الفصل الثاني الملائكة من أعوان المهدي وأنصاره أيضا - حقیقة الاعتقاد بالإمام المهدی المنتظر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حقیقة الاعتقاد بالإمام المهدی المنتظر - نسخه متنی

أحمد حسین یعقوب اردنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحديث رقم 312 ج 1 والمراجع المدونة تحته والحديث 316، والحديث رقم
641 و 648، والحديث 659 والحديث رقم 928 والحديث رقم 1091، وقد بين
الإمام جعفر الصادق أسماء ال 315 أو 312 وإلى أي بلد ينتمي كل واحد منهم
راجع الحديث رقم 1099 و 1100).

2 - وجاء في الحديث رقم 316.. أنه إذا انقطعت التجارات والطرق
وكثرت الفتن خرج سبعة رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد يبايع لكل رجل
منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا حتى يجتمعوا بمكة فيقول بعضهم لبعض ما جاء
بكم ؟ فيقولون جئنا في طلب هذا الرجل (يعني المهدي، ويبحثون عن المهدي ثم
يعثرون عليه في النهاية ويبايعونه ويضعون أنفسهم تحت تصرفه).

3 - الخضر وإلياس من أصحاب المهدي أيضا، الخضر في البحر وإلياس
في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين ياجوج
وماجوج ويحجان كل سنة ويشربان من ماء زمزم، (راجع الحديث رقم 315
ج 1). ومن المؤكد أنهما سيشهدان بيعة الإمام المهدي بين الركن والمقام
وسيبايعانه، فمن غير الممكن عقلا أن تتم البيعة دون علمهما، أو يشهدا البيعة فلا
يبايعان، لأن المهدي المنتظر ولي الله مثلهما، وهو حبيبهما وصديقهما.

4 - وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي أنه قال: (أصحاب الكهف
أعوان المهدي). (راجع الحديث رقم 313، والمراجع المدونة تحته).

5 - وروى الإمام علي: (... فيجمع الله تعالى له قوما قزع كقزع السحاب،
يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم على
عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب
طالوت الذين جاوزوا معه النهر). (راجع الحديث رقم 641، والمراجع المدونة
تحته، منها المستدرك للحاكم ج 4 ص 554، ومقدمة ابن خلدون ص 252 -
253 ف 43...).

ومثله قوله أيضا: (... وبقي المؤمنون، وقليل ما يكونون، تجاهد معه
عصبان جاهدت مع رسول الله يوم بدر لم تقتل ولم تمت). (راجع الحديث رقم
646)..

ومثله قوله: (... يجمع الله له (للمهدي) عسكره في ليلة واحدة وهم
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض. ثم ذكر تفصيلهم وأماكنهم
وبلادهم... ويتقدم المهدي... ويسيرون جميعا إلى أن يأتوا بيت المقدس...

(الحديث رقم 659).

6 - وروي عن الإمام جعفر الصادق قوله: (الأبدال من أهل الشام والنجباء
من أهل الكوفة يجمعهم الله لشر يوم لعدونا... (راجع الحديث 1092 ج 4).

وروى الإمام علي: (إذا قام قائم أهل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل
المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأما
الأبدال فمن أهل الشام). (الحديث رقم 642 ج 3). ومثله قوله: (الأبدال
بالشام، والنجباء بمصر والعصائب بالعراق) (الحديث 645). ومثله قول الإمام
الباقر... إذا سمع العائذ بمكة (المهدي) بالخسف خرج مع اثني عشر ألفا فيهم
الأبدال... (راجع الحديث 851).

7 - وروي عن الإمام الباقر قوله: (إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله
تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق في أصحابه وأنصاره).... (الحديث
رقم 867).

8 - أهل قم من أنصار الإمام المهدي وأعوانه: قال الإمام جعفر الصادق:

أتدري لم سمي قم ؟ قلت: الله ورسوله وأنت أعلم، قال إنما سمي قم لأن أهله
يجتمعون مع قائم آل محمد، ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه). (راجع
الحديث رقم 1038). ومثله قول الإمام الصادق: (تربة قم مقدسة، وأهلها منا
ونحن منهم لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا إخوانهم، فإذا
فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء أما إنهم أنصار قائمنا ودعاة حقنا، ثم رفع
رأسه إلى السماء وقال: (اللهم اعصمهم من كل فتنة ونجهم من كل هلكة).

(راجع الحديث 1040 ج 4)، ومثله قول الباقر أيضا: (إن الله احتج بالكوفة على
سائر البلاد وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، واحتج ببلدة قم على
سائر البلاد وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس، ولم يدع
الله في قم وأهلها مستضعفا، بل وفقهم وأيدهم... (الحديث رقم 1041 ج 1).

9 - وقد رأيت في المباحث السابقة أن حملة الرايات السود هم من أنصار
المهدي وأعوانه وهم كأهل قم من ايران المسلمة.

10 - أنصار وأعوان مدخرون: قال الإمام جعفر الصادق: (اركض برجلك
فإذا بحر تلك الأرض على حافتيها فرسان قد وضعوا رقابهم على قرابيس
سروجهم)... فقال أبو عبد الله: (هؤلاء أصحاب القائم عليه السلام. (راجع الحديث
رقم 1101 ج 4).

من صفات أصحاب المهدي وأنصاره

تحت عنوان: (مؤمنون من نوع خاص) عالجنا الفقرة السابقة الخط العام
لأصحاب المهدي وأنصاره، وأبرزنا الصفات الإيمانية الأصيلة التي اتصفوا بها
وأهلتهم لينالوا شرف محبة الإمام المهدي ونصرته وشرف المساهمة بتحقيق
الغايات الكبرى التي بعث الله الإمام المهدي لتحقيقها وفي هذه العجالة سنذكر
نماذج من الصفات الخاصة التي خلعها الله ورسوله على أصحاب المهدي
وأنصاره:

1 - من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (... وهم أسد بالنهار رهبان بالليل). (الحديث
316 ج 1).

2 - وما رواه الإمام علي بقوله: (... لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم
الآخرون...). (الحديث رقم 641 ج 3).

3 - ومثله قوله: (... فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في الأرض
مجهولة، قد دان حينئذ ظهورهم)... (الحديث رقم 643).

4 - إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح
في الزاد، وأقل الزاد الملح). (الحديث رقم 644).

5 - (... ويقي المؤمنون، وقليل ما يكونون، ثلاثمائة أو يزيدون...).

(الحديث رقم 646 ج 3)..

6 -... ومثله قوله: (... ينادي مناد بأن أولياء الله هم أصحاب
المهدي). (الحديث رقم 648).

7 - ومثله (طوبى لمن شهد... مع قائم أهل بيتي أولئك خير الأمة مع أبرار
العزة). (الحديث رقم 651).

8 - (... قوم شديد كلبهم، قليل سلبهم، يجاهدون في سبيل الله، قوم أذلة
عند المستكبرين، في الأرض مجهولون، وفي السماء معروفون..). (الحديث
رقم 672 ج 3).

