلمون اءن ّ ذ لك اللّه وحده كما قدّمت لك ، وإ نّما يعنون بالا ل ه مايعني المشركون في زماننا بلفظ السّيد ، فاءتاهم النبي ّ (ص) يدعوهم إ لى كلمة التوحيد ؛ وهي لا إ له الاّ اللّه ، والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها ، والكفّار الجهّال يعلمون اءن ّ مراد النبي ّ (ص) بهذه الكلمة إ فراد اللّه تعالى بالتعلّق ، والكفر بما يعبدون دونه ، فإ نّه (ص) لما قال لهم :

قولوا لا إ له الا اللّه قالوا :

«اءجعل الا لهة إ لها واحدا إ ن ّ ه ذا لشي ء عجاب »(51) . اءقول :

خلاصة مرامه بما يظهر من ظاهر كلامه اءن ّ الكفّار في زمن النبي ّ (ص) كانوا مقرّين باءن ّ الخالق الرازق المدبّر هو اللّه وحده ، وإ نّما كانوا يقصدون من الا لهة الّتي كانوا يعبدونها كائنا ما كان الاُمور ، ومعنى لا إ له إ لاّ اللّه الّذي دعاهم (ص) اليه هو ترك طلب هذه الا مور من هذه الا لهة واَمَرَهم بطلب كل ّ شي ء من اللّه الّذي لا إ له إ لّا هو ، وه ذا هو المراد من ((لا إ له إ لّا اللّه )) وكلمة التوحيد . لكن قد عرفت اءن ّ المشركين في زمن النبي ّ (ص) لم يكونوا موحّدين مع إ قرارهم باءن ّ اللّه تعالى هو خالق السماوات والا رض ، وبيده كل ّ شي ء «وهو يجير و لا يجار عليه » وكانوا يقولون «اَجَعَل َ الا لهة إ ل ها واحدا» وقوم صالح كانوا يقولون «إ نّنا لفي شك ّ ممّا تدعوننا إ ليه مريب » ولو كانوا موحدين لما تكلموا به ذا الكلام ، ولا كانوا مريبين فيما يدعوهم إ ليه صالح . واءمّا قوله :

((إ نمّا يعنون بالا لهة ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيّد)) فكلام لا محصّل له ؛ فإ ن ّ لفظ السّيّد عند المشركين في زمننا باعتقادهم عبارة عن شخص محترم ينّزلوه منزلة مالك العبد في كونه تحت إ طاعته ، وإ طلاق السيّد على اللّه يراد به المالك الحقيقي لا المالك التنزيلي ّ المستعمل في إ طلاقه على الا نبياء والا ولياء ، والدليل على ذ لك إ طلاق سيّد السادات على اللّه في المناجاة دون غيره تعالى ، فيقال :

السلام عليك ياسيدي يارسول اللّه (ص) ياسيدي يا اءمير المؤ منين عليه السلام ولا يقال :

يا سيد السادات يارسول اللّه (ص) . والحاصل اءن ّ المستشفعين بالا نبياء والا ولياء واللائذين بقبورهم القائلين باءنّهم السيّد لا يريدون به إ لال ه في مقابل اللّه تعالى كما كان ذ لك حال المشركين في زمن رسول اللّه (ص) ولذ لك دعاهم تعالى إ لى كلمة التوحيد الّتي هي لا إ له إ لّا اللّه المراد بها معناها لا لفظها. وقوله :

((والكفّار الجهّال يعلمون اءن ّ مراد النبي ّ (ص) هو اءفراد اللّه تعالى بالتعلّق والكفر بما يعبدون دونه )) ، معلّلاً بقولهم :

«اءجعل الا لهة إ ل ها واحدا» لا يستحقون الطعن عليهم فيما فهموا من قوله (ص) ؛فإ ن ّ استفادتهم ه ذا المعنى من قوله (ص) :

((قولوا إ لا إ له إ لاّ اللّه )) استفادة حسنة جدا ، وعدم قبولهم ه ذا المعنى بدليل قولهم :

