آیات الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیات الغدیر - نسخه متنی

علی الکورانی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وهـذا هـو الـسبب في ان النبي (ص ) كان ياخذ البيعة على المسلمين في المنعطفات الهامة في حياة الامـة , ليؤكد بذلك عليهم الالتزام باطاعته في السراوالضرا , والحرب والسلم , وفيما احبوه او كرهوه وهـذا هـو السبب نفسه في ان النبي (ص ) بعد ان بلغ الامة ولاية علي (ع ) في غدير خم , امر بان تنصب له خيمة وان يهنئه المسلمون بولايته التي امر اللّه تعالى بها ان يهنئوه تهنئة , ثم يبايعوه .

فالاختيار الالهي قد تم , وهو يحتاج الى قبول وتهنئة , ولا يحتاج الى مشورتهم ولا الى بيعتهم , لكن لو طلبها النبي (ص ) منهم وجبت عليهم ولو طلبها علي (ع )منهم , وجبت عليهم ايضا.

ولـهذا لا تنفع مناقشة المناقشين بان ما طلبه النبي (ص ) من المسلمين في الغديركان مجرد التهنئة لـعلي (ع ) بالولاية , ولم يكن البيعة لان صدور الامر الالهي بولايته يفرغ البيعة البشرية من القوة الانشائية , ويحصر قيمتها في الاعتراف والالتزام بالامرالالهي , كلما طلبها منهم النبي (ص ) او الولي (ع ).

والـقـاعـدة الـكلية في هذا الموضوع : ان الامة انما تملك الولاية على نفسها واختيارحكامها ـ في حدود ماثبت في الشريعة المقدسة ـ في حالة عدم اختيار اللّه تعالى لاحد اما اذا اختار عز وجل اماما فقد قضي الامر , ولم يبق معنى لاختيار الامة لحاكم آخر , الا انها تتفلسف في مقابل ربها عز وجل , وتخالف اختيار مالكهاالحكيم سبحانه .

العاشرة : قرشية الحديث القاها عمر في البحر



ومما ينبغي تسجيله هنا : ان الذي رفع راية ( ان الخليفة من قريش والخلافة لاتكون الا في قريش ) هـو الـخـليفة عمر بن الخطاب , فقد احتج على الانصار في السقيفة بان قريشا قوم النبي (ص ) وقـبيلته فهم احق بسلطانه وضيافتهم , حتى لا يقولوا نحن نصرناه ونحن اولى بخلافته وقـد نـجح عمر بهذا المنطق القبلي في السقيفة , بسبب تفرق كلمة الانصار , رغم مخالفة رئيسهم سعد بن عبادة مخالفة عنيفة .

ولـكن عمر نفسه عند وفاته تخلى عن مبدا قرشية الخليفة , والقى به في البحر ,واكد انه لو كان سالم الفارسي مولى ابي حذيفة الاموي حيا , لعهد اليه بالخلافة ـ ففي تاريخ المدينة : 3 / 140:.

عـن عبد اللّه بن بريدة : لما طعن عمر (رض ) قيل له : لو استخلفت ؟ قال : لوشهدني احد رجلين استخلفته ـ اني قد اجتهدت ولم آثم ـ او وضعتها موضعها : ابوعبيدة بن الجراح , وسالم مولى ابي حذيفة ـ وفي مجمع الزوائد : 4 / 220.

عـن ابي رافع ان عمر بن الخطاب كان مستندا الى ابن عباس وعنده ابن عمروسعيد بن زيد فقال : اعـلـمـوا اني لم اقل في الكلالة شيئا , ولم استخلف من بعدي احدا , وانه من ادرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال اللّه عز وجل .

فـقال سعيد بن زيد : اما انك لو اشرت برجل من المسلمين لائتمنك الناس , وقدفعل ذلك ابو بكر , وائتمنه الناس .

فـقـال عمر : قد رايت من اصحابي حرصا سيئا , واني جاعل هذا الامر الى هؤلاالنفر الستة الذين مات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو عنهم راض .

ثم قال : لو ادركني احد رجلين , ثم جعلت هذا الامر اليه لوثقت : سالم مولى ابي حذيفة , وابو عبيدة بن الجراح انتهى .