9 - ومثله قوله: (... يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره...). (الحديث
رقم 692).

10 - ومثله: (... كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين
فليس من شئ إلا وهو مطيع لهم، حتى سباع الأرض، وسباع الطير يطلب
رضاهم في كل شئ، حتى تفتخر الأرض وتقول مر بي اليوم رجل من
أصحاب القائم...). (الحديث رقم 818).

11 - (... إن الله تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر
مهدينا، كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان). (الحديث رقم 821).

12 - (... إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا
فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونوا مؤمنين كاملين...). (الحديث رقم 1093).

13 - (ثلاثمائة وثلاثة عشر وكل واحد منهم يرى نفسه في ثلاثمائة).

(الحديث رقم 1091).

14 - (... يعطي المؤمن قوة أربعين رجلا...). (الحديث 1099).

جموع المؤيدين للإمام المهدي

بعد أن يظهر الإمام المهدي نفسه ويبايع في مكة، ويدخل أهلها في طاعته،
وبعد أن ينتشر نبأ واقعة الخسف بجيش السفياني، وبعد أن يسمع الناس النداء
السماوي، وتتوالى أنباء الآيات والمعجزات التي زود الله بها الإمام المهدي، يتردد.

اسم المهدي على كل لسان، ويتيقن الخاصة والعامة بأن نجم المهدي قد تألق
بالفعل، وأن خطه هو الطريق إلى المستقبل، عندئذ يبدأ الناس بالتعرف عليه،
والتعاطف معه، والتفكير بطرق التخلص من أئمة الضلالة، ولكن على استحياء،
لأن لا شعورهم مسكون بالرعب والخوف من الظالمين، وبالتالي لن تكون لهم
القدرة على المواجهة، لأنهم مهزومون من داخل نفوسهم، ولكنهم يقولون
بأنفسهم لو جاءهم المهدي لما قاتلوه، أما المجتمعات التي تخلصت من حكم
الظالمين فإن أبناءها سيؤيدون المهدي رغبة بما فيه يديه أو رهبة، أو قناعة بسيطة
به. فبعد مبايعته في مكة وبسط سلطانه عليها يخرج معه عشرة آلاف مقاتل فيسير
بهم وهو يحمل راية رسول الله: (السحابة) ودرع رسول الله (السابغة) ويتقلد سيف
رسول الله ذي الفقار... (راجع الحديث رقم 831)، وفي المدينة يتبعه أناس منها
بعد أن يبسط سلطانه عليها، ثم يؤيده حملة الرايات السود دون أن يروه، ويؤيده
أناس من مصر ومن الشام، ومن العراق، ومن اليمن، ومن غيرها فيأتون إليه
وينضمون لمعسكره أو ينتظرون قدومه، أو يبعثون له بالبيعة. وتصف الأحاديث
أنماط هذا التأييد وإليك نماذجا منها.

1 - قال الإمام (الباقر): (إن الله يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام
قائمنا وظهر مهدينا، كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان). (الحديث رقم
821 ج 3).

2 - ومثله قول الإمام الصادق: (بينما شباب الشيعة على ظهور سطوحهم
ينامون، إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد، فيصبحون بمكة).

(الحديث رقم 1080).

3 - وقول الصادق أيضا: يكون مع القائم ثلاث عشرة امرأة، وعندما سئل
وما يصنع بهن ؟ قال: يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى... (الحديث
1094).

4 - قال الإمام علي: إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل
المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف... (الحديث رقم 642)..

الفصل الثاني الملائكة من أعوان المهدي وأنصاره أيضا

1 - لما عرج برسول الله إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى،
ومنها إلى حجب النور ناداه الحق جل جلاله قائلا يا محمد.... وبالقائم منكم
أعمر أرضي... وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي.... وأمده
بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري، وإعلان ديني، ذلك وليي حقا، ومهدي عبادي
صدقا). (راجع الحديث رقم 123 ج 1). فإمداد الله تعالى للمهدي بالملائكة،
قرار قد أتخذ من الأزل ووعد إلهي قد صدر، إن الله لا يخلف الميعاد.

2 - وقد أكد الرسول الكريم هذه الحقيقة بقوله: (... لطول الله ذلك اليوم
حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي تكون الملائكة بين يديه ويظهر الإسلام). (راجع
الحديث رقم 84 وراجع مراجع أهل السنة المدونة تحته).

3 - وروي عن الإمام الحسن قوله: (يؤيده الله بملائكته)... (راجع
الحديث رقم 692).

4 - وروي عن الإمام الباقر قوله: (... إن الملائكة الذين نصروا محمدا
في بدر لم يصعدوا لينصروا صاحب الأمر)... (الحديث رقم 824).

5 - وروي عن الباقر أيضا: (كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من
مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون
بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد). (راجع الحديث 836 ج 3)..

6 - وعندما يقف الإمام المهدي بين الركن والمقام ليستعد للبيعة، يكون
أول من يضرب على يديه جبرئيل وميكائيل ويبايعانه، وعندما يخرج من مكة ومعه
أصحابه 313 وعشرة آلاف من الذين اتبعوه في مكة يكون جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن شماله... (الحديث رقم 831 ج 3).

7 - وروي عن الإمام جعفر الصادق... (وينشر المهدي راية رسول الله،
عمودها من عمود العرش، وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ أبدا إلا
هتكه الله... فينحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.. قال
الراوي قلت: كل هذه الملائكة ؟ قال الإمام الصادق: نعم، الذين كانوا مع نوح في
السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حين ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين
فلق البحر لبني إسرائيل، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله وأربعة آلاف ملك
مسومين، وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا بدريين، وأربعة آلاف ملك
هبطوا يريدون القتال مع الحسين، فلم يؤذن لهم في القتال، فهم شعث غبر يبكونه
عند قبره، ورئيسهم ملك يقال له المنصور... (راجع الحديث رقم 1096
ج 4).

8 - وروي عن الإمام الصادق قوله: (إذا خرج القائم نزلت الملائكة بدر
وهم خمسة آلاف ثلث على خيول شهب، وثلث على خيول بلق وثلث على خيول
حو، قال الراوي: قلت وما الحو ؟ قال هي الحمر). (راجع الحديث رقم 1097).

9 - وروي أيضا... (بعد أن يخرج جيش السفياني من الكوفة، ويتواجه مع
جيش المهدي يقتل رجل... قال الإمام الصادق: (فعند ذلك ينشر المهدي راية
رسول الله، فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر)... (راجع الحديث رقم
1114).

10 - وروي عن الإمام الرضا قوله: (ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة
أربعة آلاف لنصرة الحسين فلم يؤذن لهم فهم عند قبره... إلى أن يقوم القائم
فيكونون من أنصاره وشعارهم (يا لثارات الحسين) (الحديث 1230).

