النص المحقق - نص المحقق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص المحقق - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النص المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقه إلا بالله عليه توكلت وهو حسبي الحمد لله الذي نهج لعباده بما دلهم عليه من حمده وسبيل شكره وأشرع لهم بما هيأهم له من شكره أبواب مزيدة ومن عليهم بالعقل الذي جعله لدينهم عصمة ولدنياهم عمادا وقائمة وحباهم بالنطق الذي جعله فرقا بينهم وبين البهائم العجم والأنعام البكم فالحمد لله حمدا كثيرا على ما عم من حسن تدبيره وشمل من لطف تقديره حتى حاز كل صنف من أصناف خلقه حظه من المصلحة واستوفى كل نوع سهمه من المرفق والمنفعة فلم يفت جميل صنعه صغيرا ولا كبيرا بل أفاض عليهم جميعا من سوابغ نعمه وشوامل مواهبه ما صلحت به أحوالهم وتم بمكانه نقصهم وقوي من أجله عجزهم ثم خص بني آدم بخصائص من نعمه فضلهم بها على كثير من خلقه فجعلهم أحسن الخلق وطبائعهم أكمل الطبائع وتركيبهم أعدل التركيب ومعيشتهم 0 أنعم المعاش وسعيهم في منقلبهم أرد السعي إلى العقول الرضية التي أمدهم بها والأحلام الراجحة التي أيدهم بفضلها والآداب الحسنة التي ألبسهم جمالها والأخلاق الكريمة التي زينهم بشرفها مع التمييز الذي أراهم به فرق ما بين الخير والشر وخلاف ما بين الغي والرشد وفضل ما بين الصانع والمصنوع والمالك والمملوك والسائس والمسوس حتى صار ذلك طريقا لهم إلى المعرفة ما بين الخالق والمخلوق وسبيلا واضحا إلى تثبيت الصانع القديم إلا جحود عناد أو مكابرة عيان

اختلاف أقدار الناس وتفاوت أحوالهم سبب بقائهم

ثم من عليهم بفضل رأفته منا مستأنفا بأن جعلهم في عقولهم وآرائهم متفاضلين كما جعلهم في أملاكهم ومنازلهم ورتبهم متفاوتين لما في استواء أحوالهم وتقارب أقدارهم من الفساد الداعي إلى فنائهم لما يلقي بينهم من التنافس والتحاسد ويثير من التباغي والتظالم فقد علم ذوو العقول أن الناس لو كانوا جمعيا ملوكا لتفانوا عن آخرهم ولو كانوا كلهم سوقة لهلكوا عيانا بأسرهم كما أنهم لو استووا في الغنى لما مهن أحد لأحد ولا رفد حميم حميما ولو استووا في الفقر لماتوا ضرا وهلكوا بؤسا فلما كان التحاسد من أطباعهم والتباهي من سوسهم وفي أصل جوهرهم كان اختلاف أقدارهم وتفاوت أحوالهم سبب بقائهم وعلة لقناعتهم فذو المال الغفل من العقل العطل من الأدب المدرك حظه من الدنيا بأهون سعي إذا تأمل حال العاقل المحروم وأكدار الحول القلب ظن بل أيقن أن المال الذي وجده مغير من العقل الذي عدمه وذو الأدب المعدم إذا تفقد حال المثري الجاهل لم يشك في أنه فضل عليه وقدم دونه وذو الصناعة التي تعود عليه بما يمسك رمقه لا يغبط ذا السلطان العريض ولا ذا الملك المديد وكل ذلك من دلائل الحكمة وشواهد لطف التدبير وأمارات الرحمة والرأفة

وجوب السياسة

وأحق الناس وأولاهم بأمل ما يجري عليه تدبير العالم من الحكمة وحسن واتقان السياسة وأحكام التدبير الملوك الذين جعل الله تعالى ذكره بأيديهم أزمة العباد وملكهم تدبير البلاد واسترعاهم أمر البرية وفوض إليهم سياسة الرعية ثم الأمثل فالأمثل من الولاة الذين أعطوا قياد الأمم واستكفوا تدبير الأمصار والكور ثم الذين يلونهم من أرباب النعم وسواس البطانة والخدم ثم الذين يلونهم من أرباب

/ 12