وبـذلـك فـتح عمر الباب لابي حنيفة وغيره , لكي يلغوا هذا الشرط من الخلافة الاسلامية , وقد اسـتـفاد من فتواه السلاجقة والمماليك , ثم تبنى العثمانيون مذهب ابي حنيفة , ونشروا فقهه بسبب فتواه هذه , وتسموا خلفا النبي (ص ).

موقف الوهابيين من شرط القرشية في الحاكم



نـشـتـرط نـحن الشيعة الامامية في الائمة ان يكونوا من قريش من عترة النبي (ص )بسبب ثبوت النص عليهم باسمائهم وعددهم , فالامامة عندنا لا تثبت الا بالنص فقط , والنص انما هو على هؤلا الاثني عشر (ع ).

وبـمـا ان خـاتـمـهـم الامام المهدي (ع ) غائب , فالحكم في الامة في عصرنا يكون بالوكالة عنه , والـوكـيـل لا بـد ان تتوفر فيه شروط الفقاهة والعدالة وغيرها ولا نشترطفيه ان يكون قرشيا وبذلك نلتقي عمليا لا نظريا مع الذين يسقطون شرط القرشية في الحاكم العادل .

امـا اخـوانـنـا الشيعة الزيديون , فالامامة عندهم غير محصورة بالائمة الاثني عشر (ع ) بل هي مـفتوحة لكل عالم من ذرية علي وفاطمة (ع ) , فهم يشترطون في الامام الشرعي ان يكون قرشيا علويا.

واما المسلمون السنيون , فمنهم من يوافقنا على اسقاط شرط القرشية في .

عصرنا , عملا بقول الخليفة عمر , وفتوى ابي حنيفة .

ومنهم غير عرب ولكنهم متعصبون لقريش اكثر من عمر , وملكيون اكثر من الملك ومن هؤلا ائمة الوهابية , مثل الالباني , حيث صحح حديث اشتراطالقرشية في الامام في سلسلة احاديثه الصحيحة برقم 1552 , وقال في آخره 4 /70:.

ولـذلـك فـعلى المسلمين اذا كانو صادقين في سعيهم لاعادة الدولة الاسلامية , ان يتوبوا الى ربهم ويـرجـعـوا الـى ديـنـهم , ويتبعوا احكام شريعتهم , ومن ذلك ان الخلافة في قريش , بالشروط المعروفة في كتب الحديث والفقه .

امـا فـي : 3 / 7 , فـقـد صـحـح حديث الخلافة في قريش برقم 1006 , وقال في آخره : قلت : وفي هذه الاحاديث الصحيحة رد صريح على بعض الفرق الضالة قديما , وبعض المؤلفين والاحزاب الاسلامية حديثا , الذين لا يشترطون في الخليفة ان يكون عربياقرشيا.

واعجب من ذلك ان يؤلف احد المشايخ المدعين للسلفية رسالة في (الدولة .

الاسلامية ) ذكر في اولها الشروط التي يجب ان تتوفر في الخليفة , الا هذا الشرط ,متجاهلا كل هـذه الاحـاديـث وغـيـرهـا مـما في معناها , ولما ذكرته بذلك تبسم صارفاالنظر عن البحث في الـمـوضوع ولا ادري اكان ذلك لانه لا يرى هذا الشرط كالذين اشرنا اليهم آنفا , ام انه كان غير مستعد للبحث من الناحية العلمية .

وسـوا كان هذا او ذاك , فالواجب على كل مؤلف ان يتجرد للحق في كل مايكتب , وان لا يتاثر فيه باتجاه حزبي او تيار سياسي , ولا يلتزم في ذلك موافقة الجمهور او مخالفتهم انتهى .

والطريف ان الالباني صحح حديثا آخر برقم 1851 يقول :.

(الخلافة في قريش والحكم في الانصار والدعوة في الحبشة ) وعلى فتواه يجب ان يكون الحاكم فـي عـصرنا من قريش من اي قبائلها كان , وان يكون الوزرا من الانصار وان يكون وزير الارشاد والاوقاف والمفتي وكل من عمله الاعلام والدعوة من الافارقة , والاحوط ان يكون من اثيوبيا ذلك ان الوجوب الذي استفاده من الحديث وافتى به بوجوب القرشية في .

