خلق الإنسان - ثقل الکبیر و الثقل الاکبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ثقل الکبیر و الثقل الاکبر - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

[142](وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حليه تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)[143].

خلق الإنسان

خـلق الإنسان

وأمّا بخصوص الإنسان هناك حديث بين المتكلمين

فقال المعتزلة أنَّ الغاية في إيجاد العباد هو إيصال النفع إليهم وهذا باطلٌ لأنَّه يعني أنَّ الله قد استفاد بفعله واستكمل وهو الكامل فتعالى عن ذلك..

وأمّا الأشاعرة فقد أنكروا الغاية بالمرة وهذا يعني أنَّ الله ليس بحكيم في فعله كيف وكل فعل لا غاية له يكون ناقصا معطَّلا وعبثاً والله سبحانه أجلُّ من أن يصدر منه فعلٌ بلا حكمة..

وأمّا الحكماء الإلهيين يقولون أنَّه لا بدّ من غاية في صنعه تعالى ولكن لا غاية في صنعه وفعله وراء ذاته وذلك لأنَّه هو أجمل من كلِّ جميل وأجل من كل جليل وكل جمال وجلال وكمال ليس هو إلاّ انعكاس من بهاء جماله وظلّ من شمس جلاله ورشحة من بحر كماله فمنظوره ومعشوقه لا يكون إلا ذاته تعالى ولذلك قالواالعالي لا يلتفت إلى السافل بالذات إلا بالعرض. .

ونعم ما قال الشيخ الرئيس أبو على بن سينا

(لو إن إنسانا عرف الكمال الذي هو واجب الوجود الذي هو فوق التمام ثم فرض أنه منظم العوالم على مثاله، كان غرضه الواجب الوجود فإذا كان الواجب هو الفاعل فهو الغرض لذاته في فعله)[144].

شرحه

لو أنَّ الإنسان عرف الله سبحانه وتعالى بأنَّه هو الكمال المطلق الذي ليس فيه نقصٌ أصلاً والجمال الحقيقي الذي ليس فيه عيبٌ مطلقاً وكذا سائر الصفات فمن الطبيعي أنَّه لا يطلب غيرَه ولا يرغب إلاّ إليه حيث أنَّ الإنسان يعشق الأكمل والأجمل..

وهذا الكلام بعينه يجري بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى فهو الفاعل لجميع الأشياء فماذا ترى يكون الغرض من فعله؟ ليس هناك أي غرضٍ وغاية وراء فعله إلاّ ذاته المُقدَّسة فغايته نفسُه لا شيء خارج عن نفسه تأمَّل..

أقـول

من هذا المنطلق يمكننا أن نصل إلى فلسفة الخلق فلم يخلق الله الإنسان إلاّ لنفسه لا لشيء آخر لأنَّه مهما تصورنا من غايات فهي ناقصة لا يمكن أن يتوجَّه إليها الله أصلاً فكيف تكون هي غاية لفعله يستكمل بها نفسه!!.

وهناك شواهدُ كثيرةٌ من القرآن الكريم كذلك الأحاديث الشريفة تدلُّ على ذلك نكتفي هاهنا على سورة الانشقاق الآيات 6-8 ومن ثمَّ نشير إلى بعض النماذج الأخر من الآيات والروايات لنعطي هذا البحث المهم حقَّه إنشاء الله تعالى

الرجوع إلى الربّ

الرجوع إلى الربّ

القرآن الكريم في هذه السورة يؤكِّد على أنَّ الإنسان سوف يرجع إلى الله قطعاً لأنَّه خلق للبقاء ورجوعه هذا يتحقق بسعي وسرعة فيقول

(يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا).

وهذا الخطاب عام يستوعب كافَّة الناس على مختلف أديانهم ومذاهبهم حيث أنَّ الكدح إلى الربّ من مقتضيات إنسانية الإنسان لا غير فلم يقل يا أيُّها الذين آمنوا بل قال يا أيُّها الإنسان وهذا الكدح ينطلق من العشق إلى الكمال المطلق الكامن في وجود أيّ إنسان كان، والكمال المطلق يعني الله سبحانه كما أشرنا إليه وشرحناه في مقالاتنا الأخرى[145]. ومن ناحية أخرى الكلُّ بلا استثناء سوف يصل إلى الغاية والمقصد (فملاقيه) فالنتيجة والغاية واضحة وهي لقاء الرب..

