الفصل الثاني علماء أهل السنة يكتشفون أن المهدي المنتظر من أهل البيت ومن ذرية النبي وأن اسمه محمد!!! - حقیقة الاعتقاد بالإمام المهدی المنتظر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حقیقة الاعتقاد بالإمام المهدی المنتظر - نسخه متنی

أحمد حسین یعقوب اردنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استقرت سنة اللعن والشتم وكراهية أهل بيت النبوة ومن والاهم حولت دولة
معاوية والدولة الأموية عامة هذه السنن وتلك المرويات المختلقة إلى مناهج
تربوية وتعليمية تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات، وتناقلتها الأجيال
كمسلمات، وبقيت هذه المناهج سارية المفعول وسياسة عامة للدولة الأموية
طوال ألف شهر، ولما سقطت الدولة الأموية، وأفل النجم الأموي الرهيب، لم
تسقط الثقافة الأموية، ثقافة الرعب والارهاب وقلب الحقائق، بل أثمرت فقه
الهوى الذي صار الأساس الواقعي للفقه الذي عرف بالإسلامي فيما بعد، وبعد
قرابة مائة عام اقتنع المسلمون بضرورة كتابة الأحاديث النبوية وروايتها ولمحت
الدولة العباسية وأحست بهذا الاقتناع ولم تر بأسا من عدم اعتراضه، ولا حاجة
لاستمرارية منع رواية وكتابة أحاديث الرسول، بل رأت فيه الفرصة لدعم الحكم
العباسي، فالعباس عم النبي وله فضائل، والعباسيون من بني هاشم، وللهاشميين
مواقف مشرفة في التاريخ. فتفتحت أبواب رواية وكتابة الأحاديث النبوية في هذا
المناخ السائد والمناخ الوراثي المسيطر.

الآن يمكنك أن تتفهم موقف شيعة الخلفاء من اسم المهدي واسم أبيه واسم رهطه

بعد أن توقفنا بالفقرة السابقة وبعمق عند الأساس الذي قامت عليه دولة
الخلافة، وعلى الطريقة التي تكونت منها الثقافة التاريخية المعادية تماما لأهل بيت
النبوة، والمنكرة لأي حق من حقوقهم، وعلى المحنة التي تعرض لها الحديث
النبوي، والغاية من منع رواية وكتابة الأحاديث النبوية، يمكنك أن تتفهم وتفهم
موقف شيعة الخفاء من اسم المهدي واسم أبيه ورهطه. لما رفع الحظر وتفتحت
الأبواب والمنافذ على رواية وكتابة الأحاديث النبوية، وفوجئ علماء أهل السنة
ورعايا دولة الخلافة التاريخية بحجم ونوعية وزخم الأحاديث والأخبار التي
تحدثت عن المهدي المنتظر الذي بشر به النبي، وهي من الكثرة ومن الصحة ومن
التواتر ومن الشيوع بحيث لا يمكن تجاهلها، وهي فوق هذا وذاك مناقضة لواقع
وثقافة دولة الخلافة التاريخية، فاحتارت الدولة العباسية المشرفة بطريقة غير
مباشرة على الرواية والكتابة والحاكمة الفعلية للعلماء الذين يروون ويكتبون هذه.

الأحاديث والأخبار فيمكن للدولة العباسية، كما كان ممكنا للدولة الأموية من
قبل، وكما كان ممكنا لأي خليفة أن يقتل أي عالم أو أي إنسان لأي سبب يراه
دون بيان الأسباب، فحسب الثقافة التاريخية المستقرة بالنفوس ليس أمام المسلم
إلا الالتزام بالطاعة، أو مواجهة الموت، وقد فهم علماء دولة الخلافة مضامين
هذه الثقافة وقواعد اللعبة، فلم يحرجوا الدولة، ولم يحرجوا أنفسهم فقاموا
بعملهم ضمن الإطار العام لهذه اللعبة الرهيبة.

التمييع ومحاولة تفريغ النصوص من مضامينها

بحثنا هذه الناحية من قبل، ولا بأس من بحثها بمنتهى الاختصار لغايات
الربط المحكم للبحث
1 - المهدي رجل مجهول الهوية والاسم ولا يعرف له نسب في العرب،
إنما هو مجرد شخص من الأمة، هذه مضامين حديث من الأحاديث التي تدخلت
الدولة العباسية بوضعها، أو أحد الأحاديث التي رواها طاقم معاوية، ووجدها
العلماء مكتوبة وجاهزة، وما يدرينا أن العلماء لم يقووا على مواجهة العامة
بحقيقة، أن المهدي من ذرية النبي ومن آل علي لأن قد العامة قد أشربت الثقافة
التاريخية وفقه الهوى، فكان لا بد من إعداد العامة لتقبل حقيقة المهدي بالتمهيد
بهذا العموم العجيب، وقد ورد حديثان بهذا المضمون أشرنا إليهما بالبحوث
السابقة.

2 - يبدوا أن الحديث الأول قد أثار ردة فعل وتساؤلات مثل: لماذا لا يكون
المهدي من ذرية الخليفة الأول، أو الثاني أو الثالث، أو من ذرية معاوية أو
الحكم بن العاص، أو من ذرية العباسيين على الأقل، لقد أحدث الحديث الأول
بلبلة في عالم الرواية، فتدخلت الدولة وعملاؤها، وأرادوا أن يضعوا حدا لهذه
البلبلة فرووا حديثا ينفي أن يكون المهدي من أمة محمد كلها، ويبين بأن المهدي
هو المسيح ابن مريم، وهذه أول مرة يذكر فيها اسم المهدي (المسيح ابن مريم)
وما يدرينا أيضا أن هذا الحديث من الأحاديث التي روتها طواقم رواة معاوية بعد
أن تيقنوا من أن المهدي من ذرية النبي وآل علي، فأرادوا أن يصرفوا هذا الشرف.

والتكليف الإلهي، وأن يطعموه لعيسى ابن مريم كحل وسط، وقد ثبت لعلماء أهل
السنة أن هذا الحديث موضوع ومكذوب، بالرغم من جودة صناعته، وأن بعض
الرواة لا وجود لهم بالواقع إنما هم من صنع الأوهام.

3 - ثم خطر ببال بعض الأذكياء المرتزقة، أو خططت أجهزة الدولة العباسية
لتروي بواسطة أجهزتها وعناصرها المتخصصة أحاديث تفيد، بأن المهدي من ذرية
العباس بن عبد المطلب عم النبي، ومثل هذه الروايات تجر مغنما للرواة وترضي
الدولة، وتوطد حكمها ويستعقلها العامة، فالعباس عم النبي بالفعل، والعباسيون
هم الحكام، ومن بيدهم العطاء والجاه والنفوذ، وشاعت هذه الأحاديث وروج لها
جهاز الدولة، وليس من المستبعد أنها قد أدخلت بالمناهج التربوية والتعليمية
المعتمدة في دولة بني العباس، ونكاد أن نقطع بأن هذه النماذج الثلاثة من
مخلفات روايات طواقم معاوية التي حرصت على صرف كل خير وشرف عن أهل
بيت النبوة وإعطائه لأي كان غيرهم، ولما شرع العلماء برواية وتدوين الأحاديث
النبوية ومنها أحاديث المهدي وأخباره وجدوا هذه الروايات مكتوبة وجاهزة،
وجزءا من المناهج التربوية التي استقرت بنفوس الرعية طويلا، فنقلوها كما هي،
ومن يقوى على الجهر بحرمان البيت العباسي الحاكم من هذا الشرف!! بل إن
نقلها دليل موضوعية!! وحجة للعالم!! وإثبات وجود!!.