الحاكم , تتساوى فيه الخلافة , والوزارة , والدعوة لـقد فات هذا الشيخ ان فقه الحديث اهم من سنده , وانه متقدم عليه رتبة , وان مثل هذا الحديث بعيد عن منطق النبي (ص ) , ولو صح فهو يحكي عن ظرف معين ,.

وليس تشريعا الى يوم القيامة

الحادية عشرة : تخبط الشراح في تفسير الائمة الاثني عشر


اذا اردنا ان نكون امنا مع النص النبوي , يلزم ان نقول : ان كلمة ( من بعدي ) في .

الحديث الشريف تدل على ان امامة هؤلا الاثني عشر تبدا بعد وفاته (ص )مباشرة ,.

ولا تدل على انهم سيحكمون من بعده , لانها اخبار عن وجودهم فقط , سواكانوا.

حكاما او محكومين بل تدل صيغ الحديث المتقدمة عن ابن سمرة وابن مسعود,.

على ان الامة تخذل هؤلا الائمة الاثني عشر وتعاديهم , وذلك يشمل ابعادهم عن .

الحكم , ولكنه ذلك لا يضرهم شيئا.

وقد تقدم في رواية تفسير الطبري ( يكون لهذه الامة اثنا عشر قيما , لا يضرهم من .

خذلهم اثنا عشر قيما من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم ).

وبـذلـك لا تـجد مانعا من انطباق الحديث على الائمة الاثني عشر من عترة النبي (ص ) حتى لو لم يـحـكموا , او لم يحكم منهم الا علي والحسن (ع ) ,وسيحكم منهم المهدي الموعود من اللّه تعالى على لسان رسوله (ص ).

كـما ان الاحاديث التي تذكر مايكون بعدهم تدل على ان مدتهم طويلة , فبعضهاذكر انه يكون بعدهم الهرج والفوضى والنفاق , واشار الى انهيار الامة وبعضها ذكران زمنهم يمتد مادامت الارض , وان مـدتـهـم اذا تمت ساخت الارض باهلها وهذايؤيد نظرية امتداد عصر هؤلا الائمة (ع ) الى آخر الدنيا , كما نصت احاديثنا.

ـ قال ابو الصلاح الحلبي المتوفى سنة 437 في كتابه تقريب المعارف / 173:.

ورووا عن عبد اللّه بن ابي امية مولى مجاشع , عن يزيد الرقاشي , عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه (ص ): لا يزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش ,فاذا مضوا ساخت الارض باهلها انتهى ونحوه في اعلام الورى / 364 , وهو موافق لما في مصادرنا عن اهمية وجود الحجة للّه تعالى في ارضه في كل عصر.

ـ ففي الكافي : 1 / 179 و 534.

عـن ابي حمزة قال : قلت لابي عبد اللّه (ع ) : اتبقى الارض بغير امام ؟ قال : لوبقيت الارض بغير امام لساخت .

عن ابي جعفر (ع ) قال : قال رسول اللّه (ص ) : اني واثنا عشر من ولدي وانت ياعلي زر الارض , يـعني اوتادها وجبالها , بنا اوتد اللّه الارض ان تسيخ باهلها , فاذاذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الارض باهلها , ولم ينظروا انتهى .

وعلى هذا التفسير الذي يساعد عليه نص الحديث , يكون هدف النبي (ص )من .

طرح الائمة الاثني عشر في اهم تجمع للمسلمين في حجة الوداع , هو : توجيه الامة .

اليهم لو انها اخذت بحظها واطاعته فيهم بـل يـمـكن القول : انه يتعين تفسير الحديث بالائمة الاثني عشر من اهل بيت النبي (ص ) , لان كل تفسير له بغيرهم لا يصح لكثرة الاشكالات التي ترد عليه .

ـ قال الكنجي الشافعي في ينابيع المودة / 446.

قال بعض المحققين : ان الاحاديث الدالة على كون الخلفا بعده (ص ) اثنا عشرقد.

اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان , علم ان مراد.

رسول اللّه (ص ) من حديثه هذا الائمة الاثنا عشر من اهل بيته وعترته , اذ لا يمكن ان .

يحمل هذا الحديث على الخلفا بعده من اصحابه لقلتهم عن اثني عشر , ولا يمكن .

ان يحمله على الملوك الاموية لزيادتهم على اثني عشر , ولظلمهم الفاحش الاعمر.

