إ يقاظ عرفاني وإ لهام رباني - رسالة فی رد مذهب الوهابیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة فی رد مذهب الوهابیة - نسخه متنی

السید محمد عصار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


لاضير فيه ولا قبح يعتريه . وعلى ه ذا فاللازم عَلى القائل عدم إ نكار الاستشفاع بهم :

عند قبورهم ، لا ن ّ الاستشفاع ليس بعبادة ، وكون الشّفاعة للّه الحق ّ لايدل ّ عَلى كون الاستشفاع استغاثة عباديا بل إ نها اءمر يقدر عليه العبد المتقرب إ لى اللّه وليست من الاُمور الّتي لا يقدر عليهاإ لاّ اللّه تعالى ، وه ذا تمام الكلام في عدم كون دعائهم :

عند قبورهم دعوة لغير الحق ّ ، اءودعوة مع اللّه اءحدا . واءمّا من حيث كونهم اءمواتا لا يسمعون ولا يفهمون فلا ن ّ عدم سماعهم وفهمهم لكلام من يتوسل بهم ويطلب شفاعتهم غير ثابت ، بل القراَّن ناطق بخلافه في قوله تعالى :

«ولا تحسبن َّ الّذين َ قُتلوا في سبيل ِ اللّه ِ اءمواتا بل اءحياءٌ عندَ ربّهم يرزقون فَرِحِين بما اَّتاهُم ُ اللّه ُ مِن ْ فضلِه ِ ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم مِن ْ خَلْفِهِم ْ اءلاّ خَوْف ٌ عَلَيْهِم ْ وَلا هُم يَحْزَنُون َ»(229) الا ية . ولا يتوهّم اءن ّ النبي ّ (ص) غير مقتول ، اءمّا اءوّلا فلا نّه قد صح ّ عنهم :

اءنّهم قالوا :

((ما منا إ لاّ من هو مقتول اءو مسموم ))(230) . وثانيا فلا نا نقول بتعميم المقتول في سبيل اللّه ؛ فإ ن ّ الا نبياء واءوصياءهم :

جاهدوا مع اءنفسهم في سبيل اللّه ؛ وهو الجهاد الا كبر الّذي قال فيه رسول اللّه (ص) لا صحابه حين رجعوا من غزوة ذات السلاسل :

((رجعتم وقضيتم الجهاد الا صغر وبقي عليكم الجهاد الا كبر قالوا له (ص) وما الجهاد الاكبر ؟ قال (ص) الجهاد مع النفس ))(231) فهم بالمقاتلة مع النفس يحسبون مقتولين في سبيل اللّه وليسوا باءموات ، بل هم :

«اءحياء عند ربّهم يرزقون فرحين بما اَّتاهم اللّه من فضله »(232) كيف لا يكون كذ لِك والنفس روحانية البقاء ، والنفوس القدسية باقية ببقاء اللّه ، بل لا فناء لكل ّ نفس وجدت وخلقت ، ولولا ذ لِك لبطل الثواب والعقاب في عالم البرزخ وبعده ، و إ لى ذ لِك يشير قوله (ص) :

((خلقتم للبقاء لا للفناء)) وهو الفرق بين الا نسان وغيره من الحيوانات والجمادات ؛ فإ نها بموتها تفنى دون الا نسان ، واءن ّ كل ّ مجرّد عاقل شاعر غير غافل فكيف بالا ولياء والمقرّبين فإ نّهم يسمعون الكلام ، ويردّون الجواب ، ويفهمون ، الخطابات ، ويعلمون الحوائج ؛ لعدم غفلتهم عن حوائج المحتاجين ، و كيف لا يكون كذ لِك وقد قال اللّه تعالى :

«إ ن ّ اللّه َ وملائِكَتَه ُ يُصَلُّون َ على النَّبي ّ يا اءيّها الذين اَّمَنوا صَلُّوا عَلَيْه ِ وَسَلِّمُوا تَسْليما»(233) والخطاب عام ّ ولا يختص ّ بزمان الحياة ولا بغير قرب القبر المطهر. والا خبار في إ كثار الصلاة عليه (ص) اءكثر من اءن تُحصى ، ولا اختصاص لها بحال حياته ، ومن الا خبار الدالة صريحا عَلى سماعه (ص) للصّلاة عليه بعد ارتحاله وموته ما رواه في دلائل الخيرات من اءنّه سئل رسول اللّه (ص) :

اءراءيت صلاة المصلين عليك ممّن غاب عنك ومن ياءتي بعدك ما حالها عندك فقال (ص) :

((اءسمع صلاة اءهل محبتي ، واءعرفهم ، وتعرض علي ّ صلاة غيرهم عرضا)) واءيضا يدل ّ عَلى ذ لِك ما صح ّ عن المعصومين :

