«فلا تدعوا مع اللّه اءحدا»(32) وقال تعالى :«لَه ُ دَعْوَة ُ الحَق ّ والذين يدعون من دونه لا يَسْتَجيْبُون َلهم بشي ء»(33))) انتهى محل ّ الحاجة . اءقول :خلاصة مقصود المستدل بالا يات اءن ّ الكفّار والمشركين كانوا مقرّين باللّه تعالى ، وكونه رب ّ السماوات والا رض ، وبيده ملكوت كل ّ شي ء ، لكن لم يكن ذ لك توحيدا دعاهم النبي ّ (ص) لعدم الحاجة إ لى الدعوة إ لى ما هم مقّرون به ، فلزم اءن يكون المدعو إ ليه من التّوحيد هو التّوحيد في العبادة ؛ باءن لا يدعوا(34) غير اللّه تعالى ، وتكون عبادتهم خالصة لوجه اللّه تعالى ، وحيث إ نّهم أ نكروا عليه (ص) ؛ فمنهم من اءشرك الملائكة معه ، ومنهم من اءشرك رجلاً صالحا كاللاّ ت ، ومنهم من اءشرك نبيا مثل عيسى عليه السلام قاتلهم النبي ّ على ذ لك ، وكانوا يقولون :«هؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه »(35) كما يقول به المشركون في ه ذا الزمان ،فكما عاملهم النبي ّ (ص) بالقتل والقتال لا جل جعلهم هؤ لاء شفعاء ، ولم يكونوا من اءهل التوحيد ، مع الا قرار باللّه وكانوا مشركين لا جل تشريكهم هؤ لاء به تعالى في العبادة ، فكذلك يكون حال كل ّ من استشفع عند اللّه باءحد من الا نبياء ؛ فإ نّه مشرك يجب المعاملة معه معاملة المشركين . ه ذا خلاصة كلامهم . لكن ّ الا يات المذكورة غير دالّة على مرامهم ، وذلك لا ن ّ الاستفهام في الا يات المذكورة تقريري ّ ، ويتفرّع على إ قرارهم بطلان عملهم ولوازمه ، فيكون حاصل الكلام المتفرّع على إ قرارهم باءن ّ اللّه رب ّ السماوات والا رض ، وبيده ملكوت كل ّ شي ء اءنّه اءي ّ منزلة لهؤ لاء الا لهة الّتي تدعونهم ، وأ ي ّ شي ء يصدر عنهم ممّا هو من شاءن الاُلوهية ، يعني إ ذا كان رب ّ السماوات والا رض هو الّذي بيده ملكوت كل ّ شي ء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، فلا يصدر من غيره شي ء من هذه الامور ، ومع عدم حصول شي ء [من ] غيره ؛ فكيف تجعلون ه ؤ لاء اَّلهة ، وكيف تتوسّلون بشي ء لا يملك نفعا ولا ضرا ، وكيف تستشفعون بمن لا وجاهة له عند اللّه ؟! فإ ن َّ الاستشفاع بشي ء يتوقّف على كونه قابلاً لها بكونه وجيها محترما عند المستشفع إ ليه ، فيكون تسمية ه ؤ لاء اَّلهة خطاءوباطلاً، وجعلهم شفعاء خطاء وباطلاً، والتعظيم والخضوع لهم خطاء وباطلاً ؛ لعدم الموجب لذ لك لهم ؛ لا ن ّ الموجب للتعظيم والتكريم الانتساب إ لى اللّه بنحو من الا نحاء من نبوّة اءو ولاية اءو صلاح ، والخشبة المنحوتة أ و الذهب المصوغ بشكل مرضي ّ لا انتساب إ لى اللّه بنحو من الانحاء المذكورة ، فتكريمهم خطاء وباطل ، والخضوع لهم بما لا يستحقّه غير اللّه تعالى خطاء وباطل . وعلى ه ذا فعمل النبي ّ (ص) مع هؤ لاء المشركين بالمقاتلة إ نّما هو لكونهم مرتكبين للخطايا والا باطيل ، وليس شي ء منها فيما عليه المسلمون المرميّون بالشرك عند ه ؤ لاء الجماعة المستدلّين بهذه الا يات من الاستشفاع