بن عبد العزيز , ولكونهم من غير بني هاشم , لان النبي (ص ) قال كلهم من بني هاشم .

في رواية عبد الملك , عن جابر , واخفا صوته (ص ) في هذا القول يرجح هذه .

الرواية , لانهم لا يحسنون خلافة بني هاشم .

ولا يمكن ان يحمله على الملوك العباسية , لزيادتهم على العدد المذكور , ولقلة رعايتهم الاية : قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى , وحديث الكسا.

فـلا بد من ان يحمل هذا الحديث على الائمة الاثني عشر من اهل بيته وعترته (ص ) , لانهم كانوا اعلم اهل زمانهم واجلهم واورعهم واتقاهم , واعلاهم نسبا , وافضلهم حسبا , واكرمهم عند اللّه .

ويؤيد هذا المعنى , اي ان مراد النبي (ص ) الائمة الاثني عشر من اهل بيته ,ويشهد له ويرجحه : حديث الثقلين , والاحاديث المتكثرة المذكورة في هذاالكتاب , وغيرها.

وفي نهج البلاغة من خطبته على كرم اللّه وجهه : اين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا , كـذبـا وبـغـيا علينا ان رفعنا اللّه ووضعهم , واعطانا وحرمهم , وادخلناواخرجهم بنا يستعطى الهدى , وبنا يستجلى العمى .

وانه سياتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شي اخفى من الحق , ولا اظهر من الباطل , ولا اكثر من الـكـذب عـلـى اللّه ورسوله (ص ) , وليس عند اهل ذلك الزمان سلعة ابور من الكتاب اذا تلي حق تلاوته , ولا انفق منه اذا حرف عن مواضعه , ولافي البلاد شي انكر من المعروف , ولا اعرف من المنكر.

واعـلموا انكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه , ولن تاخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه , ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه , فالتمسواذلك من عند اهله , فانهم عيش العلم وموت الجهل , هم الذين يخبركم حكمهم عن عملهم , وصمتهم عن منطقهم , وظاهرهم عن باطنهم , لا يخالفون الدين , ولايختلفون فيه , وهو بينهم شاهد صادق , وصامت ناطق انتهى .

ولكن عامة الشراح السنيين لا يقبلون هذا التفسير , ويحذرون اتباعهم من ان يقنعهم الشيعة بان النبي (ص ) قد نص على الائمة الاثني عشر من عترته ويـقولون لاتباعهم : ان حديث الائمة الاثني عشر صحيح مئة بالمئة , لكن لاتقبلوا تفسير الشيعة , ونحن ان شا اللّه نفسره لكم تفسيراصحيحا.

ولكنهم الى يومنا هذا لم يستطيعوا ان يقدموا لهم تفسيرا مقنعا للحديث , ولن يستطيعوا لانهم يريدون تطبيق هؤلا الاثني عشر على الخلفا الذين حكموا بعدالنبي (ص ) من الخلفا الاربعة , وعبد اللّه بن الـزبـير , وسلسلة خلفا بني سفيان وبني مروان , ثم بني العباس وربما غيرهم من امويي الاندلس , والسلاجقة ,والمماليك , والاتراك وعندما يجدونهم اضعاف العدد المطلوب , يلجؤون الى الفرضيات , فيختارون احسن الخلفا الامويين , والعباسيين ويخلعون عليهم صفة الائمة الربانيين , فيثبتون هذا ويحذفون ذاك كيفيا ) لمجرد تكميل العدد وبعضهم لا يكمل معه العدد ممن اختارهم فيقول : ان الباقين سوف ياتون ومـن الـواضـح انـها تطبيقات لا تقف عند حد , ولا تستند الى اساس , وان الذي يسلكها يكلف نفسه شـطـطا , كمن يكلف نفسه بان يختار اثني عشر شخصا من رؤسا المسلمين وملوكهم المعاصرين , ويقول عنهم انهم قادة ربانيون اختارهم اللّه تعالى , ووعد الامة بهم على لسان رسوله (ص ) ولو ان العلما السنيين فكروا اكثر لما جشموا انفسهم هذه العقبة :.

اولا : لان هـؤلا الائمـة الـربانيين الموعودين مختارون من اللّه تعالى , فلا بد ان يكونوا متفقين , لانهم جميعا على خط واحد وهدى من ربهم ونبيهم .

