عقائد الاسلام من القرآن الکریم جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الاسلام من القرآن الکریم - جلد 2

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فـضـل اللّه بـني اسرائيل على العالمين في عصرهم , فضلهم على العالمين حين انجاهم من فرعون وقـومـه الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب , يذبحون ابناءهم ويستحيون بناتهم , وفرق لهم البحر
وضـرب لهم فيه طريقا يبسا, وجاوزهم البحر وتبعهم فرعون وجنوده وساروا في نفس الطريق
الـيبس الذي سار فيه بنو اسرائيل , فتلاقت مياه البحر عليهم واغرق اللّه فرعون وجنوده بمراى
مـن بني اسرائيل , وطفا جسد فرعون على الماء وبقي سالما حتى اليوم في متاحف مصر ليكون آية
للعالمين .

سـار بعد ذلك بنو اسرائيل حتى اتوا على قوم يعبدون الاصنام , فقالوا لموسى : اجعل لنا الها كما لهم
آلهة فقال لهم موسى (ع ) متبر وباطل ما فيه هؤلاء, اوغير اللّه جل اسمه ابغي لكم الها وهو فضلكم
على العالمين ؟.

ثـم قـال عـز اسمه لبني اسرائيل : اسكنوا الارض ـ تملكوها ـ بعد ان كانوا مستعبدين لفرعون لا
يملكون انفسهم فضلا عن ان يملكوا الارض وما عليها, وظلل اللّه عليهم الغمام واطعمهم السلوى ـ
الـسـمـانـي ـ من افضل انواع اللحوم , والمن ـ السكر الطبيعي ـ, في مثل هذه الحالة قالوا لموسى
(ع ): يـا مـوسـى لـن نـصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا من الارض مما تنبت من بقلها
وفومها وعدسها و فقال لهم موسى (ع ): اهبطوا بلدا من البلاد فان لكم ما سالتم , وـ ايضا ـ فضلهم
اللّه عـلى العالمين حين قسمهم موسى (ع ) اثنتي عشرة قبيلة , وضرب بعصاه الحجر بامر من اللّه
جل جلاله فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لكل قبيلة عين يرتوون منها.

وواعـد اللّه جـل اسمه موسى (ع ) ثلاثين ليلة ليذهب الى طور سيناء ويؤتيه اللّه التوراة شريعة
لبني اسرائيل فاتم اللّه ميعاده وجعله اربعين ليلة , فاضل السامري ((181)) بني اسرائيل بعد ذهاب
مـوسـى للمناجاة الى طور سيناء, وصنع لهم عجلا مما كان معهم من حلي الذهب ورمى في فمه مما
كان معه من تراب الارض التي راى عليها جبرائيل (ع ) فاصبح له خوار على اثر دخول الرياح في
فـمـه فـقالوا: هذا الهكم واله موسى (ع ) فقال لهم هارون (ع ): انما فتنتم به وان ربكم الرحمن ,
قـالـوا: لـن نـترك عبادته حتى يرجع الينا موسى (ع ), فاخبر اللّه عز اسمه موسى (ع ) بفعلهم ,
فرجع اليهم غضبان اسفا وعاتب اخاه هارون (ع ) على ذلك فقال : يابن ام لا تاخذ بلحيتي ولا براسي
ان الـقـوم اسـتـضعفوني وكادوا يقتلونني , وبعد ان ادرك بنو اسرائيل خطاهم جعل اللّه توبتهم ان
يـسـتسلم من عبد العجل منهم لمن لم يعبده ليقتلوهم , فلما باشروا ذلك تاب اللّه عليهم , ولكنهم بعد
ذلـك طلبوا من موسى (ع ) ان ياخذهم الى ميقات ربه ليشاهدوا مناجاته مع اللّه فاختار موسى منهم
سـبـعـيـن رجـلا, فـلما حضروا الميقات قالوا: ارنا اللّه جهارا فاخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ,
واعـادهـم الـى الحياة ثانية بطلب موسى (ع ), وهكذا آمنوا بالتوراة التي جعلها اللّه ـ جل اسمه ـ
هـدى لـهـم , وليحكم بها النبيون منهم , وقال لهم موسى (ع ) بعد ان ذكرهم بما انعم اللّه جل ذكره
عليهم وفضلهم بها على غيرهم من العالمين : يا قوم ادخلوا الارض المقدسة ـ بلاد الشام ـ التي كتب
اللّه لـكـم , قالوا: يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها
فـسـوف ندخلها, وقال رجلان من احبارهم : ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم الغالبون وعلى
اللّه توكلوا ان كنتم مؤمنين هـاهـنا قاعدون , فقال اللّه جل اسمه : انها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض ـ صحاري
سيناء ـ فلا تاس على القوم الظالمين .

كـان ذلـكـم بـعض ما جرى من بني اسرائيل على عهد موسى (ع ), ومما جرى لبني اسرائيل بعد
موسى (ع ) ان بعضهم كانوا ساكنين ساحل البحر وكانت تاتيهم حيتان البحر يوم السبت شرعا, وقد
نهاهم اللّه عن الصيد يوم السبت ترويضا لنفوسهم الطاغية , فخالفوا ما نهوا عنه وصادوا السمك يوم
السبت فمسخهم اللّه قردة واهلكهم .

وجـعـل في اوصياء موسى داود عليهما السلام وآتاه الزبور, وكان اذا رفع صوته بقراءة وتسبيح
اللّه تـردد الـجبال صوته وتسبح الطير معه , والان الحديد بيده يصنع منه الدروع , وجعل من بعده
ابنه سليمان (ع ) الذي سخر له الريح تجري بامره حيث يشاء, والجن تغوص في البحار وتستخرج
لـه الـلـؤلـؤ وتـعـمل له تماثيل ومحاريب وجفان كالجواب وقدور راسيات كبيرة , وعلمه منطق
الحشرات والحيوانات فعلم كلام النمل , واخبره الهدهد بملك بلقيس , واحضر عرشها من اليمن الى
الشام بطرفة عين من عنده علم من الكتاب , وكانت الملائكة تعذب من خالف امره من الجن بسوط من
عذاب , وبقيت الجن بعد موته تعمل له حتى اكلت الارضة عصاه وسقط على الارض .

كل تلكم حالات استثنائية في بني اسرائيل وانبيائهم ومن حالاتهم الاستثنائية على عهد موسى (ع )
انـهـم اخـتـلـفـوا فـي من قتل قتيلا, فامرهم اللّه ان يذبحوا بقرة ويضربوا القتيل ببعض البقرة
المذبوحة , فاحيى اللّه القتيل بذلك .

ومن اخبارهم خبر عزير وارميا اذ مر على قرية خربة حيطانها ساقطة على سقوفها واهلها موتى
تـاكل السباع جيفهم , فقال مستغربا كيف يحيي اللّه هذه الموتى ؟ فاماته اللّه مائة عام ثم احياه , اماته
صـبـاحا واحياه مساء, فقال له ملك : كم لبثت نائما؟ فالتفت الى الشمس قبل مغيبها فقال : يوما او بعض
يـوم , فقال له : بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وكان تينا وعنبا وشرابك وكان عصيرا لم يتغير
بمر السنين , وانظر الى حمارك كان قد تفرقت عظامه وتفتتت فاعادها اللّه وجمع بعضها الى البعض
الاخر ثم كساها لحما ثم احياه اللّه , فتبين له كيف يحيي اللّه الموتى , فلما راى كل ذلك قال اعلم ان
اللّه على كل شي ء قدير.

ومن اخبارهم الاستثنائية بعد موسى خبر النبيين : زكريا ويحيى اذ نادى زكريا ربه وقال : رب اني
وهـن العظم مني واشتعل الراس شيبا وامراتي عاقر وخفت ورثتي من بعدي , فهب لي من لدنك وليا
يرثني ويرث آل يعقوب , فبشره اللّه بيحيى لم يسم بيحيى قبله احد, آتاه اللّه الكتاب والحكم صبيا.

واهـم اخـبارهم الاستثنائية خبر ولادة رسول اللّه عيسى من امه مريم بلا اب ومكالمته قومه في
الـمـهد, واخبارهم ان اللّه آتاه الكتاب والحكمة , وخلقه من الطين طيرا باذن اللّه , وشفاؤه الاكمه
والابرص واحياؤه الموتى , والقاء شبهه على من وشى به ليصلب مكانه , ورفعه اللّه مكانا عليا وبقي
حيا الى يوم يعيده اللّه الى الارض مع المهدي (ع ) في آخر الدهر.

وهكذا وجدنا لانبياء بني اسرائيل حالات استثنائية لم نجدها في من سبقهم من الانبياء, مثل ما اوتي
سليمان (ع ) من عمل الجن له , ومثل ولادة عيسى (ع ) بلا اب وخلقه من الطين طيرا باذن اللّه , ولم
نجد في الامم مثل بني اسرائيل قساة القلوب متشاكسو الاخلاق راوا الايات التسع من نبيهم وعبر
بهم البحر من اثني عشر طريقا يبسا واغرق فرعون وجنوده , وبعد ان فرج اللّه عنهم بمعجزة لم
يكن لها مثيل في طول تاريخ البشر وراوا عباد صنم قالوا: يا موسى اجعل لنا الها صنما مثل صنمهم ,
وعبدوا العجل عند ذهاب نبيهم لياتيهم من اللّه بشريعة يعملون بها.

تلكم الصفات الذميمة الى غيرها من انواع الشذوذ في الفكر والخلق خصوا بها دون الامم التي جاءت
قـبـلهم وبعدهم وكذلك الامر في من كان يعاديهم مثل فرعون وملئه ثم الاقوام التي كانوا يسكنون
يـومـئذ فـي اراضـي الـشام وامروا بمحاربتهم , ونتيجة لكل تلك الحالات والظروف الاستثنائية
احتاجوا من بين الامم الى احكام استثنائية من تحويل القبلة لهم من الكعبة الى بيت المقدس , وتحريم
مـا حـرم اسـرائيـل ـ يـعقوب ـ على نفسه عليهم ولما زالت بعض ظروفهم الاستثنائية على عهد
المسيح عيسى بن مريم (ع ) بهلاك الامم التي كانت تحاربهم في اوطانهم , احل اللّه لهم بعض ما حرم
عليهم قبل ذلك , ولما انتهت كل ظروفهم الاستثنائية على عهد خاتم النبيين (ص ) عندئذ انتهى امد
الاحـكـام الاسـتـثنائية , كما قال سبحانه : (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا
عـنـدهـم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم )(الاعراف :157).

وبـذلك نسخت شريعة موسى وعيسى عليهما السلام وامروا ان يعودوا الى العمل بحنيفية ابراهيم
(ع ) التي جاء بها خاتم النبيين (ص ), ومن كل ذلك علمنا ان شرائع الاسلام منذ آدم (ع ) الى النبي
الخاتم (ص ) واحدة ومتناسبة مع فطرة الانسان ولما كان لا تبديل لخلق اللّه فلا تبديل لشرع اللّه ,
وانـمـا كانت الشريعة تنزل على الانبياء على مر الزمن بمقدار حاجة الانسان المعاصر لذلك النبي ,
ولـذلك نزل من الشريعة لادم (ع ) بمقدار ما تحتاجه اسرة واحدة وعلى عهد ادريس (ع ) على قدر
مـا يـحتاجه سكان القرى , واتسعت على عهد نوح على قدر حاجة اهل المدن , وشرع لنا بمقدار ما
شـرع لقوم نوح , وقال سبحانه : (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) ولم تختلف حنيفية ابراهيم
عـن شـريعة نوح لقوله تعالى : (وان من شيعته لابراهيم ) اي ان ابراهيم من شيعة نوح , ولم تختلف
شـريعة خاتم الانبياء(ص ) عن حنيفية ابراهيم (ع ) وقال تعالى لنبينا: (واتبع ملة ابراهيم حنيفا),
وقال لنا: (واتبعوا ملة ابراهيم حنيفا), وان شان البشر في ما شرع لهم شان النحل الذي اودع اللّه
تعالى في غريزته ان يعيش وفق ما قدر اللّه له من نظام يتناسب وفطرته ,.

ولم تتغير فطرته منذ ان خلقه اللّه حتى اليوم .

وكـذلـك لـم يـتغير نظام حياته الذي يتبعه بالغريزة التي اعطاها اللّه ربه , ولم يتغير النظام الذي
شرعه اللّه رب العالمين بمقتضى ربوبيته لجميع العالمين , ولم يكن الانسان بدعا في ما خلق اللّه من
خلق .

بـهـذا تـنتهي بحوث هذا المجلد التي كانت شرحا وتفسيرا لما اوجز بحثه في المجلد الاول منه ,
واحـيانا بزيادة بيان او بتعبير آخر, اقتداء باسلوب القرآن العظيم في طرح عقائد الاسلام بايجاز
احـيـانـا وبتفصيل حينا آخر, وبتغيير التعبير في مورد عن مورد آخر وبعد انجاز هذه البحوث
نـدرس بـاذنـه تـعالى في مجلده الثالث الاتي من سيرة الرسول (ص ) في مكة ما يمكننا من القرآن
الكريم ومصادر الدراسات الاسلامية , وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين .

/ 10