بعد المعنوی للحج فی رؤی الامام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بعد المعنوی للحج فی رؤی الامام علی (ع) - نسخه متنی

محمد علی المقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




النظر إلى بيت الله


ومن
وصاياه(عليه السلام) : « . . . إذا حججتم فأكثروا النظر إلى بيت
الله فإنّ لله مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام ، منها ستّون
للطائفين ، وأربعون للمصلّين ، وعشرون
للناظرين . . .» 10 .

إنّ السياحة
والزيارة من الأسباب التي يمكن تحصيل المعنوية بها; لأنّ البصيرة تحصل
بالبصر . ولكن هل يكون لكلّ سياحة ولأيّ زيارة هذا الأثر العظيم ،
أم يلزم ذلك زيارة خاصّة؟

والهدف من
السياحة والنظر إلى الأماكن والآثار التأريخية الموجودة في أنحاء
العالم ، هو الوقوف على الفنون المعمارية القديمة وجهود الفنّانين في
تلك العصور ، والعلم بالحضارات والثقافات الفانية التي أحدثتها الملل
السابقة ، وقد يكون الهدف من السياحة نفس السياحة ، وليس شيئاً
آخر; وحينئذ لا يوجد أي باعث معنوي لتلك السياحة ولذاك
النظر .

نعم ،
قلّما يتّفق إثارة الباعث المعنوي ، كأن يكون الزائر من الأشخاص الذين
لا ينظرون إلى الظاهر فقط ، بل يتوجّهون إلى المعنى والباطن ، وفي
أثر هذا يدّخرون الحسنات ليوم المعاد .

ثمّ إنّه ليس
للنظر ثواب ورحمة إلاّ في بعض الأشياء ، كالنظر إلى وجه العالم ،
ونظر الولد إلى وجه والديه و . . . ، وأما النظر إلى
الكعبة الشريفة ، فله ثواب أكثر لم يرد في الأحاديث مثله . إنّ
ساحة المسجد الحرام مملوءة بالرحمات الكثيرة ، ولا يمكن الحصول على هذه
الخيرات إلاّ في هذا المكان المقدّس ، فالزائر لبيت الله الحرام
والمتواجد فيه ، لا يخرج من هذه الحالات الثلاث :

إمّا أن يكون
طائفاً ، وإمّا أن يكون مصلّياً ، وإمّا أن يكون
ناظراً .

فأمّا الطائف ،
تنزل لصالحه ستّون رحمة .

وأمّا
المصلّي ، فتنزل لصالحه أربعون رحمة .

وأمّا الناظر ـ
سواء أكان جالساً في المسجد أو قائماً ـ عندما ينظر إلى بيت الله
الحرام ، فتنزل لصالحه عشرون رحمة .

وأنت ترى ما
أنتج هذا السفر الإلهي من المعنويات والآثار المقدّسة ، فهل يمكن
استنزال الرحمة في سائر الأماكن كاستنزالها في بيت الله الحرام؟

فالسير إلى
ديار الوحي ، والنفر من الأهل والولدان ، للحضور في بلد الله الآمن
الذي {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ
وَالْبَادِ . . .} ، ليس إلاّ لباعث
معنوي قوي; وهو النظر إلى الكعبة ، وآيات الله البيّنات ، والتوجّه
إلى وسمات العبودية لله سبحانه وتعالى ، وقطع العلاقات عن كلّ شيء
وعن كلّ شخص وحتى عن نفسه .

وفي هذه الساحة
المباركة ـ المسجد الحرام ـ يمكن إحساس اللحاق بالله تعالى وبالخلد والخلود
والرجوع إلى الفطرة السليمة البعيدة من التلوّث والانحراف ، {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللهِ
صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}11 .

/ 11