ومن هذا المنطلق نعرف السرّ في خلق الإنسان حيث أنَّه خلق لأجل الوصول إلى أسمى مرتبة وأعلى مستوى وهو الوصول إلى الله والرجوع إليه، وأيَّةُ غاية أخرى غير الرجوع إلى الله مهما كانت فهي غير هادفة ويكون الخلق حينئذٍ عبثاً لا حكمة فيه يقول تعالى

(أفحسبتم أنمَّا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)[146].

فعدم الرجوع إليه تعالى يعني العبث وتعالى الله عن ذلك فهو المبدأ وهو المنتهى

(وهو الأول والآخر والظاهر والباطن)[147] (..الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء أول كل شئ ومصيره ومبدأ كل شئ ومعيده..)[148].

ملاقاة الجمال وملاقاة الجلال

ملاقاة الجمال

ثمَّ إنَّ هناك تمايزا رئيسيا بين الملاقِين ربَّهم وذلك التمايز يرجَع إلى كيفيَّة اللقاء فالموحد المؤمن يلاقي ربَّه سبحانه بجماله ورحمته ورأفته وحنانه ولطفه وعفوه وصفحه كما قال تعالى

(فأما من أوتي كتابه بيمينه*فسوف يحاسب حسابا يسيرا*وينقلب إلى أهله مسرورا).

فيصل في البداية إلى الجنات التي تجري من تحتها الأنهار ثمَّ يترقى إلى جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه وبالأخير يصل إلى الجنَّة التي جاء ذكرها في أواخر سورة الفجر قال سبحانه

(يا أيتها النفس المطمئنة*ارجعي إلى ربك راضية مرضية*فادخلي في عبادي*وادخلي جنتي).

وهذه الجنَّة التّي أضافها سبحانه وتعالى إلى نفسه هي جنّة لقاء الله على حدّ تعبيرالإمام قدس سرُّه..

وأمّا الكافر والمُلحد والمنافق فهو يلاقي ربَّه أيضاً ولكن بجلاله وعذابه وسخطه وغضبه وانتقامه لا بعفوه وصفحه كما قال سبحانه وتعالى

(وأما من أوتي كتابه وراء ظهره*فسوف يدعو ثبورا*ويصلى سعيراً).

فهم يلاقون ربهم حيث يقرُّون بذلك كما قال تعالى

(ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون).

فهم يرون جهنَّم ويرون النار الملتهبة وهم في محضر جلال الله وغضبه وانتقامه كما قال

(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون).

فالنتيجة أنَّ الغاية ترجع إلى الربِّ لا غيره..

(ألا إلى الله تصير الأمور)[149] (إنا لله وإنّا اليه راجعون)[150] (وإنَّ إلى ربك المنتهى)[151] .

ومن هنا نشاهد أنَّه تعالى يقول لموسى .

(واصطنعتك لنفسي)[152].

ولو مررنا على الأدعية المأثورة لأذعنّا بهذه الحقيقة فإليك بعض النماذج المختصرة التِّي صدرت عنهم عليهم السلام

(لأنَّك غاية أمنيتي ومنتهى بلوغ طلبتي فيا فرحه لقلوب الواصلين ويا حياة لنفوس العارفين ويا نهاية شوق المحبين أنت الذي بفنائك حطت الرحال وإليك قصدت الآمال)[153] (يا رباه يا سيداه يا غاية رغبتاه)[154] (يا غاية أمل الآملين)[155](يا غاية الطالبين)[156](يا غاية الراغبين ومنتهى أمل الراجين)[157].

خُلقنا للبقاء

خُلقنـا للبـقاء

ولو تدبَّرنا النفس وحالاتها وتجرُّدها لعرفنا أنَّه تعالى لم يخلقها لأن تعيش سنوات ثمَّ تهلك بالمرَّة لأنَّ ذلك خلاف الحكمة الإلهيَّة وخلاف عدالته ومن هنا نشاهد الكثير من الأحاديث تؤكِّد على ذلك

/ 39