11 - وروي عن الإمام الرضا أيضا قوله: (إذا قام القائم يأمر الله الملائكة

بالسلام على المؤمنين والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد من واحد حاجة
أرسل القائم من بعض الملائكة أن يحمله، فيحمله الملك حتى يأتي القائم،
فيقضي حاجته ثم يرده... ومن المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يطير مع
الملائكة، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشيا، ومنهم من يسبق الملائكة ومنهم
من يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة، ومنهم من يصيره
القائم قاضيا بين مائة ألف من الملائكة). (راجع الحديث رقم 1231).

إنها طبيعة أعوان المهدي وأنصاره!!!

رسل وأنبياء وأولياء ووثائق أعوان للمهدي وأنصار له

لقد خص الله عبده الإمام المهدي بكرامات خاصة، ما خص بها أحدا من
عباده، وأيده تأييدا لم يؤيد به أحدا من قبل، وأعطاه من المعجزات ما يفوق حدي
التصور والتصديق، وتكمن علة ذلك كله في أن الله تعالى لم يكلف رسولا ولا نبيا
قط بما كلف به الإمام المهدي، فقد اقتصرت مهمة كل رسول عمليا على هداية
قومه، وكلف كل رسول ببذل عناية، ولم يكلف بتحقيق غاية، فإذا بذل الرسول
أي رسول عنايته وجهده بهداية قومه، ولم يستجيبوا له، ففي هذه الحالة لا يقوى
ذلك الرسول والقلة القليلة التي اتبعته على المواجهة مع الأكثرية الساحقة التي
تتبع إمام الكفر، لأن المواجهة بهذه الحالة انتحار حقيقي، عندئذ يتولى الله
مواجهة إمام الكفر وأتباعه، فيسلط عليهم بعض جنده ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر،
فيحسم الصراع في هذه المنطقة أو تلك، ويتحول إلى واقعة في تاريخ البشر.

أما الإمام المهدي فهو مكلف إلهيا بتحقيق غاية لا بد من تحقيقها ولا يكفي
منه بذل الجهد والعناية، فيجب وجوبا القضاء على أئمة الضلالة في الأرض كلها
ورفع حكمهم الجائر وإلغائه من الأرض، ويجب وجوبا إقامة دولة العدل الإلهي -
دولة آل محمد - التي يشمل سلطانها كافة بقاع الكرة الأرضية، ويجب وجوبا
تطبيق المنظومة الحقوقية الإلهية على سكان الكرة الأرضية جميعا، ويجب وجوبا
وكثمرة لكل ذلك أن تمتلئ الأرض بالعدل والقسط، وأن تتحقق الكفاية،.

ويحصل الرخاء التام لكل أبناء الحسن البشري، ولا يقبل من الإمام المهدي أي
عذر، فهذه أمور حتمية يتوجب تحقيقها جميعا، ولكن بالمقابل فإن الله تعالى قد
وضع تحت تصرف المهدي الدعم والتأييد الكاملين اللازمين لتحقيق هذه الغايات
الكبرى، فما من معجزة خص الله بها نبيا أو رسولا إلا وبإمكان المهدي أن
يستعملها وقد وثقنا ذلك، والاهم أن الأرض ملزمة بإخراج كنوزها ومائها ونباتها،
وأن السماء ملزمة إلهيا بأن تنزل قطرها، وأن فرقا كاملة من الملائكة مجندة وتحت
تصرف الإمام المهدي. هذه الإمكانيات الهائلة مسخرة إلهيا لخدمة الغايات
الكبرى التي كلف المهدي إلهيا بتحقيقها.

الواقع السائد في العالم عند ظهور الإمام المهدي

1 - القسم الأعظم من سكان الكرة الأرضية يدين بالديانة المسيحية التي جاء
بها السيد المسيح، عليه السلام.

2 - وقسم كبير من سكان الكرة الأرضية يدين بالديانة الإسلامية التي جاء بها
خاتم النبيين رسول الله محمد عليه السلام.

3 - ويعتنق الديانة اليهودية التي جاء بها كليم الله موسى قسم ضئيل من
سكان الكرة الأرضية لكن هذا القسم له نفوذ وفاعلية كبرى، لأنه منغلق، ومنظم،
ومسيطر على رأس المال وله نفوذ كاسح، وقد اكتسب خبرة هائلة.

4 - وقسم كبير من سكان الكرة الأرضية يدينون بأديان غير سماوية.

5 - أئمة الضلالة (الحكام الظالمون) قد أحكموا سيطرتهم على العالم وهم
يدينون شكليا بإحدى هذه الشرائع الأربع، وعمليا لا يقيمون للدين أي وزن إلا
بالقدر الذي يساهم بإحكام سيطرتهم، وتوسيع نفوذهم، والدين بالنسبة لهم ليس
أكثر من برقع أو روج أو مسحوق يضعونه صباحا ويغسلونه مساء، أو يرفعونه،
ودينهم الحقيقي هو شهوة الحكم، وحب التسلط، وتوسيع النفوذ. بمعنى أن
علاقة الظالمين بالأديان علاقة مصلحية، تهدف إلى تسخير الدين لخدمة مطامعهم
وأهدافهم السياسية، وبمعنى آخر فإن الظالمين لا دين لهم في الحق والحقيقة، بل.

هم عناصر مريضة ومنحرفة ومجرمة أدمنت على حب التسلط، وشهوة الحكم
ومنافعه ولكنها ترفع شعار الدين بالضرورة، وتتظاهر بالتدين وتدعي الحرص على
الدين الذي تدين به الجموع الخاضعة لحكمها.

الفصل الثالث الإمام المهدي يفكك الواقع العالمي ويثبت فساده بنفس الأدوات التي تؤمن بها المجتمعات

1 - السيد المسيح عيسى بن مريم مؤسس وصاحب الديانة المسيحية يهبط
بأمر من ربه، ويعلن وبكل وسائل الإعلان المسموعة والمنظورة بأن الله تعالى قد
أهبطه إلى الأرض ليكون عونا ونصيرا ووزيرا للإمام المهدي، وأن الإمام المهدي
على الحق، وأنه مأمور بأن يكون وزيرا للإمام المهدي، وأن الإمام المهدي هو
إمام المسيح، وإمام الناس جميعا والدليل على ذلك أن المسيح نفسه يصلي خلف
الإمام المهدي. وبهذه الأثناء يتقدم الإمام المهدي ويعلن وبكل وسائل الإعلان
المسموعة والمرئية، بأن الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى، والنسخة
الأصلية منه موجودة في حوزته، وها هي، ثم يرفعها بين يديه ويشاهدها العالم
معه، فلا حجة مع أتباع المسيح. فعندما يعلن المسيح ذلك ويعلن الإمام المهدي
عن الإنجيل وهو وثيقة مادية، فيعني ذلك أن المهدي والمسيح قد سحبا عمليا
البساط من تحت أقدام كل أتباع المسيحية في العالم، فليس أمامهم إلا أن يتبعوا
المسيح نفسه مؤسس الديانة نفسه، فيبايعوا المهدي كما بايعه المسيح ويعترفوا
بإمامته للكرة الأرضية وما عليها أو يعلنوا ارتدادهم عن الديانة المسيحية. (راجع
الحديث النبوي المتعلق بالإنجيل وهو الحديث رقم 225). وهكذا حسمت
المواجهة مع واقع المسيحية بنفس الأدوات والشعارات التي يرفعها المسيحيون
والنصارى في العالم وتحت إشراف المسيح نفسه!.

