يعقوب بن اسحاق (ع ) - عقائد الاسلام من القرآن الکریم جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الاسلام من القرآن الکریم - جلد 2

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




هـكذا اعتمد خليل الرحمن الادلة المحسوسة المعقولة في محاججة المشركين وكذلك فعل سائر الانـبـيـاء فـي احـتـجـاجـهم مع المشركين في عصورهم , وكذلك ـايضاـ حاجج القرآن اصناف
الـمـشـركـيـن , حيث خاطب الناس ـ كل الناس ـ ولم يخص بالاستدلال الفلاسفة والمثقفين منهم ,
وضـرب لـلـنـاس ـ كل الناس ـ مثلا محسوسا معقولا حين قال تعالى : (يا ايها الناس قد ضرب مثل
فـاسـتـمعوا له ان الذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابا) انه ـ تعالى ذكره ـ اختار للمثل ذكر
حـشرة يتقذر منها جميع البشر ومنتشرة في جميع مجتمعاتهم , وقال سبحانه : (ان الذين تدعون من
دون اللّه ) لـقضاء حوائجكم في حياتكم عاجزون عن خلق حشرة قذرة ـ الذبابة ـ واكد ذلك بلفظ
(لن ) التي تفيد التابيد, ثم اوضح اكثر من ذلك على ضعف الالهة التي يعبدونها بقوله جل اسمه : (وان
يـسـلـبـهـم الذباب شيئا لا يستنقذوه ) وان الذبابة لو امتصت شيئا من دم فرعون طاغوت مصر او
الابقار آلهة الهنود وما شاكلها من آلهة البشر لا تستطيع تلك الالهة ان تستنقذ حقها من تلك الحشرة
الضعيفة القذرة المهانة , ثم اربى على ذلك وقال سبحانه وتعالى ذكره : (وما قدروا اللّه حق.


قدره ) حين يشركون به ـ وهو خالق السماوات والارض ـ تلك المخلوقات الضعيفة هـكذا كان احتجاج اللّه ورسله , وليس في كلها شي ء من اساليب علماء علم الكلام في مؤلفاتهم , فاي
الطريقين اجدر ان نسلكه في المناظرة والاحتجاج ؟.


كـانـت مقابلة ابراهيم مع عباد الكواكب والاصنام والطاغوت في موطنه بابل , وبعد ذلك هاجر الى
بلاد الكنعانيين فـي الشام وجرى له فيها مـا ياتي :.


المشهد الثاني ـ في موقف ابراهيم في خبر لوط وقومه :.


قال سبحانه في سورة العنكبوت :.


(فمن له لوط)(الاية : 27).


يظهر من هذه الاية ان لوطا (ع ) كان يعمل بشريعة الخليل ابراهيم وان اللّه ارسله الى القرية التي
تـعـمل الخبائث ((77)) , بشريعة ابراهيم (ع ) حين قال تعالى في سورة الصافات : (وان لوطا لمن
الـمـرسـلـين )(الاية : 133) ومن مشاهد خبر ابراهيم مع لوط موقفه من نزول العذاب على قوم
لـوط(ع ) كما قال سبحانه في سورة العنكبوت : (قال ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه
واهله الا امراته كانت من الغابرين )(الاية : 32).


وقال سبحانه في سورة هـود:.


(فـلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ان ابراهيم لحليم اواه منيب يا
ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود)(الايات : 74 ـ 76).


وكـان جـدال ابراهيم الذي اخبر اللّه عنه مع الملائكة عندما اخبروه ان اللّه ارسلهم ليهلكوا قوم
لوط انه قال لهم : ان كان في القرية كذا نفر من المسلمين اتهلكون اهلها؟.


وفـي روايـة قال : ارايتم ان كان فيها خمسون من المسلمين , فقالوا: ان كان فيها خمسون لم نعذبهم ,
قـال : اربـعون , قالوا: واربعون , قال : ثلاثون , قالوا: وثلاثون , حتى بلغ عشرة , قالوا: وان كان فيها
عشرة .


ويظهر من قوله تعالى : (قال ان فيها لوطا) انه بلغ في ذكر العدد الواحد, وقالت الملائكة له ان كان
فيها مسلم واحد لم نعذبهم , فقال لهم عندئذ: ان فيها لوطا فقالوا في جوابه : لننجينه ولموقف ابراهيم
(ع ) في الرحمة بقوم لوط وسعيه لدفع العذاب عنهم اثنى اللّه تعالى عليه وقال : (ان ابراهيم لحليم
اواه منيب ).


المشهد الثالث ـ خبر ابراهيم مع اسماعيل وبناء البيت ونداؤه بالحج :.


