حجر إسماعیل فی مسیرته التأریخیة و الفقهیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حجر إسماعیل فی مسیرته التأریخیة و الفقهیة - نسخه متنی

محسن الاسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






أقوال العلماء في بناء الحِجر


لقد رأيتُ بعض العلماء قد عبر
عن رأيه فيما أستطيع تسميته بقصة الحِجر أو مشكلة الحِجر ـ حتى إن بعضهم قد
أعرب عن أسفه للذي فعله الحجاج بن يوسف الثقفي فهذا ابن كثير يقول29


وقد كانت السنة إقراراً لما
فعله عبد الله بن الزبير، لأنه هو الذي ودّه رسولُ الله (صلى الله عليه وآله
وسلم)، ولكن خشي أن تنكره قلوب بعض الناس لحداثة عهدهم بالإسلام، وقرب عهدهم
من الكفر، ولكن خفيت هذهِ السنة على عبد الملك بن مروان ولهذا لما تحقّق ذلك
عن عائشة أنها روت ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: وددنا
أنا تركناه وما تولى. مستدلا ابن كثير برواية مسلم التي رواها الحارث بن عبد
الله.


وقد روى مسلم روايتين عن
الحارث، في الأولى أن الحارث وفد على الملك بن مروان ونقل الرواية عن عائشة،
وفي الثانية أنه رواها حينما التقاه في الطواف.


ثم قال ابن كثير: فهذا الحديث
كالمقطوع به إلى عائشة; لأنه قد روي عنها من طرق صحيحة متعددة عن الأسود بن
يزيد، والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن
محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير. فدلّ هذا على صواب ما فعله ابن الزبير،
فلو ترك لكان جيداً، ولكن بعد ما رجع الأمر إلى هذا الحال فقد كره بعض
العلماء أن يغير عن حاله كما ذكر عن أمير المؤمنين هارون الرشيد أو أبيه
المهدي، أنه سأل الإمام مالكاً عن هدم الكعبة وردّها إلى ما فعله ابن الزبير،
فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا تجعل كعبة الله ملعبة للملوك لا يشاء أحد
أن يهدمها إلاّ هدمها، فترك ذلك الرشيد، نقله عياض والنووي، ولا تزال ـ والله
أعلم ـ إلى آخر الزمان. انتهى ما قاله ابن كثير. ص187-188 جـ1 تفسير ابن
كثير.


أما ما قاله الشيخ منصور علي
ناصف صاحب التاج الجامع للأصول30:
... وقد تمنى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لو تمكن من هدمها لبناها على
قواعد إبراهيم، وأدخل فيها الحِجر ...، وفعل ذلك بن الزبير، ولكن بالأسف لم
يبقه الحجاج لما وقع بينهما.


وقد استدل أيضاً برواية مسلم:
أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعائشة: إن بدا لقومك
...


وبما ذكر عن عائشة، قالت سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لولا أن قومك ... ولأدخلت فيها من
الحجر.


انتهى ما قاله ونقله الشيخ
ناصف.


والذي يراه الشيخ ناصف أن
الحجر كلّه من البيت فقال: الجّدر ـ كالبدر ـ هو حجر إسماعيل (عليه
السلام).


وأما قوله (صلى الله عليه
وآله وسلم) خمس أذرع وهذا تقريبي فإنه لم يكن عليه جدار في زمن النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم)وأبي بكر، ولكن أحاطه عمر، وهو من البيت لتصريح أحاديث
الباب ولحديث الشيخين: الحجر من البيت فلابدّ للطائف من المرور حوله، وعليه
جميع المحدثين والفقهاء. كما أنه يعبر عن أسفه لأن الحجاج هدّم ما بناه ابن
الزبير الذي أدخل الحجر في الكعبة.