2 - مواجهة الواقع المتعلق بالمسلمين: والنبي على فراش الموت بدأت.

عرى الإسلام بالحل، وبعد وفاته حلت عروة الحكم، وخلال مدة لم تتجاوز
العشرة سنين لم يبق من الإسلام عروة دون حل بعد أن صار المؤمنون الحقيقيون
يصلون سرا وهم بحالة خوف كما وثقنا وقد رفع الدين عمليا من واقع الحياة،
وحل محله فقه الهوى المتستر بثوب الدين لغايات المحافظة على الملك أو توسيع
رقعته، ثم صار الإسلام غريبا تماما ولم يبق منه إلا الاسم أو الشكل الخارجي،
وصارت الفئة المؤمنة غريبة أيضا ومعزولة تماما، ونكل الخلفاء بآل محمد
فقتلوهم وطردوهم وشردوهم تماما كما أخبر النبي، وبعد ذلك فرض الخلفاء فقه
الهوى، وألزموا الرعية المسلمة باستيعابه لأنهم جعلوه منهجا تربويا وتعليميا،
ومع الأيام استقر فقه الهوى في النفوس وأشربته الرعية وصارت تعتقد أنه الإسلام
نفسه، وقد وثقنا كل ذلك في الباب الأول، وبعد أن رفع الخلفاء وأولياؤهم المنع
عن رواية وكتابة الأحاديث النبوية، اكتشفت الأجيال نظرية المهدي المنتظر في
الإسلام ووقفت على كلياتها من الأحاديث النبوية، واعتقدت بها، لكن فقه الهوى
المتمكن من النفوس، كان أقوى من اعتقادها بالمهدي، ومن اعتقادها بحديث
الثقلين، وبمكانة أهل البيت، فاستقرت هذه الاعتقادات في النفوس كحقائق لا
يمكن إنكارها، ولكنها غير قابلة للتنفيذ، أو أن المسلمين ليسوا مستعدين لتنفيذها
والعمل بها لأنها تنقض الواقع التاريخي، وتتناقض معه، ذلك الواقع الذي تحول
إلى دين حقيقي ولكن ليس لدى المسلمين مانع لقد نفذت تلك الاعتقادات من
تلقاء نفسها أو بقدرة الله خاصة وأن المهدي خير وليس شرا، فإذا ظهر المهدي
سيحدث صراع بين فقه الهوى التاريخي وبين الاعتقاد بالمهدي، وحديث الثقلين
ومكانة أهل البيت، وأكبر الظن بأن العامة لن يقفوا وقفة عقائدية بوجه الإمام المهدي بل سيسلموا له كما سلموا لغيره، وسيبايعونه كما بايعوا غيره والخلاصة
ومع اعتناق المسيحيين للإسلام ستتأكد العامة ساعتها أن هذا الرجل هو بالفعل
خاتم أئمة أهل بيت النبوة وأنه المهدي المنتظر الذي بشر به رسول الله، عندئذ
ستلتف حوله وستدعه يوجهها ويقودها، وهكذا ينقاد أتباع الديانة الإسلامية
للمهدي المنتظر.

3 - بالنسبة لليهود، عصا موسى يعرفها الخاصة والعامة من أتباع الديانة.

اليهودية ويعرفون قدرتها، وهذه العصا موجودة مع الإمام المهدي، وهو على
استعداد لإظهارها والاعلان عن وجودها بكل وسائل الإعلان. كذلك فإن تابوت
السكينة معروف عند اليهود، والألواح التي نزلت على موسى يعرفها خاصة اليهود
وعامتهم وهي موجودة بحوزة الإمام المهدي وهو مستعد لإطلاع وفود اليهود أو
كل اليهود عليها. (راجع الحديث رقم 225 ج 1 و 226) هذه أدلة مادية قطعية لا
يستطيع أتباع اليهودية أن ينكروها، أو يتنكروا لها، وفي النهاية لا بد من أن
يؤمن اليهود بأن المهدي على الحق وأنه قد حسم الصراع بنفس الأدوات والوسائل
التي قامت عليها الديانة اليهودية، فيضطرون في النهاية للدخول في الإسلام
والاعتراف بإمامة المهدي وقيادته، أو مواجهة الموت.

4 - بالنسبة للذين لا يعتنقون دينا سماويا عندما يرون إقبال المسيحيين
والمسلمين، واليهود على المهدي واعترافهم بإمامته وقيادته ودخولهم في دينه،
وعندما يرون المعجزات، وأبواب الرخاء والكفاية قد تفتحت، فإنهم سيدخلون
حتما في دين الله، وسيعترفون بإمامة المهدي وقيادته.

5 - في ما يتعلق بأئمة الضلالة (الحكام الظالمين) فإنهم لا إيمان لهم، ولا
يعرفون ولا يفهمون إلا لغة القوة والتغلب والقهر وأن تظاهروا بغير ذلك فهم
كاذبون، وبهذه الحالة يتوجب على الإمام المهدي أن يحسم الصراع معهم بنفس
الأدوات والوسائل التي أسست حكمهم الظالم وهي القوة، سيقمعهم الإمام المهدي وبغير رحمة، وسيطهر الأرض من رجسهم، وسيسقطهم صنما بعد صنم،
وسيردد كما ردد أبوه رسول الله من قبل: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل
كان زهوقا)..

الفصل الرابع العقيدة القتالية للمهدي المنتظر وأنصاره

لكي نفهم هذه العقيدة

مشكلة الإمام المهدي مع معتنقي الديانات السماوية الثلاث سيحلها الإمام المهدي بالأدوات والوسائل التي يحتج بها أتباع كل ديانة من هذه الديانات الثلاث
السابقة كما بينا قبل قليل، فعندما يعلن المسيح نفسه أنه وزير للإمام المهدي،
وأنه على دينه، وأن المهدي إمامه وأميره، وعندما يصلي المسيح نفسه خلف
الإمام المهدي، وعندما يقدم الإمام المهدي النسخة الأصلية والوحيدة من الإنجيل
الذي أنزله الله على عيسى، وعندما يرى المسيحيون الآيات والمعجزات التي
تخضع لها الأعناق فعلى الأقل فإن الأكثرية الساحقة منهم ستعتنق الإسلام لأنه دين
المهدي والمسيح معا.

وعندما يرى أتباع الديانة اليهودية عصا موسى تتحرك بيد المهدي على الوجه
الذي يريد وبنفس القدرة والكفاءة التي كانت تتحرك فيها مع موسى، وعندما يظهر
الإمام المهدي النسخة الأصلية والوحيدة للألواح التي أنزلها الله على موسى،
وعندما يأتيهم التابوت، فإنهم سيكابرون في البداية، ولكن الأكثرية الساحقة في
النهاية وأمام البراهين والأدلة القاطعة والمعجزات التي تخضع لها الأعناق
سيعتنقون الإسلام دين المهدي ودين موسى وهارون.

