آیات الغدیر نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقال : اي يوم هذا؟.

قال فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه .

فقال : اليس يوم النحر؟.

قلنا : بلى .

قال فاي شهر هذا الخ .

الاساس الاول : المساواة الانسانية


لا نطيل في هذا الاساس لوضوحه , وقد تقدمت عدة فقرات تتعلق به في نماذج النصوص من خطبه (ص ).

الاساس الثاني : وحدة الامة الاسلامية


وقـد روى الـمـسـلمون فقرات الخطب التي تتعلق بالمبادئ الخمس الاولى من هذاالاساس بكثرة وحـفـظـوها وكرروها , حتى ليتصور الانسان لاول وهلة انها الموضوع الوحيد في خطب حجة الوداع والـسـبـب في ذلك : ان المجتمع العالمي كان في عصره (ص ) مجتمع تمييز حادعلى اساس قومي وقبلي وطبقي كما انه كان مجتمع ( قانون الغلبة والقوة ) فالغالب على حق دائما , سوا كان حاكما , او قـبـيـلـة , او فارسا , او صعلوكا لانه استطاع ان يقهر الاخرين , او يغزوهم ويقتلهم ويسرق اموالهم , او يغصبها منهم عنوة , اويحتال عليهم بحيلة فـجـات تـشـريـعات الاسلام لتلغي ذلك كله , وتعلن تساوي الناس امام الشرع ,وتحرم كل انواع الاعتدا على الحقوق الشخصية , وتركز احترام الانسان وملكيته وكرامته .

فـالامـر الـذي جـعـلـهم يحفظونها اكثر من غيرها من كلمات النبي (ص ) , هواعجاب المسلمين المؤمنين بها , وكونها تمثل الحل لمشكلة الغزو والقتل التي كانوايعانون منها في الجاهلية القريبة .

وقـد كـان لهذه التوجيهات بصيغها الالهية والنبوية البليغة , تاثير كبير على مجرى احترام الانسان ومـاله وعرضه ورايه بعد وفاة النبي (ص ) , اذ لولاها لسا وضع مجتمع المسلمين اضعافا مضاعفة عما وصل اليه من سؤ , ولعادت النظرة الى الانسان والتصرف معه الى الحالة الجاهلية مئة بالمئة والملاحظ بعد النبي (ص ) ان اكثر الناس احتراما للانسان وحرياته المشروعة ,هم عترته واهل بيته الطاهرون , فعلي (ع ) هو الحاكم الوحيد بعد النبي (ص ) الذي لم يستعمل قانون الطوارئ او الاحـكـام الـعرفية , ولا اي قانون استثنائي , حتى مع خصومه والممتنعين عن بيعته , بل حتى في حالات الحرب مع انه ابتلي بثلاثة حروب استوعبت مدة خلافته كلها بـيـنـما استعمل ابو بكر وعمر منطق القوة والقهر في السقيفة ضد الانصار , وهموابقتل سعد بن عـبـادة , ثـم هـاجموا الممتنعين عن بيعتهم وهم مجتمعون في بيت علي وفاطمة (ع ) , وكانوا في تـعـزية بوفاة النبي (ص ) عـليهم ان لم يخرجوا ويبايعوا الخ واما المبدا السادس من هذا الاساس ( من قال : لا اله الا اللّه فقد عصم ماله ودمه )فقد جا في رواية تـفسير علي بن ابراهيم القمي بصيغة ( واني امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا اللّه , فاذا قالوها فقد عصموا مني دماهم واموالهم الا بحقهاوحسابهم على اللّه ) وهو مبدا له ثلاثة ابعاد:.

الاول : ان من اعلن الشهادتين من اي دين او قبيلة كان فهو مسلم , يحرم ماله ودمه وعرضه , الا اذا انطبقت عليه مواد الفئة الباغية , او المفسد في الارض , او قتل احدا عمدا , او ارتد عن الاسلام , او زنى وهو محصن .

الـثـانـي : ان اهل الكتاب مستثنون من هذه القاعدة , والموقف منهم في الحرب والسلم حسب احكام التعايش الاسلامية الخاصة بهم .

الـثـالـث : ان النبي (ص ) اشهد امته انه تقيد في الجهاد بامر ربه عز وجل , ولم يتعداه فمهمته في الجهاد انما كانت على تنزيل القرآن , وتحقيق اعلان الشهادتين فقط , اي لتكوين الشكل الكلي للامة , ولـم يـؤمـر بـقـتال المنحرفين , او الذين يريدون ان ينحرفوا من المسلمين , لان ذلك قتال على التاويل , يكون من بعده , لا في عهده .

