آیات الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وعـليه فيكون عذاب اللّه تعالى لقريش في بدر والخندق من ذلك العذاب الواقع الموعود , وعذابهم بـالجوع والقحط منه ايضا , وعذابهم بفتح مكة وتسليمهم وخلعهم سلاحهم منه ايضا ويكون عذاب المعترضين على النبي (ص ) لاعلانه ولاية عترته من بعده منه ايضا فـلا مـوجب لحصر الاية بالنضر وحده , ولا لتضييق العذاب المنذر به بقتل شخص , ولو كان من الفراعنة , ولا حصره في عصر دون العصور الاتية , الى ان يرث اللّه الارض ومن عليها.

وكـم تـجـد عـند المفسرين السنيين من هذه التضييقات في آيات العذاب والرحمة حيث يحصرون انفسهم فيها بلا موجب , ويحصرون فيها كلام اللّه المطلق , بلا دليل

المسالة الخامسة : موقف النواصب من حديث حجر السجيل


اما النواصب المبعضون لاهل بيت النبي (ص ) فلم نعثر على احد منهم رد هذاالحديث وكذبه قبل ابن تيمية , فقد هاجمه بعنف وتخبط في رده كـتـابـه تـفـسير المنار ومن الملاحظ ان هذاالشخص متاثر بابن تيمية وتلميذه ابن قيم المدرسة الـجـوزيـة , بـل مقلد لهما في كثيرمن افكارهما , وقد ادخلها في تفسيره , واستفاد لذلك من اسم استاذه الشيخ محمدعبده (ره ) وادعى انه ميز بين افكاره وافكار استاذه ومن يقرا تفسير المنار يلمس الفرق بين الجزين الاولين اللذين كتبهما في حياة الشيخ محمد عبده , واسـتـفاد مما سجله من دروسه , وفيهما من عقلانيته (ره )واعتقاده بولاية اهل البيت (ع ) وبين الاجزا التي اخرجها الشيخ رشيد رضا بعدوفاة الشيخ محمد عبده , او اعاد طباعتها , وفيها الكثير من الافكار الجامدة والناصبة لاهل البيت (ع ).

وقد نقل صاحب تفسير المنار في 6 /464 وما بعدها عن تفسير الثعلبي :.

ان هذا القول من النبي (ص ) في موالاة علي شاع وطار فى البلاد , فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فـاتـى الـنـبـي (ص ) على ناقة وكان بالابطح فنزل وعقل ناقته وقال للنبي (ص ) وهو في ملا من اصحابه : يا محمد امرتنا من اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه فقبلنا منك ثم ذكر سائر اركـان الاسـلام ثم لم ترض بهذا حتى مددت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطرعلينا حجاره من السما او ائتنا بعذاب اليم دبره وانزل اللّه تعالى : سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع الحديث .

وهـذه الـروايـة موضوعة , وسورة المعارج هذه مكية , وما حكاه اللّه من قول بعض كفار قريش : الـلـهـم ان كان هذا هو الحق من عندك كان تذكيرا بقول قالوه قبل الهجره وهذا التذكير في سورة الانـفـال , وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين , وظاهر الرواية ان الحارث بن الـنـعمان هذا كان مسلما فارتد , ولم يعرف في الصحابة , والابطح بمكة والنبي (ص ) لم يرجع من غدير خم الى مكة , بل نزل فيه منصرفه من حجة الوداع الى المدينة انتهى .

وكـان رشـيد رضا اغتاظ من هذا الحديث , وحاول تكذيبه من ناحية سنده فلم يجد ما يشفي غليله , ولما وجد تكذيب ابن تيمية له بنقد متنه فرح به وتبناه , ولكنه لم ينسبه اليه وعـمـدة مـاقـاله ابن تيمية وصاحب المنار : ان مكان الرواية الابطح , وهو مكان في مكة , والنبي (ص ) لم يرجع بعد الغدير الى مكة وقد جهلا او تجاهلا ابطح المدينة المشهور ثم قالا : ان الرواية تدعي ان الاية نزلت في المدينة , مع ان سورة المعارج مكية وقد تجاهلا ان جو السورة الى الاية 36 على الاقل مدني , وان هذا الحديث دليل على مدنيتها.

