67 - إن الرب الحكيم جل جلاله خلقنا لعبادته وفي عبادته كمالنا وسعادتنا وعبادته بطاعته فيما أمرنا ونهانا وأباح لنا ولا يمكننا أن نعرف ذلك إلا إذا بينه لنا فاختار منا تفضلا منه ورحمة قوما فطرهم على الفضائل والكمالات وعصمهم من الرذائل والنقائص وهيأهم لملاقاة الملائكة الأطهار ليتلقوا منهم وحي الله وبيانه للعباد فيبلغوه إليهم ويكونوا قدوة لهم في تنفيذه والعمل به وهؤلاء هم الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام الذين نؤمن بهم كلهم من عرفنا منهم بتعريف الله من لم نعرف لقوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده إنا كنا مرسلين رحمة من ربك وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار الله أعلم حيث يجعل رسالته قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ولقوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم فبهداهم اقتده