وامـا الـمـبدا السابع ( ختام النبوة به (ص ) وختام الامم بامته ) فقد ورد في رواية مجمع الزوائد المتقدمة وغيرها ( فقال لا نبي بعدي , ولا امة بعدكم , فاعبدوا ربكم ,واقيموا خمسكم , وصوموا شهركم , واطيعوا ولاة امركم , ثم ادخلوا جنة ربكم ).

وهو مبدا هيمنة شريعته (ص ) على شرائع الانبيا السابقين (ع ) ورد مدعي النبوة الكذابين , الذين ظهر بعضهم في زمنه (ص ) , وظهر عدد منهم بعده .

كما انه يعطي الامة الاسلامية شرف ختام امم الانبيا (ع ) , ويلقي عليهامسؤولية هذه الخاتمية في هداية الامم الاخرى .

وقـد حـدد الـنبي (ص ) لهم الخطوط العامة بعبادة اللّه تعالى والصلاة والصوم واطاعة ولي الامر ولكن لا يبعد ان الراوي نقل ماحفظه من كلامه (ص ) ونسي بعضه كالزكاة والحج .

ومـن الـملاحظ في هذه المبدا وجود فريضة اطاعة ولي الامر على لسان النبي (ص ) واذا اوجب اللّه تعالى اطاعة احد بدون شروط , فمعناه انه معصوم لا يظلم ولا يامر ولا ينهى الا بالحق وبما ان الـنص النبوي لم يذكر شروطا لاطاعة اولي الامر, فيكون مقصوده الاثني عشر اماما المعينين من اللّه تعالى , الذين بشر الامة بهم .

واما المبدا الثامن ( شهادة النبي (ص ) على الامة في الاخرة , وموافاتها له على الحوض ) فقد ورد فـي مـصـادر متعددة كما مر , وفي بعضها ( الا واني فرطكم على الحوض واكاثر بكم الامم , فلا تسودوا وجهي ) وفي بعضها ( واني مكاثر بكم الامم , فلا تقتتلن بعدي ) وهو اسلوب نبوي فريد فـي الـتـاكيد على الامة في وداعها ,بانها ستوافي نبيها بين يدي ربها , ويكون كل فرد منها بحاجة مـاسـة الـى ان يـسـقـى مـن حـوض الكوثر , شربة لا يظما الانسان بعدها ابدا , ويصلح بها بدنه لدخول الجنة .

فـهـذا الـتـوجيه منه (ص ) كمثل اب يقول لاولاده : اعملوا بوصيتي , فاني مسافرعنكم , وسوف ارجع اليكم وآتي باموال كثيرة , وتكونون في حالة فقر شديدة ,وساعرف من يعمل بوصيتي منكم , ومن يخالفني وامـا الـمـبـدا التاسع ( تحذير الامة من محقرات الاعمال ) ففيه الفات الى قاعدة مهمة في السلوك الـفـردي والاجـتـمـاعي , وهي ان الانحراف يبدا بامر صغير , او امورتبدو بسيطة , يحتقرها الانـسان ولا يراها مهمة في ميزان التقوى واذا بها تستتبع امورا اخرى , وتجره الى هاوية الهلاك الاخروي , او الدنيوي وهو امر مشاهد سوا في حالات الهلاك الفردي او الاجتماعي .

فقد يتسامح المسلم في النظر الى امراة اجنبية تعجبه , ويتسامح في الحديث .

معها , ثم في التصرف حتى ينجر امره الى الفاحشة وقد يتسامح في اتخاذ صديق سؤ , ولا ينصت الى صوت ضميره الديني ,.

ونصح ناصحيه حتى يغرق معه في بحر ظلمه للناس , او بحر انحرافه ورذيلته وقد تتسامح الامة في اعتدا الاجانب عليها , او في نفوذهم السياسي ,او.

الاقتصادي او الثقافي في بلادها فينجر الامر الى تسلطهم على مقدراتها ,وسيطرتهم عليها او يـتسامح المجتمع في مظهر من مظاهر الفساد والمنكر اول ما يحدث في محلة او منطقة منه , او في فئة من فئاته .