بالا نبيّاء والا ئمة :واللّو[ا]ذ بقبورهم ، والاستغاثة بهم في الشدائد، وسياءتي زيادة بيان لذ لك إ ن شاء اللّه تعالى . ثم قوله :((التوحيد الّذي جحدوه هو توحيد العبادة الّذي يسمّونه المشركون في زماننا اعتقاد)) الخ كلام لايفهم معناه ، بل لا محصّل له ؛ إ ذ المشركون في زمن النبي ّ (ص) من عبدة الا وثان المقرّون باللّه تعالى وجحدهم توحيد العبادة غير ملازم لكون توحيد المشركين في زمانهم بزعمهم جحدا لتوحيد العبادة ، بعد عدم عبادتهم وخضوعهم لا حد من الا نبياء والا ولياء بكيفية العبادة والخضوع للّه تعالى ، وتسمية الاستشفاع بهم عبادة لهم غلط واضح ؛ لا ن ّ التوسّل بالشّفيع لا جل الشّفاعة ليس عبادة له ، بل إ ظهار لوجاهتهم عند اللّه ، ولا مماثلة بين استشفاع عبدة الا وثان والمشركين (36) في زمان النبي ّ (ص) ، واستشفاع المستشفعين بالا نبياء والا ولياء حيث إ ن ّ عبدة الا ثان كانوا يعملون من اءصناف العبادة للّه ما يعملون للا صنام ، ويجعلون الصنم معبودا ليقبل اللّه عبادتهم ولم يكن لهم عبادة مخصوصة للّه تعالى ، واستشفاعا بالا وثان ، وه ذا بخلاف استشفاع المستشفعين بالا نبياء والا ولياء؛ فإ ن ّ عباداتهم كلّها للّه ، والاستشفاع كالاستغفار للعفو عن الذّنوب ، واءين ه ذا من ذاك ؟! وقول اللّه تعالى :«ويَعْبُدون َ مِن ْ دُون ِ اللّه ما لا يَضُرُّهُم ْ ولا يَنْفَعُهُم ْ وَيَقوْلُوْن َ ه ؤ لاء شُفَعَاؤ ُنا عِنْدَ اللَّه ِ قُل ُّ اءتُنَبِّئُوْن َ اللَّه َ بما لا يعلم ُ في السَّماوات ِ ولا في الا رض سُبْحَانَه ُ وتعالى عمّا يُشْركُون »(37) صريح في ذم عبدة الا وثان بتركهم عبادة اللّه ، وبعبادتهم الا وثان ، وتسميتهم لها شفعاء ، وجعلهم من لا يستحق ّ العبادة معبودا بعبادة لا يستحقّها غير اللّه تعالى ، وه ذا العمل تشريك منهم للّه جل ّ وعزّ ، وهو لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الا رض . والحاصل اءن ّ عبدة الا وثان لم يكونوا عابدين للّه ، بل كانوا يعبدون الا صنام زعما منهم عدم قابليتهم لعبادة اللّه ، فكانوا يعبدون الا وثان ؛ ليشفعوا لهم عند اللّه ، فتقضي مهمّاتهم وحوائجهم ، ولا مناسبة بين ذ لك وبين الاستشفاع بالا نبياء والا ولياء كما لايخفى ، مع اءن ّ الاستشفاع من اُمور لاتجوز الّا بإ ذن من اللّه تعالى عموما اءو خصوصا ، فالاستشفاع بمن لم ياءذن اللّه جعله شفيعا باطل وحرام يدل ّ عليه قوله تعالى :«من ذا الّذي يشفع عنده إ لاّ بإ ذنه »(38) وقوله تعالى :«ولا يشفعون إ لاّ لمن ارتضى »(39) فان ّ عدم شفاعة الشّفعاء إ لّا بالا ذن في الشفاعة يستلزم لزوم الاستيذان في الاستشفاع للمستشفعين ومن يُستشفع به ، فمن لم يجعل شفيعا من قبل اللّه لا يستشفع به لكونه غير ماءذون فيه . وبتقرير اَّخر لا يُشَفِّع ُ(40) اءحد عند اءحد اءحدا ما لم يعلم اءو يظن كونه مقبول الشفاعة ، فمن يمكن معرفة كونه كذلك كالمقربين عند السّلاطين والا كابر