بينما خلفا السنيين وائمتهم مختلفون متقاتلون .

فـهـل سـمـعتم بالحرب والقتال بين الانبيا (ع ) حتى تقنعونا بامكانها بين الائمة الربانيين (ع ) وان بـعضهم يكيد للاخر ويفسقه ويكفره , ويذبحه ذبح الخروف , اويسمل عينيه ويقطع لسانه ويديه ورجليه وثـانـيـا : لانـهـم بـاعطا صفة الامام من اللّه تعالى للخليفة الذي يحبونه , ابتدا من الخليفة عمر بن الخطاب الى السلطان سليم العثماني , يصيرون ملكيين اكثر من الملك , وخليفيين اكثر من الخليفة , ويثبتون لهم ما لم يدعه احد منهم لنفسه فـلو كان احدهم اماما ربانيا مختارا من اللّه تعالى مبشرا به من رسوله لعرف نفسه وادعى هو ذلك حيث لا يمكن ان يكون شخص اماما وحجة للّه على عباده وحاكما باسمه ثم لا يعرف هو نفسه مقامه الالهي العظيم ولا نجد احدا من هؤلا الخلفا ادعى انه امام من اللّه تعالى غير الائمة من اهل بيت النبي (ص ).

وثالثا : ذكرنا ان النبي (ص ) قال انهم يكونون من بعده , ولم يقل انهم يحكمون فلماذا يلزمون انفسهم بالعثور على الائمة الاثني عشر الموعودين في الحكام فقطواذا الزم الباحث نفسه في مسالة بما لا يـلزم فيها , فقد تورط فيها واقام في ورطته من رب العالمين , قد ثبت ان اكثرهم قد لعنهم اللّه تعالى على لسان نبيه (ص ) فهل رايتم امة يحكمها بامر اللّه تعالى الملعونون على لسان نبيها ؟ وكـيف يلعن اللّه تعالى اشخاصا ويحكم عليهم بالطرد من رحمته لخبثهم , ثم يختارهم او يختار من اولادهم ائمة ربانيين , هداة لعباده , وحكاما لبلاده فـقـد ثبت في مصادر السنيين ان النبي (ص ) قد لعن الحكم وابنه مروان , ونفاهمامن المدينة حتى اعـادهـمـا عـثـمان , وانه راى ابا سفيان راكبا على جمل يجره معاوية ويقوده ولده الاخر , فلعن الـراكب والقائد والسائق ( راجع مجمع الزوائد : 1 / 113 ) الى آخر هذا البحث الذي لا يتسع له موضوعنا , ولا تتسع له صدور اتباع الامويين ولهذه الاسباب كثرت اقوالهم واحتمالاتهم في تفسير الائمة المبشر بهم , ولعلهازادت عن الثلاثين قولا ـ ولـعل اقدمها قول ابن حبان الذي نقله عنه في عون المعبود في شرح سنن ابي داود : 11 /361 , قال :.

وامـا : الـخلفا اثنا عشر , فقد قال جماعة منهم ابو حاتم بن حبان وغيره : ان آخرهم عمر بن عبد الـعـزيـز , فـذكروا الخلفا الاربعة , ثم معاوية , ثم يزيد ابنه , ثم معاوية بن يزيد , ثم مروان بن الـحكم , ثم عبد الملك ابنه , ثم الوليد بن عبد الملك ,ثم سليمان بن عبد الملك , ثم عمر بن العزيز وكانت وفاته على راس المائة انتهى .

ولـكـن هـذا التفسير الاموي لابن حبان وجماعته , قد نسخه العلما الذين جاؤوامن بعدهم واحبوا العباسيين , فادخلوا بعضهم في بشارة النبي (ص ) , وخذفوا بني امية , كلا او بعضا ويـلاحظ ان هذا التفسير حذف اسم الامام المهدي (ع ) مع انه مبشر به باحاديث صحيحة عندهم , ويشمله قول جده (ص ) ( من بعدي اثنا عشر اماما).

كـما حذفوا اسم الامام الحسن (ع ) مع انه بايعه المسلمون ماعدا اهل الشام وحكم ستة اشهر , وقد اثبته السنييون المتاخرون عنهم .

بل كان يجب ان يثبتوا اسمه واسم اخيه الحسين (ع ) لان النبي (ص ) شهدبانهما امامان قاما ام قعدا , وشهد بانهما سيدا شباب اهل الجنة .