وعندما يزول الوهم ويتحرر لا شعور المسلمين من عقدة الرعب والخوف من.

قطع العطاء، والرهبة من سطوة الخلفاء، ويكتشفون فساد فقه الهوى وثقافة
التاريخ سيسيرون خلف الإمام المهدي ليعلمهم دينهم من جديد.

أما الذين لا يعتنقون دينا سماويا فسيبهرهم التحول الديني على مستوى
العالم وستدهشهم الآيات والمعجزات التي تظهر على يد المهدي، والمنجزات
التي يحققها، عندئذ سيقبلون على دين الله وسيدخلون فيه أفواجا. فلا مشكلة
للمهدي معهم جميعا إنما مشكلته مع أئمة الضلالة الذين ملأوا الأرض ظلما
وجورا وعدوانا.

الإمام المهدي وجها لوجه مع أئمة الضلالة أو الحكام الظالمين

رأينا أن مشكلة الإمام المهدي ستحل مع أتباع الديانات السماوية الثلاثة وأن
الأكثرية الساحقة منهم ستعتنق الإسلام، وأن المسلمين سيفهمون أحكام دينهم
الحقيقية، وسيكتشفون زيف فقه الهوى، وثقافة التاريخ، وسيعرفون بالفعل قيمة
أهل بيت النبوة ومكانتهم عند الله، وربما ندموا على ما فرطوا في جنب الله وكافة
المشاكل التي ستعترض الإمام المهدي سيتولى حلها بالتسديد والتوفيق الإلهيين.

المشكلة العظمى تتمثل بأئمة الضلالة أو الحكام الظالمين

بينا في الفصول السابقة أن الإمام المهدي لن يظهر قبل أن يرقى الظلمة، أو
بمعنى آخر قبل أن يحكم الظالمون العالم كله، ويعمموا فقه الهوى بين الناس،
فكل ظالم يجمع الظلمة والمنتفعين من ظلمه وينقض على الإقليم الذي يقيمون
فيه، ثم يستولي على السلطة بالقوة والتغلب والقهر، ويحكمون سيطرتهم، ثم
تبدأ بعد ذلك عملية التنافس بين أئمة الضلالة لتوسيع رقعة ممالكهم، أو نفوذهم
فيشعلون حروبا لا ناقة للشعوب فيها ولا جمل، ونتيجة لحكم الظالمين ولتعميم
فقه الهوى، وللتنافس المقيت على توسيع رقعة الملك أو مدى النفوذ تمتلئ
الأرض كلها بالظلم والجور والعدوان وهي ثمرات طبيعية لوجود أئمة الضلالة،
ولسيادة فقههم الفاسد وأثناء إحكام الظالمين لسيطرتهم ولقبضتهم الحديدية على.

الشعوب يزرعون في قلوب أبناء الشعوب الأرض وقبائله الرعب والهلع والخوف،
فمصير الذي لا يسير بركابهم الموت الزؤام، أو قطع رزقه وحرمانه من حقوقه،
وتجويعه حتى الموت البطئ، تلك الأساليب الإجرامية التي عممها الظالمون في
الأرض طبعت أبناء الجنس البشري بطابع الذل، ووسمتهم بسمة العبودية،
وأبطلت في نفوسهم عناصر المقاومة، وجعلت الرعب والخوف مقيما دائما
بلا شعور كل واحد من ضحايا الظلم والظالمين. وتحول كل واحد من رعاياهم إلى
آلة بأيديهم أو مطية من مطاياهم أو عبد من عبيدهم.

اللغة التي يفهمها أئمة الضلالة

أئمة الضلالة يتقنون لغة واحدة وهي لغة القوة، والغلبة، والبطش والقهر،
والإذلال، والقتل، والرعب، والخوف، هذه هي مقومات وجودهم، وأساس
ملكهم، وضمانة استمراره، وهم لا يعرفون الدين إلا بالقدر الذي يروي شهوة
الحكم عندهم، ويخدم هذه الشهوة وهم لا يعرفون الرحمة إلا كأداة من أدوات
ضحكهم على عباد الله. إن أئمة الضلالة وأعوانهم لا دين لهم ولا أخلاق، ولا
مبادئ، ولا يقرون بوجود أية حواجز تقف بوجه ظلمهم، أو ما يريدون، لقد
حولوا الكرة الأرضية إلى غابة يحكم القوي فيها الضعيف، ويفترس ذو الأنياب من
لا ناب له، حولوها إلى مسرح لا شرعية عملية فيه إلا الظلم وفقه الهوى. فالقوة
أولا، والقوة هي عصب الحياة وناموسها.

جوهر مشكلة الإمام المهدي مع أئمة الضلالة في الأرض

أئمة الضلالة الذين يحكمون العالم عند ظهور الإمام المهدي لن يتركوا
الحكم بالرضا، لأنهم لا يفهمون الرضا، ولا وجود لهذه الكلمة في قواميسهم
ومن جهة أخرى، فإن أئمة الضلالة قد أدمنوا شهوة الحكم، وباعتقادهم أن حياتهم
ستنتهي إن هم تخلوا عنه، ويخيل إليهم أن الكرة الأرضية ستخرب إن لم
يحكموها، ومن جهة ثالثة، فإن القوة والقوة وحدها هي الحكم الفصل بين أئمة
الظلم ومن ينازعهم الحكم. والأخطر من ذلك كله أن أئمة الضلالة قد حولوا.

الشعوب إلى عبيد أو رقيق وسلبوا منهم روح المقاومة، وأسكنوا بلا شعورهم
الرعب والخوف والقلق، فصار الأفراد أدوات، مجرد أدوات بيد الأنظمة الظالمة،
يتبنون تماما ما يتبناه المجرمون الظالمون، يحاربون إذا حارب الظالمون،
ويسالمون إذا سالم الظالمون، يتكلمون إذا أمروا بالكلام ويصمتون إن أمروا
بالصمت!!

مواجهة المهدي لأئمة الضلالة قدر محتوم لا مفر منه

رأينا أن الإمام المهدي مكلف إلهيا بتحقيق غايات كبرى لا بد من تحقيقها
ومن هذه الغايات تطهير الأرض من أعداء الله، والظالمون هم أشرس وأقذر أعداء
الله، ومن مهام المهدي أن يملأ الأرض بالعدل والقسط كما ملأها الظالمون
المجرمون بالظلم والعدوان والجور، وتلك غايات لا يمكن تحقيقها دون القضاء
التام على الظالمين، وقصمهم وبمنتهى العنف والقسوة، أئمة الضلالة يرفضون
التخلي عن الحكم طوعا، ويرفضون رفع فقههم الفاسد من واقع الحياة،
ويرفضون أن يعطوا الحرية للشعوب لتختار ما تريد، وهم يلوحون بالقوة والقهر
باعتبارهما أساس حكمهم وعماد وجودهم، وهم يقبلون بالقوة كحكم فصل بينهم
وبين الإمام المهدي، الذي لا يخفي أهدافه، المتمثلة بالقضاء على حكم الظالمين
وتأديبهم، ومحاكمتهم على جرائمهم، وتحرير البشرية من سطوتهم. والمهدي لن
يتراجع عن تحقيق أهدافه، لأنه ملزم إلهيا بتحقيقها. وأئمة الضلالة لن يتراجعوا
عن مواقفهم المتزمتة، فمعنى ذلك كله حدوث ووقوع المواجهة، ونشوب حرب
ضروس تطعن فيها الكلى، وتقطع فيها الرقاب. حرب حقيقية بين المهدي وجند
الله من جهة، وبين أئمة الضلالة في العالم ومن والاهم رغبة أو رهبة من جهة
أخرى.