وأما قوله: إن الجدار بناه
عمر فهذا مردود، لعدم وجود دليل على ذلك، ولأنه يتعارض مع ما صرحت به أكثر
المصادر إن لم يكن جميعها على أن الجدار بناه إسماعيل بعد دفن أمّه هاجر،
وسمّي من ذلك الوقت بالحجر وعليه العمل والسيرة، حيث أدخله رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم)بالطواف، ثم هل غاب عن صاحب التاج ما ذكره في تاجه من
رواية عائشة وما جاء فيها حول الحجر؟! اللهم إلاّ ما قد توهمه مما نقله
المهلب عن أبي زيد أن حائط الحجر لم يكن مبنياً في زمن النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) وأبي بكر حتى كان عمر فبناه ووسعه قطعاً للشك وأن الصلاة قبل
ذلك كانت حول البيت، وتعقيباً على هذا قال الزرقاني في شرحه على الموطإ بعد
ذكره لما نقله المهلب، قال: ففيه نظر. وقد أشار المهلب إلى أن عهدته في ذلك
ما في البخاري لم يكن حول البيت حائط، كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر
فبنى حوله حائطاً جدره قصير فبناه ابن الزبير انتهى. وهذا إنما هو في حائط
المسجد لا في الحجر، فدخل الوهم على قائله من هنا، ولم يزل الحجر موجوداً في
زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يصرح به كثير من الأحاديث
الصحيحة>31.


أما
ما قاله الزرقاني من شرحه على الموطإ، فقد نقل عن ابن أبي حاتم عن ابن عمر
يظهر فيها أن إبراهيم أدخل الحجر في البيت وهذا أمر يثير الاستغراب، فالحجر
لم يكن على عهده صلوات الله عليه وإنما أوجده إسماعيل بعده، وكل ما كان كما
قلنا عريش لهاجر. فقد قال


ولابن حاتم عن ابن عمر
أن البيت رفع في الطوفان فكان الأنبياء بعد ذلك يحجونه، ولا يعلمون مكانه حتى
بوّأه الله لإبراهيم فبناه على أساس آدم .... وأدخل الحجر في البيت ثم راح في
شرحه يذكر بناء قريش فيقول ..... ونقصوا من طولها ومن عرضها أذرعاً أدخلوها
في الحجر لضيق النفقة بهم، ...


وأما عن بناء ابن الزبير
... وبناها على قواعد إبراهيم وأعاد طولها على ما هو عليه الآن، وأدخل من
الحجر تلك الأذرع .. حتى كتب عبد الملك إلى الحجاج «أما ما زاده في طولها
فأقره وأما ما زاد في الحجر فرّده إلى بنائه. ثم ندم على إذنه للحجاج في
هدمها ولعن الحجاج. وبقي بناء الحجاج إلى الآن>32.


وقد
ذكر النووي شارح صحيح مسلم>33
شرحاً وافياً مفيداً بدأه بالرواية العامية عن عائشة التي تكاد أن تكون
الوحيدة في موضوع نقصان الكعبة، ودخول شيء من مساحتها يقدره بنحو 5-7 أذرع في
الحِجر .. ورأيت أن أنقل نصّ هذا الشرح أو بعضه الذي يخصّ الموضوع لما فيه من
فوائد تأريخية ونكات فقهية ولغوية. ولأنه يبين وجهة نظر هذا الفريق. قوله
(صلى الله عليه وآله وسلم)(لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها
على أساس إبراهيم فإن قريشاً حين بنت البيت استقصرت ولجعلت لها خلفاً) وفي
الرواية الأخرى اقتصروا عن قواعد إبراهيم وفي الأخرى فإن قريشاً اقتصرتها وفي
الأخرى استقصروا من بنيان البيت وفي الأخرى قصروا في البناء وفي الأخرى قصرت
بهم النفقة. قال العلماء هذه الروايات كلها بمعنى واحد ومعنى استقصرت قصرت عن
تمام بنائها، واقتصرت على هذا القدر لقصور النفقة بهم عن تمامها وفي هذا
الحديث دليل لقواعد من الأحكام منها إذا تعارضت المصالح أو تعارضت مصلحة
ومفسدة وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بدىء بالأهم لأن النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم)أخبر أن نقض الكعبة وردها إلى ما كانت عليه من قواعد
ابراهيم (عليه السلام) ولكن تعارضه مفسدة أعظم منه وهي خوف فتنة بعض من أسلم
قريباً وذلك لما كانوا يعتقدونه من فضل الكعبة فيرون تغييرها عظيماً فتركها
(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنها فكر ولي الأمر في مصالح رعيته واجتنابه ما
يخاف منه تولد ضرر عليهم في دين أو دنيا إلاّ الأمور الشرعية كأخذ الزكاة
وإقامة الحدود ونحو ذلك ومنها تألف قلوب الرعية وحسن حياطتهم وأن لا ينفروا
ولا يتعرض لما يخاف تنفيرهم بسببه مالم يكن فيه ترك أمر شرعي كما سبق. قوله
(صلى الله عليه وآله وسلم) (لولا حدثان قومك) هو بكسر الحاء وإسكان الدال أي
قرب عهدهم بالكفر والله أعلم. قوله (فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة
سمعت هذا) قال القاضي ليس هذا اللفظ من ابن عمر على سبيل التضعيف لروايتها
والتشكيك في صدقها وحفظها فقد كانت من الحفظ والضبط بحيث لا يستراب في حديثها
ولا فيما تنقله ولكن كثيراً ما يقع في كلام العرب صورة التشكيك والتقرير
المراد به اليقين كقوله تعالى {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} وقوله
تعالى {قل إن ضللت فإنما أضل
على نفسي وإن اهتديت}الآية. قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (لولا أن
قومك حديثو عهد بجاهلية أو قال بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله) فيه
دليل لتقديم أهم المصالح عند تعذر جميعها كما سبق إيضاحه في أول الحديث وفيه
دليل لجواز انفاق كنز الكعبة ونذورها الفاضلة عن مصالحها في سبيل الله لكن
جاء في رواية لأنفقت كنز الكعبة في بنائها وبناؤها من سبيل الله فلعله المراد
بقوله في الرواية الأولى في سبيل الله والله أعلم. ومذهبنا أن الفاضل من وقف
مسجد أو غيره لا يصرف في مصالح مسجد آخر ولا غيره بل يحفظ دائماً للمكان
الموقوف عليه الذي فضل منه فربما احتاج اليه والله أعلم. قوله (صلى الله عليه
وآله وسلم)(ولأدخلت فيها من الحجر) وفي رواية وزدت فيها ستة أذرع من الحجر
فإن قريشاً اقتصرتها حين بنت الكعبة وفي رواية خمس اذرع وفي رواية قريباً من
سبع أذرع وفي رواية قالت عائشة سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عن
الجدار أمن البيت هو قال نعم وفي رواية لولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية
فأخاف أن تنكره قلوبهم لنظرت أن أدخل الجدر في
البيت.


