سافر إلى مشهد الرضا ـ عليه السَّلام ـ زائراً وأقام بها مدة قليلة، جرت بينه وبين علمائها مباحث، فظهر فضله في العلوم المتداولة، ثم عاد إلى إصبهان واشتغل بالتدريس.
ثم هاجر إلى النجف الأشرف في سنة 1295هـ فاجتمع حوله طلاب
العلم وتصدى للتدريس والبحث، وفي أثناء ذلك حضر على الميرزا الرشتي وعلى الشيخ محمد حسين الكاظمي، وكان يمتاز بمشاركته في فنون الفلسفة القديمة والحكمة الإلهية فضلاً عن العلوم الدينية والكلام، والحديث، والرجال، وخلافيات الفرق والمقالات، وما لها وما عليهامن الحجج والأدلّة، وكان يحضر مجالس محاضراته وإفاداته العلماء وتلمذ عليه المئات من فضلاء العرب والفرس، وقد كان جمع كثير من الناس يرجعون إلى فتاواه ويقلدونه
في أحكام مسائلهم، وبعد السيد اليزدي أقبل إليه الجمهور، وبعد وفاة
الميرزا الشيرازي أصبح المرجع الوحيد للشيعة في أغلب الأقطار وهذا قلّما يصادف مثله(1).
وقد تصدّى بجدّ لمواجهة الصراع الفكري فعقد المناظرات العميقة مع محمود شكري الآلوسي ببغداد في إثبات الحجة ووجود المهدي ـ عليه السَّلام ـ وإمامته في