والخصيصين من اءصحاب العلماء يستشفع به ؛ لدلالة ه ذا الموقف على جواز الاستشفاع به وذلك اءمر عقلائي ّ ومن لم يعرف به ذا الوصف ، فلا دليل على جواز الاستشفاع به بل يعدّ التوسل والاستشفاع به لغوا وباطلا لا يقدم عليه إ لاّ السفيه والعابث . وحينئذٍ فنقول :إ ن ّ الا نبياء والا ولياء حيث إ نّه معلوم كونه مقبول الشفاعة عند اللّه جاز التوسّل بهم ، واءمّا الخشب المنحوت والذهب المصوغ بشكل نبي ّ اءو ملك اءو رجل صالح فلم يعلم كونه مقبول الشفاعة بل المعلوم عدمه ، فكيف يجعل شفيعا عند اللّه ؟ ولا جل ذ لك اءمر اللّه تعالى رسوله الا كرم (ص) :«قُل ْ اءتُنَبِّئُون َ اللّه بما لا يَعْلَم ُ في السماوات والا رض »(41) يعني هل تخبرون اللّه العالم بكل الا شياء بما ليس في السماوات والا رض . وحاصل الكلام اءن ّ الشريك للّه تعالى ليس في السماوات والا رض حتّى يعلمه ، وشفيع يقبل شهادته عند اللّه مما لا يضر ولا ينفع اءيضا ليس في السماوات والا رض حتّى يعلمه اللّه تعالى ، فقولهم :ه ؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه شي ء ينبئون اللّه بما لا يعلم في السماوات والا رض . ثم إ ن ّ الظاهر اءن ّ مراده بالمشركين في زماننا هم المستشفعون بالا نبياء والا ولياء ، العائذون بهم ، اللائذون بقبورهم ، والمستغيثون (42) بهم في الشدائد، لكن لم يعلم اءن ّ المشار إ ليه بالضّمير في ((يسميه )) هل هو جحد التوحيد في العبادة اءو غيره ؟ فان كان مرجع الضمير هو جحد التوحيد في العبادة فهو ـ مع اءنّه غير قابل لتسميته اعتقادا ، فإ ن ّ الا نكار اءمر عدمي لا يصح ّ اءن يجعل من قبيل الاعتقاد الّذي هو وجودي ـ كذب صريح ، فإ ن ّ اءحدا ممّن يستشفع بالا نبياء والا ولياء لم يجحد التوحيد في العبادة حتّى اءنّهم جعلوا عبادة المرائي باطلة بعدم الخلوص فكيف يسمّون شيئا لم يقولوا به اعتقادا ، وإ ن كان مرجع الضمير غير جحد التوحيد في العبادة ؛ فليس في الكلام ما يدل ّ عليه . والحاصل اءنّي لم اءستفد من ه ذه العبارة معنى متصوّرا معقولاً ، لكنك عرفت ممّا تقدّم اءن ّ قوله :((وعرفت اءن ّ رسول اللّه (ص) قاتلهم على ه ذا الشّرك ودعاهم إ لى الا خلاص )) تخصيص لا دليل عليه ؛ لاشتمال أ فعالهم على خطايا اءربع كلّها اءباطيل ؛ فلا دليل على اختصاص فعل النبي ّ (ص) ومقاتلة رسول اللّه معهم بخصوص اءحد الخطايا والا باطيل ، ولو فرضنا الاختصاص فهو بالنسبة إ لى عبدة الا وثان ، فلا ربط له بالمستشفعين بالا نبياء و الا ولياء والداعين لهم للوساطة والشفاعة ، من غير اءن يجعلوهم معبودا يعبدونهم بما يعبدون اللّه به وخضوعهم لهم بغير تلك الكيفية ليس بعبادة لهم ، بل هو تعظيم وتكريم لهم باعتبار انتسابهم إ لى اللّه بالاضافة التشريفيّة . ثم قال :((وتحققت اءن رسول اللّه (ص) قاتلهم لتكون الطاعة كلّها للّه ، والنّذر كلّه للّه ، والذّبح كلّه للّه ، والاستغاثة كلّها للّه ، وجميع انواع العبادات للّه ، وعرفت اءن إ قرارهم بتوحيد الربوبيّة لم يدخلهم في الا سلام ، واءن ّ قصدهم الملائكة والا نبياء يريدون شفاعتهم والتقرّب إ لى اللّه بذلك هو الّذي اءحل ّ دماءهم واءموالهم ، عرفت حينئذٍ التّوحيد الّذي دعت إ ليه الرّسل واءبى عن الا قرار به المشركون . اءقول :خلاصة مقصود القائل اءن ّ النبي ّ قاتل الكفّار لكون دعائهم ونذرهم وذبحهم لغير اللّه تعالى ، واستغاثتهم وعباداتهم لغيره تعالى ، ودعاهم إ لى فعل ذ لك كلّه خالصا لوجهه الكريم ، فانكروا عليه فقاتلهم ليردّهم عن ذ لك إ لى اءن يكون كل ذ لك للّه ، وقصدهم في هذه الا عمال للملائكة اءو الا نبياء اءو الا ولياء للشفاعة عند اللّه عزّ وجل ّ والتقرّب به لم يدخلهم في الاسلام بل اءحل دماءهم واءموالهم للمسلمين ، يريد به ذا البيان تاءكيد ما ذكره من اءن ّ النبي ّ (ص) إ نّما كان يدعو المشركين المقرين باللّه إ لى التوحيد في العبادة . انتهى خلاصة المرام . لكن غير خفي على المتدبّر الخبير والمتدرّب البصير اءن ّ دعوة النبي ّ (ص) له ؤ لاء المشركين إ لى التوحيد في العبادة غير مناف ٍ لدعوتهم إ لى وحدة الذّات والا قرار بكون اللّه تعالى خالق السماوات والا رض ، وبيده ملكوت كل ّ شي ء بعد جعل الشريك له في العبادة دليل على قصورهم عن معرفة وحدة الحق ّ بالذات ؛ فإ ن ّ العارف بذلك لا يمكن اءن يسمّي غيره كائنا ما كان إ لها ، ولا يمكن اءن يستشفع بغيره للقرب إ ليه كما قال مولانا أ مير المؤ منين عليه السلام في دعائه :((اللهم إ نّي اءتقرّب إ ليك بذكرك واستشفع بك إ لى نفسك الخ ))(43) ولا يمكن اءن يعبد غيره بالكيفيّة الخاصّة به ، وعلى ه ذا كان دعوة النبي ّ (ص) لهم إ لى معرفة حقيقة التوحيد الذاتي ّ لا خصوص التوحيد بالعبادة ، فانكروا عليه ذ لك «وقالوا اءجعل الا لهة إ ل ها واحدا إ ن ّ ه ذا لشي ء عجاب »(44) واءيضا قالوا:«امْشوا واصبروا على اَّلهتكم إ ن ّ ه ذا لشي ء يراد ما سمعنا به ذا في الملّة الا خرة ِ إ ن ه ذا إ لاّ اختلاق ٌ» بل كانوا شاكيّن في وجود اللّه الواحد حيث قالوا لصالح عليه السلام حين قال لهم :«ياقوم اعبدوا اللّه مالكم من إ له غيره هو الّذي اءنشاءكم من الا رض واستعمركم فيها»(45):«يا صالح قد كُنْت َ فينا مرجوا قبل ه ذا اءتنهانا اءن نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ اَّباؤ نا وإ نّنا لفي شك ّ ممّا تدعوننا إ ليه مُريب ٍ»(46) مضافا إ لى اءن ّ الحاق المستشفعين بالا نبياء والا ولياء واللائذين بقبورهم بالمشركين في زمن النبي ّ (ص) لا دليل عليه حتّى القياس الممنوع ؛ لا نهم مع استشفاعهم بالا نبياء والا ئمة :وقبورهم مقرّون بالتوحيد الذاتي ّ والا وصافي ّ والا فعالي ّ والعبادي ّ حتّى اءنّهم حكموا ببطلان عبادات المرائي كما اءشرنا إ ليه اَّنفا ، فكيف يلحقونهم به ؤ لاء الثابت عليهم الخطاء والباطل في المقامات الا ربعة المتقدّمة ، وعدم اعتقادهم بالتوحيد في شي ء من أ قسام التوحيد. وفي