طبيعة ومصادر العقيدة القتالية للمهدي وأعوانه

الإمام المهدي يمثل قمة الوعي البشري، فهو إمام زمانه المؤهل والمعد
إعدادا إلهيا لسيادة العالم كله، وهو مرجع بذاته، فما من سؤال على مستوى العالم.

إلا ويعرف جوابه، وما من مشكلة إلا ويعرف الحل الأنسب لها. هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن المهدي كإمام وكوارث لعلمي النبوة والكتاب على علم يقيني
بتاريخ الظلم والظالمين الأسود في العالم، ومواقف الظالمين المخزية من الرسل
والأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحين، ومن جهة ثالثة فإن الإمام المهدي بوصفه
خاتم أئمة أهل بيت النبوة على علم يقيني بحجم الظلم والتشريد والقتل والتطريد
الذي اقترفه الظالمون بحق آبائه وأجداده الأكرمين وبحق مواليهم الصادقين، ثم إن
الإمام المهدي نفسه أحد ضحايا الظلم والتطريد والتشريد، ثم إن أي محاكمة
عادلة ومنصفة ستدين الظالمين، وستحملهم مسؤولية إجهاض الدعوة الإسلامية
وصرفها عن مسيرتها، تلك المسيرة التي لو بقيت في مسارها الصحيح لتغير مجرى
التاريخ، ولكان العالم بغنى عن قرون من الهول والاضطهاد والظلم، ثم إن
الظالمين هم الذين أذلوا الجنس البشري، وألبسوه أزياء الذل والهوان والعبودية،
وصادروا منه كافة الحقوق التي وهبها الله تعالى له، كل هذه الأسباب جعلت من
الظالمين العدو الأول لله ولرسوله، ولأهل بيته ولمن والاهم، وقد عهد الله لرسله
ولأوليائه بأن لا يركنوا إلى الظالمين، ثم إن الظالمين رجس، وقد أمر المهدي بأن
يطهر الأرض من أعداء الله ومن رجسهم، وأن يفرغها تماما من ظلمهم، وأن
يملأها بالعدل كما ملأها الظالمون بالجور والظلم والعدوان. هذه طبيعة
ومستندات ومصادر العقيدة القتالية للإمام المهدي وأعوانه، وهي طبيعة خاصة
تفرض على الإمام المهدي وأعوانه، أن يضربوا الظالمين وأعوانهم بكل قسوة
وبدون رحمة، لأن القسوة مع الظالمين مهما اشتدت لن تبلغ معشار الجرائم القذرة
التي ارتكبوها بحق الله ورسوله والمؤمنين والجنس البشري عامة، فالظالمون
مجرمون عتاة، لا يمكن إصلاحهم أو استصلاحهم، لقد مردوا على الظلم،
وكفروا بالله ورسوله، وعبدوا مصالحهم وشهواتهم من دون الله، وسخروا كل ما
طالته أيديهم لإشباع تلك المصالح والشهوات، إنهم أساتذة بالكفر والفسوق
والنفاق فما طالت أيديهم النجسة شيئا إلا لوثته وأفسدته، فالحل الجذري يكمن
بالقضاء عليهم وتهديم أركانهم، وتقليع أظافرهم بشكل لا تنمو بعده أبدا..

نماذج من أساليب الإمام المهدي وأصحابه في تعاملهم مع الظالمين

1 - قال الإمام علي: (بأبي ابن خيرة الإماء (يعني المهدي) يسومهم
خسفا، ويسقيهم بكأس مصبرة، ولا يعطيهم إلا السيف، فعند ذلك تتمنى فجرة
قريش لو أن لها مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها، لا يكف عنهم حتى يرضى
الله). (راجع الحديث رقم 656، وراجع المصادر المدونة تحته).

2 - ومثل قول الإمام علي... (أما والله لو قام قائمنا لأخرج من هذا
الموضع اثني عشر ألف درع، واثني عشر ألف بيضة لها وجهان، ثم ألبسها اثني
عشر ألف رجلا من ولد العجم، ثم ليتأمر بهم، ليقتلن كل من كان على خلاف ما
هم عليه، إني لأعلم ذلك وأراه كما أعلم هذا اليوم)، (الحديث رقم 657 ج 3).

3 - ومثله حديث الإمام علي: (ويبقى المنتظر المهدي من آل محمد فيسير
في الدنيا وسيفه على عاتقه)... (الحديث رقم 659 ج 3).

4 - ومثله حديث الإمام الحسين: (... يظهر الله قائمنا فينتقم من
الظالمين...). (الحديث رقم 704).

5 - وقول الإمام الحسين لابنه علي: (.... يا ولدي يا علي والله لا يسكن
دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل علي دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين
ألفا). (الحديث رقم 705).

6 - قال الإمام الحسين لمحدثه: (يا بشر ما بقاء قريش إذا قدم القائم
المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم صبرا، ثم قدم خمسمائة فضرب
أعناقهم صبرا، ثم خمسمائة فضرب أعناقهم صبرا، قال بشر: فقلت له: أصلحك
الله، أيبلغون ذلك ؟ فقال الحسين: إن موالي القوم منهم...). (الحديث رقم
607).

7 - ومثله حديث الإمام الحسين: (أما والله لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله
مني رجلا يقتل منكم ألفا ومع الألف ألفا ومع الألف ألفا قال الراوي فقلت:

جعلت فداك إن هؤلاء أولاد كذا وكذا لا يبلغون هذا، فقال: ويحك في ذلك.

الزمان يكون الرجل من صلبه كذا وكذا رجلا وإن مولى القوم من أنفسهم)..

(الحديث رقم 707).

