المشهد الرابع : داود وسليمان (ع ) - عقائد الاسلام من القرآن الکریم جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الاسلام من القرآن الکریم - جلد 2

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وايـضـا قال لهم موسى (ع ): يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتبها اللّه لكم , قالوا: يا موسى ان فـيـها قوما جبارين ولن ندخلها ابدا حتى يخرجوا منها فاذهب انت وربك وقاتلا انا هاهنا قاعدون ,
وقـال لـهم كالب ويوشع : ادخلوا عليهم الباب فانكم غالبون , وقال موسى : رب اني لا املك الا نفسي
واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين , فقال اللّه سبحانه : فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في
الارض فلا تاس على القوم الفاسقين فتاهوا فيها اربعين سنة يسيرون في برد الليل الى الصباح فاذا
هـم في مكانهم الذي ارتحلوا منه , وتوفي في التيه هارون ثم موسى عليهما السلام وسار بهم وصي
موسى يوشع وحارب الجبارين الذين كانوا في بلاد الشام ودخلها مع بني اسرائيل ووالى اللّه ارسال
الانـبـياء من اوصياء شريعة موسى الى بني اسرائيل , وانتهى العهد الى نبي اللّه داود وسليمان كما
نقرا خبرهما في ما ياتي باذنه تعالى .


المشهد الرابع : داود وسليمان (ع )



ا ـ في سورة (ص ):.


(واذكر عبدنا داود ذا الايد انه اواب * انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * والطير
محشورة كل له اواب * وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب * * يا داود انا جعلناك خليفة
في الارض فاحكم بين الناس بالحق )(الايات : 17 ـ 20 و 26).


ب ـ في سورة سبا:.


(ولـقد آتينا داود منا فضلا يا جبال اوبي معه والطير والنا له الحديد * ان اعمل سابغات وقدر في
السرد )(الايتان : 10 و 11).


ج ـ في سورة الانبياء:.


(وسـخـرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين * وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من
باسكم فهل انتم شاكرون )(الايتان : 79 و 80).


د ـ في سورة (ص ):.


(ووهـبنا لسليمان داود نعم العبد انه اواب * قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي
انك انت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب * والشياطين كل بناء وغواص *
وآخرين مقرنين في الاصفاد).


(الايات : 34 ـ 38).


ه ـ في سورة النمل :.


(ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد للّه الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين * وورث
سـلـيمان داود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شي ء ان هذا لهو الفضل المبين *
وحـشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون * حتى اذا اتوا على واد النمل قالت
نـملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا
مـن قـولـها وقال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه
وادخـلني برحمتك في عبادك الصالحين * وتفقد الطير فقال ما لي لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين
* لاعـذبـنه عذابا شديدا او لاذبحنه اولياتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم
تحط به وجئتك من سبا بنبا يقين * اني وجدت امراة تملكهم واوتيت من كل شي ء ولها عرش عظيم*
وجـدتها وقومها يسجدون للشمس من دون اللّه وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم
لا يـهتدون * * قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين * اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تول عنهم
فـانـظـر ماذا يرجعون * قالت يا ايها الملا اني القي الي كتاب كريم * انه من سليمان وانه بسم اللّه
الرحمن الرحيم * الا تعلوا علي واتوني مسلمين * قالت يا ايها الملا افتوني في امري ما كنت قاطعة
امرا حتى تشهدون * قالوا نحن اولو قوة واولو باس شديد والامر اليك فانظري ماذا تامرين * قالت
انـ الـمـلوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون * واني مرسلة اليهم
بـهـديـة فناظرة بم يرجع المرسلون * فلما جاء سليمان قال اتمدونن بمال فما آتاني اللّه خير مما
آتـاكم بل انتم بهديتكم تفرحون * ارجع اليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة
وهـم صاغرون * قال يا ايها الملا ايكم ياتيني بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين * قال عفريت من الجن
انـا آتـيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين * قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به
قـبل ان يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام اكفر ومن
شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم * قال نكروا لها عرشها ننظر اتهتدي ام تكون
مـن الـذيـن لا يـهـتدون * فلما جاءت قيل اهكذا عرشك قالت كانه هو واوتينا العلم من قبلها وكنا
مسلمين * وصدها ما كانت تعبد من دون اللّه انها كانت من قوم كافرين * قيل لها ادخلي الصرح فلما
راتـه حـسـبـته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت رب اني ظلمت نفسي
واسلمت مع سليمان للّه رب العالمين )(الايات : 15 ـ 24 و 27 ـ 44).


و ـ في سورة سبا:.


(ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر واسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن
ربه ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير * يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان
كـالـجـواب وقـدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور * فلما قضينا عليه
الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تاكل منساته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب
ما لبثوا في العذاب المهين )(الايات : 12 ـ 14).


.


شرح الكلمات :.


ا ـ ذا الايـد: آد يـئيد ايدا: اشتد وقوي , وذا الايد صاحب القوة ب ـ اواب : آب الى اللّه : رجع عن
ذنبه وتاب , فهو آئب واواب والمعنى هنا: رجع الى مرضاة اللّه .


ج ـ اوبي : اي رجعي معه في التسبيح .


د ـ سابغات : سبغ الشي ء سبوغا: تم وطال واتسع , وسابغات اي دروعا تامات الصنع .