ابـاحت سارة زوجة ابراهيم (ع ) وابنة خالته لزوجها ابراهيم (ع ) ان يطا جاريتها هاجر فحملت
منه وولدت اسماعيل (ع ), فغارت سارة من امتها هاجر وابنها اسماعيل وطلبت من زوجها ابراهيم
(ع ) ان يـبـعد الامة هاجر وابنها اسماعيل عنها ويسكنها في ارض غير ذات زرع , وامره اللّه ان
يـنفذ رغبتها فاركبهما ابراهيم دابة وسار بهما الى البر, وكلما مر بارض ذات زرع وماء واراد ان
ينزلهما هناك منعه امين وحي اللّه جبرائيل عن ذلك حتى بلغ بهم مكة في ارض فاران بين جبال سود
وارض غـير ذات زرع وماء, وعند بيت اللّه الحرام الذي طاف حوله آدم ومن جاء بعده من الانبياء
طلب منه جبرائيل ان ينزلهما هناك , فانزلهما وقال : (ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع
عـنـد بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم ) وعاد ابراهيم لتوه الى
مـسـكـنـه في الشام , ونفد الماء الذي كان مع هاجر وجف لبنها واشرف الوليد على الهلاك في حر
الـحـجاز واخذ يفحص برجليه الارض , فركضت هاجر والهة الى جبل الصفا وصعدت عليه علها
تـرى بالوادي احدا, ولم تر احدا ولم تسمع صوتا غير رجع صداها, فنزلت من الصفا وسارت الى
جبل المروة وصعدته وكررت ما فعلته على جبل الصفا ثم اعادت الكرة الى الصفا, وكلما وصلت في
مـسيرها الى ما يحاذي وليدها هرولت في سيرها, وبعد الشوط السابع من سعيها بين الجبلين تقدمت
الـى وليدها تنظر اليه واذا بها ترى الماء يجري من تحت قدمي وليدها, فحوطت التراب حول الماء
فـتوقف عن الجري وارتوت منه واروت ابنها وارضعته , ومرت سابلة من جرهم فراوا طيرا في
الجو هناك وتحققوا من امره فراوا الماء والتقوا هاجر ووليدها, فاستاذنوها ان يسكنوا معها فاذنت
لـهـم , ولما نشا اسماعيل وتزوج منهم زارهم ابراهيم وامره اللّه ببناء البيت فبناه مع ابنه اسماعيل
واراه اللّه مـناسك الحج ودعا ربه وهو يبني البيت وقال : (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة
مسلمة لك ) وقال : (واجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ), ووصى بها بنيه (ان اللّه اصطفى لكم الدين
فلا تموتن الا وانتم مسلمون ), ثـم ذهب ابراهيم مع ابنه اسماعيل لاداء مناسك الحج , فلما عـادا من
عـرفـات الـى منى واخبر ابراهيم اسماعيل بانه راى في المنام انه يذبحه , ورؤيا الانبياء نوع من
الـوحـي , قال اسماعيل : (يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء اللّه من الصابرين ) فلما القاه ابراهيم
(ع ) عـلـى وجـهه باشر بالذبح وامر السكين على رقبة اسماعيل , لم تحز رقبته , فناداه اللّه : (يا
ابـراهـيم قد صدقت الرؤيا), لانه كان قد راى انه يذبحه ولم ير انه قد ذبحه وقد فعل ما رآه في
الـمـنام , وفداه اللّه بكبش احضره جبرائيل , فذبحه ابراهيم واتم مناسك الحج , وبعد قيام ابراهيم
بـكـل ما سبق وما ياتي , جعله اللّه اماما للناس , وامره اللّه ان ينادي بالحج لياتي الناس على كل جمل
ضـامـر من كل طريق بعيد, وكذلك اصبح الحج الى بيت اللّه الحرام اساس شريعة ابراهيم الحنيفة
وعماد ملته التي قال اللّه في شانها: ( واتبعوا ملة ابراهيم حنيفا).


وبعد اجتياز خليل اللّه ابراهيم المراحل المذكورة جعله اللّه اماما للناس وقال سبحانه : (واذ ابتلى
ابـراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )
وجدنا في سيرة ابراهيم (ع ) ظاهرتين خاصتين به من بين الانبياء والرسل :.


ا ـ خـصـيـصـة اكرام الضيف والاهتمام باطعامه كما اخبر اللّه عنه وقال : (فما لبث ان جاء بعجل
حـنيذ) اي بادر بتهيئة الطعام لضيوف لا يعرفهم , ويظهر ان اطعامه للضيف كانت ميزة تلازمه ولم
يقتصر على هؤلاء الضيوف .


ب ـ اهـتمامه بتعمير البيت ودعوته الناس لاداء مناسك الحج حيث قال تعالى : (وطهر بيتي للطائفين
والـقـائمـيـن والركع السجود واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج
عميق ).


وسـوف ندرس في اوصياء ابراهيم (ع ) من ورث عنه هاتين الخصيصتين الظاهرتين في حياته ان
شاء اللّه تعالى .


المشهد الرابع ـ ابراهيم مع فرعين من ذريته عليهم السلام :.


بعد نقل ابراهيم (ع ) اسماعيل وهاجر الى مكة وبنائه مع ولده اسماعيل البيت وادائه مناسك الحج ,
وعـودتـه الـى موطنه في الشام ونزول العذاب على قوم لوط, وهب اللّه له اسحاق وحفيده يعقوب
نافلة له وجعلهم اللّه ائمة يهدون بامره , واوحى اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة .


ومن ثم تفرعت النبوة والوصاية بعد ابراهيم الخليل (ع ) الى فرعين :.


الفرع الاول : فرع ابنه اسماعيل واولاده في مكة وهم اوصياء ابراهيم على شريعته الحنيفة .


الفرع الثاني : فرع ابنه اسحاق وابنه يعقوب واولاده في فلسطين الذين خصهم اللّه بشريعة تكاملت
في شريعة موسى (ع ).


وسـوف ندرس باذنه تعالى اخبار كل واحد من الفرعين على حدة , ونبدا بدراسة اخبار فرع الابن
الاصغر اسحاق (ع ) وبنيه في ما ياتي :.


اخبار اسحاق بن ابراهيم (ع ) وابنه يعقوب (ع ).


اسرائيل وبنيه بني اسرائيل .


لم نجد في اخبار اسحاق ما يدل على انه خص بشريعة دون شريعة ابيه ابراهيم , وانما وجدنا ذلك
في ما اخبر اللّه عن ابنه يعقوب والملقب باسرائيل كما سندرسه باذنه تعالى في ما ياتي :.


يعقوب بن اسحاق (ع )



ـ لقبه اسرائيل وبنوه بنو اسرائيل .


ـ تشريع اللّه جل اسمه لهم احكاما استثنائية .


ـ آيات كريمة .


ـ شرح الكلمات .


ـ تفسير الايات .


يعقوب بن اسحاق الملقب باسرائيل وبنوه بنو اسرائيل وما شرع اللّه لهم من احكام .


قال اللّه سبحانه وتعالى :.


ا ـ في سورة آل عمران :.


(كـل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا
بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين )(الاية : 93).


ب ـ في سورة الاسراء:.


(وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل )(الاية : 2).


ج ـ في سورة السجدة :.


(ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني اسرائيل )(الاية : 23).


د ـ في سورة المائدة :.


(انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار
بما استحفظوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بياتي ثمنا
قليلا ومن لم يحكم بما انزل اللّه فاولئك هم الكافرون )(الاية : 44).


ه ـ في سورة الصف :.


(واذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول اللّه اليكم ) (الاية : 5).


و ـ في سورة آل عمران :.


( يـا مـريم ان اللّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن
المقربين * * ورسولا الى بني اسرائيل ) (الايتان :45 و49).


ز ـ في سورة الصف ايضا:.


(واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول اللّه اليكم )(الاية :6).


شرح الكلمات :.


ا ـ هادوا:.


هاد هنا بمعنى دان باليهودية .


ب ـ الربانيون :.


الرباني : العالم الراسخ في علوم الدين .


ج ـ الاحبار:.


جمع الحبر بكسر الحاء وفتحها: العالم , واطلق الحبر في القرآن على علماء اهل الكتاب .


د ـ كلمة :.


الـكـلـمة هنا بمعنى المخلوق الذي خلقه اللّه تعالى بكلمة (كن ) او نحوها دون توسط المالوف من
اسباب الخلق .


ه ـ المسيح :.


لـقب نبي اللّه عيسى (ع ) لانه كان يمسح ذا العاهة فيبرا, وقالوا غير ذلك ولكنا فضلنا هذا المعنى
على غيره مما ذكروا في معنى المسيح .


تفسير الايات :.


احكام استثنائية لقوم في ظروف استثنائية :.


عـاش بـنـو اسـرائيل في ديار الغربة بمصر حياة الذلة والقلة : استعبدهم الاقباط وقتلوا ابناءهم
واستحيوا نساءهم , ولما نجاهم اللّه من مصر كان عليهم ان يقاتلوا اقواما طغاة جبابرة في الشام بعد
ان تـجسدت فيهم روح الاستضعاف والخوف والجبن والهلع على اثر استعبادهم في مصر نسلا بعد
نـسل وجيلا بعد جيل , فاقتضت الحكمة الربانية ان يشرع لحياتهم نظاما يقوي فيهم روح الاعتماد
عـلـى النفس والاعتزاز ببائهم الانبياء والرسل وانهم متميزون عن الاقوام الكافرة الطاغية الذين
يقاتلونهم , وكان اول ما شرع لهم في هذا السبيل تحريم ما حرم ابوهم نبي اللّه اسرائيل على نفسه
لـيـشـعـروا بامتياز نبوة اسرائيل نبي اللّه , ثم اتم التشريع الخاص لهم بانزال التوراة على موسى
والانجيل على عيسى , وسوف نذكر بعض ذلك بعد دراسة خبر شعيب حفظا لتسلسل اخبار الانبياء
حسب تسلسل زمانهم .


شعيب عليه السلام



ـ سيرته مع قومه في آيات كريمة .


ـ شرح الكلمات .


ـ تفسير الايات .


.


قال اللّه سبحانه وتعالى :.


ا ـ في سورة هـود:.