او يتسامح المجتمع في شروط حاكمه , ووزرائه وقضاته , او في ظلمهم وسؤ.

سيرتهم فينجر ذلك الى شمول الفساد في المجتمع , وتسارع هلاكه فالمحقرات من الذنوب هي المواقف او التصرفات الصغيرة , التي تكون في منطق الاحداث والتاريخ بذورا غير منظورة , لشجرة شر كبيرة , على المستوى الفردي او الاجتماعي وبهذا ورد تفسيرها عن النبي (ص ) في مصادر الطرفين .

ـ ففي الكافي 2 / 288 , عن الامام الصادق (ع ) قال : ان رسو ل اللّه (ص ) نزل بارض قرعا, فقال لاصـحـابه : ائتوا بحطب , فقالوا : يارسول اللّه نحن بارض قرعا ما بها من حطب انـسـان بما قدر عليه , فجاؤوا به حتى رموا بين يديه , بعضه على بعض , فقال رسول اللّه (ص ) : هـكـذا تـجتمع الذنوب , ثم قال : اياكم والمحقرات من الذنوب , فان لكل شي طالبا , الا وان طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم , وكل شي احصيناه في امام مبين انتهى .

ـ وفي سنن البيهقي : 10 / 188.

عن عبد اللّه بن مسعود (رض ) ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : اياكم ومحقرات الاعمال , انهن ليجمعن على الرجل حتى يهلكنه , وان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ضرب لهن مثلا , كمثل قوم نزلوا بارض فلاة فحضر صنيع القوم ,فجعل الرجل يجئ بالعويد , والرجل يجئ بالعويد , حتى جمعوا من ذلك سوادا ,ثم اججوا نارا , فانضجت ما قذف فيها انتهى .

وهذان الحديثان الشريفان ناظران الى التراكم الكمي للذنوب والاخطا المحقرة ,وكيف تتحول الى خطر نوعي في حياة الفرد والمجتمع .

وقد يكون الحديثان التاليان ناظرين الى التراكم الكيفي في نفس الانسان والمجتمع , وشخصيتهما.

ـ ففي الكافي : 2 / 287.

عن الامام الصادق (ع ) قال : اتقوا المحقرات من الذنوب , فانها لا تغفر : الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك ـ وفي سنن ابن ماجة : 2 / 1417.

عن عائشة قالت : قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يا عائشة اياك .

ومـحـقـرات الاعمال , فان لها من اللّه طالبا في الزوائد : اسناده صحيح , رجاله ثقات انتهى ورواه الدارمي : 2 / 303 , واحمد : 6 / 70 و 151.

ومن القواعد الهامة التي نفهمها من هذا التوجيه النبوي : ان الشيطان عندما يياس من السيطرة على امة فـي قـضـاياها الكبيرة , يتجه الى التخريب والاضلال عن طريق المحقرات ايس ان يعبد في بلدكم هذا ابدا , ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من اعمالكم , فيرضى بـهـا ( سـنـن ابن ماجة : 2 / 1015 )فقد كان الاسلام الذي انزله اللّه تعالى , وبناه رسوله (ص ) صـرحـا كـبـيرا وقلعة محكمة , يئس الشيطان من قدرته على هدمها , فاتجه الى اقناع شخص من اهـلـهابسحب حجر واحد صغير من جنب الجدار , ثم حجر آخر وآخر حتى يفرغ تحت الاساس فينهار الصرح على من فيه

ومن الامور الملفتة التي وردت في التوجيه النبوي في رواية علي بن ابراهيم ان اطاعة الشيطان في محقرات الذنوب عبادة له , فالذين يبدؤون بالانحراف في .

مجتمع , انما يعبدون الشيطان ولا يعبدون اللّه تعالى , وهم بدعوتهم الى انحرافهم .

يدعون الامة العابدة للّه تعالى الى عبادة الشيطان ( ولكنه راض بما تحتقرون من اعمالكم , الا وانه اذا اطيع فقد عبد كما ان شهادة النبي (ص ) بان الشيطان راض بما تحتقرون من اعمالكم ,شهادة .

خـطيرة يخبر بها عن ارتياح الشيطان من نجاحه في مشروعه في اضلال الامة , وهدم صرحها عن طـريق المحقرات وهو ينفع في تفسير قوله تعالى : ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين سبا ـ 20.

