كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) والله يدعو
...
(كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (25)) وروى أبو جعفر محمد بن علي الباقر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - أن النبي قال: ' رأيت في منامي كأن على رأسي جبريل، وكأن
على رجلي ميكائيل، فقال أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلا، فقال الآخر: مثلك يا محمد مثل ملك بنى دارا ثم بنى في دار بيتا، ثم وضع في البيت مأدبة، ثم دعا إليها الناس، فمنهم التارك ومنهم المجيب، فالملك: هو الله تعالى، والدار: هو الإسلام، والبيت: الجنة، والداعي: أنت، فمن أجاب دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها '.وقوله: (ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)
الصراط المستقيم: هو الإسلام، وفيه أقوال أخر، ذكرناها من قبل.قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الإحسان هاهنا: الإسلام، والإحسان: هو قول لا إله إلا الله. واختلفوا في الحسنى وزيادة، فروي عن أبي بكر الصديق وأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وحذيفة، وقتادة، وجماعة من التابعين أنهم قالوا: الحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى الله عز وعلا. وروى أبو القاسم بن بنت منيع، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب - رضي الله عنهم - أن النبي قال: ' إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله - تعالى -: يا أهل الجنة، إن لكم عندي موعدا وأنا منجزكموه، فقالوا: وما ذلك؟ ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تثقل موازيننا؟ ألم تدخلنا الجنة وتخلصنا من النار؟ قال: فيتجلى لهم فينظرون إلى وجهه، فما أعطوا شيئا هو أحب (إليهم) من النظر إليه، ثم قرأ قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) '.