من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم وقد اوجبه العقل والنقل . أما العقل : لاشك ولاريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسدآل النعمة ، ومن لم يشكر المنعم فقد ظلمه .وأما النقل : فقد جاء في الأخبار الكثيرة ما يدل على وجود شكر المنعم ، وأنّ هل جزاء الأحسان الاّ الاحسان ، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق . ثم من يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى اكثر من الوالدين ، فانهما السبب الظاهري في وجود الانسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من نعمة الوجود وكان الانسان معدما لولا اقتضاء حكمه الله عزّو جل جعل الابوين جزء علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى . وهو القائل تعزّز وتقدس : أن اشكر لي ولوالديك الىّ المصير ( لقمان ـ 14 ) .1 ـ حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه ( رض) قال:حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد الله البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن ابيه ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)قال: ان الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكوة فمن صلى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاة ، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله ، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزوجّل ... الخصال باب الثلاثة ، ص123 الحديث