الحجر الأسود
حجر أسود،
لا يتميّز ـ بطبيعته ـ على غيره من الأحجار، خلق بشكل غامض
ومجهول، وعرّف بأنّهُ يمين الله.
الحجر
الأسود بمنزلة العَلَم الذي لا يختلف عن نظائره بشكله وصناعته الظاهرية،
ولكنهُ رمز يعكس كلّ تأريخ الأمة ووجودها وشرفها.
تصوّر
البعض أنّ استلام الحجر يشبه احترام أو تحية العلم، وهو أمر معتاد ومرسوم في
جميع الدول، ويبدو أنّ هذا التصوّر صحيح، وينسجم مع
الروايات التي عبّرت عن الاستلام بأنّهُ (مصافحة مع الله) أو ما
يشبه ذلك.
والحجر ـ في تصوّر بعض
آخر ـ هو قلب البيت، فكأنّ كلّ ما هناك من قدس وجلال ومعنوية وجاذبية
وعظمة ينبعث من هذا الحجر إلى جميع أرجاء البيت. ومن البيت إلى المسجد، ومن
المسجد إلى مكة، ومن مكة إلى الحرم، ومن الحرم إلى جميع أنحاء العالم، فقلب المعنوية نابضٌ في الحجر،
ومنه تسري المعنوية إلى البيت، والبيت قلب المسجد النابض; والمسجد قلب مكة
الذي يضخّ المعنوية والقدسية في عروقها،
ومكة ـ بدورها ـ تسقي منطقة الحرم، ومن هذا المركز
المطهّر المضيء (الحرم) ترتوي كل أرجاء العالم من نبع التوحيد
الأصيل.
والحجر ـ من خلال رؤية
أُخرى ـ رمز لوحدة البشريّة، فكأنّ جميع الناس على هذه الأرض،
يعلنون ـ باستلامهم الحجر ـ الوحدة في التراب والوطن،
فالكلّ من أرض واحدة، ولا حدود تفصل بين أوطانهم ، وعند هذا الحجرالأسود
يُعلَنُ أنّ الناس من عرق واحد وتراب واحد وطبيعة واحدة7.