ه ـ قدر في السرد: السرد: نسج الدروع , ومعنى قدر في السرد: انسج الدروع متناسبة مساميرها
وثقوبها فلا تتقلقل ولا تنفصم .


و ـ رخاء: لينة .


ز ـ مـقـرنـيـن فـي الاصـفاد: مقرنين : مشدودين بعضهم ببعض , والاصفاد جمع الصفد, ما يشد به
والمعنى : مشدودين بعضهم ببعض في ما شدوا به .


ح ـ محشورة : حشرهم : جمعهم وساقهم .


ط ـ يوزعون : وزع الجيش : رتب فرقه وسواهم وصفهم للحرب .


ي ـ عفريت : اقوى الجان واخبثه .


ك ـ صـرح مـمـرد مـن قـواريـر: الصرح : البيت المزين والبناء العالي , ويعبر عنه المعاصرون ب
(العمارات ) وممرد: مملس .


وقوارير: الزجاج والمعنى : بناء مزين عال ارضه من زجاج املس .


ل ـ لجة : اللجة وجمعها اللجج : الماء الكثير تصطخب امواجه .


م ـ اسـلـنـا لـه عين القطر: سال المائع : جرى , والقطر: النحاس المذاب والمعنى : اجرينا له عين
النحاس المذاب .


ن ـ يـزغ عـن امـرنا: زاغ عن الطريق : عدل , والمعنى : ومن يخالف من الجن امر سليمان نبي اللّه
نعذبه .


س ـ السعير: النار ولهبها.


ع ـ جفان كالجوابي : جفان , جمع جفنة : وعاء كبير للطعام , والجوابي : حوض كبير والمعنى : اوعية
للطعام كالبئر في سعته .


ف ـ قـدور راسـيات : قدر راسية : قدر كبيرة لا يطاق تحويلها من مكانها لكبرها والراسي : الجبل
الثابت الراسخ ومع كل ذلك الملك والسلطة .


ص ـ دابة الارض : حشرة الارضة التي تاكل الخشب .


ق ـ المنساة : العصا.


تفسير الايات :.


واذكـر يـا رسـول اللّه عبد اللّه داود القوى الاواب الى مرضاة اللّه اذ سخر اللّه له الجبال تسبح
بتسبيحه صباحا ومساء والطيور مجتمعه عليه تسبح معه , وقوى ملكه بالهيبة والجنود وآتاه النبوة
والاصـابـة في الامور والقول البين الذي فيه فيصل الامور, ولين في يده الحديد ليعمل منه دروعا
متقنة النسيج , وهو اول من صنع الدروع للحروب .


ووهـب اللّه له ابنه سليمان وكان اوابا لمرضاة اللّه وان سليمان قال : رب اغفر لي وامنحني ملكا لا
يـكـون مثله لاحد من بعدي فسخر اللّه الريح تطيعه وتجري بامره حيث شاء, وجعل له جنودا من
الـجـن والانـس والطير وعلمه منطق غير الانسان , وسخر له الجنة تبني له ما اراد وتغوص في
الـبحر وتستخرج له اللؤلؤ وبعضهم مقيدون في الاغلال , وانه مر بجيشه على وادي النمل فسمع
نـمـلـة تـنـذر الـنمل وتقول : يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا
يـشـعـرون بـذلك , فشكر سليمان ما انعم اللّه عليه وعلى والديه , وتفقد الطير ولم ير الهدهد بين
الطير فوق راسه فقال لاعذبنه او لاذبحنه او ياتيني بعذر بين لغيبته فلم يمكث زمانا طويلا اذ جاءه
الهدهد يخبره عن سبا وهم اهل اليمن , وقال :.


وجـدت امراة تملكهم ولها سرير ملك عظيم وهي وقومها يسجدون للشمس ولا يسجدون للّه , قال
سـلـيـمان : سننظر في قولك اصدقت ام انت من الكاذبين , اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم وابتعد عنهم
وانظر ماذا يقولون , وكان فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم الا تعلوا علي واتوني مسلمين .


يـدلـنـا هـذا الـكـتاب على ان الاسلام كان اسما للشرائع السابقة , وان البسملة كانت مستعملة في
شـرائعـهـم , ولـمـا تلقت الملكة بلقيس الكتاب استشارت قومها في ما تجيب به سليمان فقالوا: نحن
اصـحـاب شجاعة وشوكة وجنود والامر اليك بعد ذلك , قالت : ان الملوك اذا دخلوا بلدة افسدوها
وجعلوا اعزة اهلها اذلة وسارسل الى سليمان بهدية وانظر ماذا يكون الجواب , وقال سليمان للرسل
الذين حملوا اليه الهدايا ما آتاني اللّه خير مما آتاكم وردها اليهم وقال : فلناتينهم بجنود لا طاقة لهم
بها ولنخرجنهم من بلدهم اذلاء ثم خاطب من حضره من جنوده وقال : من ياتيني بعرشها؟ قال عفريت
مـارد قـوي مـن الجن : انا آتيك بعرشها قبل ان تقوم من مجلسك , وكان مدة جلوسه نصف يوم , وقال
الذي عنده علم من الكتاب ـ الكتب المنزلة ـ قيل كان ذلك الشخص وزيره آصف بن برخيا: انا آتيك
به قبل ان تحرك اجفانك فلما احضرها امامه شكر اللّه على ما انعم عليه وقال : غيروا هيئة عرشها
لـنختبر عقلها, ثم سالوها وقالوا لها: اهذا عرشك ؟ قالت : كانه هو ثم قيل لها: ادخلي القصر وكانت
ارضـه مـن زجـاج ابيض تحته ماء فظنته ماء وكشفت عن ساقها في مشيها فاخبروها بانه من زجاج
املس تحته ماء, واسلمت بلقيس بعد مشاهدتها ما يعجز البشر عن الاتيان بمثله .


