صـفاته الاجتماعيـة - ثقل الکبیر و الثقل الاکبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ثقل الکبیر و الثقل الاکبر - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله)[274].

وعلى ضوئه ينبغي أن لا ننظر إلى المفاهيم الإسلامية من منظار فردي فحسب بل لا بد أن يكون المنظار الاجتماعي هو الحاكم و هو المخيم على التحليلات الإسلاميَّة والمفاهيم الأخلاقية..

فمثلا التقوى ليس هو مفهوم أخلاقي فردي فحسب بل هو مفهوم اجتماعي أيضا فهناك تقوى في الإنسان كفرد و هناك تقوى أهمّ وهو التقوى بمفهومه الاجتماعي الذي يرجع إلى الأمة المؤمنة ولكلٍ منهما أثره الخاص به ولكل جزاءه المترتب عليه وثوابه المنسجم معه. .

وكذلك مفهوم الإيثار و الإخلاص والكرم و الجود و الغيرة و الشجاعة وغيرها من القيم الإنسانية الإسلامية..

نفس الحديث يتأتّى في المفاهيم اللا إنسانية و القيم اللا أخلاقية و اللا إسلامية..كالبخل و الرياء والنفاق و الخيانة والشرهو الجبن وغيرها من المفاهيم..

نعم هناك بعض المفاهيم (وهي قليلة) يتغلب عليها الجانب الفردي كما أن هناك مفاهيم يتغلب عليها الجانب الاجتماعي، و لكن هذا لا يعني أن نتمسك بها كمفاهيم خاصّة فرديَّة..

والمتأمل في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة سوف يذعن بما قلناه. ولا بأس بذكر مثال واحد فنقول

مثلا قوله تعالى في سورة الشعراء في ثمان آيات عن لسان الأنبياء (فاتقوا الله و أطيعون)[275] وكذلك في سورة الزخرف[276]، هو خطاب للمجتمع الذي كانوا يعيشونه، ذلك المجتمع المبتعد عن واقع الدين. وليس الخطاب متوجِّهٌ إلى الأفراد خاصَّةً..

ومن هذا المنطلق نقول لو أن القيم الأخلاقية أو المفاهيم الاعتقادية رسخت في عدد من الأفراد حق الرسوخ ولكن لم تتجسد تلك المفاهيم في الأمة الإسلامية كأمة فهل يجدى ذلك نفعا للأمة؟ وهل يرتفع الضرر عن الأمة؟ من الواضح أن ذلك لا يجلب منفعة للأمَّة كما أنه سوف لا يدفع شراً عنها بل المصيبة سوف تشمل الأفراد أيضا مهما كانوا يتحلَّون بالصلاح والخير قال تعالى

(فلما نسُوا ما ذكّروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون)[277](واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أنَّ الله شديد العقاب)[278] .

وذلك حيث لا استثناء في القانون الإلهي الذي يتعلَّق بالأمَّة..

بل لو دققنا النظر وتعمقنا في الأمر لوصلنا إلى حقيقة أخرى قد استترت عن الكثير وهي أنه من الصعب أن نحكم بصلاح فرد وهو يعيش في أمة فاسدة ذلك الفرد الذي لم يوصل نفسَه إلى مستوى القيادة والإشراف على أمَّته أو لم يهجرهم هجراً جميلاً كي يسلم من آفاتهم!!.

وربما نستلهم هذا الأمر من الآتيين السابقتين

فبالنسبة إلى الآية الأولي نلاحظ أنَّ الذين نجَوا هم الذين (ينهون عن السوء) وأمّا الذين ظلموا الذين هم الفسّاق سواء المظهر فسقه أو الساكت عن الجريمة فإنَّ الله قد أهلكهم ..

وبالنسبة إلى الآية الثانية نشاهد أنَّ غير الظالمين أيضاً قد شملتهم الفتنة حيث أنَّ استسلامهم للظلم هو ظلمٌ في القاموس الإلهي. .

"صفات المنتظِر" صفات المنتظِر.

صـفاته الاجتماعيـة

الأحاديث الشريفة قد ذكرت صفات للمنتظر وهي (الحزن -التسليم-اليأس-وطول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم - والدعوة إلى دين الله سراً و جهراً-وحسن العزاء وكرم الصحبة-وحسن الجوار وبذل المعروف وكف الأذى وبسط الوجه و النصيحة والرحمة للمؤمنين وأداء الأمانة إلى البر والفاجر).

ولكن

على ضوء ما شرحنا ينبغي أن نعرف بأن صفات المنتظر ليست هي صفات فرديَّة فحسب بل ينبغي أن ينطلق الفرد منها في بادئ الأمر لتستوعب كافَّة زوايا المجتمع الذي يعيشه وتتفاعل به الأمَّة حتى تعمُّ فائدتها، فالانتظار وما يترتب عليه من الصبر والحزن وحسن العزاء واليأس ووو.. كلها لا بد أن تتجسد في المجتمع ولا تنحصر في الفرد ومع تجسُّدها في المجتمع سوف يقترب الفرج وينكشف الضرّ إنشاء الله. .

الرفض الإجتماعي

الرفض الاجتماعي

وهاهنا وبصريح العبارة نقول

أنَّ التكليف الرئيسي الذي يُمثِّل أهم التكاليف في عصر الغيبة هو ما أشرنا إليه سابقاً وهو الرفضولكن هذا التكليف ليس هو تكليفاً فردياً فحسب بل هو تكليفٌ اجتماعي فيلزم على المؤمن أن يكون رفضُه رفضاً ينطلق من منطلق شرعي الهي حتى يتقرب به إلى الله فيكون عبادةً من نمط العبادات الاجتماعية التي تخيِّم على جميع العبادات الفردية..