«اءجعل الا لهة إ لها واحدا» دليل على شركهم الّذي اءوجب حلّيّة قتلهم ونهبهم ، ونسبة الجهل إ لى المسلمين ـ له ذا المعنى الّذي عرفه الكفّار الجهّال واعتقادهم كون المراد منه التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشي ء من معناها ـ نسبة كذب وفرية ، وقولهم باستحقاق الثواب بالتّلفّظ بها اءمر خارج عن لزوم الاعتقاد بمعناها الّذي هو التّوحيد في تمام المقامات المذكورة . وكذا قوله :

((والحاذق منهم يظن ّ معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبّر الا مر إ لاّ اللّه )) كذب وفرية ؛ إ ذ الحذاق منهم يقول :

لا مؤ ثّر في الوجود إ لاّ اللّه بل يقول :

كان اللّه ولم يكن معه شي ء ، والعارف به لا يرى غير اللّه تعالى ويقول :

هو الا ن كما كان . وممّا ذكرنا من مجموع ما تقدّم علمت اءن ّ القائل لهذه الكلمات جعل الموحّد الحقيقي ّ مشركا والشرك الحقيقي توحيدا لزعمه باءن ّ قول عابدي الا صنام :

اللّه خالق السماوات والا رض مع قولهم :

ه ؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه يجعلهم موحّدين (52) ، وكونهم مشركين باعتبار جعلهم الا صنام شفعاء ، وفساده ظاهر ؛ فهو إ مّا جاهل قاصر اءو عدوّ قاهر «وسيعلم الّذين ظلموا اءي ّ منقلب ينقلبون »(53) . قُل ْ لمن ْ كَفّر مِن ْ فَقْدِ البَصَرْمسلما اءسلمه خير البَشَرْ سَاءراك َ في غدٍ مُرتَعِشاقايلاً مِن ْ فزع ٍ :

اءين المفرْ ؟ وترى ذاك الّذي كفرته في نعيم مستمرّ مستقرْ قائلاً يا اءحمقا كفرتني ذُق ْ هنيئا لك ذا مَس َّ سَقَرْ.

فوائد معرفة معنى التوحيد

ثم قال :

((إ ذا عرفت ما ذكرت لك معرفة قلب ٍ ، وعرفت الشّرك الّذي قال اللّه فيه «إ ن ّ اللّه لا يغفر أ ن يُشرَك َ بِه ِ ويغفرُ ما دون َ ذ لك لمن ْ يشاء»(54)وعرفت دين اللّه الّذي اُرسل به الرسل من اءوّلهم إ لى اَّخرهم ، الّذي لا يُقبل من اءحد سواه ، وعرفت ما احتج غالب الناس فيه من الجهل به ذا ، اءفادك فائدتين :

الاُولى :

الفرح بفضل اللّه ورحمته كما قال اللّه تعالى :

«قل بفضل اللّه ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون »(55) . واءفادك اءيضا الخوف العظيم ؛ فإ نك إ ذا عرفت اءن ّ الا نسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه ، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل ، وقد يقولها ويظن ّ اءنها تقرّبه إ لى اللّه تعالى كما ظن ّ الكفّار ، خصوصا اءن اءلهمك اللّه ما قص ّ عن قوم موسى ـ مع صلاحهم وعلمهم ـ اءنهم أ توه قائلين :

«اجعل لنا إ ل ها كما لهم اَّلهة »(56) وحينئذٍ يعطم خوفك وحرصك على ما يخلّصك من ه ذا واءمثاله )) انتهى . اءقول :

وخلاصة مرامه ـ مع طول كلامه ـ اءنّك إ ذا عرفت بالتصديق القلبي ّ اءن ّ الشرك هو العبادة لغير اللّه ، وعرفت اءن ّ الدّين هو العبادة الخالصة له تعالى ، واجتنبت الشرك الّذي هو ذنب لا يغفر ، صرت ممّن يفرح بفضل اللّه ورحمته ؛ حيث جعلت عبادتك خالصة للّه ولم تشرك اءحدا معه تعالى فيهما ،وصرت متديّنا بدين اُرسل به الرسل ، ويحصل لك خوف من اءن تنطق بكلام يوجب الكفر جهلاً اءو ظنّا بكونه مقربا إ لى اللّه تعالى كما يفعله الكفّار ه ذا حاصل مرامه . لكنك عرفت ممّا قدمنا فساد كلامه ؛ فإ ن ّ الشرك الثابت لعبدة الا صنام لم يكن شركا في العبادة بل كانوا مشركين بتمام مقامات التوحيد ، بل ما استدل به من اَّية «اجعل لنا إ ل ها كما لهم اَّلهة » دليل على التزامهم بإ مكان تعدّد الا لهة بل وقوعه ، وعلمت عدم شباهة ما عليه المستشفعون بالا نبياء والا ولياء واللائذون بقبورهم للاستشفاع الّذي كان يقول به عبدة الا صنام بقولهم :