(والـى مـدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان
اني اراكم بخير واني اخاف عليكم عذاب يوم محي*ط ويا قوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا
تـبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين * بقية اللّه خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا
عـلـيكم بحفيظ* قالوا يا شعيب اصلاتك تامرك ان نترك ما يعبد آباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء
انك لانت الحليم الرشيد * قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما
اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا باللّه عليه توكلت
واليه انيب * ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي ان يصيبكم مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح
ومـا قـوم لوط منكم ببعيد * واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود* قالوا يا شعيب ما
نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز * قال يا قوم
ارهـطي اعـز عـلـيـكم من اللّه واتخذوتموه وراءكم ظهريا ان ربي بما تعملون محيط * ويا قوم
اعـمـلـوا على مكانتكم اني عامل سوف تعلمون من ياتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا اني
معكم رقيب * ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة
فـاصـبحوا في ديارهم جاثمين * كان لم يغنوا فيها الا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) (الايات : 84 ـ
95).


ب ـ في سورة الاعراف :.


(قـال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا او لتعودن في
مـلـتـنـا قـال اولو كنا كارهين * قد افترينا على اللّه كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا اللّه منها
)(الايتان : 88 ـ 98).


شرح الكلمات :.


ا ـ مدين :.


مـديـن : اسـم قوم شعيب وباسمهم سميت مدينتهم , وفي معجم البلدان انها على بحر القلزم ـ البحر
الاحمر ـ محاذية لتبوك نحو ست مراحل .


وقيل : انها بين وادي القرى والشام , ووادي القرى مجموعة قرى كانت قريبة من المدينة .


ب ـ لا يجرمنكم :.


جرم الشي ء: كسب المكروه , وجرمه الشي ء اكسبه المكروه , وجرمه : حمله عليه .


ج ـ شقاقي :.


شاقه شقاقا: خالفه وعاداه .


د ـ تعثوا:.


عثا: افسد اشد الافساد.


ه ـ بقية اللّه :.


البقية اسم للشي ء الباقي , والبقية هنا بمعنى طاعة اللّه وما ادخر عنده من ثواب .


العبرة في تفسير الايات :.


ارسـل اللّه شـعيبا الى مدين بشيرا ونذيرا فقام بدعوتهم الى العمل بشريعة ابراهيم (ع ) الحنيفة ,
وكـان قـومـه اهل مدين كسائر الامم المشركة باللّه التي تتصف بذمائم الاخلاق موبوؤون بافسد
الاخـلاق الـذميمة , وكان اهل مدين قوم شعيب يبخسون الناس اشياءهم وينقصون المكيال والميزان
ويرون ذلك من حقهم لانهم احرار في التصرف باموالهم , ولم تنفعهم دعوة شعيب ونصحه وتنبيههم
الـى مـا اصـاب الاقوام المشركة قبلهم من العذاب , وقالوا له : (لنخرجنك ومن اتبعك من قريتنا او
لتعودن في ملتنا), اذا فان قوم شعيب كانوا يرون لانفسهم الحرية في ظلم الاخرين وهضم حقوقهم
ولا يرون ذلك لشعيب والمؤمنين في عبادتهم للّه وحده وترك الاخلاق الذميمة , وتارة يستهزئون
بشعيب ويقولون له :.


اصلاتك تامرك ان نترك ما يعبد آباؤنا او نفعل في اموالنا ما نريد؟ ويزدادون عتوا وظلما ويقولون
لـه : لولا رهطك فينا لرجمناك , ومن هذه الاية ومما نعلم من نسب خاتم الانبياء (ص ) ندرك ان اللّه
كان يصطفي رسله من اعز رهط في قومه ليدافع رهطه عنه في تبليغه رسالات اللّه .


ولـمـا كـذبـوه واستضعفوه وسائر المؤمنين معه استحقوا العذاب فاهلكهم بالصيحة فاصبحوا في
ديـارهم جاثمين , وارسل اللّه بعد شعيب موسى (ع ) وسائر انبياء بني اسرائيل كما نورد اخبارهم
في ما ياتي باذنه تعالى :.


اخبار بني اسرائيل وانبيائهم



وتفصيل حالاتهم الاستثنائية في القرآن الكريم .


ـ ولادة موسى وتبني فرعون اياه .


ـ آيات اللّه التسع .


ـ بنو اسرائيل في سيناء.


ـ داود وسليمان (ع ).


ـ زكريا ويحيى (ع ).


ـ عيسى بن مريم (ع ).


المشهد الاول : ولادة موسى وتبني فرعون اياه .



قال اللّه سبحانه وتعالى في سورة القصص :.


ا ـ (واوحـيـنـا الـى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا
رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان
وجـنـودهـمـا كانوا خاطئين * وقالت امراة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او
نـتخذه ولدا وهم لا يشعرون * واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على
قـلـبها لتكون من المؤمنين * وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون * وحرمنا
عليه المراضع من قبل فقالت هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون * فرددناه الى امه
كـي تـقر عينها ولا تحزن ولتعلم ان وعد اللّه حق ولكن اكثرهم لا يعلمون ) ((78)) (الايات : 7 ـ
13).