اما اهل البيت (ع ) فقد اعتبروا ان طمع الامة بالسلطة بعد النبي (ص ) وصراعهاعليها , كان اعظم الـمـحـقـرات التي ارتكبتها بعد نبيها ففي بحار الانوار : 28 / 217 عن الامام الباقر (ع ) قال في تـفـسير قوله تعالى : ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس قال : ذلك واللّه يوم قالت الانصار : منا امير ومنكم امير وامـا الـمبدا العاشر ( تحذير النبي (ص ) من الكذب عليه ) فقد ورد في روايتي احمد المتقدمتين وغيرهما , ووردت فيه احاديث كثيرة مشددة في مصادر الشيعة والسنة , تدل على ان هذه المشكلة كانت موجودة في حياة النبي (ص ) , وانه اخبربانها ستزداد من بعده , ويكثر الكذابون عليه والـمـتـامـل فـي هذه المشكلة ينفر من هؤلا الكذابين , لان عملهم عمل شيطاني من شانه ان يشوه الاسلام ويزوره , ويمنع وصوله الى الاجيال خاصة ان النبي (ص ) لم يكن مامورا بفتح جبهة داخلية مع اصحابه ابدا , ولم يؤمر بفضح هؤلاالكذابين ولا بمعاقبتهم على كذبهم الماضي او الاتي فهل يكفي في معالجة المشكلة تحذير الكذابين , وتحذير الامة منهم ؟ مـن الـواضـح ان ذلك العلاج لا يؤثر الا تقليل حجم المشكلة الكمي , ولذا فان تصريح النبي (ص ) بـوجـودها , واخباره باستمرارها وتفاقمها بعده , دليل على انه وضع لها بامر ربه الحكيم , علاجا كافيا.

وقد كان العلاج وجوب عرض احاديثه التي تروى عنه على الثقلين اللذين .

تركهما في الامة واوصاها بهما فكل حديث خالف كتاب اللّه تعالى فهوزخرف .

باطل , يستحيل ان يكون صادرا من النبي (ص ) , لانه لا يقول مايخالف القرآن وكل .

حديث يخالف ماثبت عن عترته الذين هم مع القرآن , فهو باطل ايضا لانهم مع .

القرآن دائما , ولانهم ورثة النبي (ص ) والمبينون علومه للامة من بعده .

الاساس الثالث : وحدة شريعة المسلمين وثقافتهم


وقـد وردت مـبـادئ هذا الاساس في فقرات متعددة من خطب حجة الوداع , ذكرنامنها ادا الامانة وتشريعات الارث والديات والحج ويوجد في الخطب الشريفة تشريعات اخرى ايضا.

ومن الواضح ان العامل الاساسي في وحدة ثقافة الامة الاسلامية على اختلاف بلادها وقومياتها , هو وحـدة عـقيدتها وشريعتها وان كل الدول والحضارات لم تستطع ان تحقق بين الشعوب التي شملتها مـاحـقـقـه الاسـلام من وحدة في التصوروالسلوك , مازالت قائمة الى اليوم بين شعوبه , رغم كل العوامل المضادة

الاساس الرابع : مبادئ مسيرة الدولة والحكم بعد النبي (ص )


ـ مبدا البشارة بالائمة الاثني عشر من عترته .

ـ مبدا التاكيد على الثقلين : القرآن والعترة .

ـ مبدا اعلان علي وليا للامة من بعده , والامام الاول من الاثني عشر.

ـ مبدا ادا الفرائض , واطاعة ولاة الامر.

ـ مبدا تخليد تعاهد قريش على حصار بني هاصم .

ـ مبدا تحذير قريش ان تطغى من بعده (ص ).

ـ مبدا تحذيره الصحابة من الارتداد والصراع على السلطة .

وقـد تـقـدم البحث في حديث الائمة الاثني عشر , الذي شهدت رواياته بانه صدرفي خطب حجة الوداع .

والـعاقل لا يمكنه ان يقبل ان النبي (ص ) قد اخفى هوية هؤلا الائمة الاثني عشر المعينين من اللّه تـعـالـى او انـه طـرح موضوعهم وهو يودع الامة لمجرد اخبارهابوجودهم , كما تدعي قريش ورواتها وامـا الـمبدا الثاني من هذا الاساس ( التاكيد على الثقلين : القرآن والعترة ) فقدروتها مصادرنا في خطبة الغدير , وفي خطبة مسجد الخيف ايضا , وربما في غيرهامن خطب حجة الوداع , كما تقدم في رواية تفسير علي بن ابراهيم .

