بعد المعنوی للحج فی رؤی الامام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بعد المعنوی للحج فی رؤی الامام علی (ع) - نسخه متنی

محمد علی المقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




المناسك


إنّ المناسك
التي أوجبها الله تعالى للحاج والمعتمر; مملوءة من الدروس والعبر ، بعد
أن كانت أحكاماً تبدأ من الميقات وتنتهي إلى الحلق أو التقصير ، وإلى
طواف النساء وصلاته ، وتتجلّى أهمّية هذه المناسك عندما نرى أحكامها
المتعدّدة التي نحتاج لأدائها إلى ساعات بل أيّام كالإحرام وتروكه ،
والطواف وصلاته ، والسعي ، والحلق أو التقصير ، والوقوف
بعرفات ، والوقوف بالمشعر الحرام ، والنفر إلى منى ،
والرمي ، والذبح ، والبيتوتة في منى أيّام التشريق ،
وغيرها .

ولا يخفى أنّ
ما يتحمّله الحاجّ من المعاناة والتعب والمشاق ، يتيح له الفرصة لأن
يفكّر لماذا أمر الله سبحانه وتعالى عباده الأغنياء ـ ولا الفقراء ـ أن يأتوا
من كلّ فجٍّ عميق إلى أداء المناسك؟ وقال عزّ من قائل : {وَللهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِىٌّ عَنْ
الْعَالَمِينَ}4 .
وإثر هذه الأهمية فقد كتب الإمام(عليه السلام) رسالة إلى قثم بن
العبّاس ، وهو عامله على مكّة :

«أمّا بعد ، فأقم للناس الحجّ ، وذكِّرهم بأيّام
الله ، واجلس لهم العصرين5 ، فأفتِ المُستفتي ، وعلِّم
الجاهل ، وذاكر
العالِم ، ولا يكن لك إلى الناس سفيرٌ إلاّ لسانك ، ولا حاجبٌ إلاّ
وجهك . ولا تحجبنَّ ذا حاجة عن لقائك بها ، فإنّها إن ذيدت
6
عن أبوابك في أوّل وِردها 7 ، لم تحمد فيما بعد على
قضائها . . .»8 .

أفاد
الإمام(عليه السلام) خلال هذه الجمل الحكيمة ، أنّ زائر بيت الله الحرام
يحتاج إلى تعلّم الأحكام والمناسك ، وإذا نسي أو جهل فلابدّ وأن يسأل
العلماء عن كلّ ما يجهله . ونستفيد أيضاً لزوم مرافقة عالم ديني في هذه
الأزمنة; للحاج أو المعتمر; لئلا يبقى جاهلا ، بل يبادر بتدارك أعماله
العبادية طبقاً لوظيفته .

ولذلك نرى كلّ
قوافل الحجّ تستفيد من عالم ديني عارف بالأحكام والمناسك ، وهو يرافقهم
في هذا السفر الإلهي المبارك ، لأنّ آثار بطلان الحجّ والعمرة ربّما
تثير إلى فشل علاقات اجتماعية ، كحرمة الزواج ، وحرمة
المواقعة ، وإلى وجوب أداء الكفّارة وأمثالها .

وفي ضوء ذلك
يقول الإمام علي(عليه السلام)في كتابه إلى عامله على البصرة; عثمان ابن حنيف
الأنصاري : « . . . ألا
وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به ويستضيءُ بنور
علمه . . . ، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه
ومن طعمه بقُرصيه ، ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني
بورع واجتهاد وعفّة وسداد . . .» 9 .

/ 11