في وظائف الدّاعي ، حيث عدّ منها الصلاة عَلى النبي ّ (ص) قبل طلب حاجاته من اللّه تعالى وبعده . ومعللاً بحصول الاستجابة للصلاة اءوّلا واَّخرا ، فلا يردّ مابينهما من طلب الحاجات ؛ فيستجاب باستجابتهما ، وه ذا بنفسه تكريم من اللّه تعالى للنبي ّ (ص) . ويدل عَلى ذ لِك عدّ الشّفيع والمشفّع وصاحب الشّفاعة من اءسماء النبي ّ (ص) واءوصافه ، فكما اءن ّ جميع اءسمائه واءوصافه واءلقابه وكناه غير مختص ّ بحال حياته ، بل يعم ّ بعد مماته اءيضا ، وكذ لِك الشفيع وصاحب الشّفاعة لا يختص ّ بحال حياته اءو في القيامة بعد حشره ، كما اءن ّ الاستشفاع به (ص) غير مختص ّ بإ يقاعه عند قبره الشّريف ، بل يعم ّ المساجد و المعابد واءوقات الدّعوات . واءيضا استحباب السلام في التشهد بعبارة :

((السلام عليك اءيها النبي ّ ورحمة اللّه وبركاته )) دليل عَلى سماعه للسلام وفهمه للمرام ، فكيف لا يكون كذ لِك والسلام عَلى اءموات المؤ منين حال زيارة اءهل القبور بالعبارات المختلفة ، والكيفيات المتعدّدة ، والطرق العديدة الواردة عن المعصومين :

، ومنها السلام بهذه الكيفيّة :

((السلام عَلى اءهل لا إ له إ لاّ اللّه )) إ لى اَّخره ومنها:

((السلام عليكم يا اءهل الدّيار من المؤ منين والمسلمين )) إ لى اَّخره ومنها غير ذ لِك المكتوبة المدوّنة في محالها ، ومن اءرادها فليراجع مظانّها ـ ممّا لا يقبل الا نكار ، فكيف بمثله (ص) . والالتزام بكون زيارة اءهل القبور والتسليمات عليهم تعبدا صرفا بدعوى عدم إ دراكهم لذ لِك شطط من الكلام ، وكدعوى ذ لِك في تلقينه الشهادتين حال دفنه ، وعدم إ دراكنا لكيفية علمهم ، وخصوصيات إ دراكهم ، والتفاتهم للتسليمات المتوجهة إ ليهم من الا حياء لا ينافي واقع إ دراكهم وسماعهم لكلام زائريهم تعبدا بقول من اءمر بالسلام عليهم المطّلع عَلى اءحوالهم ، فإ نّه (ص) قد اءخبرنا في صحيح الخبر بالتفاتهم وإ دراكهم ، وهو اءعلم بما قال واءخبر (ص) . فتلخّص من جميع ما ذكرنا من الا دلة اءن ّ الا نبياء والا ولياء يسمعون ويفهمون بعد ارتحالهم ومماتهم ودفنهم في القبور ، كما يسمعون ويفهمون كلام من يخاطبهم حال حياتهم . واءمّا زيارة قبورهم والتوسّل بهم عند مراقدهم فلمزيّة النظر والتوجّه لهم إ لى قبورهم لا جل التوجّه إ لى زائري قبورهم واللائذين إ لى مراقدهم والعائذين عند ضرائحهم . ولو أ غمضنا عن جميع ما ذكرنا واعترفنا ( والعياذ باللّه ) باءنّهم لا يسمعون الكلام ، ولا يفهمون الخطاب ، وفرضناهم ( نستجير باللّه ) كالخشبة المصنوعة صنما لا يدرك شيئا فحينئذٍ يكون التوسل بهم لغوا وعبثا لا ينبغي اءن يصدر من العقلاء والعلماء ، واءين ه ذا من الشرك والكفر ، واءن ّ ذ لِك لا يعدّ شركا ولا كفرا لا عرفا ولا لغة . فإ ن قال القائل :

إ نّه صرّح القراَّن بكون ذ لِك شركا بالنسبة إ لى عبدة الا وثان ، وه ذا العمل مطابق لعمل المشركين في زمن النبي ّ (ص) حيث إ نّهم كانوا يستشفعون بالا صنام والا وثان الغير المدركة لشي ء وكانوا يقولون :

«ه ؤ لاء شفعاؤ نا عند اللّه » . قلت :