الفصل الثاني علماء أهل السنة يكتشفون أن المهدي المنتظر من أهل البيت ومن ذرية النبي وأن اسمه محمد!!!

الموضوعية!!

الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة هم ورثة علمي النبوة والكتاب، وهم
المرجعية والقيادة الشرعية للأمة، وقد أهلهم الله ورسوله للإجابة على أي سؤال
جوابا يقينيا.

لكن الأكثرية الساحقة جدا من رعايا دولة الخلافة، بما فيهم العلماء كانوا
يجهلون ذلك جهلا تاما، وتلك نتيجة طبيعية للثقافة التاريخية التي مكنتها دولة
الخلافة في النفوس، والتي أشرنا إليها بعمق وإيجاز قبل قليل، ثم بدأ علماء دولة
الخلافة يكتشفون المكانة الشرعية لأهل بيت النبوة والمؤهلات العلمية للأئمة
الأعلام، ولكن علماء أهل السنة لم يكونوا على يقين من ذلك، ثم إن هناك حالة
القسر الاجتماعي والفجوة النفسية التي صنعتها ثقافة التاريخ، والتي تحول دون
التيقن من معلومات أهل بيت النبوة!!

لذلك أوجد علماء دولة الخلافة لأنفسهم قواعد ووسائل معينة لرواية
أحاديث الرسول، وتميز صحيحها من باطلها، وقويها من ضعيفها، وجدوا
واجتهدوا بطلب أحاديث الرسول، وممن رووا عن الثقاة، (ومستوري الحال)،.

وعن المجاهيل وعن أولياء الجميع، ولكهنم لم يرووا عن أي رجل متهم بموالاة
أهل بيت النبوة، أو التشيع لهم، لأنهم رأوا في ذلك إخلال: (بالأمانة
والموضوعية) ووفق قواعد هذه الموضوعية، لا حرج على العلماء لو رووا
أحاديث النبي عن معاوية، أو عن الحكم بن العاص، أو عن أي رجل من شيعتهم
ومن مواليهم، لكن الحرج كل الحرج والاخلال (بالموضوعية العلمية) يتأتى من
الرواية عن أي شخص من موالي أهل بيت النبوة!! حتى ولو كان نقيا تقيا صادقا
قديسا، لأن الثقة والأمانة والتشيع لأهل بيت النبوة عندهم لا يجتمعان!!! لقد قال
أحدهم عن الشافعي عندما سئل عنه ليس بثقة، والسبب أن الشافعي كان يجهر
بحب أهل بيت النبوة!! ولما قيل لذلك العالم أن زيدا من الناس ثقة وهو شيعي
اندهش ذلك العالم وعبر عن حقيقة مشاعره بقوله: (شيعي وثقة)!!!!!.

هذه هي طبيعة الموضوعية التي التزمتها غالبية العلماء من شيعة دولة
الخلافة، ومع هذا فقد توصلت إلى نتائج مذهلة حقا!!!

النتائج المذهلة التي توصل لها علماء شيعة الخلفاء حول اسم المهدي واسم جده ورهطه

1 - لقد تبين لعلماء أهل السنة بعد رواياتهم المكثفة لأحاديث الرسول،
ووفق مناهجهم وقواعدهم الموضوعية أن المهدي المنتظر من عترة النبي أهل
بيته. (الحديث 44 و 55 و 57 و 59 و 62 و 68 و 69 و 70 و 84 و 88 و 95 و 96 من
أحاديث معجم الإمام المهدي ج 1، وراجع عشرات المراجع المبينة إزاء كل منها
وقد حكم علماء أهل السنة بصحة هذه الأحاديث وتواترها).

2 - وأبعد من ذلك فقد أكد علماء أهل السنة أن المهدي المنتظر من ولد
فاطمة. (راجع الحديث 74 و 81 من أحاديث الإمام المهدي، وراجع المراجع
المذكورة تحتها، والحديث 77 والحديث 99).

وقد حكم علماء أهل السنة
بصحة هذه الأحاديث وتواترها أيضا).

3 - وأوضح من ذلك فقد توصل علماء أهل السنة على أن المهدي المنتظر
من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب. (الحديث 75 و 76 والحديث رقم 100.

ج 1 من معجم الأحاديث). وقد حكم علماء أهل السنة بصحة هذه الأحاديث
وتواترها أيضا.

4 - وروى علماء أهل السنة أحاديث عن النبي تضمنت بأنه قد قال:

(المهدي من ولدي) أي من أحفاده وذريته الطاهرة. (راجع الحديث رقم 64 و 72
و 75 و 86 من أحاديث معجم أحاديث الإمام المهدي، وراجع المراجع المدرجة
تحت كل واحد منها). وقد صحت هذه الأحاديث عند علماء أهل السنة،
وتواترت.

5 - وتبين لعلماء أهل السنة أيضا بأن رسول الله قد قال: بأن اسم المهدي
كاسم الرسول (محمد). (راجع الحديث 60 و 64، (اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي)
و 75 من أحاديث الإمام المهدي ج 1). ثم ذكروا هذه الأحاديث بصيغة أخرى
فقالوا أن رسول الله قد قال: (بأن اسم المهدي يواطئ اسم النبي. (راجع الحديث
68 و 90 و 97 و 98 و 99، وقدروا أن المواطأة تعني المتشابهة أي أن اسم المهدي
يشبه اسم النبي)!!

وقد صحت عندهم هذه الأحاديث وتواترت أيضا، واقتنع بصحتها العامة
والخاصة فيهم.

ومعنى ذلك فإن شيعة الخلفاء أو أهل السنة قد تيقنوا بأن المهدي المنتظر
من عترة النبي أهل بيته، ومن صلب علي بن أبي طالب، وبالتحديد من صلب
الحسين، ومن أحفاد فاطمة بنت النبي، وأن اسمه كاسم الرسول (محمد) وهذا
خط الدفاع الثاني وهم لم يتجاوزوه قيد أنملة، فلا يمكنهم الاعتراف بأن المهدي
هو محمد بن الحسن ثاني عشر أئمة أهل بيت النبوة وخاتمهم، لأنهم لو فعلوا
ذلك لانهار البناء على ساكنيه، ولسحبوا ضمنا بساط الشرعية والمشروعية من
تحت أقدام الخلافة التاريخية كلها، ولكانوا شركاء بالجرم!! ولكن ما توصل إليه
علماء أهل السنة الأفذاذ في هذا المجال يعتبر إنجازا علميا بكل الموازين، وتمردا
مذهلا على ثقافة التاريخ والحواجز النفسية التي ترسخت في نفوس العامة
والخاصة من شيعة الخلفاء وبعض علماء أهل السنة تجاهلوا تلك الثقافة التاريخية
وأثرها وصرحوا علنا بأن المهدي المنتظر هو محمد بن الحسن ثاني عشر أئمة أهل

بيت النبوة، وقد أشرنا إلى مؤلفاتهم في بحوثنا السابقة.