ووقع فى رواية ستة أذرع بالهاء وفي رواية خمس وفي رواية قريباً من سبع بحذف
الهاء وكلاهما صحيح ففي الذراع لغتان مشهورتان التذكير والتأنيث
أفصح.


أما
ما قاله عبد الملك بن مروان بعد سماعه قول الحارث فقد ذكر
النووي


قوله (إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء) يريد بذلك سبه وعيب فعله. يقال
لطخته أي رميته بأمر قبيح. قوله (وفد الحرث بن عبد الله على عبد الملك بن
مروان في خلافته) هكذا هو في جميع النسخ الحرث بن عبد الله وليس في شيء منها
خلاف ونسخ بلادنا هي رواية عبد الغفار بن الفارسي وادعى القاضي عياض أنه وقع
هكذا لجميع الرواة سوى الفارسي فإن في روايته الحرث بن عبد الأعلى قال وهو
خطأ بل الصواب الحرث بن عبد الله وهذا الذي نقله عن رواية الفارسي غير مقبول
بل الصواب أنها كرواية غيره الحرث بن عبد الله ولعله وقع للقاضي نسخة عن
الفارسي فيها هذه اللفظة مصحفة على الفارسي لا من الفارسي والله أعلم. قوله
(ما أظن أبا خبيب) هو بضم الخاء المعجمة وسبق بيانه مرات. (فقال الحرث بن عبد
الله بن أبي ربيعة لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث)
هذا فيه الانتصار للمظلوم ورد الغيبة وتصديق الصادق إذا كذبه إنسان والحرث
هذا تابعي وهو الحرث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. قولها (سألت رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الجدر) وفي آخر الحديث (لنظرت أن أدخل
الجدر في البيت) هو بفتح الجيم واسكان الدال المهملة وهو الحجر وسبق بيان
حكمه. قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث سعيد بن منصور (ولولا أن قومك
حديث عهدهم في الجاهلية) هكذا هو في جميع النسخ في الجاهلية وهو بمعنى
الجاهلية كما في سائر الروايات والله أعلم.