امـا مصادر السنيين فقد روت بشكل واسع تاكيد النبي (ص ) على الثقلين القرآن والعترة في خطبة غـديـر خم فقط , وصححوا روايتها , وقد تقدم ان الطبري المعروف قد الف كتابا من مجلدين جمع فيه احاديث الغدير وطرقها واسانيدها.

امـا في بقية خطب حجة الوداع , فقد رواها من صحاحهم المعروفة الترمذي في سننه : 5/ 328 عـن جـابر بن عبد اللّه قال : رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوا يخطب فسمعته يقول :.

يا ايها الناس , اني تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا : كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي وفي الباب عن ابـي ذر , وابـي سـعيد , وزيد بن ارقم , وحذيفة بن اسيد هذاحديث غريب حسن , من هذا الوجه وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان , وغير واحد من اهل العلم انتهى .

ومن الملاحظ ان عددا من المصادر السنية روت وصية النبي (ص ) في حجة الوداع بالكتاب وحده , بدون العترة ففي صحيح مسلم : 4 / 41 ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به : كتاب اللّه )ومثله فـي ابي داود : 1 / 427 , وسنن البيهقي : 5 / 8 , ونحوه في ابن ماجة : 2 / 1025 , وفي مجمع الـزوائد : 3 / 265 : بـصيغة ( ايها الناس اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب اللّه فاعملوا به ).

والـمتتبع لاحاديث الباب يطمئن بان الذي حصل هو اسقاط العترة من الرواية التي رواها هؤلا , اما لنسيان الراوي , او بسبب رقابة قريش على خطب نبيها (ص ) والـدلـيل على ذلك : ان نفس المصادر التي روت هذا الحديث ناقصا في حجة الوداع , روته تاما في غيرها , فيحمل الناقص على التام فقد روى مسلم والبيهقي وابن ماجة والهيثمي بروايات متعددة , وصية النبي (ص ) بالقرآن والعترة معا , وتاكيداته المتكررة على ذلك .

ـ ففي صحيح مسلم : 7 / 122:.

عـن زيـد بـن ارقم ( قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوما فينا خطيبا بما يدعى خما , بين مكة والمدينة , فحمد اللّه واثنى عليه , ووعظ وذكر , ثم قال :.

اما بعد , الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان ياتي رسول ربي فاجيب , وانا تارك .

فـيـكم ثقلين : اولهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور , فخذوا بكتاب اللّه , واستمسكوا به فحث على كتاب اللّه ورغب فيه , ثم قال :.

واهل بيتي , اذكركم اللّه في اهل بيتي , اذكركم اللّه في اهل بيتي , اذكركم اللّه في اهل بيتي .

فقال له حصين : ومن اهل بيته يا زيد , اليس نساؤه من اهل بيته ؟.

قال : نساؤه من اهل بيته , ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده .

قال : ومن هم ؟.

قال : هم آل علي , وآل عقيل , وآل جعفر , وآل عباس .

قال : كل هؤلا حرم الصدقة ؟.

قال : نعم انتهى .

ورواه البيهقي في سننه 7 / 30 و 10 / 114.

وفـي مـجـمع الزوائد : 1 / 170 : عن زيد بن ثابت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : اني تـركـت فـيـكـم خليفتين : كتاب اللّه , واهل بيتي , وانهما لن يتفرقا حتى يرداعلي الحوض رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ) ورواه بنحوه : 9 / 162 وقال :رواه احمد واسناده جيد.

واما ابو داود فلم يرو حديثا صريحا في الثقلين , ولكنه عقد في سننه : 2 / 309 كتابا باسم .

( كتاب المهدي ) وروى فيه حديث الائمة الاثني عشر وبشارة النبي (ص ) بالامام المهدي وانه .

مـن ذرية علي وفاطمة (ع ) , وروى عن النبي (ص ) قوله ( لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه رجلا من اهل بيتي يملاها عدلا كما ملئت جورا ) انتهى .

والـذي يؤكد ما ذكرناه من ان الوصية بالعترة حذفت من خطب حجة الوداع : ان الكلام النبوي الذي هو جوامع الكلم , له خصائص عديدة يتفرد بها ومن خصائصه انه يستعمل تراكيب معينة لمعان معينة , لا يستعملها لغيرها , فهو بذلك يشبه القرآن .