«ه ؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه »(57) وعرفت اءن ّ الدّين الّذي اءتى به الرسول (ص) هو الاعتقاد بالتّوحيد ، وحقيقة معنى لا إ له إ لا اللّه الغير الحاصل إ لّا باعتقاد التوحيد في المقامات الا ربع ، و عرفت اءن ّ التوحيد ليس عبارة عن التلّفظ بلا إ له إ لا اللّه ، ولا يراد منه أ نّه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبّر الا مر إ لاّ اللّه . ثم ّ إ ن ّ الفرح ليس فائدة لما قاله القائل ؛من حيث إ ن ّ المعرفة والاعتقاد القلبي ، بمقالاته حاصل له بفضل اللّه ورحمته ، فإ ن ّ «كل ُّ حزب ٍ بما لَدَيْهِم ْ فَرِحُوْن »(58) حيث يزعمون اءن ّ ما(59) عندهم بفضل اللّه ورحمته ، وكذلك الخوف حاصل لكل ّ من لا يعلم عاقبة اءمره حتّى اءن ّ يوسف عليه السلام يقول :

«توفّني مسلما وأ لحقني بالصّالحين »(60) ه ذا مع اءن ّ الكلمة الصادرة الموجبة للكفر جهلاً غير قابلة للخوف منها فضلاً عن الكلمة التّي يظن ّ كونها مقرّبة ، والاستشهاد بكلام قوم موسى ـ حيث قالوا :

« اجعل لنا إ ل ها كما لهم اَّلهة » ـ في غير محلّه ؛ فإ نّه لم يصدر عنهم ذ لك تعنّتا ، بل زعما منهم اءن ّ ذ لك طريق مرضي ُّ ، والذّم ّ المترتّب على طلبهم إ نمّا هو على التقليد في الاعتقاد مع كونهم في سبيل الانقياد . وبعبارة اُخرى توبيخهم إ نمّا هو على التكلّم بغير تاءمّل في حسنه وقبحه ، على كونهم وصيرورتهم كفّارا بذلك ، بمعنى اءنّهم كانوا مع إ سلامهم وإ يمانهم ملومين ؛ لتكلّمهم بكلام لا ينبغي أ ن يصدر عن مثلهم ، بسبب عدم التاءمّل في حسنه وقبحه ، وه ذا واضح لمن له اءدنى إ دراك ينجيه من الهلاك .

كُلّما قُلت َ بزعم ٍ فاسدِباطل ٌ نسمعُه ُ من حاسدِ تَرَك َ الرُّشدَ واءمرا رابحاصار فَرحانا بشُغل كاسدِ نستعيذ بالا ل ه الا حَدِمن ذعين بلسان ٍ جاحدِ.

في وجوب التسلح بالعلم لمواجهة اءعداء اللّه

ثم قال القائل :

((واعلم أ ن ّ اللّه تعالى لم يبعث من حكمته نبّيا به ذا التوحيد إ لاّ جعل له اءعداء كما قال تعالى :

«وكذلك جعلنا لكل نبي ّ عدّوا شياطين الا نس والجن ّ يوحي بعضهم إ لى بعض زخرف القول غُرُورا»(61) وقد يكون لا عداء الدّين علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى :

«فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم »(62) . إ ذا عرفت ذ لك وعرفت اءن ّ الطريق إ لى اللّه لا بّد له من اءعداء قاعدين عليه اءهل فصاحة وعلم وحجج ، فالواجب عليك اءن تعلم من دين اللّه ما يصير سلاحا لك تقاتل به ه ؤ لاء الشياطين الّذين قال :

إ مامهم ومقدّمهم لربّك :