بينما اثبت هذا التفسير اسم يزيد بن معاوية , وجعله من الائمة الربانيين الذين بشر بهم النبي (ص ) , وهـي درجة لا يطمع فيها يزيد ولا محبوه العقلا , لانهم الى اليوم يكافحون لاثبات اسلام يزيد , وعدم ارتداده بسبب تصريحاته , وعدم فسقه بسبب جرائمه التي ارتكبها في كربلا , وفي استباحة المدينة , وفي هدم الكعبة كما عدوا منهم على هذا التفسير معاوية بن يزيد ( معاوية الثاني ) الذي ولوه الخلافة بعد ابيه يزيد , فخطب خطبته الاولى والاخيرة , وتبرا فيها من ظلم ابيه يزيدوجده معاوية حق شرعي لعلي (ع ) , وان معاوية ظلمه وغصبها منه , ثم عزل نفسه عنها , فقتله بنو امية فـلـو كـان هذا الشخص من الائمة الاثني عشر الربانيين لعرف هو ذلك , وما خلع نفسه وعرضها لغضب اسرته الحاكمة الباطشة كـما ان هذا التفسير تجاهل حديث ( سفينة ) الثابت عندهم القائل ان الخلافة ثلاثون سنة , وبعدها الـمـلـك الـعضوض , وقد صححه المحدثون , واخذ به المفسرون الاخرون الى آخر الاشكالات عليه ويـطـول الـكلام لو اردنا ان نستقصي محاولات كبار علمائهم تفسير الحديث الشريف , ولكن الذي يسهل الامر ان كلامهم في ذلك متشابه , وانه ما زال الى اليوم يدور في محور التفسير الاموي وفيما يلي نماذج من تفاسيرهم وما يرد عليها:.

ـ قال السيوطي في تاريخ الخلفا /10:.

قال القاضي عياض : لعل المراد بالاثني عشر في هذه الاحاديث وما شابهها انهم يكونون في مدة عزة الـخـلافـة وقوة الاسلام واستقامة اموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة , وقد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس الى ان اضطرب امر بني امية ووقعت بينهم الفتنة , زمن الوليد بن يزيد , فاتصلت بينهم , الى ان قامت الدولة العباسية , فاستاصلوا امرهم .

قال شيخ الاسلام ابن حجر في شرح البخاري : كلام القاضي عياض احسن ما.

قيل في الحديث وارجحه , لتاييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة : كلهم يجتمع عليه الناس .

قلت : وعلى هذا فقد وجد من الاثنا عشر خليفة : الخلفا الاربعة , والحسن ,ومعاوية , وابن الزبير , وعمر بن عبد العزيز , هؤلا ثمانية .

ويحتمل ان يضم اليهم المهتدي من العباسيين , لانه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني امية , وكذلك الظاهر , لما اوتيه من العدل , وبقي الاثنان المنتظران : احدهماالمهدي , لانه من آل بيت محمد صلى اللّه عليه وسلم انتهى .

ولـكن السيوطي وابن حجر اخذا بزيادة ( وكلهم تجتمع عليهم الامة ) التي تقدم انها لم تثبت , وان الالباني الوهابي وغيره قالوا انها منكرة .

كما انهما تجاوزا حديث سفينة الذي صح عندهم , والذي يحدد المدة الزمنية .

لـلـخـلافـة الراشدة بثلاثين سنة ويبطل انتقا احد من الحكام الامويين والعباسيين مـضافا الى ان نقل السيوطي لكلام عياض وابن حجر لم يكن دقيقا مع الاسف حـجـر الـذي عدهم الى الثاني عشر من بني امية , فقال ( والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الـمـلك ) بينما اوصلهم السيوطي في بني امية الى ثمانية , ووضع فيهم اثنين من خلفا بني العباس واليك فقرات من كلام ابن حجرفي فتح الباري لتعرف الخلل في نقل السيوطي عنه قـال ابـن بطال عن المهلب : لم الق احدا يقطع في هذا الحديث يعني بشئ معين بتوالي امارتهم .

وقوم قالوا : يكونون في زمن واحد كلهم يدعي الامارة قـال : والـذي يـغـلب على الظن انه عليه الصلاة والسلام اخبر باعاجيب تكون بعده من الفتن , حتى يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر اميرا قال : ولو اراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر اميرا يفعلون كذا , فلما اعراهم من .