وكذلك اجرى اللّه لسليمان (ع ) عين النحاس المذاب وكانت الجنة تعمل له ما يشاء من ابنية رفيعة
وتـمـاثـيل من جذوع الشجر وامثاله , واوعية للطعام كبيرة عميقة كالبئر وقدور كبيرة لا يطاق
تحويلها لكبرها وصعد ذات يوم سطح قصره واتكا على عصاه مشرفا على عمل العاملين له من الجن
الـدائبـة فـي ما سخرها لعمله فاماته اللّه كذلك وبقي اياما بهيئة الواقف المشاهد للاعمال , والجنة
دائبة في عمل ما سخرها له ولا تعلم بموت سليمان حتى اكلت الارضة عصاه التي كانت من خشب ,
فـسقط جسده من السطح الى الارض وبذلك علم ان الجنة لو كانوا يعلمون الغيب لما لبثوا بعد موته
في .


العذاب المهين الشاق

المشهد الخامس ـ زكريا ويحيى :



قال اللّه سبحانه :.


ا ـ في سورة مريم :.


(كـهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا * اذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب اني وهن العظم مني
واشـتـعـل الـراس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيا * واني خفت الموالي من ورائي وكانت امراتي
عـاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * يا زكريا انا نبشرك
بـغـلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا * قال رب انى يكون لي غلام وكانت امراتي عاقرا وقد
بلغت من الكبر عتيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * قال رب اجعل
لـي آيـة قال آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا * فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليهم ان
سـبحوا بكرة وعشيا * يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان
تـقـيـا * وبـرا بـوالـديـه ولـم يـكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث
حيا)(الايات : 1 ـ 15).


ب ـ في سورة آل عمران .


(هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء* فنادته الملائكة وهو
قـائم يـصـلي في المحراب ان اللّه يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من اللّه وسيدا وحصورا ونبيا من
الصالحين * قال رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامراتي عاقر قال كذلك اللّه يفعل ما يشاء *
قـال ربـ اجـعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي
والابكار)(الايات : 38 ـ 41).


شرح الكلمات :.


ا ـ اشتعل الراس شيبا: شبه سبحانه الشيب في بياضه بالنار وانتشاره في الشعر باشتعالها.


ب ـ عاقرا: امراة لاتلد.


ج ـ عتيا: اسن وكبر او بلغ اليبس والجفاف .


د ـ سويا: اي وانت سليم لا آفة فيك .


ه ـ فاوحى اليهم : اوما اليهم .


و ـ خذ الكتاب بقوة : خذ التوراة بجد.


ز ـ آتيناه الحكم صبيا: آتيناه النبوة صبيا ابن ثلاث سنين .


ح ـ حنانا: رحمة منا عليه .


تفسير الايات :.


بـلـغ زكـريـا الـشـيخوخة وضعفت عظامه وابيض شعره , فدعا ربه وقال : اني بلغت الشيخوخة
وزوجـتـي امـراة لاتـلد واخاف العاقبة من بني عمي الذين يرثونني من بعدي , فهب لي ولدا يرثني
ويرث آل يعقوب واجعله مرضيا عندك , فاستجاب اللّه دعاءه وبشره بولد اسمه يحيى لم يسم احد
قـبله بهذا الاسم , فقال زكريا: كيف يولد لي ولد وقد كبرت وجف جسدي ويبس وامراتي عاقر لا
تـلـد؟ قـال اللّه سـبحانه : هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا, قال زكريا: رب اجعل لي
علامة , فقال له سبحانه : علامة ذلك انك لا تستطيع التكلم ثلاث ليال وانت سالم , فخرج من محرابه
واشـار الـى قـومه ان سبحوا اللّه صباحا ومساء, ووهب اللّه ليحيى الذي اوحى اليه : يا يحيى خذ
التوراة بقوة وآتاه اللّه النبوة وفهم التوراة وهو صبى .


المشهد السادس ـ عيسى بن مريم (ع ):



قال سبحانه في سورة مريم :.


(واذكـر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها
روحـنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا * قال انما انا رسول ربك
لاهب لك غلاما زكيا * قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا * قال كذلك قال ربك
هـو عـلـي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا * فحملته فانتبذت به مكانا قصيا*
فاجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا.


وكـنـت نـسيا منسيا * فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي اليك بجذع
الـنـخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فقولي اني
نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا * فاتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا *
يـا اخت هارون ما كان ابوك امرا سوء وما كانت امك بغيا * فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في
الـمـهـد صبيا* قال اني عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا اين ما كنت واوصاني
بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * والسلام علي يوم ولدت ويوم
اموت ويوم ابعث حيا)(الايات : 16 ـ 33).


اخبار بني اسرائيل مع عيسى بن مريم (ع ):



ا ـ في سورة آل عمران :.