ثـم لو صح كونها مكية , فقد يتكرر نزول الاية لبيان تفسيرها او تاويلها , فتكون الحادثة تاويلا لها وقد روى المفسرون نزول آية ( انا اعطيناك الكوثر ) في عدة مواضع تسلية لقلب الرسول (ص ).

فما المانع ان يكون تاويلها قد تحقق في ( عشيرة العذاب الواقع ) فتحقق في الاب النضز بن الحارث عندما قتله النبي (ص ) في بدر , ثم تحقق في الابن جابرعندما قتله اللّه بحجر من السما في ابطح المدينة , وان يكون جبرئيل (ع ) اكد الاية كلما تحقق تاويلها.

ثـم من حق الباحث ان يقول لهما : لو سلمنا ان ذكر نزول الاية في الحادثة خطا ,او زيادة , فما ذنب بقية الحديث ـ وقد ناقش صاحب تفسير الميزان 6 / 54 تضعيف صاحب المنار للحديث فقال :.

وانت ترى ما في كلامه من التحكم اما قوله ان الرواية موضوعة وسورة المعارج هذه مكية , فيعول فـي ذلك على ما في بعض الروايات عن ابن عباس وابن الزبير ان سورة المعارج نزلت بمكة , وليت شعري ما هو المرجح لهذه الرواية على تلك الرواية ,والجميع آحاد.

سـلـمـنـا ان سورة المعارج مكية كما ربما تؤيده مضامين معظم آياتها , فما هوالدليل على ان جميع آيـاتـهـا مـكـية ؟ فلتكن السورة مكية والايتان خاصة غير مكيتين كما ان سورتنا هذه اعني سورة الـمـائدة مدنية نازلة في آخر عهد رسول اللّه (ص )وقد وضعت فيها الاية المبحوث عنها , اعني قوله تعالى : ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك , الاية , وهو كغيره من المفسرين مصرون على انها نزلت بمكة في اول البعثة وامـا قـولـه وما حكاه اللّه من قول بعض كفار قريش الى آخره , فهو في التحكم كسابقه , فهب ان سورة الانفال نزلت قبل المائدة ببضع سنين , فهل يمنع ذلك ان يوضع عند التاليف بعض الايات النازلة بعدها فيها , كما وضعت آيات الربا وآية :واتقوا يوما ترجعون فيه الى اللّه : البقرة ـ 281 , وهي آخـر ما نزل على النبي (ص )عندهم , في سورة البقرة النازلة في اوائل الهجره , وقد نزلت قبلها ببضع سنين ؟.

ثـم قوله ان آية : واذا قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق , الاية , تذكير لما قالوه قبل الهجره , تحكم آخـر مـن غير حجة , لو لم يكن سياق الايه حجة على خلافه , فان العارف باساليب الكلام لا يكاد يرتاب في ان هذا اعني قوله : اللهم ان كان هذا هوالحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما او ائتـنـا بـعـذاب الـيم , لاشتماله على قوله : ان كان هذا هو الحق من عندك بما فيه من اسم الاشاره وضـمـيـر الفصل والحق المحلى باللام , وقوله من عندك , ليس كلام وثني مشرك يستهزئ بالحق ويـسـخـرمـنـه , انـمـا هو كلام من اذعن بمقام الربوبية , ويرى ان الامور الحقة تتعين من لدنه وان الشرائع مثلا تنزل من عنده , ثم انه يتوقف في امر منسوب الى اللّه تعالى يدعي مدع انه الحق لا غيره , وهو لا يتحمل ذلك ويتحرج منه , فيدعو على نفسه دعا منزجرملول سئم الحياة .

