مناقب الإمام أمیرالمؤمنین علی بن ابی طالب (ع) جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
عن ابي الزبير أن معاوية بن ابي سفيان قدم المدينة فدخل المسجد فرمى ببصره في صحن المسجد فإذا هو بشيخ له ضفيرتان من أحسن ما رئيت من الشيوخ سمتا و أنقاه ثوبا و أشده تشميرا فقال : من هذا الشيخ ؟ فقيل : هو سعية بن العريض بن السموأل التيمي قال : فبعث إليه معاوية يدعوه فاتاه الرسول فقال له : أجب قال : و لمن أجيب ؟ قال : لامير المؤمنين .قال : و من أمير المؤمنين ؟ قال : معاوية بن ابي سفيان .قال : التراب في فيك و في في معاوية ، قال الرسول : فرجعت إلى معاوية فأخبرته بالذي قال .فقال له معاوية : ارجع إليه فقل له : إما أن تأتينا و إما أن نأتيك فأتاه الرسول فبلغه القول ف قال : أما هذا فنعم .قال : فأتى معاوية فسلم عليه بغير تسليم الامارة و لا الخلافة قال : فقال له معاوية : من أنت ؟ قال : فقال له سعية : لا بل من أنت ؟ قال : أنا معاوية بن ابي سفيان .قال له سعية : و أنا سعية بن العريض بن السمؤال .قال : ما فعلت ارضك التي ب " تيماء " ؟ قال : يكسى منها العاري و يعاد بفضلها على الجار .قال له معاوية : أتبيعنيها ؟ قال له سعيد : نعم و لو لا خلة داخلة في الحي لما بعتها بشيء .قال معاوية : فبكم تبيعها ؟ قال : بست مائة ألف .فقال له معاوية : بخ بخ لقد أحببت أن تثمن بها اتبيعها بستين الفا ؟ قال : فقال له : لا و لو كانت لبعض جلسائك لاخذتها بست مائة ألف ، قال : فقال له معاوية : و عسى أن تكون كما تقول أنشدني مرثية ابيك التي رثى بها نفسه عند موته ؟ قال : نعم أبي الذي يقول :
أقول : و قد ذكره أبو الفرج في عنوان : " خبر زيد بن عمرو " من كتاب الاغاني : ج 3 ص 130 ، و قال : و أسلم سعية و عمر عمرا طويلا و يقال : إنه مات في آخر خلافة معاوية .فأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال : حدثنا عمر بن شيبة قال : حدثني أحمد بن معاوية عن الهيثم بن عدي قال : حج معاوية حجتين في خلافته و كانت له ثلاثون بغلة يحج عليها نساؤه و جواريه قال : فحج في احداهما فرآى شيخا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان فقال : من هذا ؟ قالوا : سعية بن غريض - و كان من اليهود - فأرسل إليه يدعوه فأتاه رسول فقال : أجب أمير المؤمنين .قال : أو ليس قد مات أمير المؤمنين ؟ قيل : فأجب معاوية فاتاه فلم يسلم عليه بالخلافة فقال له معاوية : ما فعلت أرضك التي ب " تيماء " ؟ قال : يكسى منها العاري و يرد فضلها على الجار .قال : أفتبيعها ؟ قال : نعم قال : بكم ؟ قال : بستين ألف دينار ، و لو لا خلة أصابت الحي لم أبعها ؟ قال : لقد أغليت .قال : أما إنها لو كانت لبعض اصحابك لاخذتها بست مائة ألف دينار ثم لم تبل لم تبال " خ " قال : أجل ، و إذ بخلت بأرضك فأنشدني شعر ابيك الذي يرثي به نفسه .فقال : قال ابي : يا ليت شعري حين أندب هالكا ماذا تؤبيني به أنواحي أيقلن : لا تبعد فرب كريهة فرجتها بشجاعة و سماح و لقد ضربت بفضل مالي حقه عند الشتاء وهبة الارواح و لقد أخذت الحق مخاصم و لقد رددت الحق ملاحي و إذا دعيت لصعبة سهلتها ادعى بافلح مرة و نجاح فقال معاوية : أنا كنت بهذا الشعر أولى من ابيك ! قال : كذبت و لؤمت ، ، قال معاوية : أما كذبت فنعم و أما لؤمت فلم ؟ قال : لانك كنت ميت الحق في الجاهلية و ميته في الاسلام أما في الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه و آله و الوحي حتى جعل الله عز و جل كيدك المردود .و أما في الاسلام فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الخلافة و ما أنت و هي ؟ و أنت طليق بن طليق .فقال معاوية : قد خرف الشيخ فأقيموه .فأخذ بيده فأقيم .أقول : و رواه عنه البرزنجي في كتاب النصائح الكافية ص 126 ، .و رواه ايضا عن الاغاني العلامة الاميني رحمه الله في عنوان : كلمات تعرف معاوية " من كتاب الغدير : ج 10 ، ص 176 ، ط بيروت .و أيضا ذكر ابن حجر أشارة رواية أبي الفرج في ترجمة الرجل من كتاب الاصابة : ج 2 ص 113 ، و في ط ص 43 و في ط ص 126 .