البُعد المعنوي للحجّ
جرت السيرة
العقلائية على الرجوع إلى الخبراء الأخصّائيين، للتحقيق والبحث حول أمر
ما ، أو لرفع مشكل عند بروزه ، وهذا أمر بديهي لا ينكره أحد ،
مثلا ، المريض إذا أراد أن يبرأ من المرض; لا يراجع غير المستشفى، ليفحص
الطبيب مرضه ثمّ يداويه حتّى يبرأ .
وإذا ما أردنا
نحن البحث عن البعد المعنوي للحج فعلينا المراجعة إلى أخصائي خبير في هذا
الموضوع ، ألا وهو الإمام علي(عليه السلام) ، فهو الإنسان الكامل
الذي بذل كلّ جهوده لصالح الأمّة المسلمة ، وهو الخبير الذي يكون كالبحر
الواسع ، ولا تزال تجري من وجوده العلوم بكلّ فروعها ، ويترشّح من
زلال معنوياته كلّ الخير .
والعجيب أنّه
لم يحدّث حتى برواية واحدة طيلة حياة الرسول(صلى الله عليه وآله) ، ولم
ينقل منه(عليه السلام) خبر قطّ خلال تلك الفترة ، إنّ هذا يحكي عن
توقيره وشدّة احترامه لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ، بل الإمام(عليه
السلام)قد بادر بأخذ العلم والحكمة من الرسول الأعظم(صلى الله عليه
وآله) ، وأخذ ما أخذ ، حتّى صار أفضل صحابته علماً
وعملا . . .
قال رسول
الله(صلى الله عليه وآله) : «أنا مدينة
العلم وعليّ بابها» 3 .
ولأجل هذا قرّرنا أن نستفيد من كلماته الحكيمة (سلام الله وصلواته عليه) في
هذه الوجيزة .