موقف الرؤساء من النصح - نص المحقق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص المحقق - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يكاد كل واحد من الفريقين لا يرضى بذكر حقائق عيوب صاحبه بل يتهمه بالباطل ويفتعل عليه الزور فهؤلاء قد كفوا استرشاد جلسائهم وبث الجواسيس في تعرف عيوبهم من قبل أعدائهم فإنها قد جلبت إليهم من غير هذا الطريق فأما من يسالم من السوقة الناس فلا يساورهم ويواتيهم ولا يلاحيهم فإنه لا يعدم من ينبهه على عيبه 0 وينصحه في نفسه من حميم وقريب وخليط وجليس وأكيل قرناء السوء وأثرهم ومما زاد في فساد حال الملوك والرؤساء مما أتيح لهم من قرناء السوء وقيض لهم من جلساء الشر الذين لما خاسوا بعهدهم وراغوا في صحبتهم وغشوهم في عشرتهم بتركهم صدقهم عن أنفسهم وتنبيههم عن عوراتهم لم 0 يغشوهم بالثناء الكاذب ولم يغروهم بالتقريظ الباطل ولم يستدروجهم باستصابة خطأهم لكانوا أخف ذنوبا وإن كانوا غير خارجين على لؤم العشرة ودناءة الصحبة ولعل أحدهم إذا تنوع في إقامة عذره وتنطع في تخفيف حرمة قال إنما ندع نصحهم في أنفسهم وصرفهم عن أحوالهم اشفاقا من حميتهم وحذرا من أنفتهم وخوفا من استثقالهم النصيحة فإن للنصح لدعا كلذع النار وحرا كحر السنان فنحن نخاف إن فعلنا ذلك بهم أن لا نربح إلا استيحاشهم لنا ونفارهم منا وأزورارهم عنا وعن عشرتنا فلان نظفر بهم مع زللهم خير لنا ولهم من أن نخرق عليهم فلا هم يبقون لنا ولا نحن نبقى لهم هذا إذا كان الصاحب رفيقا متثبتا فإما إذا كان أخرق متهورا فإنه يقول لا نأمن من سقوط منزلتنا وانقطاع خلظتنا مع سورة غضبه وبادرة سطوته أساس الصحبة فيقال له إنك إذا بنيت أمرك في صحبة من تصحب على الدين والمروءة لم يلزمك أن تراعي غيرهما فيما يأتي وتذر وإذا اقتديت بهما وعشوت إلى نورهما لم تضل في طريق صحبة من صحبت وقد قضيت فيك بأن صاحبك أحد رجلين إما حازم رفيق متثبت وإما أخرق متهور

موقف الرؤساء من النصح

فالرفيق المتثبت لأحوز عليه فضل ما يسديه نصحك وإن هو ارتاع ووجم وحمى أنفه وثنى عطفه في أول ما يرد عليه منك فإذا تثبت وفكر وقدر عرف الخير الذي قصدته والصلاح الذي أممته فرجع إليك أحسن الرجوع وأما الأخرق المتهور فأنت غر آمن من خرقه في أي حال شايعته أو خالفته وليس من الرأي لك أن تصحب من هذه صفته فتحتاج إلى هدايته لكي تأتي الشورة ثمارها واعلم أنه ليس لك وإن كان طريق إرشاد العاقل عن رعنة أن تركبه هائما وتسلكه خابطا ولكن ينبغي لك أن تمس العاقل بالمشورة عليه مسك الشوكة الشائكة بجسدك والقرحة الدامية من بدنك على الين ما تمس وأرفق القول وأخفض الصوت وفي أخلى المواطن واستر الأحوال والتعريض فيها أبلغ من التصريح وضرب الأمثال أحسن من التكشيف فإن رأيت صاحبك يشرئب لقولك إذا بدر منك ويهش 0 له ويصغى إليه فأسبغ القول في غير إفراط ولا إسهاب ولا إملال ولا تزد على الوجه الواحد من الرأي ودعه يختمر في قلبه ويتردد في جوانحه فيعلم بتخلي مغبته وإن رأيت صاحبك لا يكترث لكلامك إذا ورد عليه فاقطعه وأحل معناه إلى غير ما أردته وأخره إلى وقت نشاطه وفراغ باله أخلاق الرئيس من أخلاق الناس وينبغي لمن عنى بتعرف مناقبه ومثاله أن يفحص عن أخلاق الناس ويتفقد شيمهم وخلائقهم ويتبصر مناقبهم

/ 12