وامـا قوله : وظاهر الرواية ان الحارث بن النعمان هذا كان مسلما فارتد , ولم يعرف في الصحابة , تحكم آخر , فهل يسع احدا ان يدعي انهم ضبطوا اسما كل من راى النبي (ص ) , وآمن به , او آمن به فارتد وان يكن شي من ذلك فليكن هذا الخبر من ذلك القبيل .

واما قوله والابطح بمكة والنبي (ص ) لم يرجع من غدير خم الى مكة , فهو يشهدعلى انه اخذ لفظ الابـطح اسما للمكان الخاص بمكة , ولم يحمله على معناه العام وهو كل مكان ذي رمل ولا دليل على ماحمله عليه , بل الدليل على خلافه وهوالقصة المسرودة فى الرواية وغيرها.

قـال فـي مـراصد الاطلاع : ابطح بالفتح ثم السكون وفتح الطا والحا المهملة : كل مسيل فيه رقاق الحصى فهو ابطح .

عـلـى ان الـروايـة بعينها رواها غير الثعلبي , وليس فيه ذكر من الابطح , وهي ما ياتي من رواية المجمع من طريق الجمهور وغيرها.

وبعد هذا كله , فالرواية من الاحاد وليست من المتواترات , ولا مما قامت على صحتها قرينة قطعية , وقـد عـرفـت مـن ابـحاثنا المتقدمه انا لا نعول على الاحاد في غيرالاحكام الفرعية , على طبق الـمـيزان العام العقلائي , الذي عليه بنا الانسان في حياته , وانما المراد بالبحث الانف بيان فساد ما استظهر به من الوجوه التي استنتج منها انها موضوعة انتهى .

وكـلام صـاحب الميزان في رد تضعيف رشيد رضا للحديث كلام قوي , لكن ليته بدل ان يضعفه هو بدعوى انه من اخبار الاحاد , اطلع على مصادره ورواته وعلى بحث الاميني حوله في المجلد الاول من الغدير , وبحث السيد النقوي الهندي في عبقات الانوار : 7 و 8 , وغيرهما.

ـ ونورد فيما يلي خلاصة لما كتبه صاحب الغدير (ره ) في : 1 / 239 , قال :.

ومـن الايـات الـنـازلـة بـعد نص الغدير , قوله تعالى من سورة المعارج : سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع من اللّه ذي المعارج .

وقـد اذعنت به الشيعة وجا مثبتا في كتب التفسير والحديث لمن لا يستهان بهم من علما اهل السنة , ودونك نصوصها.

ثـم اورد صـاحـب الـغدير نصوص ثلاثين مؤلفا رووا الحديث بعدة طرق , وفيهم محدثان اقدم من الـثـعـلبي كما تقدم ثم افاض في رد الوجوه التي ذكرها ابن تيمية في كتابه منهاج السنة : 4 / 13 , واجاب عنها , ونورد فيما يلي خلاصتها , قال :.

الوجه الاول : ان قصة الغدير كانت في مرتجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجة الوداع , وقد اجـمـع الناس على هذا , وفي الحديث : انها لما شاعت في البلادجاه الحارث , وهو بالابطح بمكة , وطبع الحال يقتضي ان يكون ذلك بالمدينة ,فالمفتعل للرواية كان يجهل تاريخ قصة الغدير.

الـجـواب : اولا مـا سلف في رواية الحلبي في السيرة , وسبط ابن الجوزي في التذكرة , والشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى , من ان مجئ السائل كان في المسجد ـ ان اريد منه مسجد المدينة ـ ونـص الـحـلبي على انه كان بالمدينة , لكن ابن تيمية عزب عن ذلك كله , فطفق يهملج في تفنيد الـروايـة بـصـورة جـزمية فحسب اختصاص الابطح بحوالي مكة , ولو كان يراجع كتب الحديث ومـعـاجـم اللغة والبلدان والادب لوجد فيها نصوص اربابها بان الابطح كل مسيل فيه دقاق الحصى ـروى البخاري في صحيحه : 1 / 181 , ومسلم في صحيحه : 1 / 382.

عن عبد اللّه ابن عمر : ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اناخ بالبطحا بذي الحليفة فصلى بها.