شرح الكلمات :.


ا ـ فارغا:.


ذاهلا من الحزن .


ب ـ قصيه : تتبعي اثره .


ج ـ فبصرت به عن جنب : عن بعد.


المشهد الثاني : آيات اللّه التسع



قال اللّه سبحانه :.


ا ـ في سورة النمل :.


(اذ قال موسى لاهله اني آنست نارا ستيكم منها بخبر او آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون * فلما
جـاءهـا نـودي ان بـورك مـن في النار ومن حولها وسبحان اللّه رب العالمين * يا موسى انـه انا اللّه
العزيز الحكيم * والق عصاك فلما رآها تهتز كانها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف اني لا
يخاف لدي المرسلون * الا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فاني غفور رحيم * وادخل يدك في جيبك
تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين )( الايات : 7 ـ
12).


ب ـ في سورة الاعراف :.


(ثـمـ بعثنا من بعدهم موسى بياتنا الى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين *
وقـال مـوسـى يـا فرعون اني رسول من رب العالمين* حقيق على ان لا اقول على اللّه الا الحق قد
جئتكم ببينة من ربكم فارسل معي بني اسرائيل * قال ان كنت جئت بية فات بها ان كنت من الصادقين
* فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين * قال الملا من قوم فرعون
انـ هذا لساحر عليم * يريد ان يخرجكم من ارضكم فماذا تامرون * قالوا ارجه واخاه وارسل في
الـمدائن حاشرين * ياتوك بكل ساحر عليم * وجاء السحرة فرعون قالوا ان لنا لاجرا ان كنا نحن
الـغالبين * قال نعم وانكم لمن المقربين * قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون نحن الملقين * قال
الـقوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم * واوحينا الى موسى ان
الـق عـصـاك فـاذا هي تلقف ما يافكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا
صاغرين * والقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون * قال فرعون
آمـنـتم به قبل ان آذن لكم ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها فسوف تعلمون *
لاقـطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ثم لاصلبنكم اجمعين * قالوا انا الى ربنا منقلبون * وما تنقم منا
الا ان آمنا بيات ربنا لما جاءتنا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين * وقال الملا من قوم فرعون
اتـذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك وآلهتك قال سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا
فوقهم قاهرون * قال موسى لقومه استعينوا باللّه واصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده
والـعـاقبة للمتقين * قالوا اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم
ويـستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون * ولقد اخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات
لـعـلهم يذكرون * فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه الا
انـما طائرهم عند اللّه ولكن اكثرهم لا يعلمون * وقالوا مهما تاتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن
لـك بمؤمنين* فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا
وكـانـوا قـومـا مجرمين * ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن
كـشـفـت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل * فلما كشفنا عنهم الرجز الى اجل هم
بالغوه اذا هم ينكثون ) ((79)) (الايات :103 ـ 135).


ج ـ في سورة الشعراء:.


(فاخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك واورثناها بني اسرائيل * فاتبعوهم
مـشـرقين * فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون * قال كلا ان معي ربي سيهدين *
فـاوحـيـنـا الـى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وازلفنا ثم
الاخرين* وانجينا موسى ومن معه اجمعين * ثم اغرقنا الاخرين )(الايات :57ـ66).


د ـ في سورة يونس :.


(وجـاوزنـا بـبني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال
آمـنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين* آلان وقد عصيت قبل وكنت من
الـمـفـسـديـن * فـالـيـوم نـنـجـيـك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا
لغافلون )(الايات : 90 ـ 92).


المشهد الثالث ـ بنو اسرائيل في سيناء:



اخبار طغيان بني اسرائيل في زمان موسى (ع ) وما بعده :.


ا ـ في سورة الاعراف :.


(وجـاوزنـا ببني اسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا الها
كـما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون * ان هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون * قال اغير
اللّه ابـغـيـكم الها وهو فضلكم على العالمين * * وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما واوحينا الى
مـوسـى اذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس
مـشـربهم وظللنا عليهم الغمام وانزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا
ولـكن كانوا انفسهم يظلمون * واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة
وادخـلـوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير
الـذي قـيـل لهم فارسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون * واسالهم عن القرية التي كانت
حـاضـرة الـبحر اذ يعدون في السبت اذ تاتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تاتيهم
كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * * فلما عتوا.


عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين )(الايات : 138 ـ 140 و 160 ـ 164 و 166).


ب ـ في سورة طه :.


