رمي الجمرات في بحث جديد
إنّ المتاعب
العظيمة والمخاطر الجليلة عند رمي الجمرات أدّت في أكثر الأوقات إلى وقوع ضحايا بين
الحجّاج الكرام ، ولهذا الأمر أسبابه الكثيرة ، التي منها الفتاوى التي
تلزم الحاجّ بأنّ يتيقّن إصابة الاسطوانة نفسها ، وقد فتحت مجلّتنا باباً
لمعرفة وجهات نظر فقهائنا العظام حول هذه المسألة .
إدارة
المجلّة
* *
*
من مشاكل الحجّاج
المهمّة مسألة رمي الجمرات ، خاصّة يوم عيد الأضحى ، عندما تتوجّه جموع
الحجّاج الغفيرة وتندفع بقوّة وبزحام شديد ، فسبّب هذا ـ خاصّة في
السنوات الأخيرة ـ خسائر كبيرة في الأرواح ، فجرح وقُتل حول الجمرات
كثيرون ، وطالما أُصيبت الرؤوس والوجوه والعيون!
إنّ جُلّ هذه
الخسائر كان منشؤه تصوّر عامّة الناس ـ اتّباعاً للفتاوى ـ أنّ الواجب في رمي
الجمرات هو أن يصيب الحصى العمود الخاصّ ، في حين لا يتوفّر
دليل واضح على
ذلك ، بل إنّ لدينا أدلّة مخالفة تشير إلى الاكتفاء بأن يُرمى الحصى على
الجمرة ، وأن يقع في الدائرة التي تتجمّع فيها الحصيات . والواقع أنّ
«الجمرة» هي «مجتمـع الحصى» ، وليست هي الأعمدة!
وقد اُعدّت هذه
الرسالة لتبيّن الأدلّة العلمية لهذه المسألة ، ولتكون مورد اطّلاع من قبل
فقهاء المسلمين ، وليعلم الجميع أنّ هذه الأعمدة لم يكن لها وجود في عصر رسول
الله(صلى الله عليه وآله) ، ولا في عصور الأئمّة(عليهم السلام) ، بل
إنّها معالم وُضِعت بعدئذ في مواضع الجمرات ، وقد تُنصب فوقها مصابيح من أجل
الذين يضطرّون إلى الرمي ليلاً . ونرجو من القرّاء الأعزّاء كافّة ألاّ
يتعجّلوا في الحكم على هذه الرسالة قبل الانتهاء من مطالعتها
كلّها .