«لا قعدن لهم صراطك المستقيم ثم لا تينّهم من بين ِ اءيديهم و من خلفهم وعن اءيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اءكثرهم شاكرين »(63) ولكنّك إ ن اءقبلت على اللّه واءصغيت إ لى حجج اللّه وبيّناته فلا تخف ولا تحزن « إ ن ّ كيد الشيطان كان ضعيفا»(64) والعامّي من الموحّدين يغلب اءلفا من علماء ه ؤ لاء المشركين كما قال اللّه تعالى :

«وإ ن ّ جندنا لهم الغالبون »(65) فجند اللّه هم الغالبون بالحجة واللسان كما هم الغالبون بالسيف والسنان ، وإ نّما الخوف على الموحّد الّذي يسلك الطريق وليس معه سلاح ، وقد من اللّه تعالى علينا بكتابه الّذي جعله :

«تبيانا لكل شي ء وهدى ً ورحمة ً وبشرى للمسلمين »(66) فلا ياءتي صاحب باطل بحجّة إ لاّ وفي القراَّن ما يناقضها وبيان بطلانها كما قال اللّه تعالى :

«ولا ياءتونك بمثل إ لاّ جئناك بالحق واءحسن تفسيرا»(67) قال بعض المفسّرين :

هذه الا ية عامّة في كل ّ حجة ياءتي بها اءهل الباطل إ لى يوم القيامة ، واءنا اءذكر لك اءشياءً مما ذكر اللّه في كتابه جوابا لكلام احتج ّ به المشركون في زماننا علينا)) انتهى . وحاصل مرامه ـ مع طول كلامه ـ اءن ّ الا نبياء السالكين سبيل التوحيد سلكوا طريق الحق ، وكان لهم اءعداءعلماء؛ وعندهم حجج وبينات على ما عندهم ، وكانوا مغلوبين للا نبياء بحججهم الحقّة وبيّناتهم الدافعة لحججهم ، وكانوا غالبين عليهم بالحجج ؛ لكونهم جند اللّه ، فكذلك كل ّ من يكون موحّدا يسلك سبيل الحق ّ له اءعداء من ه ؤ لاء المشركين في زماننا وعندهم حجج يبطلها ما في كتاب اللّه لكونه تبيانا لا بطال كل باطل من الحجج ، ونذكر من الكتاب ماأ جاب اللّه تعالى من حجج المشركين في زماننا بعد ذكر حججهم . ه ذا خلاصة مرامه ، وهو كلام حق يريد به الباطل كما سنبينه ونوضّحه إ ن شاء تعالى . بيان ذ لك اءن ّ حجج الا نبياء على اءعدائهم غير قابل للتشكيك والشبهة إ لا بلجاج وعناد ، وتسمية المعجزات سحرا تعمدا وتعنّتا ، وليس الا مر في كل ّ من يدّعي سلوك طريق الحق ّ مستدلاً بما يقطع ببطلانه العقلاء المتفطّنون كذلك ، بل كل ّ مدّع بالنظر الدقيق الخالي من اللجاج والعناد موقن بحقيقة معتقده ودلالة دليله عليه ، ويدّعي الغلبة على خصمه يزعم كونه من جند اللّه . نعم يوجد بين المجادلين من يوقن بالحق قلبا ويجحده لسانا لا غراض متوقّفة على سلوك ه ذا المسلك ، و إ لى طائفة منهم يشير قوله تعالى :

«وجحدوا بها واستيقنتها أ نفسهم ظلما وعلوّاً فانظر كيف كان عاقبة المفسدين »(68) وكما يرى ممّن يتمسّك في حلية النهب باءن ّ الغزو كسب النبي ّ (ص) متمسّكا بحلية الغنائم الماءخوذة من دار الحرب ، ولا يصغون إ لى كلام من يقول بحرمة ذ لك إ لّا بشروط معيّنة في باب الجهاد ، ولا يقبلون حججهم باللسان مع كونهم مذعنين بذلك بالقلب والجنان حرصا منهم على النهب ، وشوقا لهم منهم إ لى الغصب في اءخذ أ موال الناس بالاختلاس ، ويزيد ذ لك وضوحا ما نذكر في الجواب عن حجج المشركين في زمانهم إ ن شاء اللّه تعالى .

في كيفية جواب اءهل الباطل

ثم قال القائل :

((فنقول جواب اءهل الباطل من طريقين :

/ 10