(يـا بـنـي اسـرائيـل قـد انجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الايمن ونزلنا عليكم المن
والـسلوى * كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي
فـقد هوى * واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى * وما اعجلك عن قومك يا موسى *
قال هم اولاء على اثري وعجلت اليك رب لترضى * قال فانا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامري
* فـرجع موسى الى قومه غضبان اسفا قال يا قوم الم يعدكم ربكم وعدا حسنا افطال عليكم العهد ام
اردتـم ان يـحل عليكم غضب من ربكم فاخلفتم موعدي * قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا
اوزارا مـن زينة القوم فقذفناها فكذلك القى السامري * فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا
الـهكم واله موسى فنسي * افلا يرون الا يرجع اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا * ولقد قال
لهم هارون من قبل يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري * قالوا لن نبرح
عـلـيه عاكفين حتى يرجع الينا موسى * قال يا هارون ما منعك اذ رايتهم ضلوا * الا تتبعن افعصيت
امـري * قـال يـابن ام لا تاخذ بلحيتي ولا براسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم
تـرقـب قـولـي * قـال فما خطبك يا سامري * قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر
الـرسـول فـنـبذتها وكذلك سولت لي نفسي * قال فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس وان لك
مـوعـدا لـن تخلفه وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا * انما
الهكم اللّه الذي لا اله الا هو وسع كل شي ء علما)(الايات : 80 ـ 98).


ج ـ في سورة البقرة :.


(واذ واعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون* * واذ قال موسى لقومه يا
قـوم انـكـم ظـلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند
بـارئكـم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم * واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة
فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون * وظللنا عليكم الغمام
وانزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا.


ولكن كانوا انفسهم يظلمون )(الايات : 51 و 54 ـ 57).


د ـ في سورة الاعراف ـ ايضا ـ:.


(واخـتـار مـوسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال رب لو شئت اهلكتهم من قبل
واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الافتنتك )(الاية : 155).


ه ـ في سورة البقرة ـ ايضا ـ:.


(واذ قـلـتـم يـا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها
وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فان لكم
مـا سـالتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من اللّه ذلك بانهم كانوا يكفرون بيات اللّه
ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )(الاية : 61).


و ـ في سورة المائدة :.


(واذ قـال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما
لـم يـؤت احـدا مـن العالمين * يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب اللّه لكم ولا ترتدوا على
ادبـاركـم فتنقلبوا خاسرين * قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها
فـان يخرجوا منها فانا داخلون * قال رجلان من الذين يخافون انعم اللّه عليهما ادخلوا عليهم الباب
فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى اللّه فتوكلوا ان كنتم مؤمنين * قالوا يا.


موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون * قال رب اني لا املك
الا نـفـسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين * قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في
الارض فلا تاس على القوم الفاسقين ) (الايات : 20 ـ 26).


ز ـ في سورة القصص :.


(ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولى القوة اذ
قـال له قومه لا تفرح ان اللّه لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك اللّه الدار الاخرة ولا تنس نصيبك
من الدنيا واحسن كما احسن اللّه اليك ولا تبغ الفساد في الارض ان اللّه لا يحب المفسدين * قال انما
اوتـيـتـه على علم عندي اولم يعلم ان اللّه قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر
جمعا ولا يسال عن ذنوبهم المجرمون * فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا
يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم * وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خير لمن
آمن وعمل صالحا ولا يلقاها الاالصابرون * فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه
من دون اللّه وما كان من المنتصرين )(الايات :76 ـ 81).


شرح الكلمات :.


1 ـ جيبك :.


جيب القميص : ما ينفتح على النحر.


2 ـ ملئه :.


الملا: اشراف القوم ووجوههم وربما اطلق على الجماعة بجملتهم ولا يختص بالاشراف .


3 ـ ارجه :.


ارجا الامر: اخره واجله , وارجه واخاه : اخر امرهما.


4 ـ حاشرين :.


حشرهم : جمعهم , وحاشرين : جامعين يجمعون السحرة .


5 ـ تلقف :.


لقف الطعام : بلعه , وتلقف : تبلع ما صنعه السحرة .


6 ـ يافكون :.


افك يافك : كذب وافترى , ويافكون : يقلبونه عن وجهه .


7 ـ صاغرين : اذلا ء.


8 ـ من خلاف :.


قطع الايدي والارجل من خلاف : قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى او بالعكس .


9 ـ افرغ :.


افرغ اللّه الصبر على القلوب : انزله عليها.


10 ـ السنين :.


جمع السنة : الجدب والشدة , يقال : اصابتهم السنة .


11 ـ يطيروا, وطائرهم معهم :.


تـطـيـر: تـشـاءم , والطائر هنا: شؤمهم وخيرهم وشرهم ومعهم اي كل ذلك من انفسهم وليس من
غيرهم .


12 ـ الطوفان :.


المطر الذي طاف بهم .


13 ـ الجراد:.


اي اكل الجراد كل ما كان عندهم من النبت والشجر.


14 ـ القمل :.


قالوا في معناه : دويبة من جنس القردان صغار الذباب والقمل 15 ـ الرجز: العذاب .


16 ـ ينكثون : ينقضون عهدهم .


17 ـ الطود: الجبل العظيم الصاعد في السماء.


18 ـ ازلفنا: ادنيناهم وقربناهم من موسى وقومه ليروهم ويتبعوهم حتى يغرقوا.


19 ـ متبر:.


تبره : اهلكه , ومتبر: مهلك .


20 ـ اسباطا:.