ثم
راح النووي يواصل حديثه: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (لولا حداثة عهدهم)
هو بفتح الحاء أي قربه. قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (فإن بدا لقومك) هو
بغير همزة يقال بدا له في الأمر بداء بالمد أي حدث له فيه رأي لم يكن وهو ذو
بدوات أي يتغير رأيه والبداء محال على الله تعالى بخلاف النسخ. قوله (فهلمي
لأريك) هذا جار على إحدى اللغتين في هلم قال الجوهري تقول هلم يا رجل بفتح
الميم بمعنى تعال قال الخليلي أصله لم من قولهم لم الله شعثه أي جمعه كأنه
أراد لم نفسك الينا أقرب أقرب وها للتنبيه وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعلا
اسماً واحداً يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيقال في الجماعة هلم
هذه لغة أهل الحجاز قال الله تعالى {والقائلين لأخوانهم هلم إلينا} وأهل نجد
يصرفونها فيقولون للاثنين هلما» وللجمع هلموا وللمرأة هلمي وللنساء هلممن
والأول أفصح هذا كلام الجوهري. قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)(حتى إذا كاد
أن يدخل) هكذا هو في النسخ كلها كاد أن يدخل وفيه حجة لجواز دخول أن بعد كاد
وقد كثر ذلك وهي لغة فصيحة ولكن الأشهر عدمه قوله (فنكت ساعة بعصاه) أي بحث
بطرفها في الأرض وهذه عادة من تفكر في أمرمهم.


وأما ما ذكره صاحب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول، الشيخ ناصف>34
فعن عائشة أيضاً: كنتُ أُحب أن أدخل البيت، وأُصلي فيه، فأخذ رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم)بيدي فأدخلني في الحجر فقال: صلي في الحجر إن أردت دخول
البيت، فإنما هو قطعة من البيت. فإن قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من
البيت. رواه أصحاب السنن وصحّحه الترمذي.


وذكر الشيخ ناصف في هامش هذا الحديث ما نصه «الحِجر الجزء المتصل بالكعبة من
الجهة الشمالية المحيط به جدار قصير وهو من الكعبة، وتركته قريش لقلة النفقة
التي أعدوها لبنائها من كسبهم الطيب، فإن أبا وهب المخزومي قال لقريش: لا
تدخلوا فيه من كسبكم إلاّ طيباً ولا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربا ولا
مظلمة أحد من الناس.


وعنها: قالت: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الجَدْر أمِنَ
البيت هو؟ قال: نعم. قلت فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومكِ قصّرت بهم
النفقة. قلتُ: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: فعل ذلك قومُكِ ليُدخلوا من شاءُوا
ويمنعوا من شاءُوا، ولولا أنّ قومك حديث عهدُهم في الجاهلية فأخافُ أن تنكر
قلوبُهم لنظرتُ أن أُدخل الجَدْرَ في البيت وأن أُلزِقَ بابَه بالأرض .. وفي
رواية: لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدَمتُ الكعبة فألزَقتُها بالأرض،
وجعلتُ لها بابين باباً شرقياً وباباً غربياً، بابٌ يَدخلون منه وبابٌ يخرجون
منه، وزدتُ فيها ستة أذرُع من الحِجر فإن قريشاً اقتصرتها حيث بنت
الكعبة.


رواه الشيخان والترمذي.


أما
ما ذكره السيد الطباطبائي في تفسير الميزان>35


ما
زالت الكعبة على بناء إبراهيم .... وقبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة
فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها ... وكانت النفقة قد بهظتهم فقصروا بناءَها
على ما هي عليه الآن، وقد بقي بعض ساحته خارج البناء من طرف الحجر حجر
إسماعيل لاستصغارهم البناء.


وكان البناء على هذا الحال حتى تسلط عبد الله بن الزبير على الحجاز في عهد
يزيد بن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة، وأصاب الكعبة بالمنجنيق
فانهدمت واحترقت كسوتها وبعض أخشابها، ثم انكشف عنها لموت يزيد، فرأى ابن
الزبير أن يهدم الكعبة ويعيد بناءَها فأتى لها بالجص النقي من اليمين، وبناها
به، وأدخل الحجر في البيت، ... وكان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64
هجرية.


ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجاج بن يوسف قائده فحارب ابن
الزبير حتى غلبه فقتله، ودخل البيت فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في
الكعبة، فأمره بإرجاعها إلى شكلها الأول، فهدم الحجاج من جانبها الشمالي ستة
أذرع وشبراً، وبنى ذلك الجدار على أساس قريش، ...


