ولافرق في الزيارة بين كون المقابر قريبة أو بعيدة، بل يندب السفر لزيارة الموتى، خصوصاً مقابر الصالحين، أمّا زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فهي من أعظم القرب. وكما تندب زيارة القبور للرجال تندب أيضاً للنساء العجائز اللاتي لايُخشى منهنّ الفتنة إنْ لم تؤد زيارتهنّ إلى الندب أو النياحة، وإلاّ كانت محرمة.
النذور لاهل القبور
إنّ لابن تيميّة ومن لفّ لفّه في المسألة هثهثة، أتوا فيها بالمهاجر، ورموا مخالفيهم من فرق المسلمين بمهجرات، وقد مرّ عن القصيمي ص90 أنّها من شعائر الشيعة الناشئة عن غلوهم في أئمتهم وتأليههم لعلي وولده.
إنّ هذا إلاّ اختلاق وليس إلاّ الهث والهتر، وماشذّت الشيعة في المسألة عمّا أصفقت عليه الامة الاسلامية سلفاً وخلفاً، فقد بسط الخالدي فيها القول في كتابه «صلح الاخوان: 102 ـ 109»، ومجمل ذلك التفصيل: إنَّ المسألة تدور مدار نيات الناذرين، وانّما الاعمال بالنّيات، فإن كان قصد الناذر الميت نفسه والتقرب إليه بذلك، لم يجز قولاً واحداً. وإن كان قصده وجه الله تعالى وانتفاع الاحياء بوجه من الوجوه وثوابه لذلك المنذور له الميت، سواء عيّن وجها من وجوه الانتفاع أو أطلق القول فيه، ويكون هناك ما يطرد الصرف فيه في عرف الناس من مصالح القبر أو أهل بلده أو