الـخـبر , عرفنا انه اراد انهم يكونون في زمن واحد انتهى ( اي كلام ابن بطال ) وهوكلام من لم يقف على شي من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري .

هكذا مختصرة , وقد عرفت من الروايات التي ذكرتها من عند مسلم وغيره انه ذكر.

الصفة التي تختص بولايتهم , وهو كون الاسلام عزيزا منيعا.

وفي الرواية الاخرى صفة اخرى وهو ان كلهم يجتمع عليه الناس , كما وقع عند.

ابي داود , فانه اخرج هذا الحديث من طريق اسماعيل بن ابي خالد عن ابيه عن .

جابر بن سمرة بلفظ : لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم .

تجتمع عليه الامة واخرجه الطبراني من وجه آخر عن الاسود بن سعيد عن جابر بن .

سمرة بلفظ : لا تضرهم عداوة من عاداهم .

وقد لخص القاضي عياض ذلك فقال : توجه على هذا العددسؤالان :.

احدهما : انه يعارضه ظاهر قوله في حديث سفينة , يعني الذي اخرجه اصحاب السنن وصححه بن حبان وغيره : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا الثلاثون سنة لم يكن فيها الا الخلفا الاربعة وايام الحسن بن علي .

والثاني : انه ولي الخلافة اكثر من هذا العدد.

قـال والـجواب عن الاول : انه اراد في حديث سفينة : خلافة النبوة , ولم يقيده في حديث جابر بن سمرة بذلك .

وعـن الثاني : انه لم يقل لا يلي الا اثنا عشر , وانما قال يكون اثنا عشر , وقد ولي هذا العدد , ولا يمنع ذلك الزيادة عليهم .

قال : وهذا ان جعل اللفظ واقعا على كل من ولي , والا فيحتمل ان يكون المرادمن يستحق الخلافة من ائمة العدل , وقد مضى منهم الخلفا الاربعة , ولا بد من تمام العدة قبل قيام الساعة .

وقد قيل : انهم يكونون في زمن واحد يفترق الناس عليهم , وقد وقع في المائة الخامسة في الاندلس وحدها ستة انفس كلهم يتسمى بالخلافة , ومعهم صاحب مصر , والعباسية ببغداد , الى من كان يدعى الخلافة في اقطار الارض , من العلوية والخوارج .

قال : ويعضد هذا التاويل قوله في حديث آخر في مسلم : ستكون خلفافيكثرون .

قـال : ويـحتمل ان يكون المراد ان يكون الاثنا عشر في مدة عزة الخلافة وقوة الاسلام واستقامة اموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة , ويؤيده قوله في بعض الطرق : كلهم تجتمع عليه الامة , وهـذا قد وجد فيما اجتمع عليه الناس الى ان اضطرب امر بني امية ووقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بـن يـزيد , فاتصلت بينهم الى ان قامت الدولة العباسية فاستاصلوا امرهم وهذا العدد موجود صحيح اذااعتبر.

قال : وقد يحتمل وجوها اخر واللّه اعلم بمراد نبيه انتهى ( اي كلام عياض ).

والاحتمال الذي قبل هذا , وهو اجتماع اثني عشر في عصر واحد كلهم يطلب الخلافة , هو الذي اختاره المهلب كما تقدم وقد ذكرت وجه الرد عليه , ولو لم يردالا قوله كلهم يجتمع عليه الناس , فان في وجودهم في عصر واحد يوجد عين الافتراق , فلا يصح ان يكون المراد.

ويـؤيد ما وقع عند ابي داود : ما اخرجه احمد والبزار من حديث بن مسعود بسندحسن , انه سئل كـم يـملك هذه الامة من خليفة ؟ فقال : سالنا عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : اثنا عشر كعدة نقبا بني اسرائيل .

وقال ابن الجوزي في كشف المشكل : قد اطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانه , وسالت عنه فلم اقع على المقصود به , لان الفاظه مختلفة , ولااشك ان التخليط فيها من الرواة , ثم وقع لي فـيه شي وجدت الخطابي بعد ذلك قداشار اليه , ثم وجدت كلاما لابي الحسين بن المنادي وكلاما لغيره .

/ 28