قد سبق الجواب عن ه ذا المقال مرارا باءن ّ إ طلاق المشرك الكافر عليهم لم يكن لمخاطتهم تلك الا صنام بل إ نّما هو لاُمور اُخر مرّ ذكرها من تسميتهم لها اَّلهة ، ومن عبادتهم لها عبادة اللّه الحق ّ في الكيفية ، بل كانوا يسمّون ذ لِك عبادة لا لهتهم ، ومن حيث عدم كون تلك الا صنام صاحب الشّفاعة من عند اللّه تعالى ذ لِك من جهات الفرق الّتي سبقت في كلماتنا مرارا فالقياس مع بطلانه من اءصله قياس مع الفارق ، وليس بكاشف عن الحقائق . ثم إ ن ّ لنا سؤ لا إ لزاميا من ه ذا القائل ، وهو اءن ّ من يريد اءن يناجي ربّه في مصلاّ ه فيقول :

اللّهم إ ني اءتوجّه اليك بنبيك نبي ّ الرّحمة صلواتك عليه واَّله ، واءقدّمهم بين يدي حوائجي ، فاجعلني بهم عندك وجيها في الدنياوالاّ خرة ، وافعل بي كذا وكذا هل يعدّ ه ذا الكلام شركا وكفرا اءو اءنّه جائز وليس بشرك ولا كفرا؟ فإ ن ّ قال :

ه ذا كفر وشرك فيقال له :

كذبت ولئمت لا يرجع ه ذا الكلام إ لى ما يكون كفرا وشركا في اللّغة ولا في المحاورات العرفية ، وإ ن اعترف باءن ّ ه ذا الكلام ليس بشرك ولا كفر ، فنساءله إ ن فرضنا اءنّه نطق به ذا الكلام عند قبر النبي ّ (ص) اءو اءحد اءوصيائه ، كيف يكون شركا وكفرا؟ فإ ن قال :

ذكره عند قبورهم اءيضا ليس بشرك ولا كفر و حينئذٍ نقول :

فإ ن قال بدل ذ لِك :

يا وجيها عند اللّه اشفع لي عند اللّه اءن يفعل بي كذا وكذا ، هل يصير شركا وكفرا؟ فإ ن اعترف باءنّه اءيضا ليس بشرك ولا كفر ثبت مطلوبنا ، وبطل ما ادّعاه ، وإ ن اءنكر فنساءله عن دليل ذ لِك ونطالبه بالفرق بين هذه العبارة والعبارة الا ولى الّتي معناها الاستشفاع اءيضا؛ اذ معنى التوجّه إ لى اللّه بالنبي ّ (ص) وتقديمه (ص) بين يدي حوائجه جعله شفيعا عنده ولا يعقل اءن يكون الفرق من جهة المكان إ لاّ اءن يقول :

إ ن ّ الفرق من حيث المخاطبة للميت ولا شك اءن ّ المتقدم للشّفاعة قدر على الشفاعة ، ويفهم كلام من استشفع به عند اللّه وإ ن كان ميتا ظاهرا وإ لاّ لم يكن يقدم لذ لِك اءو يقول إ نّه دعوة لغير الحق ّ ، وقد اءجبنا عن ذ لِك مرارا فلا نعيده ، ومن لم يهده اللّه فلا نفيده . ثم قال القائل :

((ولهم شبهة اُخرى ؛ وهي قصة إ براهيم عليه السلام لمّا اُلقي في النار اعترض له جبرئيل عليه السلام في الهواء فقال :

اءلك حاجة ؟ فقال إ براهيم عليه السلام :

((اءمّا إ ليك فلا)) قالوا :

فلو كانت الاستغاثة بجبرئيل شركاً لم يعرضها عَلى إ براهيم عليه السلام فالجواب اءن ّ ه ذا من جنس الشبهة الاُولى ؛ فأ ن ّ جبرئيل عرض عليه اءن ينفعه باءمر يقدر عليه ، فإ نّه كما قال اللّه تعالى فيه :

«شديدُ القُوَى »(234) فلو اءذن اللّه تعالى له اءن ياءخذ نار إ براهيم وما حولها من الا رض والجبال ويلقيها في المشرق اءو المغرب لفعل ، ولو اءمره اءن يرفعه إ لى السماء لفعل ، وه ذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه اءن يقرضه اءو يهبه شيئا يقضي به حاجته ، فياءبى ذ لِك الرّجل المحتاج اءن ياءخذ ويصبر حتى ياءتيه اللّه برزق لا منّة فيه ، فاءين ه ذا باستغاثة (235) العبادة والشرك لو كانوا يفقهون )) انتهى . وخلاصة مرامه اءن ّ القدرة عَلى الفعل الّذي يريده الطالب من (236) المطلوب منه شرط في جواز الاستغاثة به ، وكان جبرئيل عليه السلام قادرا عَلى جميع ما كان يحتاج إ براهيم عليه السلام ، واءمّا الا نبياء والا ولياء المقبورون (237) فلا يقدرون عَلى شي ء؟ فلا يجوز الطلب منهم . والجواب عن ه ذا الكلام يعلم مما ذكرنا اَّنفا من اءن ّ الاستغاثة بالعبادة لا معنى له ، فإ نّه ليس اءحد ممن يستشفع بالا نبياء والا ولياء:

