58 - الشرع معلوم لنا وضعه الله لنسير عليه أعمالنا والقدر مغيب عنا أمرنا الله بالإيمان به لأنه من مقتضى كمال العلم والإرادة من صفات ربنا فالقدر في دائرة الاعتقاد والشرع في دائرة العمل وعلينا أن نعمل بشرع الله ونتوسل إلى المسببات المشروعة بأسبابها ونؤمن بسبق قدر الله تعالى فلا يكون إلا ما قدره منها فمن سبقت له السعادة يسر لأسبابها ومن سبقت له الشقاوة يسر لأسبابها لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ( ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا كتبت شقية أو سعيدة ) فقال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى الشقاوة فقال ( اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فسييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قول الله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى رواه البخاري ومسلم ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم الاحتجاج بالقدر59 - لا يحتج بالقدر في الذنوب لأن حجة الله قائمة على الخلق بالتمكن والاختيار والدلالة الشرعية لقوله تعالى وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون
الحذر والقدر
60 - مع الإيمان بالقدر يجب الأخذ بالحذر لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم وقوله تعالى وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ) الحكمة والعدل في القدر61 - القدر كله عدل وحكمة فما يصيب العباد فهو جزاء أعمالهم وقد تدرك حكمة القدر ولو بعد حين وقد تخفى لأن من أسمائه تعالى الحكيم ورد في الآيات والأحاديث الكثيرة ومن أسمائه تعالى العدل ورد في حديث الأسماء عند الترمذي