الوجه الثاني : ان سورة المعارج مكية باتفاق اهل العلم , فيكون نزولها قبل واقعة الغدير بعشر سنين او اكثر من ذلك .

الـجـواب : ان المتيقن من معقد الاجماع المذكور هو نزول مجموع السورة مكيا ,لا جميع آياتها , فيمكن ان يكون خصوص هذه الاية مدنيا , كما في كثير من السور.

ولا يـرد عـلـيـه ان المتيقن من كون السورة مكية او مدنية , هو كون مفاتيحها كذلك او الاية التي انـتـزع منها اسم السورة , لما قدمناه من ان هذا الترتيب هو ما اقتضاه التوقيف , لا ترتيب النزول , فـمـن الممكن نزول هذه الاية اخيرا , وتقدمهاعلى النازلات قبلها بالتوقيف , وان كنا جهلنا الحكمة في ذلك , كما جهلناها في اكثرموارد الترتيب في الذكر الحكيم , وكم لها من نظير ومن ذلك :.

1 ـ سورة العنكبوت , فانها مكية الا من اولها عشرة آيات , كما رواه الطبري في تفسيره في الجز العشرين / 86 , والقرطبي في تفسيره 13 / 323.

2 ـ سورة الكهف , فانها مكية الا من اولها سبع آيات , فهي مدنية كما في تفسيرالقرطبي 10 / 346 , واتقان السيوطي 1 / 16.

ثم عدد الاميني سبع عشرة سورة مكية فيها آيات مدنية , وسورا مدنية فيها آيات مكية .

الوجه الثالث : ان قوله تعالى : واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما , نزلت عقيب بدر بالاتفاق قبل يوم الغديربسنين .

الجواب : كان هذا الرجل يحسب ان من يروي تلك الاحاديث المتعاضدة يرى نزول مالهج به الحارث بن النعمان الكافر من الاية الكريمة في اليوم المذكور.

والـقـارئ لـهاتيك الاخبار جد عليم بمينه في هذا الحسبان , او انه يرى حجرا على الايات السابق نـزولـها ان ينطق بها احد , فهل في هذه الرواية غير ان الرجل المرتدالحارث او جابر تفوه بهذه الكلمات ؟ واين هو من وقت نزولها , فدعها يكن نزولهافي بدر او احد , فالرجل ابدى كفره بها كما ابدى الكفار قبله الحادهم بها الوجه الرابع : انها نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكة , ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبي (ص ) , لقوله تعالى : وما كان اللّه ليعذبهم وانت فيهم , وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون .

الـجـواب : لا ملازمة بين عدم نزول العذاب في مكة على المشركين , وبين عدم نزوله هاهنا على الرجل , فان افعال المولى سبحانه تختلف باختلاف وجوه الحكمة .

ثـم اورد الاميني عددا من الذين دعا عليهم النبي (ص ) فعذبهم اللّه تعالى , ثم قال : ولو كان وجود الـرسول (ص ) مانعا عن جميع اقسام العذاب بالجملة , لما صح ذلك التهديد , ولما اصيب النفر الذين ذكـرناهم بدعوته , ولما قتل احد في مغازيه بعضبه الرهيف , فان كل هذه من اقسام العذاب , اعاذنا اللّه منها.

الـوجـه الـخامس : انه لو صح ذلك لكان آية كية اصحاب الفيل , ومثلها تتوفرالدواعي لنقله , ولما وجـدنـا المصنفين في العلم من ارباب المسانيد والصحاح والفضايل والتفسير والسير ونحوها , قد اهملوه راسا فلا يروى الا بهذا الاسنادالمنكر , فعلم انه كذب باطل .

الـجـواب : ان قـيـاس هـذه التي هي حادثة فردية , لا تحدث في المجتمع فراغا كبيرايؤبه له , وورائهـا اغـراض مـستهدفة تحاول اسدال ستور الانسا عليها كما اسدلوهاعلى نص الغدير نفسه مجازفة ظاهرة , فان من حكم الضرورة ان الدواعي في الاولى دونها في الثانية .