(اذ قالت الملائكة يا مريم ان اللّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا
والاخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين * قالت رب انى يكون لي ولد
ولـم يـمـسسني بشر قال كذلك اللّه يخلق ما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون * ويعلمه
الـكـتاب والحكمة والتوراة والانجيل * ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم بية من ربكم اني
اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن اللّه وابرئ الاكمه والابرص واحيي
الموتى باذن اللّه وانبئكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين *
ومـصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بية من ربكم فاتقوا اللّه
واطيعون * ان اللّه ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم * فلما احس عيسى منهم الكفر قال من
انـصـاري الـى اللّه قال الحواريون نحن انصار اللّه آمنا باللّه واشهد بانا مسلمون ) (الايات : 45 ـ
52).


ب ـ في سورة الصف :.


(واذ قال عيسى بن مريم يا بني اسرائيل اني رسول اللّه اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا
برسول ياتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )(الاية : 6).


ج ـ في سورة النساء:.


(فـبـما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بيات اللّه وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع اللّه
عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا * وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وقولهم انا قتلنا
الـمسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي
شك منه ما لهم به من علم الااتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه اللّه اليه وكان اللّه عزيزا حكيما).


(الايات : 155 ـ 158).


شرح الكلمات :.


ا ـ الـكـلـمـة : معناها: المخلوق الذي خلقه اللّه تعالى بكلمة (كن ) ونحوها دون توسط المالوف من
اسباب الخلق .


ب ـ انتبذت : اعتزلت .


ج ـ زكيا: طاهرا من الادناس صالحا.


د ـ سريا: نهرا صغيرا.


ه ـ الجني : ما جني لساعته من ثمر.


و ـ فريا: امرا عجيبا منكرا.


ز ـ الاكمه : الذي يولد مطموس العين .


ح ـ مصدقا: لما جاءت البشارة به في التوراة فكان مجيئه بتلك الصفات تصديق للتوراة .


ط ـ بغيا: الفاجرة التي تكتسب بفجورها.


تفسير الايات :.


خبر عيسى آخر انبياء بني اسرائيل وامه مريم في القرآن الكريم :.


ان الملائكة نادت مريم وبلغتها بشارة اللّه اياها بالمسيح عيسى الذي يخلقه اللّه بكلمته (كن ) دون
تـوسـط المالوف من اسباب الخلق , وانه يبلغ الناس كلام اللّه من المهد الى الكهولة فقالت : رب كيف
يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟ فبلغها جبرائيل قول اللّه تعالى لها: ان اللّه يخلق ما يشاء بلا اسباب
بكلمته (كن ) فيكون , كما يخلقهم باسباب , وكان ما شاء اللّه فنفخ جبرائيل في فتحة قميصها من قبل
رقبتها, فلما احست بالجنين في احشائها ابتعدت مكانا بعيدا عن اهلها, فالجاها وجع الولادة الى ساق
نـخـلـة اسـتـنـدت الـيها وقالت : ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا, فناداها من تحتها عيسى او
جـبـرائيل : الا تحزني قد جعل اللّه تحتك نهرا صغيرا, وهزي اليك بجذع النخلة اليابسة تساقط
عـلـيـك رطـبـا طـريا, فكلي واشربي وقري عينا واذا رايت احدا من الناس قولي له : اني نذرت
لـلـرحـمـن صـوما فلن اكلم اليوم انسيا, وحملته الى قومها فاستنكروا منها ذلك وقالوا لها: يا ابنة
هـارون لـقـد جـئت امرا منكرا ما كان ابوك زانيا ولم تكن امك بغيا لـيـجـيبكم فقالوا: كيف نكلم صبيا في المهد؟ فانطقه اللّه جل اسمه فقال : اني عبد اللّه آتاني كتاب
الانـجـيـل وجعلني نبيا مباركا معلما للخير اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا
بوالدتي .


وارسل اللّه عيسى الى بني اسرائيل وآتاه اللّه من الايات على صدق رسالته انه كان يعمل من الطين
صـورة طير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن اللّه , ويبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن اللّه
ويـخبرهم بما ياكلون في بيوتهم وما يدخرون ومصدق بما فيه من صفات بما جاء قبله في التوراة ,
وكـذلك بشر ببعثة خاتم الانبياء احمد(ص ) فلم يؤمن بنو اسرائيل وكفروا به وقالوا: هذا سحر
واضـح , فـلما احس عيسى منهم الكفر قال : من انصاري الى اللّه ؟ قال الحواريون : نحن انصار اللّه
آمـنـا بـاللّه واشهد بانا مسلمون ونقض بنو اسرائيل ميثاقهم مع اللّه الذي اخذه موسى بما نزل في
التوراة من الايمان بعيسى وبعده خاتم الانبياء محمد (ص ).


وبـهتوا مريم بهتانا عظيما حيث قالوا: انها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف وارادوا صلبه
فالقى اللّه شبهه على من دل اليهود عليه فصلبوه وظنوا انهم صلبوا عيسى بن مريم , ورفع اللّه تعالى
عيسى اليه .


عصر الفترة



ـ معنى عصر الفترة .


ـ الانبياء والاوصياء في عصرالفترة من غير آباء النبي (ص ).


ـ اخبار فرع اسماعيل من وصيي ابراهيم (ع ).


ـ آباء النبي المبلغون في عصر الفترة .


معنى عصر الفترة



قال اللّه سبحانه وتعالى :.


ا ـ في سورة المائدة :.


( قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم
بشير ونذير واللّه على كل شي ء قدير)(الاية : 19).


ب ـ في سورة ياسين :.