عابدا لهم عند دعوتهم ، والاستغاثة والاستشفاع بهم ، بل هذه العبارة غلط لا تفيد(238) اءصلا؛ لا ن ّ الاستغاثة شي ء يحصل باءلفاظه خاصّة دون العبادة ؛ فإ نّها خضوع وخشوع مخصوص يحصل باءفعال مخصوصة لا باللفظ وإ نّها وإ ن ّ تضمنت اءيضا اءلفاظا مخصوصة لكن لا ربط لها بالاستغاثة ، ومن اءن ّ الا نبياء والا ولياء بعد موتهم «اءحياء عند ربهم يرزقون »(239) فيسمعون الكلام ، ويفهمون ، الخطاب ويردون الجواب ، وعدم سماع جوابهم بالا ذان الظاهرية لا ينافي علمنا بالجواب منهم ، إ مّا بإ عطائهم ما نساءل اللّه بتوسطهم من الحاجات من رزق ، اءو ولد ، اءو شفاء مرض اءو غير ذ لِك ، اءو بردّهم إ يّانا بإ سماع الكلام لنا في الخلسة اءو في النعاس ، اءو في النّوم ، فيفهّمونا عدم كون تلك الحاجة صلاحا لنا ، اءو بعدم الاعتناء بنا فيما شفعناهم عند اللّه ، ونفهم ذ لِك ، بل إ نّهم يفهّمونا ذ لِك بقضاء بعض حوائج المحتاجين دون بعض ، فنعلم اءنّه لم يكن صلاحا بالنسبة إ لينا كما نشاهد ذ لِك في دعوة اللّه تعالى مع قوله تعالى :

«ادعوني اءسْتَجب ْ لكم »(240) الا ية من إ جابة بعض الحوائج دون بعض ، فنعلم صلاح ما اءجابنا فيه من الدّعوات ، وعدم المصلحة في بعضها الا خر الّذي ما استجابه (241) ، وقد حققنا في بعض مصنفاتنا معنى قوله تعالى :

«واذا ساءلك عبادي عني فإ ني ّ قريب ٌ اُجيب ُ دعوة الداع ِ»(242) الا ية لا يناسب ذكره هنا. الحاصل اءن ّ الاعتقاد باءنّهم «اءحياء عند ربّهم يرزقون »يلزمه الاعتقاد بأ نّهم يسمعون الخطاب ويردون الجواب ولو اءغمضنا عن ذ لِك وقلنا بعدم سماعهم الكلام ، فلا محذور في دعوتهم إ لاّ العبث واللغوية لا الكفر والشرك ، وقياس ذ لِك بعبادة الا صنام الغير المدركين لشي ء قياس مع الفارق بيّناه مرارا. ه ذا كلّه مع اءن الجواب المذكور لا يردّ الشبهة المذكورة الراجعة إ لى الاعتراض عَلى إ طلاق كلام القائل حيث إ نّه كان يجعل مطلق الاستغاثة بالمخلوق شركا وكفرا والعدول عن الاطلاق إ لى التقييد بالمخلوق الغير القادر ، و إ لى الاستغاثة بالعبادة الّتي ما حصلنا لها معنى محصلا لا يرفع الاعتراض عَلى إ طلاق الكلام . فتحصل من عدوله رفع اليد من إ طلاق كلامه ولم يبق له إ لاّ صورة التقييد وقد اءوضحنا بطلانها وفساد برهانها ، والحمد للّه عَلى ما هدانا وله الشكر عَلى ما اءولانا .

إ يقاظ عرفاني وإ لهام رباني

وهو اءنّه يفهم ويعلم من قصة إ براهيم عليه السلام صدرا وذيلا اُمور نوضّحها بعد ذكر تمام القصّة ؛ فإ نّه عليه السلام بعد سؤ ال جبرائيل عليه السلام له (243) :

أ لك حاجة قال :

((اءمّا لك فلا ، واءمّا إ لى اللّه فعلمه بحالي يكفي عن سؤ الي ))(244). منها اءن ّ جبرئيل عليه السلام اءراد بيان اءن ّ الاستغاثة وطلب الحاجة من المقرّبين إ لى اللّه تعالى جائزة ، وليست من الدّعوة لغيراللّه تعالى في شي ء . ومنها امتحان إ براهيم عليه السلام في صبره عَلى البلاء في مقام نصرة دين اللّه . ومنها الاطلاع عَلى ما عنده من العلم والمعرفة باللّه تعالى ، ومعرفة فضله على الا نبياء قبله . ومنها إ علام النّاس بمقامه عليه السلام من الجواب الّذي كان يجيبه . ومنها ما اءفاده عليه السلام بجوابه :