المهدي المنتظر خاتم الخلفاء أو الأئمة الشرعيين

أجمع أئمة أهل بيت النبوة الأعلام على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سمى الأئمة
الشرعيين من بعده، وحصرهم بأثني عشر خليفة أو إماما، وأن الرسول الأعظم قد
أكد وبكل وسائل التأكيد، بأن عليا بن أبي طالب هو أول الخلفاء أو الأئمة
الشرعيين، وأن المهدي المنتظر محمد بن الحسن هو خاتم الخلفاء، أو الأئمة
الشرعيين المؤهلين إلهيا للمرجعية وقيادة الأمة.

وتبعا لإجماع أئمة أهل بيت النبوة أجمعت شيعتهم التي تتلمذت على
أيديهم، ونهلت العلوم منهم مباشرة، وصارت هذه المعلومات من الحقائق الدينية
التي يرسلون صحتها إرسال المسلمات.

وقد روى أهل السنة أحاديث عن رسول الله صحت وتواترت عندهم، مفادها
أن المهدي هو آخر الأئمة وخاتمهم مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (بنا يختم الدين كما بنا
فتح)... (ابن حماد ص 102، والطبراني في الأوسط ج 1 ص 136 - 157،
والبيهقي على ما في عقد الدرر، وعقد الدرر ص 25 ب 1 وص 142 ب 7،
ومجمع الزوائد ج 7 ص 216، ومقدمة ابن خلدون ص 253 ب 53، والحديث
رقم 154 من المعجم).

ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا: (الأئمة من بعدي اثني عشر، أولهم أنت يا علي
وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها). (مناقب ابن
شهرآشوب ج 1 ص 298، وغاية المرام ص 710 ب 142 ح 18، وينابيع
المودة للقندوزي الحنفي ص 492 - 493، ومنتخب الأثر ص 58، والحديث
رقم 155، من المعجم).

ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا: (يا علي إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين
وكائن منكما.. عدتهم عدة أشهر السنة آخرهم يصلي عيسى ابن مريم خلفه).

(النعماني ص 57 ب 4 ج 1، ومنتخب الأثر ص 29، والبحار ج 36 ص 272،.

والحديث رقم 157 من المعجم ج 1).

ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي الأئمة الراشدون.... من ولدك اثني عشر، وأنت
أولهم وآخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض عدلا وقسطا). (الحديث رقم
156 ج 1 من المعجم، والنعماني ص 92 ب 4 ح 27، ومنتخب الأثر ص 60 -
61، والبحار ج 6 ص 259).

إجماع الأمة على عدد الأئمة أو الخلفاء

1 - أهل بيت النبوة ومن والاهم وتخرج من مدرستهم يؤكدون بأن الأئمة أو
الخلفاء الشرعيين من بعد النبي اثنا عشر، وأن الله قد اختارهم وأعدهم وأهلهم
للقيادة والمرجعية من بعد النبي، وسماهم لرسوله وتسعة منهم لم يولدوا بعد،
وأن دور الرسول كان مقتصرا على إعلان ما أوحي إليه من ربه. وكان أول أولئك
الأئمة علي بن أبي طالب، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر وأنه قد حيل
بينهم وبين الممارسة الفعلية لحقهم الشرعي بخلافة النبي وقيادة الأمة من بعده،
لأن الأمة قد اتبعت الغالب وخذلت الأئمة الشرعيين.

2 - والخلفاء التاريخيون ومن والاهم وتخرج من مدارسهم يؤكدون جميعا،
بأن الرسول بالفعل قد أكد وبين، بأن الخلفاء أو الأمراء أو الأئمة أو النقباء من
بعده اثني عشر، وقد جزموا بصدور هذا عن رسول الله وصحت عندهم هذه
الأحاديث وتواترت وأرسلوها إرسال المسلمات.

ولكنهم جميعا لا يعرفون أسماء هؤلاء الاثني عشر، ويدعون بأن الرسول لم
يسم أي واحد منهم!! ولا يعرفون أول الاثني عشر ولا خاتمهم.

شيعة الخلفاء أمام مشكلة كبرى

إذا صدق الخلفاء وشيعتهم أهل بيت النبوة وما قالوه عن الاثني عشر إماما،
فمعنى ذلك أن الخلفاء وشيعتهم قد أدانوا أنفسهم، وأقروا إقرارا شرعيا، بأنهم قد
غصبوا الأمر من أهله، وأخرجوه من معدنه. وفي ذلك قلب كامل للواقع التاريخي
كله وسحب لبساط الشرعية من تحت أقدام كافة الخلفاء التاريخيين، ولا يتصور.

عاقل أن يفعل الخلفاء وشيعتهم ذلك!!! وهل يعقل أن يكون الخلفاء التاريخيين
الذين ملكوا الجاه والنفوذ وخزائن الأموال ومن والاهم على باطل، وهم الأكثرية
الساحقة جدا من الأمة وأن يكون أهل بيت النبوة وآل محمد والقلة المستضعفة
التي والتهم على الحق!!!

محاولة الخروج من المأزق وإيجاد حل للمشكلة

لقد تبين للخلفاء التاريخيين وشيعتهم أن عدد الذين تولوا الخلافة أو الإمارة
من بعد النبي بالمئات، فكيف يوفقون بين العدد 12 وبين المئات!! لقد انقسموا
إلى طوائف، فكل طائفة وضعت قائمة بأسماء اثني عشر خليفة، وزعمت كل
طائفة أن الأسماء الواردة في قائمتها ربما كانت هي التي عناها رسول الله!!!

والمدهش أن كافة قوائمهم تضمنت اسم معاوية، مع كل تاريخه، ومع كل ما
فعله، وتضمنت اسم ابنه يزيد الذي هدم الكعبة، وأباح مدينة رسول الله، وهتك
أعراضها، وقتل ابن النبي، وأباد ذريته، وتضمنت القائمة اسم مروان بن الحكم
الذي لعنه رسول الله!! وهم للآن لا يعرفون من هو خاتم الخلفاء الاثني عشر.

هل المهدي في نظر شيعة الخلفاء خليفة ؟

أخرج أحاديثه البخاري ومسلم بالوصف و 52 من علماء الحديث عند أهل
السنة أخرجوه بالاسم ولكنه عندهم ليس من الاثني عشر الذين عناهم رسول الله،
فإذا كان المهدي المنتظر الذي يعترفون بأنه سيفتح مشارق الأرض ومغاربها،
ويكون دولة عالمية، وينشر الإسلام في الأرض، ويملأ الأرض قسطا وعدلا ليس
خليفة من الاثني عشر على الأقل، فمن هو الخليفة إذا، ومن هو خاتم الخلفاء
إذا، وهل يعد المهدي خلفاء أو خليفة يختمهم!! إنهم أمام خيارين، فإما أن
التضحية بالدين أو بالتاريخ، وقد عزموا على أن يثبتوا شرعية الخلافة التاريخية
وأفعالها وبكل وسائل الإثبات ولو بالقوة!! لأنهم قد أشربوا ثقافتها، واختلط
فقهها مع لحمهم ودمهم، فهي حي بشعورهم ولا شعورهم!! إنها حالة عجيبة
حقا، فهم يتمسكون برواية رجل يقول إنه قد سمى صحابي يقول إنه قد سمع
رسول الله يقول كذا وكذا.

