لمحة عن الحج و مناسکه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لمحة عن الحج و مناسکه - نسخه متنی

محمدجواد حجتی کرمانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




عرفات


أرض معرفة، أرض أوّل إنسان هبط، ثمّ
أخذ في طريق الصعود، أرض آدم وإبراهيم ومحمد(عليهم السلام)، أرض تجلّى فيها
جبرئيل بحقيقته لنبيّنا(صلى الله عليه وآله)، أرض صحراوية قاحلة، تخلو من أيّ
معلم أو بناء، فيها يفترش الإنسان الأرض ويلتحف السماء، فأيّ أرض هذه التي
تضع الإنسان في صميم خلقه الطبيعي والحقيقيّ بهذا الشكل؟!

هنا ـ في
عرفات ـ عصر التوبة والإنابة المضيء، وعهد إعادة بناء وتكوين
الشخصيّة الجديدة، هنا المقرّ الأبديّ لإعلان شريعة الإسلام عبرَ آخر سفير من
سفراء الوحي الإلهيّ. هنا يفنى الإنسان في هالة من العظمة والسكون، والإلهام والروحانيّة، والفكر والتدبّر، والمناجاة والدعاء
والعبادة.

قال النبيّ(صلى الله عليه
وآله) : «الحجّ عرفة». ولو
أنّك ـ في أوّل منازل الحجّ ـ لمست في روحك وقلبك
التغيّر والتحوّل، ودفعك الوقوف في عرفات إلى التأني والتفكّر والتدبّر، ثمّ
انتهى بك الوقوف في المشعر إلى إكمال ما بدأته في عرفات، فهذا يعني أنّ أساس
سائر المناسك قد استقرّ وأحكم بما لا يقبل الزعزعة، وأنَّ الوقوفين قد أُدّيا
على أحسن وجه.

وقد
أشرنا ـ آنفاً ـ إلى أنّ التدبّر والتأمّل لابدّ من أن
يكونا أساساً للحركة والانبعاث. والوقوفان هما أساس وجوهر مناسك الحجّ
الشريفة; ولهذا فلا يوجد ركن يبطل الحجّ بتركه سهواً ودون تفريط، غير هذين
الوقوفين2.

الحاجّ في عرفات يُلْهم من الأرض
والسماء; يلهم من نفسه التي تطهّرت وتنزّهت، ويلهم من هذه الأفواج التي تقاطرت من كلّ مكان، على اختلاف لغاتها وألوانها
وأعراقها، ثمّ ظهرت بمظهر واحد، لتشغل بمعرفة أنفسها، وعالمها،
وربّها.

وهناك نقطة أُخرى جديرة بالتأمّل في
صحراء عرفات، وهي أنّها تصوّر لنا عرصات المحشر، فإذا
بالحاجّ ـ حيث تتمثّل يعينه صور القيامة
والحساب ـ يستغرق في حالة من الانقطاع والتضرّع، تجعل
منه ـ بحقّ ـ إنساناً آخر، إنساناً متعالياً متكاملا، قد
أقبل على الآخرة، وكان أهلا لوصال الحبيب والتشرّف بدخول الحرم.

/ 15