((اءمّا إ ليك فلا)) من دفع توهم جبرئيل عليه السلام اءنّه معرض للحاجة واءنه عليه السلام مظهر له إ يّاها عَلى تقدير وجودها . ومنها ما اءفاده عليه السلام اءيضا ((واءمّا إ لى اللّه )) المحذوف جوابه يعني فنعم ، من اءن كل ّ الحاجات إ ليه ؛ لا نّه لا يقدر عَلى قضائها غيره تعالى ، ولا يملك الاُمور سواه . ومنها ما اءفاده عليه السلام اءيضا بقوله ((علمه بحالي حسبي عن سؤ الي )) بعد كونه جوابا لسؤ ال مقدر من جبرئيل عليه السلام وهو اءنّه بعد قول إ براهيم عليه السلام :

((اءمّا إ لى اللّه فنعم )) كان في نيّته وعزمه السؤ ال عن وجه عدم إ ظهارها للّه تعالى ، فقال عليه السلام قبل إ ظهاره ذ لِك ما قال من اءن ّ علمه بحالي حسبي عن سؤ الي . ومنها الا شارة بالجواب المذكور إ لى اءن ّ العارفين باللّه المخلصين له والمشتاقين إ ليه لا يساءلون اللّه دفع شي ء ممّا بهم من الا لام والا ذى ، لعلمهم باءن اللّه فعل بهم وفي حقّهم ما يصلحهم ويحتاجون إ ليه من غير سؤ ال لفظي وإ لحاح نطقي ، واءنّه تعالى يدفع عنهم ما يضرّهم وما لا ينفعهم ؛ لعدم الحاجة إ ليه ، وإ نّما يساءل اللّه تعالى الحوائج المنظورة لهم والمستحسنة عندهم بعقولهم المشوبة بالا وهام اءرباب العقول الناقصة ، وقد تقدّم اءن معنى :

«اُدْعُوني اءسْتَجِب ْ لَكُم ْ»(245) وقوله تعالى :

«اُجيب ُ دَعْوَة َ الدّاع ِ إ ذا دَعان ِ»(246) حققناه في بعض مصنفاتنا وتلك الاشارة كانت لا جل تنبيه جبرئيل عليه السلام إ لى اءن ّ سؤ اله عن وجه ترك طلب الحاجة من اللّه تعالى في سويداء قلبه لا وجه له ، وفي غير محلّه ، وكاءنّه قال :

يا جبرئيل لا ينبغي لمثلي طلب شي ء من اللّه تعالى لا نه يفعل بي وفي حّقي ما هو الا صلح لي من غير طلب وسؤ ال مني ، واللّه العالم بحقيقة معاني مقاله ، كما اءنّه تعالى هو العالم بحقيقة حاله ، ونساءل اللّه تعالى اءن يصلّي على محمّد واَّله وعليه صلوات اللّه عليهم اءجمعين .

خاتمة في معنى الا سلام

ثم قال القائل :

((ولنختم الكلام بمساءلة عظيمة مهمة تفهم ممّا تقدّم ، لكن نفرد لها الكلام لعظم شاءنها ولكثرة الغلط فيها فنقول :

لا خلاف في اءن ّ التّوحيد لابدّ اءن يكون بالقلب واللّسان والعمل ، فإ ن اختل شي ء من ه ذا لم يكن الرجل مسلما)) انتهى محّل الحاجة . اءقول وكأ ن ّ القائل به ذا الكلام لم يطّلع عَلى الخلاف العظيم بين العلماء في اعتبار الاُمور الثّلاثة في الا سلام اءو الاعتقاد بالقلب والاقرار باللّسان اءو هو الاعتقاد بالقلب ؟ حتّى اءن ّ بعضهم عبّر عن اعتبار الاُمور الثّلاثة بقوله :

هو الاعتقاد بالجنان والا قرار باللّسان والعمل بالا ركان ، وبعضهم ـ وهم الا كثر ـ قالوا باءن ّ العمل بالا ركان للفرار عن الفسق لا لحصول الا سلام ، والاقرار باللّسان كاشف عمّا هو حقيقة الا سلام الّذي هو الاعتقاد بالجنان . والحق اءن ّ الا سلام عبارة عن الاعتقاد بالجنان بشرط عدم الجحود باللّسان ، فمن اءقرّ باللّسان وكان جاحدا بالجنان فهو خارج عن الا سلام ؛ لكون الجحود في الباطن مخرجاله عن كونه من اءهل التّسليم الحقيقي ، وإ ن كان نفي الاسلام عنه في الظّاهر محرّما لقوله تعالى :