قوله :((اءن ّ رسول اللّه (ص) قاتلهم لتكون الطاعة كلّها للّه ، والنذر كله للّه ، والذبح كله للّه )) إ شارة إ لى اءن ّ المشركين في زمانهم ينذرون ويذبحون لغير اللّه ، ويستشفعون بغيره ، فيجب قتالهم كما فعل النبي ّ (ص) ذ لك بالمشركين في زمنه ، لا جل فعلهم الا فعال لغيراللّه ، لكن ذ لك ـ بالنسبة إ لى من يعتقدونه (47) مشركا في زمانهم ـ كذب واضح ؛ إ ذ ليس أ حد من المسلمين ينذر لغير اللّه اءو يذبح لغيره تعالى ، مثلاً من اءراد ولدا وطلبه من اللّه يقول :للّه علي ّ صوم كذا أ و صدقة كذا إ ن رزقني ولدا ، وكذا يقولون :للّه علي ّ ذبح شاة إ ن رزقت ولدا ، والذّبح في الحج ّ والا ضحيّة فمعلوم اءنّه للّه ، اءمّا نذر الذّبح لحضرة العبّاس عليه السلام المتداول بين عوام النّاس ؛ فهو اءيضا ذبح للّه ، وإ ن كان تعبيرهم قاصرا عن مقصودهم ؛ فإ ن ّ مقصود النّاذر كذ لك النذر للّه على اءن يذبح ويتصدّق به ليكون ثوابه راجعا إ ليه عليه السلام ، فيكون هدية تهدى لكون قضاء حاجته بشفاعته له عند اللّه في تلك الحاجة . والحاصل اءن ّ كل ّ المسلمين المستشفعين بالا نبياء والا ولياء لا يقصدون بذ لك كلّه إ لّا اللّه معتقدا كونهم واسطة لفيضه ، [ و ] رابطة بين العبد وربّه بإ ذن من اللّه لهم في ذ لك ، قال اللّه تعالى :«في بُيُوت ٍ اءذِن َ اللّه اءن تُرْفَع َ وَيُذْكَرَ فِيها اسمه يسبِّح ُ له فيها بالغُدُوِّ والا صال ِ رِجال ٌ لا تُلْهِيْهِم ْ تجارَة ٌ ولا بيع ٌ عن ذكرِ اللّه »(48) الخ المفسّر على ما في تفسير الثعلبي بما رواه عن اءبان بن تغلب عن بقيع بن حارث عن اءنس بن مالك وبريدة عن النبي ّ (ص) اءنّه (ص) سئل لمّا قراء الا ية :اءي ّ بيوت هذه البيوت ؟ فقال :بيوت الا نبياء:فقام اءبو بكر وقال :يا رسول اللّه (ص) بيت علي ّ عليه السلام وفاطمة عليها السلام منها؟ فقال :نعم من اءفاضلها(49) . وقوله (ص) :((من اءفاضلها)) دال ّ على ما حققّناه في شرح [ الـ ] زيارة الجامعة من اءن ّ بيت النبوّة هو بيت النبي ّ (ص) ، وبيوت النبييّن من فروعه ، واءفضليّة بيت علي ّ عليه السلام باعتبار كونه بيت النبي ّ (ص) كما تدل عليه اَّية المباهلة ؛ حيث جعل (ص) عليا عليه السلام داخلاً في «اءنْفُسَنا»(50) ولذ لك قلت في ذ لك :بيت اَّل المصطفى مُذ بدعااءذِن َ اللّه له اءن يُرْفعا ليس َ رفع ُ البَيت ِ من بنيانِه ِهو شاءن ٌ من شؤ ون الرفعا رفعه من ذَكَرَ اسم َ اللّه فيه من رجال ٍ خشّع ٍ والركعا ليس يلهيهم ْ عن الذكر هوى نَفْسِهِم ْ من تاجرٍ اءو بَيِّعا من شؤ ون الذِّكرِ لَه ْ اءن ْ يَجعلوارب َّ ذاك َ البيت ِ عبدا شافعا.فقد تحقّق لك مما ذكرت اءن ّ المشركين لم يكونوا مقرّين بتوحيد الربوبيّة حتّى يدخلهم ذ لك في الا سلام ؛ لا ن ّ توحيد الرّبوبيّة لا يجتمع مع الشرك لسائر مقامات التوحيد ،وعلمت اءن ّ استشفاع المشركين باَّلهتهم غير قابل للقياس على استشفاع المستشفعين بالا نبياء والا ولياء: