2ـ فهم الثقافة والأمور الفكريةوالحقوقية المعاصرة إلى حدٍ ما. ففياعتقادي أن هذا الموضوع أيضاً له تأثيركبير في الأعلمية والإستنباط الأفضل فيالمسائل المستحدثة، أو المسائل القديمةالتي تطرح على المجتمع في صور جديدة،ويبتلى بها المجتمع في شكل جديد، مثلمسائل البنك، ومسائل الاقتصاد الإسلامي،ومسائل القضاء في الإسلام والكثير الكثيرمن المسائل الأخرى المهمة التي يواجههاالإنسان في المجتمع الذي يريد أن يطبق فيهفقه الإسلام، وهذه المسائل الفقهية وإن لمتبلغ من حيث الكمية قدر المسائل الفرعيةفي الطهارة والصلاة وأمثالهما، ولكن عدمالإلمام بالمسائل اليومية، وآراء الخبراءفي الموضوع قد يلقي بظلاله على المفهوم فيبعض الأحيان. إن عدم الإلمام بهذه الأمورقد يوجب الوهن الكبير في الاستنباطواستظهار الفقيه في مثل تلك المسائل.
ولا اريد أن أخوض في استعراض الأمثلةالكثيرة على ذلك، ولكن أقول إن بعض علماءالحوزة المشهورين بالعمق والتدقيقاستظهروا أحكاماً كثيرة في تلك المجالات،تخالف الواقع، وعندما تبين تلك المعلوماتاللازمة، ويحاط بتلك المسألة يظهر مدى ضعفذلك الاستنباط.
وهذا الأمر في اعتقادي أيضاً مهم جداً.
3ـ الوقوف على المعارف الصادرة عن أهلالبيت المعصومين الأطهار (عليهم السلام)في المسائل الكلامية والمسائل الأخلاقيةوالمعارف الأخرى الموجودة في الرواياتوالمنتشرة في الكتب غير الفقهية، حيث يكونالوقوف على هذه المعارف مهماً جداً. أعتقدبأن الذي ارتبط قليلاً بالأحاديث المضيئةلأهل البيت (عليهم السلام) واقتصر علىروايات كتاب " وسائل الشيعة "، قد لا يكوناستنباطه سليماً ومماثلاً لمن راجع،مضافاً إلى روايات كتاب وسائل الشيعة،جميع الأحاديث المروية عن أهل البيتالموجودة في كتب الأخلاق وكتب علم الكلاموكتب العقائد وكتاب أصول الكافي وكتابإكمال الدين وإتمام النعمة وكتاب الخصالو... الخ، وحاز على معارف جمة وواسعة.
فالوقوف على ما أسميه بالثقافة العامةللمعارف الإسلامية، خصوصاً ما صدر منها عنأهل البيت المعصومين الأطهار مؤثراً جداًفي الاستظهار وفي الاستفادة، وفي معرفةالأدلة، وفي فهم الظاهر، والذي ينقصه هذاالجانب لا يستطيع أن يدرك جيداً ويكوناستظهاره من الناحية الفقهية ناقصاً.
فليس الأمر كما يتصور بعضهم بأن شخصاً إذادرس في الحوزة العلمية أعواماً، وأصبحعالماً، وأتقن علم الأصول، وتعمق في بحثالأصل المثبت وبحث مقدمة الواجب وبحث الضدوبعض الأبحاث الفلسفة، صار بإمكانه أنيدعي الأعلمية قائلا: إن غيري لا يملك هذاالتعمق في علم الأصول، إن فهم مثل هذاالإنسان عن الأعلمية يكون ناقصاً جداً.