«ولا َتقولوا لمن اءلقى إ ليكم السّلام لست مؤ منا»(247). والحاصل اءن ّ القول بعدم الخلاف في اعتبار الاُمور الثّلاثة في الا سلام كاشف عن عدم الاطلاع عَلى الاُمور اءو التقصير في العثور ، [و]كيف لايكون كذ لِك وقد قال اللّه تعالى :

«وَمَن ْ يُؤ من ْ باللّه ِ يَهْدِ قلْبَه ُ وَاللّه ُ بِكُل ِّ شَي ءٍ عَليم ٌ»(248) حيث نسب الهداية إ ليه بالقلب مؤ كدا بكون اللّه عالما بكل الخفيات الّتي منها ما هو ثابت في القلب . ه ذا مضافا إ لى دلالة لفظ الا سلام الماءخوذ من التّسليم في ذ لِك ؛ فإ ن ّ التّسليم يحدث اءوّلا في القلب ، ثم يتبعه الجوارح ، و اللسان يتبعه بالا ظهار وساير الجوارح بالعمل ، وه ذا واضح عند المنصف لا عند المعاند المعتسف .

قل لمن يرشد أ علام الهدى اءنت لا تعرف حقّا مسلما كيف تَرجواءن تكون مهتدي (249)اءنت كفّرت بجهل مسلما.

ثم قال :

((فإ ن اءخل ّ بشي ء من ه ذا لم يكن الرجل مسلما ، فإ ن عرف التّوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإ بليس واءمثالهما. وه ذا يغلط فيه كثير من النّاس يقولون :

ه ذا حق ّ ، تفهم ه ذا اءنّه الحق ّ ، ولكن لا نقدر اءن نفعله ولا يجوز عند اءهل بلدنا إ لاّ من وافقهم ، وغير ذ لِك من الا عذار ولم يدر المسلمين (250) اءن ّ غالب اءئمة الكفر يعرفون الحق ّ ولم يتركوه إ لاّ لشي ء من الا عذار كما قال اللّه تعالى :

« اشتروا باَّيات اللّه ثمنا قليلا»(251) وغير ذ لِك من الا يات كقوله تعالى :

«يعرفونه كما يعرفون اءبنائهم »(252) انتهى محل ّ الحاجة . اءقول :

قد تبيّن ممّا قدمنا اءن ّ الاسلام هو الاعتقاد القلبي الحقيقي بشرط عدم الجحود الظّاهري ؛ لا ن ّ الجحود يناقض التسليم ، والتسليم بلا جحود ظاهري (253) لا يناقض فعل ما لا ينافي التسّليم ؛ فإ ن ّ ترك الصلاة معتذرا باءنّه صعب عَلى فعله مع التسّليم بوجوبه به ، وكون تركها موجبا للفسق والمخالفة للشريعة غير مناف للا سلام ؛ إ ذ قبول وجوبه والالتزام بكون تركه موجبا للفسق ومخالفة للشرع بنفسه تسليم للحق ّ ، و مطلق العصيان لا يوجب الكفر ، وإ طلاقه عَلى ترك بعض الواجبات الفرعية كالزّكاة والحج ّ مبالغة في لزوم الاهتمام به وإ طلاق مجازي ّ للفظ الكفر بقرينة مقاليّة اءو مقامية ، وكفر فرعون وإ بليس مع الاعتقاد القلبي بالتّوحيد لا الجحود الظاهري ، اءمّا جحود فرعون فظاهر ، واءمّا جحود إ بليس فلا نكاره علم الحق ّ بكونه خيرا من اَّدم ، اءو كون اَّدم خيرا منه حيث قال :

«اءنا خَيْرٌ مِنْه ُ خَلَقْتَني مِن ْ نارٍ وخَلَقْتَه ُ مِن ْ طِين ٍ»(254) فاءثبت صفة النقص للّه تعالى وهو مناف للتوحيد ، واعتقاد كلمّا ينافي التّوحيد جحود للحق ّ . والحاصل اءن كفر إ بليس اءيضا ليس لا جل ترك السّجدة ، بل لا جل جحود الحق ّ وإ ثبات الجهل للّه تعالى ، تعالى اللّه عن ذ لِك علوا كبيرا . ثم إ ن ّ الاعتذار عن ترك ا لعمل بالا عذار الّتي اءشار إ ليه[ا] في كلماته ، كيف يمكن اءن يكون اعتذارا مجوزا لترك العمل إ لاّ اءن يريدوا من تلك المعاذير إ ثبات الا كراه والاضطرار إ لى ترك العمل مع اءن ّ مطلق الترك ليس موجبا للكفر ، بل ربمّا يكون مؤ كدا للتوحيد ، كما يدل عليه ما ورد في الدّعاء :