وامـا مـا ادعاه ابن تيمية من اهمال طبقات المصنفين لها , فهو مجازفة اخرى , لمااسلفناه من رواية المصنفين لها من ائمة العلم , وحملة التفسير , وحفاظ الحديث ,ونقلة التاريخ .

لم نعرف المشار اليه في قوله : بهذا الاسناد المنكر العظيم , وسفيان بن عيينة المعروف بامامته في العلم والحديث والتفسير , وثقته في الرواية .

وامـا الاسناد اليهما , فقد عرفه الحفاظ والمحدثون والمفسرون المنقبون في هذاالشان , فوجدوه حريا بالذكر والاعتماد , وفسروا به آيات من الذكر الحكيم , من دون اي نكير , ولم يكونوا بالذين يفسرون الكتاب بالتافهات .

نـعم : هكذا سبق العلما وفعلوا , لكن ابن تيمية استنكر السند , وناقش في المتن لان شيئا من ذلك لا يلائم دعارة خطته .

الوجه السادس : ان المعلوم من هذا الحديث ان حارثا المذكور كان مسلماباعترافه بالمبادئ الخمسة الاسلامية , ومن المعلوم بالضرورة ان احدا من المسلمين لم يصبه عذاب على العهد النبوي .

الـجواب : ان الحديث كما اثبت اسلام الحارث , فكذلك اثبت ردته برده قول النبي (ص ) وتشكيكه فـيما اخبر به عن اللّه تعالى , والعذاب لم ياته حين اسلامه ,وانما جاه بعد الكفر والارتداد على ان فـي الـمـسلمين من شملته العقوبة لماتجرؤوا على قدس صاحب الرسالة ثم ذكر الاميني عددا من الـذين دعا عليهم النبي (ص ) من المسلمين , منهم من ذكره مسلم في صحيحه عن سلمة بن الاكوع :ان رجلا اكل عند النبي (ص ) بشماله , فقال : كل بيمينك قال : لا استطيع , قال : لااستطعت : فما رفعها الى فيه بعد الخ الـوجـه الـسـابـع : ان الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة , ولم يذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وابن مندة وابو نعيم الاصبهاني وابو موسى في تليف الفوهافي اسما الصحابة , فلم نتحقق وجوده .

الـجـواب : ان مـعـاجم الصحابة غير كافلة لاستيفا اسمائهم , فكل مؤلف من اربابهاجمع ما وسعته حيطته واحاط به اطلاعه , ثم جا المتاخر عنه فاستدرك على من قبله بما اوقفه السير في غضون الـكـتـب وتـضـاعيف الاثار , واوفى ما وجدناه من ذلك كتاب الاصابة بتمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني , ومع ذلك فهو يقول في مستهل كتابه : ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على الـعـشـر مـن اسـامي الصحابة بالنسبة الى ما جا عن ابي زرعة الرازي قال : توفي النبي صلى اللّه عـلـيـه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة الف انسان , من رجل وامراة , كلهم قدروى عنه سماعا او رؤية .

وبـعد هذا كله فالنافي لشخص لم يجد اسمه في كتب هذا شانها خارج عن ميزان النصفة , ومتحايد عـن نـوامـيـس الـبـحث , على ان من المحتمل قريبا ان مؤلفي معاجم الصحابة اهملوا ذكره لردته الاخيرة انتهى .

ونضيف الى ماذكره صاحب الغدير (ره ) وما تقدم :.