ولكن لماذا قريش بالذات ؟

بطون قريش ال 23 هي التي وقفت وقفة رجل واحد ضد النبي، وضد بني
هاشم وضد من والاهم طوال فترة ال 13 سنة التي سبقت الهجرة وهي التي تآمرت
على قتل النبي مرات متعددة، وحصرته وبني هاشم وقاطعتهم ثلاث سنين في
شعب أبي طالب، وهي التي استعدت عليه العرب وجيشت الجيوش وحاربته بعد
الهجرة بكل سهم، وبكل وسائل الحرب، ولم تتوقف بطون قريش عن القتال إلا
بعد أن أحاط بها النبي، ودخل عاصمة الشرك، فاستسلمت واضطرت مكرهة
لإعلان إسلامها، فسمى رسول الله أبناءها بالطلقاء، وعفى عنهم، وبعد العفو
اختلط المهاجر من بطون قريش بالطليق، ورتبوا أمر الانقلاب على الشرعية
الإلهية، ورفعوا شعار أن الهاشميين قد أخذوا النبوة ولا ينبغي لهم أن يأخذوا
الملك أيضا، وبموجب هذا الشعار أخذت بطون قريش الأئمة الذين اختارهم الله
لحكم الأمة، ووضعت بدلا منهم خلفاء موالين للبطون ومن أبنائها، فكانت بطون
قريش هي التي وضعت اللبنة الأولى للنظام الوضعي، وهي أول من رفع الحكم
الإلهي من الأرض، وهي التي حلت عرى الإسلام بدءا من الحكم وانتهاء بالصلاة
والطلقاء منهم هم أول من اخترع فقه الهوى، فهم معدن الظلم ومنبته الأول،
ومنهم انطلق كل شئ، وبطون قريش هي التي شرعت قوانين التطريد والتشريد
والتقتيل لآل محمد، وهي التي نفذت بأيديها كل تلك الجرائم، فأحرقت،
وقتلت، وشردت وهددت، وأذلت آل محمد، وجرأت الناس عليهم، وأخرتهم
وهم المتقدمون، وقدمت عليهم كل متأخر، فتخرجت على يد أبنائها كوادر
الظالمين، وعتاة الطغاة، فهل تعجب بربك إن قتل الإمام المهدي منهم ألفا
وخمسمائة أو ثلاثة آلاف!! من ذريتهم السالكين درب آبائهم وأجدادهم!! إن إبادة
تلك النوعية هي الجزاء المناسب لجرائمها! (راجع كتابنا المواجهة تجد التوثيق
والتفصيل)..

8 - قال الإمام الباقر:: (حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك
مقرب، أو نبي مرسل، أو مؤمن ممتحن، أو مدينة محصنة، فإذا وقع أمرنا، وجاء
مهدينا، كان الرجل من شيعتنا أجرأ من ليث، وأمضى من سنان، يطأ عدونا
برجليه، ويضربه بكفيه، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد). (راجع
الحديث رقم 822 ج 3).

9 - وروى الإمام الباقر: (اسمه اسمي)، قال الراوي: أيسير بسيرة
محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال الباقر: (هيهات هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته، قلت: جعلت
فداك لم ؟ قال: إن رسول الله سار في أمته بالمن، كان يتألف الناس، والقائم يسير
بالقتل، بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا، ويل
لمن ناوأه). (الحديث رقم 840 ج 3).

10 وروى الإمام الباقر أيضا: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج
لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا من قريش، فلا
يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس، ليس
هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم). (الحديث رقم 841 ج 3).

11 - روى الإمام الباقر أيضا: (.... لما قتل الحسين ضجت عليه
الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيدنا، أتغفل عمن قتل
صفوتك وابن صفوتك، وخيرتك من خلقك)، فأوحى الله عز وجل إليهم: (قروا
ملائكتي فوعزتي وجلالي لانتقمن منهم ولو بعد حين، ثم كشف الله عن الأئمة من
ولد الحسين للملائكة، فسرت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم يصلي، فقال
عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم). (الحديث رقم 849) فالإمام المهدي إحدى
مهماته هي ثأر الحسين.

12 - وروى الإمام الصادق.... (ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
جورا وظلما، ويقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم لرحم).

(الحديث رقم 1108).

13 - وروى الإمام الصادق أيضا: (... إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين.

العرب وقريش إلا السيف ما يأخذ منها إلا بالسيف، وما يستعجلون بخروج
القائم، والله ما لباسه إلا الغليظ، وما طعامه إلا الشعير الجشب، وما هو إلا
السيف والموت تحت ظل السيف). (الحديث رقم 1106 ج 4).

تعامل الإمام المهدي مع الظالمين بعهد من رسول الله

روى الإمام الصادق: (يقتل القائم حتى يبلغ السوق، فيقول له رجل من ولد
أبيه، إنك لتجفل الناس إجفال النعم، فبعهد من رسول الله أو بماذا ؟ قال: وليس
في الناس رجل أشد منه بأسا، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له: لتسكنن أو
لأضربن عنقك، فعند ذلك يخرج القائم عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). (راجع الحديث
رقم 1109 ج 4)..

الفصل الخامس معارك الإمام المهدي وحروبه

ليس لدينا تاريخا مدونا، ومنهجا يحتوي على المعارك الحربية والحروب
التي سيخوضها الإمام المهدي، ولا نعرف على وجه اليقين التسلل الزمني لتلك
المعارك والحروب، ويكمن السبب في أن التاريخ يتناول حوادث وقعت، ويخرج
عن دائرة اختصاصه الحوادث التي لم تقع، ثم إن المعلومات التي وردتنا عن
معارك المهدي وحروبه، معلومات غيبية لا يعلمها إلا الله ورسوله، ولا مجال
للاجتهاد أو التخمين بها، فهي جميعها تسند للرسول أو لأولئك الذين سمعوه وهو
يتحدث بها، وقد تبين أن الحديث النبوي قد تعرض لمحنة هائلة، حيث منعت
سلطات دولة الخلافة التاريخية رواية وكتابة الأحاديث النبوية من اليوم الثالث
لوفاة الرسول واستمر هذا المنع قرابة مائة عام وبعد المائة عام اقتنع المسلمون
بخطأ وفساد قرار دولة الخلافة القاضي بمنع رواية وكتابة الأحاديث النبوية، فأقبل
علماء دولة الخلافة على كتابة ورواية أحاديث الرسول بعد قرابة مائة عام من
صدورها عنه، ولم تر دولة الخلافة آنذاك ضررا من رواية وكتابة أحاديث النبي،
لأن ثقافة التاريخ قد استقرت نهائيا، ولأن فقه دولة الخلافة التاريخية قد ألقى
أجرانه في الأرض وفي النفوس رغبة أو رهبة، واكتشف علماء دولة الخلافة من
الأحاديث النبوية التفاصيل الكلية (لنظرية المهدي المنتظر) فرووا وأخرجوا كل ما
سمعوه حول هذا الموضوع بما لا يتعارض مع الثقافة التاريخية، والسنن التي
اخترعها الخلفاء بعد وفاة النبي، ومع الخط العام التي سارت عليه دولة الخلافة

التاريخية، والذي يقوم على تأخير أهل بيت النبوة، والحط من شأنهم، وعدم
الاعتراف بمكانتهم المميزة في الأمة، وعدم تصديق ادعائهم بأنهم ورثة النبي،
وأصحاب الحق الشرعي بقيادة الأمة وإظهارهم وإظهار من والاهم بصورة من
ينازع الأمر أهله، وبصورة الطامعين بالسلطة، المتربصين بشق عصا الطاعة،
وتفريق الأمة والجماعة، ولا نبالغ إذا ما قلنا بأن ثقافة تاريخ دولة الخلافة مكرسة
لإثبات تلك المزاعم ولإثبات شرعية حكم أولئك التي استولوا على منصب
الخلافة بالقوة والتغلب وكثرة الأتباع!!