((إ لهي لم اءعصك َ(255) حين عصيتك واءنا بربوبيتك جاحد ولا باءمرك (256) مستخف ، ولا(257) لوعيدك متهاون ، لكن خطيئة (258)عرضت (259) ، وسوّلت لي نفسي ، وغلبني هواي (260) ، واءعانني عليها(261)شقوتي ، فقرّني سترك المرّخى (262) علي ّ))(263) إ لى غير ذ لِك ممّا ورد في هذا المعنى . إ ذا عرفت ما ذكرنا ظهر لك اءن ّ قياس من ترك العمل بالفروع معتذرا ببعض المعاذير الغير المنافية للا سلام بالمعاذير المعتذر بها اءئمة الكفر قياس مع الفارق وتفريع غير لائق . ثم إ ن ّ استدلال ه ذا القائل عَلى اعتذار اءئمة الكفر بالمعاذير بقوله تعالى :

« اشتروا باَّيات اللّه ثمنا قليلا»(264) وإ ن كان قابلا للمناقشة ، لكن لا يخلو عن مناصبة . اءمّا استدلاله واستشهاده بقوله تعالى :

«يعرفونه كما يعرفون اءبناءهم »(265) فلم نفهم وجهه ، بل لا يصح ّ ، فإ ن ّ الا ية في مقام بيان حال منكري (266) رسالة خاتم النبييّن (ص) بإ نكار العلامات الّتي عيّنها الانبياء المبشرين بظهوره وقدومه . فان قلت استشهاده بهذه الا ية بملاحظة اءنهّم معتذرون لعدم إ يمانهم بعدم ثبوت العلائم عندهم ، فيعتذرون لعدم الا يمان بعدم انطباق العلائم فالاستشهاد في محلّه . قلت :

ظاهر كلام القائل اءن ّ التاركين للعمل عَلى طبق الاعتقاد القلبي ّ اللازم في حصول الا سلام يعتذرون باعتذارات كما يعتذرون اءئمة الكفر باعتذارات ، والمناسبات لذ لِك اءن يكون اعتذارهم عن ترك العمل بالجوارح لا الاعتذار عن ترك الا يمان بنفس ما اعتقدوه حقّا لصدق العلائم ، وكيف كان [ف]هذه المقالات غير دالة عَلى اعتبار العمل بالا ركان في حقيقة الا سلام ؛ بحيث لو فرضنا ترك العمل به يكون خروجا عن الا سلام ، و إ ن سلّمنا اءن ترك العمل كان موجبا للكفر؛ فارتباط ه ذا المطلب بكون المستشفعين بالا نبياء والا ولياء ، واحترام قبورهم مشركين وداعين (267) للّه لغيره ومشاركين في عبادة اللّه اءحدا غير معلوم ، بل المعلوم عدمه . وكاءن ّ القائل له ذا الكلام عدل عن تلك المساءلة ويريد بهذه المقالات إ ثبات كفر المسلمين من حيث ترك الا عمال ، وبعبارة اُخرى :

يريد به ذا البيان تكفير تمام المسلمين بالعصيان وترك الا عمال الرّاجعة عليهم ، ولازم ه ذا الكلام يرجع إ لى تزهيد تمام الوهّابية وكونهم موحدّين ومسلمين لعدم استشفاعهم بالا نبياء والا ولياء ، وكونهم عاملين بما اءوجب اللّه عَلى المسلمين من غير اءن يصدر منهم ترك واجب اءصلاً . واءنت خبير باءن ّ ذ لِك إ عجاب بالنّفس ، وتزهيد اءكيد ، وهو ممّا لم يجترئ عليه الا نبياء كما يدّل عليه قوله تعالى ـ حكاية عن يوسف عليه السلام :

«وما اُبرّئ ُ نفسي إ ن ّ النفس لا مّارة ٌ(268) بالسّوء إ لاّ ما رَحِم َ ربي »(269) ولا يتكلم به إ لاّ المختال الفخور ، ومن يكون مثل إ بليس جسور ، فيليق اءن يقال في حقّه :

اءيّها المغرور استغفر اللّه تعالى من قول الزّور:

إ لى م َ تحب ّ السالكين سبيلاحميدا عزيزا في الا نام ذليلا(270) اءقمت بتمويه دلائل باطله ولا تحسبن ّ ما في العقول دليلا

في وجوب الاعتقاد القلبي بالاسلام

ثم قال القائل :

((فإ ن عمل بالتّوحيد عملاً ظاهرا وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلب فهو منافق ، وهو شّر من الكافر الخالص كما قال اللّه تعالى :