أقول ـ وبعد ما ذكرت كلّ ما توفرتُ عليه مما قيل عن الحِجر ـ لابدّ لي من
تسجيل بعض الملاحظات حول النقص وبعض مضمون الرواية العامية الرئيسية التي
روتها أمُّ المؤمنين عائشة وتفردت بها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) دون زوجاته الأخريات ودون أهل بيته وأصحابه. والملاحظات
هي


أن
النقص أمر اتفقت عليه أغلب المصادر التأريخية التي تيسرت لي، واتفقت كلمتها ـ
أيضاً ـ على أنه كان بسبب نفاد النفقة الطيبة لقريش، ولكنها ـ أي
المصادر ـ اختلفت في قدر هذا النقص بين 5-7 أذرع. كما أن هذا النقص لم يكن
أمراً يعلم به الخاصة من زعماء قريش أَو أفراد منها كما يتّضح من كتب
التأريخ، بل كان على مسمع ومرءى من جميع المشاركين في إعادة بناء الكعبة، حيث
شارك الجميع ومن كل القبائل العربية في بناء الكعبة والتشرف به، وهو أمر ثابت
لا يمكن الاختلاف فيه، وقد تداولت قريش أمر النقص هذا وتدارسته وتشاورت فيه
طويلا فأقرت أخيراً بعجزها أمام نفاد النفقة، وأجمعت أمرها أخيراً على أن
يقصروا عن القواعد ويحجروا ما يقدرون عليه من بناء البيت، وهو ما يسمى
بالشاذروان، ويتركوا بقية البيت في الحِجر وبنوا في بطن الكعبة أساساً يبنون
عليه من شقّ الحجر، وتركوا من ورائه فناء (بناء) البيت في الحجر وبنوا على
ذلك. وهنا، بعضهم قال: إن قريشاً اكتفت بالحائط الذي بناه إسماعيل فيطوف
الناس من ورائه. وبعضهم قال: إن قريشاً حجرت على هذهِ الأذرع كما حجرت على
بقية ما بقي من القواعد حوالي الكعبة (الشاذروان) لتعلم الناس أن هذا من
البيت. وهذا مضمون ما نقلته السيرة الحلبية والأزرقي في أخبار مكة>36
وهو أمر لو كان لما وقع الخلاف لا في عدد الأذرع ولا في كونها من البيت أو
لا. لأن حالها حال الشاذروان الذي بعد أن حجرت قريش عليه لم يقع الخلاف فيه
وفي كونه من البيت بل اتفقت كلمة الجميع على أنّه من البيت ولم أجد مخالفاً
في ذلك .. إذن فالنفقة الطيبة التي جمعتها قريش نفدت. ولم يكن بإمكان قريش
جمع غيرها لكثرة المال الحرام ولأن قريش على لسان زعمائها رفضت أن تدخل المال
الحرام في بناء الكعبة، لهذا فضلت اختصار بناء الكعبة حتى لا تدخل في بنائها
إلاّ الحلال من المال فالنقص أمر كان يعلمه إن لم يكن الجميع فلا أقل القسم
الأكبر منهم، وقد بقي أكثرهم على قيد الحياة وآمنوا برسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) وأسلموا. أريد من هذا كلّه أن أصل إلى أن ما ورد في رواية أم
المؤمنين من تبرير لعدم تمكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من إعادة
بناء الكعبة على قواعد إبراهيم (فأخاف أن تُنكر قلوبهم لنظرتُ أن أدخل الجدر
في البيت ...) أو (لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس
إبراهيم ..) ...


فهذا الخوف والخشية تستدعي الانتباه والوقوف عندها، وإني أراها طارئةً على
الرواية أو قد تكون من زيادة الرواة أو لأشياء أخرى ... لأسباب كثيرة،
منها.


1 -
كما قلنا: إن النقص أمر يعلمه الجميع، أي الذين حضروا إعادة بناء الكعبة.
لهذا فإعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ـ إن توفرت النفقة الطيبة التي
كانت سبباً في نقصها ـ هذهِ الإعادة لا تثير غضباً من أحد فضلاً عن الردة.
خاصة وقد وجد الصادق الأمين، والنبي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي
لا يُريد إلاّ الإصلاح، وإعادة الكعبة على وضعها السابق قبل بناء قريش، وهو
بهذا لم يأت بشيء جديد غريب عليهم أبداً ... فلا أرى عمله ذاك إلاّ أن يكسب
رضاهم وموافقتهم وترحيبهم به; لأنه لم يحقّق أمنيته (صلى الله عليه وآله
وسلم) فقط بل أمنيتهم التي حالت النفقة دون تحقيقها، وقد حقّقها الرسول (صلى
الله عليه وآله وسلم).


