اختيار ما يصلح الخادم - نص المحقق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نص المحقق - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فينبغي لك أن تحمد الله عز وجل على ما سخر لك منهم وما كفاك وأن تحوطهم ولا تقصيهم وتتفقدهم ولا تهملهم وترفق بهم ولا تحرجهم فإنهم بشر يمسهم من الكلال واللغوب ومن السآمة والفتور ما يمس البشر وتدعوهم دواعي حاجاتهم وإرادات أجسامهم إلى ما في طباع البشر إرادته والحاجة إليه طريق اتخاذ الخدم وطريق اتخاذ الخدم أن لا يتخذ الإنسان خادما إلا بعد المعرفة والاختبار له وإلا بعد سبره وامتحانه فإن لم تستطع ذلك فينبغي أن تعمل فيه التقدير والفراسة والحدس والتوسم وأن تضرب عن الصور المتفاوتة والخلق المضطربة فإن الأخلاق تابعة للخلق ومن أمثال الفرس أحسن ما في الذميم وجهه وإن تجانب ذوي العاهات كالعوران والعرجان والبرصان ونحوهم وأن لا تثق منهم بذي الكيس الكثير 0 والدهاء البين فإنه لا يعرى من الخب ولا يسلم من المكر ويؤثر اليسير من العقل والحياء على كثير من الشهامة والخفة

اختيار ما يصلح الخادم

فإذا فرغ من ذلك فلينظر لأي أمر يصلح الخادم الذي يتخذه وأي صناعة ينتحل وما الذي يظهر رجحانه فيه من الأعمال فليسنده إليه وليستكفه إياه ولا ينقلن الخادم من عمل إلى عمل ولا يحولنه من صناعة إلى صناعة فإن ذلك من أمتن أسباب الدمار وأقوى دواعي الفساد وما يشبه من يفعل ذلك إلا بمن يكلف الخيل الكراب والبقر الأحضار لأن لكل إنسان بابا من المعارف وفنا من الصناعات قد سمح له به طباعه وإفادته إياه غريزته فصار لديه كالسجية التي لا حيلة في تركها والضريبة التي لا سبيل إلى مفارقتها فمتى نقل الإنسان الخادم مما قد أحسنه وأتقنه ومارسه ولابسة وألفة واعتاده إلى ما يختاره له برأيه وينتخبه له بإرادته مما ينافر طباعه ويضاد جوهره أفسد عليه نظام خدمته وجبره في طريق مهنته فعاد كالريض ثم لا يفيده 0 مما نقله إليه بابا إلا بنسيان أبواب مما نقله عنه ومتى عاد به إلى الأمر الأول وجده فيه أسوأ حالا منه فيما نقله إليه الخادم شريك سيده في النعمة ولا ينبغي أن يكون نكير الإنسان على الخادم إذا أراد الإنكار عليه صرفه عنه فإن ذلك من دلائل ضيق الصدر وقلة الصبر وخفة الحلم ولأنه إذا صرفه احتاج إلى غيره بدلا منه وخلفا عنه وغيره مثله أو قريب منه وإذا استمرت به هذه العادة أوشك أن يبقى بلا خادم بل ينبغي له أن يقرر في قلوب خدمه أن أحدا منهم لا يجد إلى مفارقة رحله والخروج عن داره وكنفه سبيلا فإن ذلك أتم للمرؤة وأدل عل الوفاء والكرم وبعد فإن الخادم لا يتوالى ولا يناصح ولا يشفق ولا ينظر ولا يحتاط ولا يحامي ولا يذب حتى يتحقق عنده ويصح لديه أنه شريك صاحبه في نعمته وقسيمه في ملكه وجدته حتى يأمن العزل ولا يحذر الصرف ومتى ظن الخادم أن أساس حرمته غير واطدة ووشائج ذمامه غير راسخة وإن مكانه ناب به عند الذنب يوافقه والحزم يفارقه كان مقامه على صاحبه كعابر سبيل فلا يعني بما عناه ولا يهتم بما عراه ولم يكن همته إلا ذخيرة يعدها ليوم جفوة صاحبه وظهره يرجع إليها عند نبوته وأزورار جانبه وليكن عند الصاحب 0 لخدمه دون صرفهم وإخراجهم وسوى نبذهم وإطراحهم منازل من الاستصلاح والتقويم فمن استقام له بالتأديب عوجه واعتدل بالثقاف أوده فليشدده يدا ويوسعه عند الزلة عفوا ومن راجع الذنب بعد التوبة ونقض العهد بعد الإنابة فليذقه طرفا من العقوبة وليمسه ببعض السطوة ولا ييأسن من رشده ما لم تنحل عقدة حياته ويكاشف بإصراره ومن عصاه معصية صلعاء يلتف دونها أو جنى

/ 12