«إ ن ّ المنافقين في الدرك الا سفل من النار»(271) وهذه المساءلة مساءلة طويلة يتبين ّ لك إ ذا تامّلتها في أ لسنة النّاس ترى من يعرف الحق ّ ويترك العمل لخوف نقص دنيا اءو مداراة ، وترى من يعمل به ظاهرا لا باطنا)) . انتهى محل ّ الحاجة . اءقول حاصل مقاله اءن ّ من لم يعتقد الا سلام بقلبه ، لكنه في الظاهر يعمل به فهو شرّ من الكافر ، ومن اعتقد به في قلبه لكنّه ترك العمل به لا مر دنيوي ّ اءو لمداراة النّاس وكاءنه يريد بذلك انقسام الناس بين قسمين :

كافر؛ وهو يعتقد ولا يعمل به لعذر اءو مداراة اءو نقص مال اءو غيره ، ومنافق ؛ وهو الّذي يعمل ظاهرا لا باطنا ، ويقصد إ ثبات كون الوهّابية بين كافر ومنافق ، ولكنّك قد عرفت اءن ّ الحصر غير حاصر ، والمعجب بالنفس قاصر ومكابر . ثم قال القائل :

((ولكن عليك بفهم اَّيتين في كتاب اللّه ؛ وهما ما تقدّم من قوله :

« لا تعتذروا قد كفرتم بعد إ يمانكم »(272) فإ ذا تحقّقت َ اءن بعض الصّحابة الّذين غزوا الروم مع رسول اللّه (ص) كفروا بسبب كلمة قالوها عَلى وجه المزاح ، تبيّن اءن ّ من يتكلم بالكفر ويعمل به خوفا من نقص مال اءو جاه اءو مداراة اءحد ـ اءعظم ممّن تكلّم بكلمة بخرج بها)) انتهى محل ّ الحاجة . وخلاصة مقاله :

اءن ّ الاعتذار عن الكفر بعد الا يمان غير مفيد ، ولا يصلح لرفع الكفر ، والدليل عليه اءن ّ كلمة الخراج إ ذا اءوجبت الكفر عَلى ما عرفت سابقا فكلمة الكفر بطريق اءولى ، وإ ذا تحقّق اءن ّ الاعتذار لا ينفع في رفع الكفر ، فتحقّق كفر غير الوهّابية الذين يقولون ما هو في الواقع كلمة الكفر واعتذارهم بما يعتذرون ليس رافعا لكفرهم . ه ذا خلاصة مقصوده ، ونهاية ما كمن في وجوههم وضمره طبع حسودهم (273) . واءنت بعد التّاءمّل فيما ذكرنا سابقا واَّنفا تعلم اءن ّ كل ّ هذه المقالات وجولان الخيالات موجبات إ غفال الجهال ، وتمويهات عَلى ضعفاء العقول والا طفال ، [و] كيف لا يكون كذلك مع اءن ّ حصول الكفر ببعض الكلمات المشعرة بإ نكار ما يجب في الاسلام الاعتقاد من المسلّمات ، وكذ لِك المزح المتضمّن للاستهزاء باللّه ورسوله من المكفّرات ، لكن ّ الشاءن في تطبيق ذ لِك عَلى المستشفعين بالا نبياء والا ولياء وقبورهم عند حلول مايحوجهم إ لى الالتجاء والمساءلة عن اللّه في قضاء حوائجهم ورفعه عنهم البليّات ، وذ لِك اءصعب عَلى من اءدّعاه من خرط القتاد ، والصعود عَلى السماوات ، فينبغي اءن يقال له :

يا سالك ٌ مسلك ذي الحقودِدَع ْ عنك ه ذا المسلك ِ المردودِ تزعُم باءن ّ هذه الخرافات ترفعك المنازل المسعودِ هيهات اءن تنفعك الخرافات سوى البعاد عن رضى المعبودِ نعم اءراك في جوى مضيق تحرق بنار محرق ...(274) ثم قال القائل :

((والا ية الثانية قوله تعالى :

«من كفر باللّه من بعد إ يمانه إ لاّ من اُكره وقلبه مُطْمَئِن ُّ بالا يمان ولكن من شرح َ اللّه بالكفر صدرا فعليهم غضب ٌ من اللّه ولهم عذاب ٌ عظيم »(275) إ لى قوله :

«الكافرين » فلم يعذر اللّه من اءولئك إ لاّ من اُكره وقلبه مطمئن ّ بالا يمان ، واءمّا غيره فقد كفر بعد إ يمانه ؛ سواء فعله خوفا ، اءو مداراة ، اءو محنّة بوطنه اءو اءهله اءو عشيرته اءو ماله اءو قوله عَلى وجه المزاح اءو غير ذ لِك من الا غراض إ لاّ المكره )) انتهى . اءقول :

/ 10