ثم
لو قلنا، ليست الخشية من هؤلاء، بل ممن دخلوا الإسلام حديثاً ولم يبلغ
الإيمان في نفوسهم درجة عالية تمنعهم من التمرد والردّة والعصيان. أقول: إن
شوكة الإسلام ـ بعد فتح مكة بالذات ـ كانت قوية، وأن الدولة الإسلامية عاشت
أعظم مراحلها قدرة وثباتاً. ومهما بلغ عدد هذا الصنف من الناس حتى إذا أضفنا
إليه المنافقين الذين لم يتركوا وسيلة إلاّ سلكوها للكيد للإسلام والمسلمين
ومنذاللحظات الأولى لبزوغ شمس الإسلام، فقدبقيت مسيرة الإسلام تسير
بثبات وقوة. أقول فمهما بلغ عدد هؤلاء فهم لا يشكلون خطراً كخطر قبائل هوازن
وأعوانهم الذين ذاقوا مرارة الهزيمة في حنين على يد
المسلمين.


2 ـ
ثم لو أخذنا بما ذكره صاحب السيرة الحلبية>37
( ... ويتركوا بقيته في الحِجر عليه جدار مدار يطوف الناس من ورائه) إذن فهو
أمر ظاهر، يراه الجميع، فعلى فرض صحة هذا القول، فلماذا بعد الخشية. أذرع
واضحة المعالم أدخلت من البيت في الحجر، ويريد رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) إرجاعها للبيت، فهل في هذا ضرر أو يشكل خطراً على مستقبل الدعوة
الإسلامية؟


3 ـ
ثم هل ننسى حكمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقدرته في إقناع قومه ـ
على فرض وجود المعارضة ـ قبل تهديم الكعبة أو بعضها كما فعل غيره زمن بناء
قريش لها؟ وهل حكمته ـ معاذ الله ـ بأقل من حكمة الوليد بن المغيرة أو أبي
لهب أو غيرهما من زعماء قريش ..؟ كيف يكون هذا. وقد شهد بحكمته الجميع، وبها
حقنت دماؤهم في قصة الحجر الأسود .. وفي صلح الحديبية وغيرها الكثير ... وكل
ما كانوا يخشونه هو نزول العذاب بهم إذا ما قاموا بتهديم أحجار الكعبة. فإذا
رأوا أن رسول السماء هو الذي يهدمها ويعيد بناءها بيده المباركة من جديد فهذا
مدعاة للاطمئنان وعدم الخوف.


4 ـ
ثم أليس هو الذي أطاح بآلهتهم ولم يخشَ شيئاً، وهو الذي دخل المسجد الحرام
وهدم أصنامهم، ولم يترك حتى صور الملائكة والأنبياء وإبراهيم الخليل وهو
يستقسم بالأزلام ـ وكانت محطّ تقديسهم ـ بعد أن أرسل الفضل بن العباس بن عبد
المطلب فجاء بها ـ على مرءى ومسمع من قريش ـ وبماء من زمزم وبثوب ووضعها
وطمسها في الماء، وهو يقول: قاتلهم اللهُ جعلوه يستقسم بالأزلام، ما لإبراهيم
والأزلام>38؟
إلى غير ذلك مما فعله في مقدساتهم ومعبوداتهم ولم يخش أحداً. وكانت تلك
الأوثان يعبدونها من دون الله ويدافعون عنها وعن بقائها بالأموال والأنفس
وبكلّ ما أوتوا من قوة وسلطان، والقرآن يشهد بدفاعهم من أجل معبوداتهم
وآلهتهم التي يزعمون


{ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا
لشاعر مجنون ...}>39.


{اجعل الآلهة إلهاً واحداً إن
هذا لشيء عجاب}>40.
ولم يذكر لنا التأريخ بأنهم عبدوا الكعبة. نعم احترموها قدسوها، تشرفوا
بخدمتها، بقيت رمزاً لهم، ينتفعون منها .. لكنها على كل حال لم تصل إلى درجة
العبادة أبداً، فلماذا الخشية إذن؟.


إنى
أقف مما ورد في الرواية هذهِ من التبرير موقف المتسائِل
المستغرب!