وتركيب ( ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ) خاص لوصيته للامة بالقرآن والعترة ,.

لم يستعمله (ص ) في غيرهما ابدا كما ان تعبير : اني تارك فيكم الثقلين لم يستعمله .

في غيرهما ابدا.

ولـذلـك عندما قال لهم في مرض وفاته : ايتوني بدواة وقرطاس اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا فـهـمـت قريش انه يريد ان يلزم المسلمين باطاعة الائمة من عترته بشكل مكتوب , فرفضت ذلك بـصراحة ووقاحة ان عمر افتخر في خلافته , بانه بمساعدة قريش حال دون كتابة ذلك الكتاب وغـرضـنـا هـنا ان نلفت الى ان ورود هذا التركيب في اكثر رواياتهم لخطب حجة الوداع للقرآن وحـده دون الـعـتـرة , يـخالف الاسلوب النبوي , وتعبيره المبتكر في الوصية بهما معا خاصة وان الترمذي رواهما معا والـنـتـيجة ان بشارة النبي (ص ) لامته في حجة الوداع بالائمة الاثني عشر ,ووصيته بالثقلين , وجـعـلـه عترته الطاهرين عليا وفاطمة والحسن والحسين عدلاللقرآن في وجوب الاتباع , امر ثـابت في مصادر جميع المسلمين لا ينكره الا من يريد ان يتعصب لقبيلة قريش , في مقابل اللّه تعالى ورسوله (ص ).

وامـا المبدا الثالث من هذا الاساس (اعلان علي وليا للامة من بعده ) فهو صريح حديث الغدير , ولا يـتـسـع موضوعنا لذكر اسانيده ونصوصه , ودلالتها على ذلك وقد تكفلت بذلك المصادر الحديثية والـكـلامـيـة , ومن اقدمها كتاب ( الولاية )للطبري السني , ومن اواخرها كتاب الغدير للعلامة الاميني .

واما المبدا الرابع من هذا الاساس ( تاكيده (ص ) على ادا الفرائض واطاعة ولاة الامر ) فقد تقدم ذكره في فقرات الاساس الثاني , وقد اعترف الفخر الرازي وغيره .

في تفسير قوله تعالى ( اطيعوا واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ) بان غير المعصوم .

لا يـمكن ان يامرنا اللّه تعالى بطاعته بدون شرط , لانه يكون بذلك امر بالمعصية اولوا الامر في الاية معصومين وكذلك الحديث النبوي الشريف في حجة الوداع , وغيرها.

وامـا المبدا الخامس من هذا الاساس ( تخليده (ص ) مكان تعاهد قريش على حصار بني هاشم ) فقد رواه البخاري في صحيحه : 5 / 92 قال :.

عـن ابي هريرة (رض ) قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : منزلنا ان شا اللّه اذا فتح اللّه , الخيف , حيث تقاسموا على الكفر انتهى .

ورواه في : 4 / 246 و : 8 / 194 ورواه في : 2 / 158 , بنص اوضح , فقال :.

عـن ابـي هـريـرة (رض ) قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم من الغد يوم النحر وهوبمنى : نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة , حيث تقاسموا على الكفر يعني بذلك المحصب , وذلك ان قريشا وكنانة تـحـالـفـت عـلى بني هاشم وبني عبد المطلب اوبني المطلب , ان لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا اليهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ورواه مسلم : 4 / 86 , واحمد : 2 / 322 و 237 و 263 و 353 و 540.

ورواه البيهقي في سننه : 5 / 160 , بتفاوت وقال ( اخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث الاوزاعي ) وقد رواه مسلم عن الاوزاعي , ولكن البخاري لم يروه عنه , بل عن ابي هريرة , ولم نجد في طريقه الاوزاعي , فهو اشتباه من البيهقي , او سقط من نسخة البخاري التي بايدينا.

وفي رواية البيهقي عن الاوزاعي زيادة ( ان لا يناكحوهم , ولا يكون بينهم شي حتى يسلموا اليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ).