(يس * والقرآن الحكيم * انك لمن المرسلين * * لتنذر قوما ما انذر آباؤهم فهم غافلون )(الايات :
1 ـ 3 و 6).


ونظيرها في سورة القصص 28 والسجدة 3 وسبا 34 و 44.


ج ـ في سورة الشورى :.


(وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها )(الاية :7).


د ـ سورة سبا:.


(وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) (الاية : 28).


شرح الكلمات :.


ا ـ فترة :.


الفترة في اللغة : المدة تقع بين زمانين .


وفي المصطلح الاسلامي : الزمان الذي يقع بين رسول بشير ونذير ورسول آخر بشير ونذير.


ب ـ ام القرى : مكة .


ج ـ كافة :.


الكافة : الجميع , وكافة اي جميعا.


قـال الامـام عـلـي (ع ): (ارسـلـه عـلـى حـيـن فـترة من الرسل وهجعة من الامم وانتقاض من
المبرم ) ((84)) .


الـهجعة : النوم ليلا, والمعنى هنا نوم الغفلة في ظلمات الجهالة , وانتقاض المبرم اي انتقاض الاحكام
الالهية التي ابرمت على السنة الانبياء.


تفسير الايات :.


لـقـد جاء خاتم الرسل محمد (ص ) على حين فترة من الرسل وليس على فترة من الانبياء, فان اللّه
جل اسمه لم يبعث بعد عيسى بن مريم (ع ) رسولا بشيرا ونذيرا ومعه آية من ربه , حتى بعث اللّه
خـاتـم الانبياء والرسل (ص ) بشيرا ونذيرا ومعه القرآن آية من ربه , لينذر ام القرى ومن حولها
خـاصـة والـنـاس كـافـة , امـا الانبياء والاوصياء فلم يكن لينقطع وجودهم من بين الناس اكثر من
خمسمائة سنة ويترك اللّه جميع الناس هملا كل هذه المدة , بل قيض .


مبلغين لدينه اوصياء على شريعة عيسى وحنيفية ابراهيم كما ندرسها باذنه تعالى في الاخبار الاتية
.


.


الانبياء والاوصياء في عصر الفترة من غير آباء النبي (ص )



في السيرة الحلبية ما موجزه :



لـم يـبعث بشريعة مستقلة من العرب بعد اسماعيل الا محمد (ص ), اما خالد بن سنان وبعده حنظلة فـانـهـمـا لـم يـبعثا بشريعة مستقلة بل بتقرير شريعة عيسى (ع ), وكان بين حنظلة وبين عيسى
ثلاثمائة سنة ((85)) .


وممن ذكر المسعودي وغيره في الفترة بين المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام :.


خـالـد بـن سنان العبسي وان رسول اللّه قال فيه : (ذلك نبي اضاعه قومه ) الى آخرين ذكرهم ممن
كانوا بين المسيح ومحمد صلوات اللّه عليهما ((86)) .


وكـذلـك نقل المجلسي تفصيل اخبارهم في موسوعة البحار ((87)) باب ما حدث بعد رفع عيسى
(ع ) وزمان الفترة بعده الى آخر الجزء الرابع عشر.


ومـن جـاءت اخبارهم من الرسل والاوصياء في القرآن الكريم وتفاسيره وسائر مصادر الدراسات
الاسـلامـيـة انـما هم من بعثهم اللّه لهداية الناس في الجزيرة العربية وحواليها الى عصر اوصياء
ابـراهـيـم الـخليل (ع ) على شريعة الاسلام الحنيف والاوصياء منهم على شريعة موسى وعيسى
عـلـيـهما السلام , ولنا ان نعد من الاوصياء على شريعة عيسى (ع ) من تلمذ عليهم الصحابي سلمان
الفارسي المحمدي من الرهبان ((88)) كالاتي خبره :.


فـي مـسـند احمد وسيرة ابن هشام ودلائل النبوة لابي نعيم في ما رووه في خبر الصحابي سلمان
الفارسي مع آخر من صحبه من اوصياء عيسى بن مريم (ع ) وكان في عمورية ((89)) بقوله :.


( لـحـقـت بصاحب عمورية واخبرته خبري فقال : اقم عندي , فاقمت مع رجل على هدي اصحابه
وامرهم قال : ثم نزل به امر اللّه , فلما حضر قلت له : اني كنت مع فلان فاوصى بي فلان الى فلان ,
واوصـى بي فلان الى فلان , ثم اوصى بي فلان اليك , فالى من توصي بي وما تامرني ؟ قال : اي بني واللّه مـا اعـلمه اصبح على ما كنا عليه احد من الناس آمرك ان تاتيه , ولكنه قد اظلك زمان نبي هو
مـبـعـوث بـديـن ابـراهيم (ع ) يخرج بارض العرب مهاجرا الى ارض بين حرتين بينهما نخل , به
علامات لا تخفى , ياكل الهدية ولا ياكل الصدقة , بين كتفيه خاتم النبوة , فان استطعت ان تلحق بتلك
البلاد فافعل قال : ثم مات وغيب الحديث ) ((90)) .


كـان ذلـكـم بـعض اخبار اوصياء عيسى (ع ) في عصر الفترة , اما الاوصياء على حنيفية ابراهيم
فـسـوف ندرسها في ما ياتي بدءا بدراسة شي ء من سيرة اسماعيل : الفرع الاول من وصيي ابراهيم
(ع ) ثم ندرس ما تيسر لنا من سيرة الاوصياء من بنيه باذنه تعالى .


بعض اخبار فرع اسماعيل (ع )



وصي ابراهيم (ع ) على شريعته الحنيفة .


ـ وصية ابراهيم (ع ) لاسماعيل (ع ) ان يقيم مناسك الحج .


ـ نبوته ودعوته العماليق وجرهم وقبائل اليمن الى عبادة اللّه نبوته في القرآن الكريم :.


ا ـ في سورة مريم :.


(واذكـر فـي الـكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يامر اهله بالصلاة
والزكاة وكان عند ربه مرضيا)(الايتان : 54 و55).


ب ـ في سورة النساء:.


(انـا اوحـيـنا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق
ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داود زبورا)(الاية : 163).


نبوته في المصادر:.


عـاش اسـمـاعـيـل (ع ) في مكة منذ عصر ابيه خليل الرحمن (ع ) يقوم باداء شعائر الحج دعامة
شريعة ابراهيم الحنيفة حسب وصية ابيه , كما قام باداء واجب تبليغ الرسالة كالاتي بيانه :.


ا ـ في تاريخ اليعقوبي :.


فـلـما فرغ ابراهيم من حجه واراد ان يرتحل اوصى الى ابنه اسماعيل ان يقيم عند البيت الحرام ,
وان يـقـيـم لـلـنـاس حـجـهم ومناسكهم , وعمر اسماعيل بيت اللّه الحرام بعد ابيه وقام بمناسك
الحج ((91)) .


ب ـ في اخبار الزمان :.


نـباه اللّه وارسله الى العماليق وجرهم وقبائل اليمن فنهاهم عن عبادة الاوثان فمنت به طائفة منهم
وكفر اكثرهم .


وجاء هذا الخبر في مرآة الزمان مع اختلاف في اللفظ ((92)) .


كـذلكم استمر اسماعيل ايام حياته في اداء ما اوصاه به والده ابراهيم (ع ) حتى توفي ودفن بمكة ,
وقـام مـقامه في اداء هذا الواجب من بعده الامثل فالامثل من نسله كما نذكر بعضهم في ما ياتي باذنه
تعالى .


اخبار بعض آباء النبي (ص ) في عصر الفترة



عدنان , مضر, وغيرهم .


ـ الياس بن مضر.


ـ كنانة بن خزيمة .


ـ كعب بن لؤي .


انتشار عبادة الاصنام وموقف آباء الرسول (ص ) منها:.


ـ قصي .


ـ عبد مناف .


ـ هاشم .


ـ عبد المطلب .


ـ خلاصة بحث فرع اسماعيل .


ـ ابوا النبي (ص ) عبداللّه وابو طالب .


آباء النبي (ص )



في سبل الهدى عن ابن عباس انه قال :.


مـات ادد والـد عدنان ومضر, وقيس عيلان , وتيم , واسد, وضبة , وخزيمة على الاسلام على ملة
ابراهيم ((93)) .


وفي طبقات ابن سعد:.


ان رسول اللّه قال لا تسبوا مضر فانه كان قد اسلم ((94)) .


الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان



الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان



في تاريخ اليعقوبي :.


(وكان الياس بن مضر قد شرف وبان فضله , وكان اول من انكر على بني اسماعيل ما غيروا من سنن
آبـائهـم , وظهرت منه امور جميلة , حتى رضوا به رضا لم يرضوه باحد من ولد اسماعيل بعد ادد,
فردهم الى سنن آبائهم حتى رجعت سنتهم تامة على اولها, وهو اول من اهدى البدن الى البيت , واول
من وضع الركن بعد هلاك ابراهيم , فكانت العرب تعظم الياس ) ((95)) .


فـي سـبـل الهدى : الى قوله : الى سنن آبائهم حتى رجعت سنتهم تامة على اولها, وهو اول من اهدى
الـبـدن الـى الـبـيـت واول مـن وضـع الـركـن بعد هلاك ابراهيم فكانت العرب تعظمه كتعظيم
لقمان ((96)) .


وهـكـذا يـكون اوصياء الرسل اصحاب الشريعة , وبناء عليه فهو احد الاوصياء الحافظين لشريعة
ابراهيم (ع ) الحنيفة من بعده .


كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر



كان شيخا حسنا عظيم القدر ترجع اليه العرب لعلمه وفضله , وكان يقول : قد آن خروج نبى من مكة يدعى احمد يدعو الى اللّه والى البر والاحسان ومكارم الاخلاق , فاتبعوه تزدادوا شرفا وعزا الى
عزكم , ولا تعتدوا ـ اي تكذبوا ـ ما جاء به فهو الحق ((97)) .


يدل قوله هذا على انه كان يحمل العلم عمن سبقه من اوصياء ابراهيم (ع ).


كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن كنانة



كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن كنانة



في انساب الاشراف وتاريخ اليعقوبي ـ واللفظ للاول ـ:.


وكان عظيم القدر في العرب , فارخوا بموته اعظاما له , الى ان كان عام الفيل فارخوا به , ثم ارخوا
بـمـوت عـبد المطلب , وكان كعب يخطب الناس في ايام الحج , فيقول : (ايها الناس افهموا واسمعوا
وتـعـلموا, انه ليل ساج , ونهار صاح , وان السماء بناء, والارض مهاد, والنجوم اعلام لم تخلق عبثا,
فتضربوا عن امرها صفحا, الاخرون كالاولين , والدار امامكم , واليقين غير ظنكم صلوا ارحامكم ,
واحفظوا اصهاركم , واوفوا بعهدكم , وثمروا اموالكم , فانها قوام مرواتكم , ولا تصونوها عما يجب
عليكم , واعظموا هذا الحرم وتمسكوا به , فسيكون له نبا, ويبعث منه خاتم الانبياء, بذلك جاء موسى
وعيسى ) ثم ينشد:.







  • على فترة ياتي نبى مهيمن
    ولفظه في تاريخ اليعقوبي :
    فيخبر اخبارا صدوقا خبيرها.
    ثم يقول يا ليتني شاهد نجوى دعوته ((98)) .



  • يخبر اخبارا عليما خبيرها.
    على غفلة ياتي النبى محمد
    ثم يقول يا ليتني شاهد نجوى دعوته ((98)) .
    ثم يقول يا ليتني شاهد نجوى دعوته ((98)) .





وفي سبل الهدى والرشاد ما موجزه :.


كـان يسمى يوم الجمعة يوم العروبة , وهو اول من سمـاه يوم الجمعة ((99)) , ثم اورد الخبر الى
آخره بتغيير يسير في الفاظه ان ما ذكروه في نعته يدل على انه كان من الاوصياء بعد ابراهيم (ع )
وانه والياس كانا مصداقين لاستجابة اللّه لدعاء ابراهيم في حق ذريته حين دعا ربه وقال : واجعل
من ذريتي امة مسلمة لك .


انتشار عبادة الاصنام في مكة وموقف آباء الرسول (ص ) منها



مر بنا في ما سبق ان قبيلة جرهم استاذنت هاجر في السكنى معها للارتواء من ماء زمزم فاذنت , ولما شب ابنها تزوج ابنة مضاض الجرهمي فولدت له اولاده , وولي بعد اسماعيل ابنه ثابت حفيد مضاض
الـجـرهـمـي , وبـعد وفاته غلبت جرهم على حكم مكة وطغوا وبغوا, فحاربتهم خزاعة وتغلبت
عليهم ((100)) , فحكموا مكة وولوا امر البيت الحرام , وتدرج ولد اسماعيل في التفرق في البلاد
عـدا بـقـية منهم لم يبرحوا الحرم ((101)) , وبقيت خزاعة تحكم مكة وتلي شؤون البيت الحرام
كـابـرا بـعـد كابر, حتى ولي منهم عمرو بن لحي وكان ذا ثروة عظيمة من الابل يكثر الاطعام ,
فاصبح قوله وفعله كالشرع المتبع عندهم ((102)) .


وفـي سـفـر لعمرو بن لحي الى مدن الشام رآهم يعبدون الاصنام فسالهم عنها فقالوا له : هذه اصنام
نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا, فقال لهم : الا تعطونني منها صنما فاسير به الى
ارض الـعـرب فيعبدونه ؟ فاعطوه صنم هبل , فقدم به مكة وامر الناس بعبادته وتعظيمه , ثم اشرك
الاصنام في تلبية الحج وقال في تلبيته :.


(لبيك اللّه م لبيك لا شريك لك , الا شريك هو لك تملكه وما ملك ).


يقصد بشريك اللّه الاصنام ـ معاذ اللّه ـ وغير عمرو بن لحي حنيفية ابراهيم (ع ) وشرع ـ ايضا ـ
غـيـر ذلـك , فـهـو الـذي بـحر البحيرة , والبحيرة : الناقة التي يمنح درها ـ حليبها ـ للطواغيت
والاصنام , وسيب السوائب , والسائبة التي كانوا يسيبونها لاصنامهم فلا يحمل عليها شي ء ((103)) .


هـكذا انتقلت عبادة الاصنام الى بلد التوحيد, ثم تنامى عددها وعلقوها على جدران الكعبة , ومن مكة
انـتـقـلـت عـبادتها الى سائر مدن الجزيرة العربية وشتى قبائلها, واختفت معالم التوحيد من بينهم
وحرفت شريعة ابراهيم الحنيفة , وسوف ندرس موقف آباء النبي (ص ) منها بعد الانتهاء من دراسة
سيرهم في ما ياتي باذنه تعالى .


قصي بن كلاب بن مرة بن كعب



بـقـيت خزاعة تحكم مكة وتلي امر البيت حتى بلغ قصي رشده , فجمع قومه وبعث الى اخيه من امه دراج بن ربيعة العذري يستنصره , فاتاه بمن قدر عليه من قومه قضاعة , فاقتتلوا جميعا مع خزاعة
وكـثـرت القتلى من الفريقين , فحكموا عمرو ابن عوف الكنانى , فقضى بان قصيا اولى بالبيت وامر
مـكة من خزاعة , فنفى قصى خزاعة من مكة وولي الحكم بمكة وسدانة البيت الحرام , فجمع قبائل
قريش من الشعاب ورؤوس الجبال , وقسم بينهم ابطح مكة وحاراتها وسمي لذلك مجمعا, وقال فيهم
الشاعر:.





  • ابوكم قصي كان يدعى مجمعا
    به جمع اللّه القبائل من فهر.



  • به جمع اللّه القبائل من فهر.
    به جمع اللّه القبائل من فهر.




وبـنـى لـهـم بمكة دار الندوة ليجتمعوا فيه ويتشاوروا في امورهم , وبنى البيت بنيانا لم يبنه احد
قبله ((104)) , وكان قصي ينهى عن عبادة الاصنام من دون اللّه .