ويهملون رواية أهل بيت النبوة الذين عاشوا مع الرسول تحت سقف واحد
طوال حياته المباركة، ورافقوه في حله وترحاله، وورثوا منه علمي النبوة
والكتاب، وأكد الرسول بأنهم والقرآن ثقلان، وأن الهدى لا يدرك إلا بهما، وأن
الله قد فرض مودتهم على الجميع، وشهد لهم بالطهارة، وجعل الصلاة عليهم
جزءا من الصلاة المفروضة على العباد! إن هذا لأمر عجاب!! ما سمعنا بهذا،
والأنكى أنهم لا يقبلون رواية من يواليهم!! في نفس الوقت الذي يقبلون فيه
رواية أعداء الله ورسوله!!

إنها مشكلة كبرى لا يحلها إلا المهدي المنتظر خاتم الخلفاء الأئمة
الشرعيين.

مكانة المهدي المنتظر ومقامه

للمهدي المنتظر مكانة خاصة، ومقام رفيع عند الله سبحانه وتعالى، فهو
أحد سادات أهل الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة
أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر والحسن والحسين والمهدي). (راجع تاريخ البخاري
على ما في فتن ابن كثير، وفتن ابن كثير ج 4 ص 44 عن ابن ماجة، وراجع سنن
ابن ماجة ج 2 ص 1368 ب 4 ح 4087، والطبراني، والحاكم ج 3 ص 211،
وتاريخ بغداد ج 9 ص 434، وراجع الحديث رقم 110 ج 1 من معجم أحاديث
الإمام المهدي تجد عشرات المراجع).

ويكفي المهدي شرفا، ومكانته علوا أن عيسى ابن مريم يصلي خلفه،
ويرتضي به إماما له، وقد أكد الرسول الأعظم بأن الجنة: (تشتاق إلى أربعة من
أهلي قد أحبهم الله وأمرني بحبهم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي
الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم). (راجع الحديث رقم 113 ج 1 من معجم
أحاديث الإمام المهدي). وقد بين الرسول بأن (المهدي طاووس أهل الجنة).

(راجع الحديث رقم 114 ج 1 من معجم أحاديث الإمام المهدي، وراجع
المراجع المدونة تحته منها عقد الدرر ص 148، ومصابيح السنة للبغوي،
والحاوي للسيوطي ج 2 ص 83، والفردوس ج 4 ص 222، وينابيع المودة.

ص 181 ب 56). ثم إن المهدي من خيرة الله سبحانه وتعالى. قال الرسول مرة:

(إن الله اختار من كل شئ شيئا... وأختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي
ليلة القدر، وأختار مني ومن علي الحسن والحسين... تاسعهم باطنهم وهو
ظاهرهم وهو أفضلهم وهو قائمهم ينفون عنه...) راجع الحديث 122 ج 1 من
معجم أحاديث الإمام المهدي وراجع المراجع المذكورة تحته).

وهذا الحديث القدسي يبين مقام المهدي ومكانته عند الله وعند رسوله،
وجسامة المهام المناطة به. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما عرج بي إلى السماء السابعة
ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب النور، ناداني ربي جل جلاله
قائلا: وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي
وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى، وكلمتي العليا، وبه
أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وبه أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على
الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري، وإعلان
ديني، ذلك وليي حقا ومهدي عبادي صدقا). (راجع الحديث رقم 123 ج 1 من
المعجم والمراجع المذكورة تحته)..

الفصل الثالث آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر

الأهداف الكبرى والمهام العظمى

المهام الكبرى، والمهام العظمى المناطة بالإمام المهدي مهمة تنفيذها
وتحقيقها تستدعي آيات ومعجزات من نوع مكثف وخاص. فالمهدي المنتظر
مكلف بأن يقطف ثمرة جهد كافة الأنبياء والرسل والأوصياء، وأن يحقق ما تطلعوا
إلى تحقيقه، وذلك بأن يهدي سكان الكرة الأرضية من مختلف الأديان إلى دين الله
الواحد وهو الإسلام، ومكلف بأن يكون دولة عالمية تسمل كافة أقاليم الكرة
الأرضية برا وبحرا وجوا، ويحمل جنسيتها كافة أبناء الجنس البشري المتواجدين
على الكرة الأرضية في زمن المهدي، ومكلف أيضا بأن يجعل المنظومة الإلهية
قانونا نافذا في كافة أرجاء دولته العالمية، وأن ينشر العدل المطلق، ويحقق
الكفاية والرخاء التام لكافة أبناء الجنس البشري، ليتعرف العالم على طبيعة الحكم
الإلهي، ونتائج هذا إن طبق، وليحيا أبناء الجنس البشري العصر الذهبي في ظلال
هذا الحكم قبل قيام القيامة بقليل. وتلك أهداف ومهام لم يكلف بها نبي ولا
رسول ولا وحي قط قبل المهدي المنتظر، كانت مهمة النبي والرسول والوحي
على الإطلاق: (أي نبي أو رسول أو وحي) مقتصرة على بذل العناية، وإقامة
الحجة، ولا تنصب بكليتها على تحقيق غاية، فالنبي أو الرسول أي نبي أو رسول،.

مطالب بأن يبلغ رسالات ربه، وأن يبذل العناية الكافية بهداية قومه، وأن يثبت بأنه
حقيقة نبي الله ورسوله، فإذا رفضت هذه الأمة أو تلك مضامين الرسالة الإلهية، فإن
هذا الرسول أو ذاك غير مخول بجر الناس إلى الحق جرا، وإلزامهم بالاعتراف
بمضامين الرسالة الإلهية قسرا، لأن الفئة القليلة المؤمنة التي آمنت به وصدقت
بمضامين الرسالة الإلهية لا تقوى على مواجهة الأكثرية الساحقة الكافرة بتلك
المضامين، والمواجهة بهذه الحالة لون من ألوان الانتحار، لأن نتائج المواجهة
محسومة سلفا وفقا لموضوعية وقواعد عملية (الابتلاء الإلهي) التي يجب أن
تجري في مناخ حيادي، حتى يخضع العمل للثواب أو العقاب!! وأمام عدم قدرة
الفئة المؤمنة على المواجهة، ولأنه لا بد من عقاب الذين كذبوا رسولهم، وكفروا
بمضامين رسالته، فقد ختمت أكثر الرسالة الإلهية بالعذاب النكر الذي صبه الله
تعالى على الأكثرية الفاسدة التي آمنت بباطل أئمة الضلالة، وكفرت بالحق الذي
جاءت به الرسالات الإلهية، فتصبح رسالة كل نبي سطر في تاريخ الهداية الإلهية،
ومشعل يتألق نوره وسط عالم ملأه المجرمون بالظلمات.