كـما ان في رواياتهم تفاوتا في وقت اعلان النبي (ص ) للمسلمين عن مكان نزوله في منى , فرواية البخاري تذكر انه اعلن ذلك في منى بعد عرفات , بينما تذكر رواية الطبراني انه اعلن ذلك في مكة قـبل توجهه الى الحج وهذا اقرب الى اهتمامه (ص ) بالموضوع , وحرصه على تركيزه في اذهان المسلمين , خاصة انه نزل في هذا المنزل , وبات فيه ليلة عرفات , وهو في طريقه اليها , وقد تقدم ذلك في رواية الدارمي , ثم نزل فيه طيلة ايام التشريق عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل يوم التروية بيوم :منزلنا غدا ان شا اللّه بالخيف الايمن , حيث استقسم المشركون رواه الطبراني في الكبير والاوسط , ورجاله ثقات انتهى .

والـمسالة المهمة هنا : هي هدف الرسول ان يذكر قريشا والمسلمين بحادثة عظيمة وقعت في هذا الـمكان , قبل نحو اربع عشرة سنة من ذلك اليوم فقط ينساها الناس , ويريد اللّه ورسوله ان تخلد في ذاكرة المسلمين والتاريخ , وكلها عار على قريش , وفخر للنبي (ص ) وبني هاشم .

وهـي صـورة عن جهود فراعنة قريش , حيث استطاعوا ان يحققو اجماع قبائلهم ,ويقنعوا قبائل كنانة القريبة من الحرم بتنفيذ مقاطعة تامة على بني هاشم وقـد نفذوها لسنين طويلة وضيقوا عليهم اقتصاديا واجتماعيا تضييقا تاما , حتى يتراجع محمد عن نبوته , او يسلمه بنو هاشم الى قريش ليقتلوه وقد اعتبر الفراعنة يومذاك انهم نجحوا نجاحا كبيرا وحققوا اجماع قريش وكنانة على هذا الهدف الشيطاني , وكان مؤتمرهم لذلك في المحصب في خيف بني كنانة حيث تقاسموا باللات والعزى على هـدفـهم , وبدؤوا من اليوم الثاني بتنفيذه ,واستمر حصارهم ومقاطتهم نحو اربع سنوات الى قبيل هجرته (ص ) من مكة وقـد تـضامن بنو هاشم مع النبي (ص ) مسلمهم وكافرهم وتحملوا سنوات الحصار والفقر والاذى والاهـانـة , فـي شـعـب ابـي طالب , ولم يشاركهم في ذلك احدمن المسلمين حتى فرج اللّه عنهم بمعجرة لقد اراد النبي (ص ) ان يوعي المسلمين الجدد على تاريخ الاسلام , وتكاليف الوحي , ليعرفوا قيمته ويوعيهم على معدن الاسلام ومعدن الكفرليعرفوهما كـمـا اراد ان يـبـعث بذلك رسالة الى بقية الفراعنة , الذين مازالوا احيا من زعماقريش , بانهم قد تـحملوا وزر هذا الكفر والعار , ثم ارتكبوا بعده ما هو اعظم منه , ولم يتراجعوا الا عندما جمعهم في فتح مكة تحت سيوف الانصار وسيوف بني هاشم ,فاعلنوا اسلامهم خوفا من القتل وها هم اليوم يخططون لوراثة دولة الاسلام التي بناها اللّه تعالى ورسوله , وهم كارهون لـقـد اهـلك اللّه تعالى عددا قليلا من ابطال ذلك الحلف الشيطاني , من سادة مؤتمر خيف المحصب , بالموت , وبسيف علي بن ابي طالب ولكن العديد مثل سهيل بن عمرو , وابي سفيان , وعكرمة بن ابي جـهـل , وصـفـوان بـن امية بن خلف ,وحكيم بن حزام , وصهيب بن سنان , وابا الاعور السلمي , وغـيـرهـم مـن زعـمـاقريش وكنانة مازالو احيا ينظرون , وكانوا حاضرين مع النبي (ص ) في حـجـة الـوداع يسمعون كلامه ويذكرون ماضيهم بالامس القريب جيدا , ويتعجبون من عفوه عنهم واكتفائه باقامة الحجة الدامغة عليهم وكانت تصرفاتهم الظاهرة والخفية , ومنطق الامور , وشهادة اهل البيت , ومجرى التاريخ تدل على فـرحـهـم بان النبي (ص ) يعلن قرب موته ورحيله عنهم , وانهم يعدون العدة لما بعده لحصار بني هاشم الجديد فاراد النبي (ص ) ان يذكرهم بخطتهم في حصارهم القديم , وكيف احبطه اللّه تعالى حصارهم الجديد ايضا وامـا

/ 28