يخفى».(12)وقال الكلباسي: «إنّه من عُيون الطائفة و أجلّائهم ووجوه الأصحاب وعظمائهم» و«بل لا يبعد أن يكون
أعلم من النجاشيّ بأحوال الرجال وتصانيفهم، الذي هو من رؤساء هذا الفنّ، وكذا من العلّامة على
الاطلاق».(13)
نشاطه العلم
1 . مشايخه
1 - أبو محمّد ابن طلحة بن عليّ بن عبداللَّه بن علالة.2 - النصيبيّ أبو الحسين، أخذ عنه قراءةً.3 - أبوه الحسين بن عُبيداللَّه بن إبراهيم الواسطيّ البغداديّ الغضائريّ.4 - الحسن بن محمّد بن بندار القمّي. روى عنه بلفظ «حدّثني».5 - أحمد بن عبدالواحد، قرأ عليه عدّةً من كتب عليّ بن الحسن بن فضّال، سمعها معه النجاشيّ.2 . تلامذته
لم نجد من روى عنه سوى ما نقله النجاشيّ عنه و عن كتابه كما مرّ، وقد اعتبربعضهم النجاشيّ منتلامذته.ولعلّ لقصر عمره - كما قد يستفاد من كلام الطوسيّ في مقدمة «الفهرست» - أثراً في عدم النقل عنه.أو لعلّه لم يتصدَّ للرواية كما يظهر من نوعية جهوده العلميّة والمنقول عنه، حيث تخصّص بالفهرسة
وعلم الرجال.
وفاته
ذكر الطوسيّ «أنّه اخْترم»، وقيل: إنّ ذلك يدلّ على وفاته قبل الأربعين.ومع ذلك لم تحدّد سنة وفاته، ولكنّها في القرن الخامس، وقيل: «450 ه» عاموفاة النجاشيّ قطعاً.ومن مجموع ما مرّ يُعرف:إنّ ما قيل في حقّه: «إنّه مجهول الحال» أو «غير معلوم الحال» ممّا لامعنى له.كما أنّ عُمدة ما أوجب التكلّم عليه من المتأخّرين هو كتابه «الضعفاء» وما جاء حوله.وهو متوقّف على معرفة شأنه ومنهجه في ذلك الكتاب، كما سنفصّل عنه.وسنطّلع على مواقف أعلام الطائفة من الكتاب ومؤلّفه.
2 . الكتاب
اسمه
سمّيالكتاب «الجرح» وسمّي «الضعفاء» ويعرف به«الرجال لابن الغضائريّ».وقد انتخبنا هذا الاسم لما نُقدّم له، باعتبار جمعه لكلّ ما اُثر عن ابن الغضائريّ، سواء ما ثبت فيالكتاب المنسوب إليه، أم ما نقل عنه في ما تفرّق من المواضع والمواضيع.
لمن الكتاب؟
اختلفوا في أنّ هذا الكتاب تأليف مَنْ هو؟فقيل: إنّه للوالد: الحسين بن عبيداللَّه.وهو قولٌ مردودٌ، لعدم نسبة كتاب في الرجال إلى الوالد، في ما ترجم له عند الخاصّة والعامّة، وإن
كان هو المعروف بالعلم بالرجال، وتنقل عنه آراء رجاليّة كثيرة، وتخرّج عليه رجاليّو الطائفة،
كالنجاشيّ والطوسيّ وابنه أحمد.لكن لم ينسب إليه أحدٌ كتاباً فيالرجال إطلاقاً، سواء منالمتقدّمين، أم المتأخّرين.ثمّ الذين هم أصل تداول هذه النسخة لم ينسبوها إلّا إلى الابن الّذي نَسَبَ إليه القدماء كتباً
عديدة في التراث، وتناقل المتأخّرون نصوصاً منها.فليس المؤلّف إلّا ابن الغضائريّ «أحمد».وأمّا كون المؤلّف «بعض أعداء المذهب» نسبةً إلى الوالد أو الولد! فهذا من خيالات بعض المتطفّلين