مهمة الإمام المهدي المنتظر مختلفة اختلافا جوهريا

إذا كان النبي، أي نبي مكلف إلهيا ببذل عناية بقوم وعلى رقعة محدودة من
الأرض، فإن الإمام المهدي مكلف إلهيا بتحقيق غاية على مستوى الكرة الأرضية،
وعلى مستوى العالم كله، وتحقيق غايات الإمام المهدي كاملة، وتنفيذ المهام
المنوطة به من المحتومات الإلهية التي لا مفر من تحقيقها، لأن الله تعالى قد حتم
ذلك، وكلف الإمام المنتظر بتحقيق كافة الغايات الإلهية التي حددها تعالى بنفسه،
وأن ينفذ كافة المهام الإلهية التي وضعها الله تعالى بنفسه، ووعد الإمام المهدي
بالدعم المطلق، والتأييد المطلق اللازمين لتحقيق الغايات الكبرى والأهداف
العظمى، فلا بد أن يدخل سكان الكرة الأرضية في زمن المهدي بالإسلام، ولا بد
من أن يكون المهدي دولته العالمية الشاملة لكل بقاع الأرض، ولا بد أيضا من أن
تكون المنظومة الحقوقية الإلهية هي القانون النافذ على كل سكان الأرض، ولا بد
من نشر العدالة المطلقة، وتحقيق الاكتفاء التام والرخاء المطلق لكل بني البشر،.

هذه أوامر الله، وتلك مشيئته التي لا راد لها، وهي حتميات لا بد من وقوعها
بالكم والكيف الذي أراده الله.

آيات ومعجزات كافية لتحقيق الغايات وإنجاز المهمات

الأهداف والمهام الكبرى المناطة بالإمام المهدي المنتظر تحقيقها على
مستوى الكرة الأرضية، وعلى مستوى بني البشر جميعا تحتاج إلى آيات ومعجزات
كافية، وناطقة بالحق، فإذا كان النبي موسى المكلف بإنقاذ بني إسرائيل من قبضة
الفرعون، وهداية الإقليم المصري يحتاج إلى تسع آيات بينات، ومع أنه قد أظهر
هذه الآيات التسع إلا أن أهل مصر لم يهتدوا، وأثمرت هذه الآيات عن إنقاذ بني
إسرائيل فقط وهدايتهم إلى حين، ومع أن الآيات والمعجزات الربانية قد تتابعت
وأظهرها موسى جميعا، إلا أن بني إسرائيل قد انحرفوا انحرافا كبيرا، وعبدوا
العجل عندما غاب عنهم موسى أياما معدودات، وحال الأنبياء جميعا لم تختلف
كثيرا عن حال موسى، ومعاناتهم لم تقل عن معاناته، إذا كان هذا الكم والكيف
من المعجزات قد أظهرهما الله تعالى وأيد بهما موسى لغايات إنقاذ بني إسرائيل من
قبضة فرعون وهدايتهم، وهم مجرد عشيرة، فما هو حجم الآيات والمعجزات التي
تلزم لتحقيق المحتومات المكلف الإمام المهدي بتحقيقها وهي على مستوى الكرة
الأرضية ومستوى الجنس البشري!!!! من المؤكد بأن الله سبحانه وتعالى سيزود
الإمام المهدي بالآيات والمعجزات اللازمة والكافية لتحقيق الغايات، وإنجاز
المهمات التي كلفه الله تعالى بتحقيقها وإنجازها.

نماذج من الآيات والمعجزات التي سيظهرها الله على يد المهدي المنتظر

قال الإمام جعفر الصادق: (ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا
ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا، لإتمام الحجة على الأعداء). (راجع
الحديث رقم 931 من معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 380، وإثبات
الرجعة للفضل بن شاذان، وإثبات الهداة ج 3 ص 700، ومنتخب الأثر ص 312

ح 3). والإمام جعفر الصادق لا يحدث مثل هذا الحديث برأيه أو تحليله أو
استنتاجاته، إنما يحدثه رواية عن أبيه، وعن جده، وعن رسول الله، وهذا ثابت عن
الأئمة الكرام بأنهم إذا حدثوا فإنما يحدثون عن رسول الله، فضلا عن ذلك، فإن
هذا الجزم من رجل وإمام معروف بالصادق لا يتسع به الرأي ولا الاجتهاد، وعلى
أي حال، فإن أهل بيت النبوة مجمعون على أنهم قد سمعوا ووعوا رسول الله وهو
يؤكد بأن الله سبحانه وتعالى سيزود المهدي بالآيات والمعجزات الكافية لتحقيق
الغايات الكبرى، وتنفيذ المهام العظمى التي أناط الله تعالى بالمهدي تحقيقها
وتنفيذها وأن هذه الأحاديث صحيحة ومتواترة عندهم، وهم يجزمون بأنها قد
صدرت من رسول الله بالفعل، وتبعا لإجماع أئمة أهل بيت النبوة، وجزمهم
ويقينهم أجمعت شيعتهم التي تتلمذت على أيديهم، ونهلت العلوم منهم، ومع
الإجماع جزمت وتيقنت بأن رسول الله قد أكد بالفعل، بأن الله سبحانه وتعالى
سيظهر على يد المهدي المنتظر الآيات والمعجزات الكافية، لتحقيق الغايات
الكبرى التي كلفه الله تعالى بتحقيقها. وهذا الإجماع والجزم واليقين من
المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان من شيعة أهل بيت النبوة المخلصين.

1 - فمع المهدي راية النبي الغالبة الحديث رقم 771، ومعه سلاح النبي
الحديث رقم 772، ومعه مواريث النبي الحديث رقم 773، ومعه عصا موسى
وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وأنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت
للمهدي ليصنع، كما كان موسى يصنع بها، وأنها لتروع وتلقف، ومعه حجر
موسى لا ينزل المهدي منزلا إلا انبعثت عين منه، فمن كان جائعا شبع ومن كان
طمآنا روي. (راجع الحديث 775 و 777).

2 - ينادي مناد من السماء ألا إن الحق في آل محمد الحديث 813، وينادي
المنادي: (إن المهدي من آل محمد، فلان بن فلان باسمه واسم أبيه الحديث
815، ويسمع هذا النداء أهل المشرق والمغرب، حتى تسمعه الفتاة في خدرها
الحديث 817.

3 - ويخرج المهدي المصحف الذي كتبه علي كما أنزله الله بخط يده،
وبإملاء رسول الله، ويخرج الجامعة التي فيها بيان حكم كل شئ حتى أرش.

الخدش. (راجع الحديث رقم 1115).

4 - وروي أن الملائكة الذين نصروا محمد يوم بدر الأرض ما صعدوا
بعد ولا يصعدوا حتى ينصروا المهدي، الحديث 824.

