سید المرسلین جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سید المرسلین - جلد 1

جعفر سبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عين زمزم كيف ظهرت ؟


لقد غادر «إبراهيم» عليه السّلام أرض مكة تاركاً زوجته وولده «إسماعيل» بعيون دامعة، وقلب يملأه الرضا بقضاء اللّه والامل بلطفه وعنايته.


فلم تمض مدة إلا ونفد ما ترك عندهما من طعام وشراب، وجف اللبن في ثديي «هاجر»، وتدهورت أحوال الرضيع «إسماعيل»، وكانت دموع الام الحزينة تنحدر على حجره، وهي تشاهد حال وليدها الذي قد أخذ العطش والجوع منه مأخذاً.


فانطلقت من مكانها فجأة تبحث عن الماء حتى وصلت إلى جبل «الصفا» فرأت من بعيد منظر ماء عند جبل «مروة»، فاسرعت إليه مهرولة، غير ان الذي رأته وظنته ماء لم يكن الا السراب الخادع، فزادها ذلك جزعاً وحزناً على وليدها ممّا جعلها تكرر الذهاب والاياب الى الصفا والمروة أملاً في أن تجد الماء ولكن بعد هذا السعي المتكرر، والذهاب والاياب المتعدد بين الصفا والمروة عادت الى وليدها قانطةً يائسةً.


كانت أنفاس الرضيع الظامئ ودقّات قلبه الصغير قد تباطأت بل واشرفت على النهاية، ولم يعد ذلك الرضيع الظامئ قادراً على البكاء ولا حتى على الانين.


ولكن في مثل هذه اللحظة الحرجة الصعبة استجاب اللّه دعاء خليله وحبيبه «إبراهيم»، اذ لاحظت هاجر الماء الزلال وهو ينبع من تحت اقدام «اسماعيل».


فسرت تلك الام المضطربة - التي كانت تلاحظ وليدها وهو يقضي اللحظات الاخيرة من حياته، وكانت على يقين بانه سرعان ما يموت عطشاً، وجهداً - سروراً عظيماً بمنظر الماء، وبرق في عينيها بريق الحياة، بعد ان اظلمت الدنيا في عينيها قبل دقائق، فشربت من ذلك الماء العذب، وسقت منه رضيعها الظامئ، وتقشعت بلطف اللّه وعنايته وبما بعثه من نسيم الرحمة الربانية كل غيوم اليأس، وسحُب القنوط التي تلبدت وخيمت على حياتها.


/ 483