اهتمام قصي بامر الحج والحجيج :



ا ـ في طبقات ابن سعد:.


فـرض قـصـي عـلى قريش السقاية والرفادة , فقال : يا معشر قريش انكم جيران اللّه , واهل بيته ,
واهـل الـحـرم , وان الحاج ضيفان اللّه وزوار بيته , وهم احق الضيف بالكرامة , فاجعلوا لهم طعاما
وشرابا ايام الحج , حتى يصدروا عنكم , ففعلوا.


فـكانوا يخرجون كل عام من اموالهم خرجا يترافدون ذلك فيدفعونه اليه , فيصنع الطعام للناس ايام
مـنـى وبمكة , ويصنع حياضا للماء من ادم فيسقي فيها بمكة ومنى وعرفة , فجرى ذلك من امره في
الجاهلية على قومه حتى قام الاسلام , ثم جروا في الاسلام على ذلك الى اليوم ((105)) .


ب ـ في تاريخ اليعقوبي :.


جـمـع قـصي قريشا حول البيت وحضر الحج , فقال لقريش : قد حضر الحج , ولا اعلم مكرمة عند
العرب اعظم من الطعام , فليخرج كل انسان منكم من ماله خرجا فـلـمـا جاء اوائل الحج نحر على كل طريق من طرق مكة جزورا, ونحر بمكة , وجعل حظيرة ,
فـجـعـل فـيـهـا الـطـعام من الخبز واللحم , وسقى الماء واللبن , وغدا على البيت فجعل له مفتاحا
وحجبة ((106)) .


وفي انساب الاشراف :.


وقال : لو اتسع مالي لجميع ذلك لقمت فيه دونكم ((107)) .


ج ـ في السيرة الحلبية ما موجزه :.


لـمـا حـضـر الحج قال ـ قصي ـ لقريش : قد حضر الحج , وقد سمعت العرب بما صنعتم وهم لكم
مـعـظـمون , ولا اعلم مكرمة عند العرب اعظم من الطعام , فليخرج كل انسان منكم من ماله خرجا
ففعلوا, فجمع من ذلك شيئا كثيرا, فلما جاء اوائل الحج نحر على كل طريق من طرق مكة جزورا
ونحر بمكة , وجعل الثريد واللحم وسقى الماء المحلى بالزبيب وسقى اللبن , وهو اول من اوقد النار
بـمزدلفة ليراها الناس من عرفة ليلة النفر, وحاز قصي شرف مكة كله فكان بيده السقاية والرفادة
والـحجابة والندوة واللواء والقيادة , وكان عبد الدار اكبر اولاد قصى وعبد مناف اشرفهم , اي انه
شـرف فـي زمان ابيه قصي وذهب شرفه كل مذهب , وكان يليه في الشرف اخوه المطلب وكان يقال
لـهـما البدران , وكانت قريش تسمي عبد مناف الفياض لكثرة جوده , فقال قصي لابنه عبد الدار: اما
واللّه يا بني لالحقنك بالقوم ـيعني اخويه عبد مناف والمطلب ـ وان كانوا قد شرفوا عليك , لا يدخل
رجـل منهم الكعبة حتى تكون انت تفتحها له , اي بسبب الحجابة للبيت , ولا يعقد لقريش لواء لحربها
الا انت بيدك , اي وهذا هو المراد باللواء, ولا يشرب رجل بمكة الا.


مـن سـقـايتك , وهذا هو المراد بالسقاية , ولا ياكل احد من اهل الموسم الامن طعامك , اي وهذا هو
المراد بالرفادة , ولا تقطع قريش امرا من امورها الا في دارك ـ يعني دار الندوة ـ, ولا يكون احد
قائد القوم الا انت وذلك بسبب القيادة , ولما احتضر قال لاولاده : اجتنبوا الخمرة ((108)) .


سبق ان درسنا في سيرة ابراهيم (ع ) ظاهرتين من خصائص سنته :.


ا ـ تعميره البيت الحرام ونداؤه بالحج واقامة شعائره .


ب ـ اهـتـمامه باطعام الضيف واكرامه , ونجد في ذريته قصيا ومن نذكر خبره في ما ياتي يقومون
بالامرين معا, وهكذا يكون اوصياء الرسل والانبياء في احيائهم سنن الرسول الذي يحفظون شريعته
ويـبلغونها للناس , اما تسميته ولديه بعبد المناف وعبد العزى فسوف ندرس امرهما في ذكر سيرة
عبد المطلب ان شاء اللّه تعالى .


وفاة قصي :



في تاريخ اليعقوبي :.


ومات قصي , فدفن بالحجون , وراس بعده عبد مناف بن قصي , وجل قدره وعظم شرفه ((109)) .


عبد مناف بن قصي



في السيرة الحلبية والنبوية :.


اسـمـه المغيرة , ووجد كتاب في الحجر: ان المغيرة بن قصي اوصى قريشا بتقوى اللّه جل وعلا
وصلة الرحم ((110)) .


وفي تاريخ اليعقوبي :.


وانتهت الى عبد مناف بن قصي الرئاسة , وجل قدره وعظم شرفه .


هاشم بن عبد مناف



عمرو العلى هو هاشم بن عبد مناف .


ا ـ في طبقات ابن سعد وتاريخ اليعقوبي ما موجزه :.


/ 10