نماذج من أحاديث رواها شيعة الخلفاء أو أهل السنة عن بعض معجزات الإمام المهدي

1 - (يخرج الإمام المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي
خليفة الله فاتبعوه). (راجع الحديث رقم 118 ج 1 من المعجم. راجع بيان
الشافعي ح 511 ب 15، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 298، وقال:

روته الحفاظ كأبي نعيم، والطبراني، والحاوي للفتاوي للسيوطي ج 2 ص 61،
وتاريخ الخميس ج 2 ص 288 عن أبي نعيم).

2 - ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي إن هذا هو
المهدي فاتبعوه. (رواه الطبراني، وأبو نعيم، وبيان الشافعي ص 512 ب 16،
راجع الحديث رقم 119 ج 1).

3 - يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما
دار ينادي مناد بصوت فصيح هذا هو المهدي، الحديث 120.

4 - (مع المهدي راية رسول الله المغلبة)... (الحديث رقم 133 ج 1
وابن حماد ص 98، وملاحم ابن طاووس ص 68 ب 140، وعرف السيوطي
الحاوي ج 2 ص 75).

5 - في راية المهدي مكتوب البيعة لله. (راجع الحديث رقم 134 ج 1).

6 - قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فلو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى
يأتيهم رجل من أهل بيتي تكون الملائكة بين يديه ويظهر الإسلام). (رواه الترمذي
على ما في تحفة الأشراف ج 9 ص 428، والديلمي على ما في كنز العمال
ج 14 ص 269 ح 38684، والفردوس ج 3 ص 372، وتذكرة القرطبي
ص 700، راجع الحديث رقم 84 ج 1 من أحاديث المهدي)..

وقد صحت هذه الأحاديث وأمثالها عند أهل السنة وتواترت، وجزموا بأنها
قد صدرت بالفعل من رسول الله.

لماذا وصف بالمهدي ؟

الله سبحانه وتعالى هو الذي وصف الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت
النبوة بالمهدي، وبناء على هذا الوصف الإلهي بشر رسول الله بهذا الرجل ووصفه
بالمهدي أيضا وبناء على هذين الوصفين اعتقد المسلمون قاطبة بهذا الوصف
فأطلقوه على الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة، أو على ذلك الخليفة
الذي سيملك مشارق الأرض ومغاربها، ويكون دولة عالمية، وينشر العدل
والرخاء والإسلام في الكرة الأرضية. أما لماذا وصف بالمهدي ؟ فقد وردت عدة
أخبار عن رسول الله وأهل بيته تجيب على هذا السؤال منها:

! - فعن الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه قال:

(إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدي لأمر خفي، يهدي ما في صدور الناس،
ويخرج التوراة من مغارة في أنطاكية، ويعطى حكم سليمان). (راجع الحديث رقم
748 ج 3 من المعجم).

2 - وروي حديث عن رسول الله أنه قد قال لعلي: (يا علي لو لم يبق من
الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له
المهدي يهدي إلى الله عز وجل ويهتدي به العرب، كما هديت أنت الكفار
والمشركين من الضلالة، ثم قال: ومكتوب على راحته بايعوه بإن البيعة لله عز
وجل. (الحديث رقم 92 ج 1 من المعجم).

وما يعنينا هنا أن الرسول قد قال: يقال له المهدي، يهدي إلى أمر الله
ويهتدي به العرب.

3 - وروي عن الإمام جعفر الصادق أنه سئل: (المهدي والقائم واحد) ؟

فقال نعم. فقال السائل: لأي شئ سمي المهدي ؟ قال الإمام: لأنه يهدي إلى كل
أمر خفي، الحديث رقم: 1121.

4 - وروي عنه أيضا أنه قد قال: (إذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى.

الإسلام جديدا، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم
مهديا، لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه)... (راجع الحديث رقم: 1122
والمراجع المذكورة تحته).

وعندما يظهر المهدي سيكون الإسلام أثرا بعد عين، وسيكون العالم كله في
ضلالة عمياء، يتخبط ولا يعرف طريق الهدى، إنه فريسة الظن والتخمين حائر
بأمره، عندئذ يظهر الإمام المهدي فيهدي العالم إلى الصراط المستقيم ويدله
عليها، ويضع تحت تصرف العالم الحوافز التي تحفزه لسلوك هذا الطريق، ومع
التأييد الإلهي، والتوفيق ينجح المهدي المنتظر بإنقاذ العالم وهدايته إلى طريق
الخير، وينجح بتوحيد أبناء الجنس البشري ويهتدي إلى الطرق التي تشيع كافة
حاجاتهم وتجعلهم يعيشون عيشة كفاية ورخاء. كل هذه الأسباب مجتمعة ومنفردة
تكمن خلف وصف الإمام الثاني عشر بالمهدي..

الفصل الرابع غيبة الإمام المهدي المنتظر

أجمع شيوخ آل محمد، أو الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة، أو العمداء
الذين اعترف العالم كله بعمادتهم لأهل بيت النبوة على أن المهدي المنتظر الذي
بشر به رسول الله هو الشيخ أو العميد أو الإمام الثاني عشر من عمداء أهل بيت
النبوة، وهو بالتحديد محمد بن الحسن، وقبل أن يولد هذا الإمام انتشرت شائعة
في أوساط الدولة العباسية، وبين رعاياها مفادها أن مولودا من ذرية محمد
رسول الله سيولد، وأنه سيكون المهدي المنتظر، وأنه سيستولي على كل أقاليم
الأرض: (بما فيها إقليم الدولة العباسية) وسيخضع الخاصة والعامة لحكمه بما
فيهم ذرية العباس، وخلفاء الدولة العباسية، فأوجست الدولة العباسية في نفسها
خيفة، وحملت هذه الإشاعة على محمل الجد، وكلفت أجهزتها السرية بمراقبة
مواليد أهل بيت النبوة، وعلى الأخص مواليد عميدهم آنذاك الحسن بن علي
الهادي المعروف بالعسكري، كان إمام العصر آنذاك أو العميد الحسن بن علي
العسكري على علم بالشائعة، وكان يعلم علم اليقين أن ابنه محمد بن الحسن الذي
سيولد هو بعينه الإمام الثاني عشر، وهو بعينه الإمام المهدي المنتظر، وكان الإمام العسكري يعلم بخيفة الدولة العباسية وبحركة أجهزتها السرية، وقد حمل هذه
الخيفة وحركة الأجهزة السرية العباسية على محمل الجد، فأخفى ولادة ولده
إخفاء تاما إلا على صفوة الصفوة من أوليائه، فلم يكن أحد يعلم أن للإمام الحسن
العسكري ولد، وأن هذا الولد هو وارثه وهو العميد من بعده، ويوم وفاة الإمام.

