حديثاً واحداً عن غير أبي هريرة في حقّه، بل كلّها من قوله! واليك حديثاً
واحداً من فضائله.
(49) وعن أبي هريرة... قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا
وأُمّي الى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله: «اللّهم حبب
عبيدك هذا ـ يعني أبا هريرة ـ وأُمّه الى عبادك المؤمنين، وحبب اليهم
المؤمنين» فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلاّ أحبني(1).
أقول: لكن لم يتّهم أحد من الصحابة كاتّهامه عند المؤمنين، بل هو
أول راوية اتّهم في الاسلام!
(50) عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أعرفنَّ ما يحدّث أحدكم عني الحديث
وهو متكيء على اريكته فيقول: اقرأ قرآنا. ما قيل من قول حسن فانا
قلته»(2).
أقول: انظر انّه كيف يروج تجارته في جعل الاحاديث.
ولاَبي هريرة ابداعات أُخر ستمر بك بعضها في تضاعيف هذا
الكتاب، والكلام حوله طويل، وللاطّلاع انظر كتاب أبي هريرة وكتاب شيخ
المضيرة.
النوم لا ينقض الوضوء
(51) عن ابن عباس قال: انّ النبي نام حتى نفخ ثم صلّى. وربما
قال: اضطجع حتى نفخ ثم قام فصلّى(3).
وفي صحيح مسلم: ثم نام صلى الله عليه وسلم حتى ـ نفخ وكنا نعرفه إذا نام بنفخه ـ
(1) صحيح مسلم 16: 52.
(2) مقدمة سنن أبي ماجة رقم 21.
(3) صحيح البخاري رقم 138 كتاب الوضوء.