هذا
وأن هذهِ الخشية المدعاة وأمنيته (صلى الله عليه وآله وسلم) تلك في إعادة
البناء. واهتمامه بهذا النقص إلى درجة أخذه بيد عائشة ليدلها على موضع النقص
مما يدل على اعتنائه به واهتمامه فلماذا لم يرد كلُّ ذلك على لسان واحد من
أهل بيته وزوجاته الأخريات أو الصحابة الذين لم يفارق بعضهم رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) إلاّ في أوقاته الخاصة؟


وقد
يرد على هذا أن أمّ المؤمنين عائشة كثيراً ما تفردت بنقل رويات عن رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) وهذهِ واحدة من تلك!.


والغريب الذي لا يخلو هو أيضاً من التساؤل، أن هذا الأمر ظل مسكوتاً عنه طيلة
أكثر من 60 سنة حتى وصل الأمر إلى عبد الله بن الزبير فكشف النقاب عن رواية
خالته!!


كيف
بقي الأمر مسكوتاً عنه طيلة هذه السنين الطوال؟ اللهم إلاّ إذا قلنا بأن
المسلمين لم يكن له اهتمام بذلك ولم يشكل عندهم مشكلة شرعية بعد طوافهم وراء
الحجر، أو لعدم ابتلائهم بإعادة بناء الكعبة وإلاّ لاعادوا هذه الأذرع
لمكانها ... تبقى هنا ملاحظة أخيرة أيضاً هي محل للتساؤل والاستغراب وهي: لقد
تركت قريش جزءاً قليلا من قواعد إبراهيم فوضعت عليه جداراً أو حجرتها وهو
الذي يسمى بالشاذروان وقالت ليعلم أن هذا من البيت .. فلماذا تركت تحجير 5-7
أذرع تركتها في الحجر دون أن تشير إليها أنها من البيت؟ صحيح أني رأيت في
السيرة الحلبية أنها حجرتها .. ولكن لو كان الأمر كذلك لما وقع الخلاف في هذه
الأذرع ولما كان أمراً وموضعاً للأخذ والرد. اللهم إلاّ أن نقول: إنها اكتفت
بتحجير إسماعيل وإن كان أكثر من 5 أو 7 أذرع.


* ورواية
مرسلة تسند لابن عباس>41
فقد أخرج سفيان بن عيينة والطبراني والحاكم وصححه، والبيهقي في سننة عن ابن
عباس قال: الحِجر من البيت; لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)طاف
بالبيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار. أنه قال: الحجر من البيت. واحتمال
أن يكون قصده من المسجد الحرام فظلمة البيت تطلق على المسجد بكامله. وإذا ورد
الاحتمال بطل الاستدلال بها ...


* والدليل
الآخر الذي عندهم أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل الركنين
الشامين لأنهما ليسا من البيت وأيضاً وقع فيه الخلاف. وقد أورد هشام بن عروة
بن الزبير وهو أحد رواة رواية عائشة في أن أباه كان إذا طافَ بالبيت يستلمُ
الأركان كلّها، كان لا يدعُ اليماني إلاّ أن يُغلب عليه>42.
وأخرجه سعيد بن منصور عن الدراوردي عن هشام، قال: كان إذا بدأ استلم الأركان
كلها وإذا ختم ...


وكذا أخاه عبد الله كما علقه البخاري ورواه ابن أبي شيبة عن عباد بن عبد الله
بن الزبير أنه رأى أباه يستلم الأركان كلّها وقال: إنه ليس منه شيء مهجوراً.
وقال الإمام القاضي بن رشد القرطبي الأندلسي في بداية المجتهد ونهاية
المقتصد