الحسن العسكري فوجئ أركان الدولة العباسية الذين حضروا مراسم دفن الإمام
بغلام لا يتجاوز عمره الخمس سنوات يقول لعمه الذي تأهب ليصلي بالناس على
الإمام صلاة الجنازة، تأخر يا عم أنا أولى بالصلاة على أبي!! كان الغلام هو
المهدي المنتظر، وهو العميد الثاني عشر، فأخذ العم من هول المفاجأة وتأخر،
وتقدم الإمام الغلام ليصلي بالناس على أبيه صلاة الجنازة وعلمت الدولة العباسية
أن هذا الغلام هو العميد والإمام من بعد أبيه، وتساءلت متى ولد!! وقدرت أنه
ربما كان المهدي المنتظر فهو من ذرية النبي، وسليل الأئمة العمداء، وبدأت
تستفيق من هول الصدمة، وتتعجب كيف أنها لم تعرف بولادته!! وأخذت أجهزتها
السرية تخطط لمراقبة الإمام والقضاء عليه، لأنها أيقنت أنه المهدي المنتظر الذي
عنته الأحاديث النبوية، وأنه سر الإشاعة التي انتشرت بين الناس!!! بعد ما عرف
أركان الدولة العباسية والخاصة والعامة من رعاياها أن للإمام الحسن العسكري
ولد، وأن اسمه محمد وأنه الإمام والعميد من بعد أبيه، وأنه قد أم الجميع بصلاة
الجنازة على أبيه، وبعد أن ربط الناس إشاعة المهدي الموعود المنتظر بهذا
الغلام، وبعد أن صممت أجهزة الدولة العباسية على وضع الخطط والقضاء على
هذا الإمام الغلام اختفى بالكامل، وعجزت الدولة العباسية بكل قوتها عن تحديد
مكان وجوده، أو إثبات وفاته!! كأن الغلام الإمام قد تبخر من الأرض!! وزاد من
حيرة الدولة العباسية وأجهزتها السرية، أنها قد تيقنت بأن الإمام الغلام كان
يمارس مهام الإمامة على أوليائه، فتجبى له الأموال، ويوزعها على مستحقيها
وينفقها على مصارفها الشرعية، وأنه كان يصدر الأوامر والتوجيهات لاتباعه
بواسطة سفراء، عجزت الدولة العباسية عن معرفتهم أو معرفة أمكنة إقامتهم!! لقد
كان الإمام الغلام وسفراؤه شغلها الشاغل، ولكنها لم تصل إلى نتيجة.

فيئست من العثور على الإمام الغلام، ويئست من العثور على سفرائه ومن
معرفة وسائل اتصالهم بالإمام، وانتشرت الشائعات واستقر في أذهان العامة
والخاصة من رعايا الدولة العباسية أن الإمام الغلام هو المهدي المنتظر بالفعل،
وقد رووا أنه هو وحده الذي سيخلصهم وينقذهم دون أن يضطروا لتقديم أي
تضحية!! بل سيأتيهم الخلاص والإنقاذ تماما كما تعود المطر أن يأتيهم!!.

ومن ذلك التاريخ لم تره رعايا دولة الخلافة، وإذا رأته فإنها لا تعرفه، لقد
احتارت تلك الرعايا أين ذهب الغلام الإمام، وكيف اختفى، ولم يجزم أحد
بموته، بل ولم يدع أحد موته!! وهل يعقل أن يموت شيخ أو عميد أو إمام
آل محمد ولا يعرف المسلمون بموته!!! كان كل إمام من أئمة أهل البيت أو
شيوخهم أو عمدائهم بمثابة البدر المتألق في السماء يعرفه المسلمون قاطبة على
الرغم من محاولات الخليفة وأركان دولته للتعتيم عليه، والحي من قدره،
والتقليل من مكانته، فكانت رعايا دولة الخلافة تعرف طوال التاريخ، بأن هذا
الإمام أو ذاك هو ابن رسول الله، وما من عميد أو شيخ أو إمام من عمداء أو
شيوخ أو أئمة أهل بيت النبوة قد مات إلا وعرف كل المسلمين بموته، وبكى
عليه الصادقون أو تباكى عليه الخلفاء وأعوانهم!! فهل يعقل أن يموت محمد بن
الحسن (المهدي المنتظر) وهو إمام وابن إمام، وهو شيخ آل محمد وعميدهم ولا
يعرف الناس عن موته!!! وحتى دولة الخلافة التي كانت تحصي على الناس
أنفاسهم لا تدعي بأن هذا الإمام قد مات، لأنها لا تملك دليلا وليس بإمكانها
تلفيق دليل من عندها!!

كل هذا يعني بأن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة وهو محمد بن
الحسن (المهدي المنتظر) ما زال حيا يرزق، ولكنه غائب أو مغيب إلهيا عن
أعين الناس، وهو يعرفهم، ويراهم، وقد يرونه ويعرفونه، ولكنهم يجهلون أنه
الإمام المهدي المنتظر أو أنه محمد بن الحسن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل
بيت النبوة.

أحاديث عن رسول الله

روى المسلمون أحاديث عن رسول الله تبين بأن رسول الله قد قال بأن
المهدي المنتظر، ستكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأنام. (راجع الحديث رقم
159 والحديث رقم 160، 161). وقد بين الرسول أن غيبة المهدي ضرورية لأنه
يخاف القتل 167، بل وشجع الرسول أولياءه على موالاة الإمام المهدي وهو.

غائب، الحديث 165، والاهم أن الرسول قد أقسم بربه بأن المهدي سيغيب، لأن
هذه الغيبة ضرورية لتمحيص الذين آمنوا ومحق الكافرين وفق قواعد العدالة
والابتلاء الإلهي، الحديث 167، وقد صحت هذه الأحاديث عن رواتها،
وتواترت، وسدت جوانبا من نظرية المهدي المنتظر التي كشف رسول الله من
وجودها في الإسلام. (راجع الأحاديث ذوات الأرقام 159 - 161 و 164 و 165
و 167 و 168 من المجلد الأول من معجم أحاديث الإمام المهدي، وراجع
عشرات المراجع المذكورة تحتها).

إجماع آل محمد وأهل بيت النبوة

لا يوجد عاقل واحد في الدنيا ينكر بأن آل محمد، أو عترته أهل بيته كانت
طوال التاريخ فئة من المسلمين متميزة عن غيرها من الفئات، وفي كل زمان من
الأزمنة التي تلت موت النبي، وانتهت بموت الحسن العسكري الإمام الحادي عشر
من أئمة أهل البيت كان قد وجد على رأس هذه الفئة: (أعني آل محمد وأهل بيته)
رجل هو بمثابة العميد أو الشيخ لآل محمد، وهو بمثابة الإمام الشرعي المؤهل
إلهيا لقيادة الأمة لو سلمت إليه، وكان العالم كله يعرف هذا الإمام، ويعترف به،
ويقر أنه بالفعل شيخ آل محمد، وأنه أقرب الأحياء من أبناء عصره للنبي. وكان
العالم كله يعرف بأن عمداء آل محمد أو أئمتهم علماء على الأقل، وأنهم قد ورثوا
علوم جدهم رسول الله، أو أنهم على الأقل من علماء المسلمين!!