هذا المناخ القائم على تحريف الحقائق أدى إلى عزل أهل بيت النبوة،
وعزل أوليائهم، وحرمان الأمة والعالم من الاستفادة من أئمة أهل بيت النبوة الذين
ورثوا علمي النبوة والكتاب، وعلى سبيل المثال فإن أئمة أهل بيت النبوة كانوا
يعرفون معرفة يقينية التفاصيل الكلية والجزئية لنظرية المهدي المنتظر قبل أن
يكتشفها علماء شيعة الخلفاء بمائة عام ونيف، ولكن الأئمة كانوا محاصرين من
دولة الخلافة، ومراقبين هم وأوليائهم مراقبة دقيقة من قبل عيون تلك الدولة
وجواسيسها الذين كانوا يترصدون كل ما يصدر منه ليجدوا لأنفسهم السبيل
لإيذائهم أو قتلهم أو تشريدهم أو تطريدهم!! ولما فتحت أبواب رواية الحديث
وكتابته بعد مائة عام من المنع، ألقت الدولة وكل أعوانها بثقلهم كله للتشكيك
بكل ما يصدر عن أئمة أهل بيت النبوة، وعن أوليائهم وفي أحسن الأحوال صار
حديث إمام أهل بيت النبوة كحديث بعض الرواة!!!

ثم إن الأحاديث التي روتها طواقم معاوية وعماله، والهادفة إلى محق مكانة
أهل بيت النبوة، والقضاء على فضائلهم، وإظهارهم بصورة أفراد عاديين من
الصحابة. هذه الأحاديث ألقت بظلها القاتم على كل شئ، لأن معاوية لما تم له
ما أراد من جمع عشرات الألوف من الأحاديث التي اخترعها رواته وعماله، عمم
هذه الأحاديث على الناس، وفرض على الخاصة والعامة تعلمها، ثم تناقلتها
الأجيال معتقدة بصحتها وهي باطلة من أساسها، ولما انقضت مدة الألف شهر
السوداء، واستولى العباسيون على منصب الخلافة بالقهر والتغلب كما فعل
الأمويون من قبلهم، وجد الناس مناهج تربوية وتعليمية جاهزة، وأحاديث موثقة.

من الناحية الشكلية فنقلوها كما هي دون تعديل ولا تبديل، وإذا وجدوا حديثا
يتعارض معها، كان القول الفصل للأحاديث التي روتها طواقم معاوية!!

وبعد مرور مدة طويلة على فتح أبواب رواية الحديث وكتابته، تجمعت
ملايين المرويات، واختلط الحابل بالنابل ولم تعد تدري أيا من أي وهذا ما يجعل
مهمة الباحث المنصف الطالب للحقائق الشرعية المجردة مهمة شاقة، أصعب من
قطع الحجارة.

الطريقة المثلى للوقوف على معارك الإمام المهدي وحروبه

وأفضل الطرق المؤدية للوقوف على معارك الإمام المهدي وحروبه تكمن
بسرد الروايات التي تعالج هذه الناحية، والتركيز بشكل خاص على روايات أئمة
أهل بيت النبوة الأعلام، لأنهم ورثة علمي النبوة والكتاب، ولأن الله قد شهد
بطهارتهم، ولأنهم آل محمد، ولأنهم الثقل الأصغر، وتزداد روايتهم أهمية إذا
رواها معهم أو عنهم بعض علماء شيعة الخلفاء، لأن مثل هذه الروايات ستكون
حجة على الخصم، وشهادة منه بصحتها، وإدانة منه لنفسه، وقد قصرنا اهتمامنا
ما وسعنا الجهد للتركيز والاهتمام الخاص بهذه الروايات.

الرسول الأعظم يلخص معارك الإمام المهدي وحروبه

لخص رسول الله معارك الإمام المهدي بسلسلة من الأحاديث التي عالجت
هذه الناحية نوجزها فيما يلي:

1 - قال رسول الله أن المهدي المنتظر (... لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها
إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس، ليس هذا من
آل محمد، ولو كان من آل محمد رحم). (راجع الحديث رقم 841 ج 3).

وتكمن علة هذه البداية بأن بطون قريش هي صاحبة نظريات تأخير
آل محمد، وتجاهل مكانتهم، وعدم الاعتراف بها، وهي صاحبة النظرية الشهيرة.

(النبوة لبني هاشم والملك لبطون قريش) وقريش هي التي اخترعت فقه الهوى،
وأوجدت ثقافة التاريخ، وحولت الفقه والثقافة إلى مناهج تربوية وتعليمية فرضتها
بالقوة على الناس وبطون قريش هي الأكثر كراهية في العالم لرئاسة آل محمد،
فمن الطبيعي أن يرتب المهدي أموره مع هذه البطون، وأن يحاسبها حسابا عسيرا
على ما فرطت في جنب الله، وما تسببت به من هدم الشرعية الإلهية وحرمان
البشرية من حكومة آل محمد، ومن عدلهم، ومن علمهم.

ولأن قريش لها تأثير على العرب، فبعض الروايات بينت بأنه لن يخرج مع
المهدي في البداية من العرب أحد، لأن العرب هم أكثر الناس تأثرا بثقافة التاريخ
وفقه الهوى وكراهية لرئاسة آل محمد، وهنا يكمن السبب في أن المهدي سيبدأ
بقريش، وسيصب نقمته عليها، وقد توسعنا في هذه الناحية عندما بحثنا العقيدة
القتالية للإمام المهدي وأصحابه. وبعد أن يصفي الإمام المهدي حساباته مع قريش
ومع العرب ينطلق.

2 - إن الإمام المهدي سيفتح كافة حصون الضلالة في العالم فعند ظهور
الإمام المهدي سيكون أئمة الضلالة قد أحكموا سيطرتهم على العالم، فيدخل
الإمام المهدي بمواجهة معهم ويفتح حصونهم جميعا. وقد صرح رسول الله بهذه
الحقيقة إلى ابنته الزهراء فاطمة قائلا: (... يا فاطمة والذي بعثني بالحق، وإن
منهما (أي الحسن والحسين) مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا،
وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض... فيبعث الله عز
وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا، يقوم بالدين في آخر
الزمان كما قمت به أول الزمان)... (الحديث رقم 79 ج 1).

3 - ثم إن الرسول الأعظم قد أكد بشكل قاطع بأن الإمام المهدي سيظهر
حتما على الجبابرة في الأرض حيث قال... (فيجتمع إليه (أي للمهدي) ثلاثمائة
وأربعة عشر رجلا فيهم نسوة، فيظهر على كل جبار وابن جبار...) (الحديث رقم
34 ج 1).

4 - وبين الرسول الكريم أن هذه الحتمية وعد إلهي، وقرار محتوم حيث
أخبره الله تعالى به عندما أسرى به إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى،

/ 13