اولا : ان من الادلة القوية على صحة هذا الحديث انه لايمكن ان ينشا من فراغ ,وان احتمال وضعه مـن قـبل رواة الخلافة القرشية غير معقول , لانهم لا يقدمون على وضع حديث يثبت ان ولاية علي (ع ) نزلت من السما قبل بيعة ابي بكر في السقيفة وان اللّه تعالى عاقب من اعترض عليها بحجر من السما , كما عاقب اصحاب الفيل الكفار كما ان القول بتسرب الحديث من مصادر الشيعة الى مصادر السنة باب خطيرعليهم فلو قبلوا بفتحه لانـهار بنا صحاحهم كلها , ثم انهارت الخلافة القرشية وسقيفتها الشيعية ) هم رواة اصول عقيدة الخلافة القرشية وبناة قواعدها فهم مجبورون على توثيقهم وقبول رواياتهم , ومنها هذه الروايات التي تضر اصول مبانيهم ثـانـيا : ان المتفق عليه في مصادر الشيعة والسنة اقوى من المختلف فيه لانك عندما ترى ان مذاهب الـمـسلمين كلها تروي حديثا , يقوى عندك احتمال ان يكون صدر عن النبي (ص ) , وعندما يرويه بـعـضـها ويرده بعضها تنزل عندك درجة الاحتمال ومما يزيد في درجة احتمال الصحة : ان يكون الطرف الراوي للحديث متضررا منه ضررا مؤكدا , ومتحيرا في كيفية التخلص منه وحديثنا من هذا النوع , فهو حديث يتضرر منه اتباع خلافة قريش من المسلمين .

ويبغضه عبدة قبيلة قريش من النواصب .

اما اتباع اهل بيت النبي (ص ) فيحتجون به , وتخبت له قلوبهم .

ثالثا : ان الاختلاف في اسم الشخص الذي نزل عليه حجر السجيل , لا يضر في صحة الحديث , اذا تمت بقية شروطه خاصة ان اسمه صار سواة على اقاربه وعشيرته , ولا بد انهم عملوا على اخفائه ونسيان امره , حتى لا يعيرهم به المسلمون , كما قال الاميني .

عـلـى ان لـلـباحث ان يرجح ان اسم المعترض هو : جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري , وليس الحارث بن النعمان الفهري بدليل ان الحافظ ابي عبيد الهروي المتوفى سنة 223 , ضبطه في تـفـسـيـره بـهذا الاسم , وكل العلما السنيين يحترمون علم ابي عبيد , وخبرته بالاحاديث , وقدم عصره .

وجـابـر بن النضر شخصية قرشية معروفة , لانه ابن زعيم بني عبد الدار , حامل لوا قريش يوم بدر فلا يبقى لابن تيمية والنواصب حجة في ردالحديث عـلـى ان الباقين الذين وردت اسماؤهم في روايات الحديث , كالحارث الفهري وغيره , ترجم لهم المترجمون للصحابة ايضا , او ترجموا لمن يصلحوا ان يكونوااقارب لهم .

المسالة السادسة : طرق واسانيد حديث حجر الغدير


اولا : طرق واسانيد المصادر السنية .

الـطريق الاول : حديث ابي عبيد الهروي في كتابه : غريب القرآن , وقد تقدم ,وهو بمقاييس اهل الجرح والتعديل السنيين بقوة المسند المقبول .

الـطريق الثاني : حديث الثعلبي عن سفيان بن عيينة وله اسانيد كثيرة , واكثرالذين ذكرهم صاحب الغدير , رووه عن الثعلبي باسانيدهم اليه , او نقلوه من كتابه .

ـ وذكر السيد المرعشي عددا منهم في احقاق الحق : 6 / 358 , قال :.

ـ الـعـلامة الثعلبي في تفسيره ( مخطوط ) : روى بسنده عن سفيان بن عيينة (ره ) سئل عن قوله تعالى : سال سائل بعذاب واقع , فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : لقد سالتني عن مسالة لم يسالني عنها احد قـبـلك , حدثني ابي , عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي اللّه عنهم , ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسـلـم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا , فاخذ بيد علي (رض ) وقال : من كنت مولاه فعلي مـولاه , فـشـاع ذلـك فطار في البلاد , وبلغ ذلك الحارث ( خ الحرث ) بن النعمان الفهري , فاتي رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ناقة له , فاناخ راحلته ونزل عنها , وقال : يا محمدامرتنا عن اللّه عز وجل ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه فقبلنا منك , وامرتناان نصلي خمسا فقبلنا مـنك , وامرتنا بالزكاة فقبلنا منك , وامرتنا ان نصوم رمضان وامرتنا بالحج فقبلنا , ثم لم ترض بهذا حـتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينافقلت من كنت مولاه فعلي مولاه عز وجل ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : والذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه عزوجل .