تلك حقائق لا يماري فيها إلا تافه أو ناصبي لقد أجمع الأئمة أو العمداء
الأحد عشر الذين تولوا رئاسة آل محمد بأنهم قد سمعوا رسول الله يؤكد بأن
المهدي المنتظر ستكون له غيبة، ثم يقبل كالشهاب الثابت على حد تعبير
رسول الله، (الحديث رقم 159 من المعجم). وقد جزموا بأن هذه التأكيدات قد
صدرت من الرسول بالفعل وهم يشهدون على ذلك. فقد أكد الإمام علي أنه سمع
الرسول، وأكد الإمام الحسن ذلك، وأكده الإمام الحسين، مثلما أكد
زين العابدين، والباقر، والصادق والكاظم، والرضا، والجواد، والهادي.

والعسكري، وهم مشيخة آل محمد طوال فترة ثلاثة قرون من الزمن! وقد وضح
شيوخ آل محمد الصورة فبينوا أن الإمام المهدي ستكون له غيبتان، الغيبة الأولى
يختفي فيها عن أعين السلطة وأوليائها، وعن عامة أوليائه، ويدير أمر أوليائه من
خلال سفراء انتقاهم أبوه، وأقر هو هذا الانتقاء، أما الغيبة الثانية فيختفي فيها
المهدي تماما ولا يعرف مكان وجوده أحد لا من السلطة، ولا من أوليائه.

نماذج من أحاديث الأئمة

قال الإمام علي: (أما والله لأقتلن أنا وابناي هذان، وليبعثن الله رجلا من
ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا به، وليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة،
(الحديث رقم 614)، ويقال عنه مات أو هلك، بل في أي واد سلك، (الحديث
615)، ومثله قوله: والتاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، وعندما سئل:

هل هو كائن ؟ أقسم الإمام علي بأنه سيكون، وأنه ستكون للمهدي غيبة وحيرة لا
يثبت فيها على دينه إلا المخلصون. (وراجع الحديث 618 و 619)، قال الإمام زين العابدين: تخفى ولادته عن الناس، وأن لصاحب هذا الأمر غيبتان، (الحديث
759 و 760)، وقال الإمام الباقر: لقائم أهل محمد غيبتان، إحداهما أطول من
الأخرى. (راجع الحديث 895 و 904 و 905 و 906 و 907 و 908 و 913 من
معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3).

الغايات المعلنة من الغيبة

كشفت بعض الأحاديث النبوية وأحاديث الأئمة عن بعض الغايات من
الغيبة، مثل الخوف من القتل، وتمحيص المؤمن، ومحق الكافر وفقا لقواعد
الابتلاء الإلهي، (الحديث 164 و 167). هذا على صعيد الأحاديث النبوية، أما
على صعيد أحاديث الأئمة فنفهم منها: (ليخرج المهدي وليس لأحد بعنقه بيعة)،
(الحديث 700 و 759)، ومثله قول الإمام جعفر عندما سئل عن الغيبة فقال:

(لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، وقال لسائله أيضا: وجه الحكمة في غيبات من
تقدمه من حجج الله، لأن وجه الحكمة من ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره).

(راجع الأحاديث أرقام 906 - 913 والمراجع المدونة تحت كل منها).

نص حديث الإمام الباقر وزوال العجب وغيبات سابقة

قال الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حول هذا
الموضوع: (يا محمد بن محمد إن في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم شبها من خمسة من
الرسل: (يونس بن متي، ويوسف بن يعقوب، وموسى وعيسى ومحمد صلوات
الله عليهم فأما شبهه من يونس بن متي، فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر
السن).

2 - وأما شبهه من يوسف بن يعقوب، فالغيبة عن خاصته وعامته واختفاؤه
من أخوته وإشكال أمره على أبيه مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته.

3 - وأما شبهه من موسى عليه السلام فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء
ولادته، وتعب شيعته من بعده، مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عز
وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه.

4 - وأما شبهه من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما
ولد، وقالت طائفة مات، وقالت طائفة قتل وصلب.

5 - وأما شبهه من جده المصطفى فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله وأعداء
رسوله الجبارين والطواغيت، وأنه ينصر بالسيف والرعب وأنه لا ترد له
راية...). (راجع الحديث رقم 770 مجلد 3 من أحاديث الإمام المهدي، راجع
المراجع المذكورة تحته).

والمعنى أن الإمام المهدي ليس أول من يغيب، وأنه ليس في الغيبة عجب.

أوصاف الإمام المهدي المنتظر

روى الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة، والعلماء الأكابر من شيعتهم
أحاديث نبوية تتضمن بعض الصفات الجسدية للإمام المهدي المنتظر.

وجاء في بعضها أن المهدي هو: (الطريد الفريد الوحيد...)، (الحديث
رقم 595) وفي آخر: (أنه فتى من قريش آدم ضرب من الرجال)... (الحديث

602)، وفي ثالث: (إنه رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل
الفخذين، أبلج الثنايا، بفخذه اليمنى شامة)... (الحديث 594)، وفي حديث
رابع، وصف المهدي: (بأنه رجل أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن،
عريض الفخذين، عظيم مشاس المنكبين، بظهره شامتان شامة على لون جلده،
وشامة على شبه شامة النبي،.. وأن الله قد أعطاه قوة أربعين رجلا.. (الحديث
رقم 593)، وجاء في (الحديث رقم 592) أن المهدي يشبه رسول الله في الخلق
والخلق... وأنه سيظهر شابا دون الأربعين. (راجع الحديث رقم 691، وجاء في
الحديث رقم 900)، أن المهدي سيرجع شابا، ووصف المهدي في حديث بأنه:

(الطريد الفريد الوحيد...) (الحديث رقم 595)، وجاء أيضا أن المهدي إذا خرج
كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان، قويا في بدنه، حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة
في الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها. (راجع الحديث
1211، وجاء في الحديث رقم 1147)... أن القائم من ولدي يعمر عمر الخليل
عشرين ومائة سنة، ثم يغيب غيبة في الدهر ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين
وثلاثين سنة.

كذلك فقد روى العلماء الأعلام من شيعة الخلفاء: (أهل السنة) طائفة من
الأحاديث النبوية التي تتحدث عن بعض أوصاف المهدي، وقد صحت هذه
الأحاديث عندهم، وتواترت وشاعت بين المسلمين مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي مني
أجلى الجبهة، أقنى الأنف)، وقد روى هذا الحديث الترمذي والنسائي والحاكم
والبيهقي وغيرهم من علماء الحديث الأفذاذ). (راجع الحديث رقم 71 ج 1 من
المعجم وراجع عشرات المراجع المذكورة تحته).

ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي من ولدي، وجهه كالقمر الدري، اللون لون
عربي، والجسم جسم إسرائيلي.. (راجع الحديث رقم 72 وعشرات المراجع
المذكورة تحته). وروى علماء أهل السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي منا أهل البيت،
أشم الأنف أقنى، أجلى)... (راجع الحديث رقم 88، والمراجع المذكورة
تحته): ورووا قوله أيضا: (يخرج المهدي وهو ابن أربعين سنة كأنه رجل من بني إسرائيل). (راجع الحديث رقم 91 ج 1 والمراجع المذكورة تحته). وقوله:

/ 13