الاسباط: القبائل كل قبيلة من نسل رجل .


21 ـ انبجست : انفجرت .


22 ـ المن والسلوى :.


المن : فسر بانه ندى يشبه العسل الجامد ينزل من السماء على شجر او حجر ينعقد كالاقراص .


والسلوى : طائر صغير من رتبة الدجاجيات يدعى بالسمان يستوطن البحر ويهاجر.


23 ـ حـطـة : حـط اللّه وزره : وضعه عنه , وقولوا حطة : اي قولوا ربنا حط عنا وزرنا وذنوبنا
حطا.


24 ـ يعدون : يظلمون .


25 ـ بـقـلها وقثائها وفومها: بقلها: اطائب الخضر التي تؤكل كما هي , القثاء: نوع من البطيخ شبيه
الخيار, وفومها:.


الحنطة او الخبز او الثوم .


26 ـ لا تاس على القوم : لا تحزن عليهم .


27 ـ عتوا: استكبروا وجاوزوا الحد.


28 ـ شرعا: ظاهرة على الماء.


29 ـ خاسئين : اذلاء مطرودين .


30 ـ خوار: خار الثور والعجل خوارا: صاح .


31 ـ لا مساس : مسه وماسه مساسا اجرى يده عليه من غير حائل , ولا مساس هنا المعنى لا تمسني .


32 ـ يعكفون وعاكفين :.


عكف في المكان : اقام فيه ولزمه , وفي المسجد: اقام فيه بنية العبادة .


33 ـ نبذتها: طرحتها.


34 ـ سولت لك نفسك : اغرتك وزينت لك العمل .


35 ـ ننسفنه : نسفت الريح التراب فرقته وذرته , والمعنى هنا نذريه في البحر.


36 ـ فتنتك : اختبارك .


37 ـ المسكنة : الفقر والضعف .


38 ـ لن نبرح : لن نزول عن عبادة العجل .


39 ـ لم ترقب : لم تحفظ.


40 ـ خطبك : حالك وشانك .


مواضع العبرة في تفسير الايات :.


كـان فرعون يذبح الذكور من مواليد بني اسرائيل لما بلغه انه يولد فيهم ولد يكون هلاكه وهلاك
قـومه على يده , وشاءت حكمة الربوبية ان يربي فرعون بنفسه ذاك الوليد, وكان ما شاء اللّه ونشا
الـولـيد في بيت فرعون حتى بلغ اشده ((80)) , وخرج من قصر فرعون ذات يوم ودخل المدينة
على غفلة منهم فراى قبطيا وسبطيا ((81)) يقتتلان , فاستغاثه السبطي على القبطي فوكز القبطي
وقـضـى عـلـيـه فاتمر قوم فرعون على قتله فخرج من مصر خائفا يترقب , وسار حتى بلغ مدين
فـاسـتـاجره نبى اللّه شعيب لرعي ماشيته ثماني سنوات او عشرا ويزوجه احدى ابنتيه , واعطاه
عصا ورثها من .


الانبياء لرعي الماشية ((82)) فلما قضى موسى الاجل سار باهله حتى بلغ وادي سيناء, فتراءت له
نـار فـي لـيلة باردة فسار اليها لياتي منها بقبس او يجد على النار من يرشده الى الطريق , فلما اتاها
نودي : يا موسى اني انا اللّه رب العالمين ((83)) والق عصاك فلما رآها تهتز كانها جان ولى مدبرا
ولـم يعقب فناداه اللّه : يا موسى لا تخف سنعيدها سيرتها الاولى فمد يده اليها فعادت كما كانت عصا
من خشب , وقال اللّه له : وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء, اذهب بهما في تسع آيات
الى فرعون وقومه قال : رب ارسل معي اخي هارون هو افصح مني لسانا, قال سنشد عضدك باخيك
اذهـبـا الـى فرعون انه طغى وقولا له قولا لينا لعله يذكر او يخشى فاتياه فقولا انا رسولا ربك
فارسل معنا بني اسرائيل ولا تعذبهم وبلغ كليم اللّه رسالة اللّه الى فرعون وملئه واراهم اللّه على
يـد مـوسـى آياته التسع , فكذب فرعون وابى وقال : اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسى ؟
فلناتينك بسحر مثله , فجمع السحرة في يوم عيد لهم , فقالوا: يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول
من القى قال : بل القوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم .


ومـاجت الساحة في اعين الناس بالحيات الزاحفة , فقال اللّه سبحانه لموسى : ان الق عصاك فاذا هي
تـلـقف ما يافكون , فلم يبق في ساحة العرض الواسعة اثر مما القوا, عند ذاك مد موسى (ع ) يده الى
الـثـعـبان العظيم الذي ابتلع كل تلك الحبال والعصي فعاد في يده عصا كما كانت وادرك السحرة ان
ابتلاع عصا موسى كل تلكم الحبال والعصي وافناءها ابد الدهر ليس من باب السحر بل هو من آيات
اللّه الـكـبـرى , فالقي السحرة سجدا قالوا: آمنا برب العالمين رب موسى وهارون , قال فرعون :
آمنتم به قبل ان آذن لكم لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم قالوا: لا ضير انا الى ربنا
مـنـقلبون , وتوالت على فرعون انواع العذاب من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم , وكلما
وقـع عـلـيهم رجز قالوا: يا موسى ادع لنا ربك لئن كشف عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني
اسرائيل , وكشف اللّه عنهم الرجز بعد الرجز بدعاء موسى واذا هم ينكثون العهد, فاوحى اللّه الى
مـوسـى ان اسـر بـعبادي فسار بهم ليلا الى البحر الاحمر, فاتبعهم فرعون وجنوده وادركوهم
صـبـاحـا, فـقال بنو اسرائيل : انا لمدركون , فامر اللّه موسى فضرب بعصاه البحر فانفلق عن اثني
عـشر طريقا يبسا, فاتبعهم فرعون وجنوده حتى اذا خرج آخر اسرائيلي من البحر ودخل آخر
قبطي فيه اطبقت المياه عليهم اجمعين , فقال فرعون : آمنت ان لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل
وانـا مـن الـمـسلمين , فقال له : آلان وقد عصيت من قبل فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية
وصـدق اللّه الـعـظيم فان جسده المحنط لا يزال في متاحف مصر معروضا للمشاهدين وكنت ممن
شاهده واعتبر به .


وبعد ان جاوز اللّه ببني اسرائيل البحر واغرق عدوهم وساروا في صحراء سيناء مروا على قوم
يعبدون اصناما لهم , فقالوا: يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة , قال : انكم قوم تجهلون ان هؤلاء باطل
عـملهم , اغير اللّه اطلب لكم الها وهو فضلكم على العالمين ـ في عصرهم ـ؟ بارسال الانبياء منهم
وفـيـهـم , واتم عليهم انواع النعم ظلل عليهم الغمام يحميهم حر الشمس واطعمهم المن والسلوى ,
ولـكنهم عصوا امر اللّه عندما امرهم ان يدخلوا الباب سجدا شكرا للّه ويقولوا: حط ذنوبنا حطا,
فـدخـلـوا الـبـاب من ادبارهم وقالوا: حنطة حمراء و ـ ايضا ـ عصى امر اللّه منهم سكان القرية
جـيـران البحر الذين نهاهم اللّه عن صيد السمك يوم السبت حين تاتيهم الاسماك ظاهرة على الماء,
فعصوا امره واصطادوها يوم السبت فمسخهم اللّه قردة خاسئين , وبعد ان ملك بنو اسرائيل امرهم
فـي سـيناء واصبحوا مجتمعا انسانيا واحتاجوا شريعة لمجتمعهم واعد اللّه نبيه موسى جانب جبل
الـطـور الايـمن ان يؤتيه التوراة بعد ثلاثين ليلة , وذهب لمناجاة ربه وخلف في قومه اخاه هارون
واكمل رب العالمين موعده مع موسى بعشر ليال فتم ميقات رب العالمين اربعين ليلة , ففتنهم السامري
واضـلـهم وجمع منهم حلي الذهب التي كانوا قد استعاروها من قوم فرعون واذابها وصنع لهم منها
مجسمة كالعجل والقى في فيه من تراب موطئ حافر فرس جبرائيل , وكان قد تمثل بصورة انسان
راكب على فرس عندما هبط على موسى .


وبـسبب ذلك كان يخرج من فم مجسمة العجل صوت يشبه خوار العجل وكان ذلك كل ما امتازت به
تـلـكم المجسمة , كذلك سولت للسامري نفسه واغرته بذلك , فقال له موسى (ع ): اذهب طريدا في
البراري ان مسك احد تاخذك واياه الحمى .


فـتقول لامساس لا تمسوني ولك بعد ذلك موعد يوم القيامة بعذاب اللّه , وانظر الى الهك الذي عكفت
على عبادته لنحرقنه بالنار ثم نذريه في البحر, ان الهكم اللّه جل وعلا.


وبعد فناء العجل المعبود وهرب السامري الى البراري ادرك عباد العجل من بني اسرائيل خطاهم ,
واسـتسلموا لامر اللّه ليقتلهم المؤمنون الذين لم يعبدوا العجل منهم , وكان ذلك توبتهم من حوبتهم ,
وبـعـد مـباشرتهم بذلك تقبل اللّه توبتهم بشفاعة نبيهم موسى (ع ), وايضا لم يقبل بنو اسرائيل من
مـوسى انه كليم اللّه وانه جاءهم منه بالتوراة , وطلبوا منه ان يشهدوا ذلك ويروه بانفسهم , فاختار
مـنـهم سبعين رجلا وذهب بهم لجبل الطور, ولما سمعوا كلام اللّه قالوا: ارنا اللّه جهرة فاخذتهم
الـزلـزلـة وهـلكوا, فخشي موسى ان لا يصدقه بنو اسرائيل ان اخبرهم بذلك , فتضرع الى اللّه
واستجاب اللّه دعاءه واحياهم .


/ 10