فـولـى الـحـارث بـن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كان ما يقول محمدحقا فامطر علينا حـجـارة من السما او ائتنا بعذاب اليم , فما وصل الى راحلته حتى رماه اللّه عز وجل بحجر سقط عـلـى هامته فخرج من دبره فقتله , فانزل اللّه عز وجل (سئل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من اللّه ذي المعارج ).

ـ ومنهم العلامة الحمويني في فرائد السمطين ( المخطوط ) قال :.

اخـبـرنـي الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بمدينة نابلس فيما اجازني ان ارويـه عـنـه , عـن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبدالصمد بن محمد الانصاري اجازة , عن عبدالجبار بن محمد الخوارزمي البيهقي اجازة , عن الامام ابي الحسن علي بن احمد الواحدي (ره ) قـال : قـرات عـلـى شيخناالاستاد ابي اسحاق الثعلبي (ره ) في تفسيره ان سفيان بن عيينة فذكر الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة الزرندي في نظم درر السمطين / 93 ط مطبعة القضا:.

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة / 24 ط الغري .

روى الحديث نقلا عن الثعلبي بعين ماتقدم عن تفسيره بلا واسطة .

ـ ومنهم العلامة عبد الرحمن الصفوري في نزهة المجالس 2 / 209 ط القاهرة :.

روى الحديث نقلا عن تفسير القرطبي بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة السيد جمال الدين عطا اللّه الشيرازي الهروي في الاربعين حديثا.

( مخطوط ) روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي , لكنه زاد بعد قوله : من كنت مولاه فعلي مـولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذ له : وادر الحق معه حيث كان , وفي رواية اللهم اعنه واعن به وارحمه وارحم به , وانصره وانصر به .

ـ ومنهم العلامة عبداللّه الشافعي في المناقب / 205 مخطوط.

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة / 274 ط اسلامبول .

روى الحديث عن الثعلبي بعين ما تقدم عنه في تفسيره .

ـ ومنهم العلامة الامرتسري في ارجح المطالب / 568 ط لاهور.

روى الحديث من طريق شهاب الدين الدولت آبادي , والسيد السمهودي في جواهر العقدين , وجمال الدين المحدث صاحب روضة الاحباب في اربعينه .

ـ وعبد الرؤوف المناوي في فيض القدير.

ـ ومحمد بن محمد القادري في الصراط السوي .

ـ والحلبي في انسان العيون .

ـ واحمد بن الفضل بن محمد باكثير في وسيلة الامال .

ـ ومحمد بن اسماعيل الامير في الروضة الندية .

ـ والحافظ محمد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب بعين ما تقدم عن تفسيرالثعلبي انتهى .

سندا القاضي الحسكاني الى ابن عيينة .

ـ قال في شواهد التنزيل : 2 / 382.

1030 ـ اخبرنا ابو عبد اللّه الشيرازي اخبرنا ابو بكر الجرجرائي , حدثنا ابو احمدالبصري قال : حـدثني محمد بن سهل حدثنا زيد بن اسماعيل مولى الانصاري ,حدثنا محمد بن ايوب الواسطي , عن سفيان بن عينية , عن جعفر بن محمد , عن ابيه : عن علي قال : لما نصب رسول اللّه (ص ) عليا يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه طار ذلك في البلاد , فقدم على رسول اللّه النعمان بن الـحـرث الـفـهـري فـقـال : امـرتنا عن اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه , وامرتنا بالجهادوالحج والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك , ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه معلي مولاه , فهذا شي منك او امر من عند اللّه ؟ فقال : امر من عند اللّه .

/ 28