واختلفوا هل تستلم الأركان كلها أم لا؟ فذهب الجمهور إلى أنه إنما يستلم
الركنان فقط لحديث عمر «أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يسلتم
إلاّ الركنين فقط» واحتج من رأى استلام جميعها بما روى عن جابر، قال: كنا نرى
إذا طفنا أن نستلم الأركان كلّها. وكان بعض السلف لا يحب أن يستلم الركنين
إلاّ في الوتر من الأشواط، انتهى ما ذكره الأندلسي>43.
ومرّ قول ابن عمر، إنما ترك (صلى الله عليه وآله وسلم)استلام الركنين
الشاميين; لأن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم. ولهذا قال أبو عبد الله
الأبي: هذا من فقه عبد الله بن عمر من تعليل العدم بالعدم، علل عدم الاستلام
بعدم أنهما من البيت. ولهذا حمل ابن القصار وتبعه ابن التين استلام ابن
الزبير لهما، لأنه لما عمر الكعبة أتمه على قواعد إبراهيم، ويؤيده ما ذكره
الأزرقي أن ابن الزبير لما فرغ من بنائه وأدخل فيه من الحجر ما أخرج منه وردّ
الركنين على قواعد إبراهيم خرج إلى التنعيم واعتمر وطاف بالبيت واستلم
الأركان الأربعة، فلم يزل البيت على بنائه إذا طاف بالبيت الطائف استلم
الأركان جميعها حتى قتل ابن الزبير. وعنده عن ابن إسحاق بلغني أن آدم لما حجّ
استلم الأركان كلّها وإنّ إبراهيم وإسماعيل لما فرغا من بناء البيت طافا به
سبعاً يستلمان الأركان كلّها والجمهور على ما دل عليه حديث ابن عمر أنه لا
يستلم إلاّ الأسود واليماني، وروى استلام الكل عن جابر وأنس والحسن والحسين
ومعاوية من الصحابة، وسويد بن غفلة من التابعين، وروى أحمد والترمذي والحاكم
عن أبي الطفيل قال: كنت مع ابن عباس ومعاوية، فكان معاوية لا يمر بركن إلاّ
استلمه، فقال ابن عباس: إن رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يستلم إلاّ
الحجر الأسود واليماني. فقال معاوية: ليس شيء من البيت
مهجوراً.


زاد
أحمد من طريق مجاهد. فقال ابن عباس: لقد كان لكم في رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) أسوة حسنة. فقال معاوية: صدقت.


وقد
أجاب الإمام الشافعي: بأنا لم ندع استلامهما هجراً للبيت، وكيف يهجره وهو
يطوف به؟! ولكنا نتبع السنة فعلا أو تركاً، ولو كان ترك استلامهما هجراً،
لكان ترك استلام ما بين الأركان هجراً لها، ولا قائل به، ويؤخذ منه حفظ
المراتب، وإعطاء كل ذي حقّ حقه، وتنزيل كل أحد منزلته. انتهى ما ذكره
الزرقاني>44.


يظهر من هذا الاختلاف الواقع في استلام الركنين الشاميين، وأمر عدم استلامهما
إذن لا يصلح دليلا لوجود المعارض كما رأيت عند العامة
أنفسهم.


كما
ظهر من ذلك كلّه أن المذاهب الإسلامية الأربعة تذهب إلى أن الحجر كلّه أو
أكثره أو نصفه من البيت (الكعبة)، ولهذا فيجب إدخالُه في الطواف حتى يتحقق
كون الطواف حول البيت، وبالتالي يكون مصداقاً للآية {وليطوفوا بالبيت العتيق} هذا أولا، ولسيرة رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أدخل الحجر بكامله في طوافه، ولقوله خذوا
عني مناسككم.


إذن
فأدلتهم على أن الحجر من البيت فهي الرواية التي أستطيع وصفها بأنها الوحيدة
في هذا الباب، وهي تروى عن أم المؤمنين عائشة بألفاظ مضطربة ولم أعثر على مَن
ناقش متنها أو سندها، وعندهم صحتها من المسلمات هذا أولا، ولرواية مرسلة عن
ابن عباس ثانياً، وثالثاً لعدم استلام الركنين الشاميين وقد سببت هذهِ
الرواية عن عائشة ـ التي اضطربت في القدر الذي أخرجته قريش من الكعبة وضمته
في الحجر ـ اختلاف الفقهاء، فالذين تمسكوا بها قالوا بالنقص واختلفوا في
قدره، في قبال الآخرين الذين رفضوا هذه الرواية وبالتالي بنوا على عدم نقص
مساحة الكعبة، وكذلك كانت هذهِ الرواية سبباً لاختلاف الفريق الأول وانقسامه
إلى فريقين، فريق يقول بصحة الطواف بعد السبعة أذرع من البيت الموجودة في
الحجر، وفريق قال لا يصح الطواف إلاّ من وراء جدار الحجر وهو ما فعله رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذهب الكثير منهم إلى القول الثاني، بينما
قال بالأول القليل منهم، كما نرى عند تعرّضنا لآراء
الفقهاء.


/ 12