ولأجل أن يتَّسم الرافض للمجتمع الفاسد بوسامٍ إلهي ينبغي له أن يمارس الأمور التالية

الأول البناء الفردي وأعني به السعي للتقرب إلى الله بالتلبس بلباس التقوى الذي هو خير لباسٍ حتَّى يرتفع مستوى رفضه هذا من السلب المطلق الذِّي هو (لا) إلى سلبٍ يتضمَّن إيجاباً.وعندئذ سوف يكون رفضُه رفضاً مقدَّساً له معنى ومفهوم رسالي عميق فليست كلُّ لاءٍ هي بالفعل لاء، بل هذا النمط من اللاء أفضل من ملايين نعم إن صحَّ القياس بينهما..

فهذا الرفض ليس من السكوت المذموم الذي هو حالةٌ سلبيةٌ جوفاءُ تُعرقل الإنسان والمجتمع.كلاّ! بل هو حالةُ صراخٍ ليس مثلها صراخ (ويكفيك نموذجاً سكوت عليٍّ عليه السلام طوال خمسة وعشرين سنة) وهذه الحالة هي الحالة التكاملية التِّي تبني الإنسان وترفع من مستواه إلى الأعلى وتجعله يتكامل شيئاً فشيئاً من دون الوقوف عند حدٍّ.

وكذلك تُنمِّي المجتمع وترفع مستواه وتجعله يعيش عيشة عزيزة لا يتسرب إليها ذلٌّ وهوان ولا تعتريها آفةٌ وخذلان. فلِمَ لا تكون هذه الحالة أفضل العبادة؟ ولِمَ لا يكون أفضل الجهاد؟ ولم لا يصل هذا الإنسان المتحلِّي به إلى مستوى المتشحط بدمه في سبيل الله؟.

الصـبر

الثاني إنَّ هذا الرفض لا يمكن أن يستقرَّ في ضمير الإنسان إلا بعد تعزيزه بخصال حميدة أخرى وهي

ألف الصـبر.

وهذه الصفة هي أهم تلك الصفات لأنَّها في الواقع الضمان لتلك الحالة ، والصبر هاهنا يختلف عن الصبر في المواطن الأخرى بل الصبر الحقيقي الذي هو كالأم لسائر المصاديق هو هذا النوع من الصبر حيث اشتماله على جميع أنواع الصبر التي نطقت بها أحاديثنا الشريفة وهي ثلاثة كما في الحديث الذي نقله المحدِّث الكليني قدِّس سرُّه

(بإسناده عن على عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم الصبر ثلاثة صبرٌ عند المصيبة، وصبرٌ على الطاعة، وصبرٌ عن المعصية...)[279].

وقد ذكرت هذه الرواية درجاتٍ أخروية لكلٍّ من تلك الأصناف الثلاثة .

ولكنَّ الصبر الملازم للانتظار قد استوعب هذه المراحل الثلاثة وذلك لأنَّه

*هناك أعظم مصيبة ابتلى بها المؤمن المنتظر وهي مصيبة فقدان قائده الروحي وإمامه الثاني عشر الحجَّة بن الحسن المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، فهو يعيش حالة اليتم وهذه المعضلة العظمى بطبيعتها تتطلَّب الصبر..

*هناك طاعة تتجسد فيالتبري من كل ما و من هو يزاحم هذه الروحيَّة(أعني روحيَّة الانتظار) (فإنهم عدولي إلاّ ربّ العالمين)..

*وهناك معاصي محيطة بهذا الإنسان المؤمن إحاطة كاملة، تلك الأمور التي تقصم الظهر من المُغريات المادِّية والتسويلات الشيطانية المنتشرة على مستوى وسيع بحيث لا يلتفت الإنسان يميناً أو يساراً إلاّ وهي بارزة أمامَه خصوصاً في عصرنا الحالي حيث الأقمار الصناعية وحيث الشبكات الدوليَّة مثل الإنترنت والأجهزة الإعلاميّة التّي مهمَّتُها الرئيسي نقل الفساد إلى العالم الثالث..

فالمنتظر للدولة المباركة سوف يعيش كلَّ تلك المغريات طوال حياته فيشاهد بأمّ عينيه أنَّه يسير إلى جهة والعالم بأجمعه يسير إلى جهة أخرى مضادَّة له تماماً ومن ناحية أخرى يشاهد أنَّ جنود الشيطان وأهل الدنيا يمثِّلون السواد الأعظم فهم الملأ الذين يملئون الأعيُن..

ومن المؤسف جدّاً أنَّ أرباب الدنيا ربَّما ينطلقون من منطلق النصيحة والإصلاح والحب في مسيرتهم الباطلة حيث يُترائى أنهّا حركة إصلاحية بل إسلامية يتقرب بها إلى الله، ومن الصعب أن يقتنعوا بخطأهم أو يحتملوا ذلك، ومن الواضح أنَّ هذا الأمر سوف يجعل المؤمن المنتظر الصابر يعيش حالة صعبة أخرى وهي حالة (الغربة) ولا تتلخَّص هذه الغربة في الغربة الاجتماعية بل هناك غربة أصعب من ذلك ألا وهي الغربة الفكرية والأيديولوجية التي تؤكد عليها الأحاديث الشريفة وتجعلها من صفات وعلائم المنتظر الحقيقي كالحديث التالي

(..على بن موسى الرضا عليه السلام قال بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ثم يكون ما ذا قال ثم يرجع الحق إلى أهله)[280].

الثاني "التصابر" التصابر

فماذا يفعل إذاً هذا الصابر كي يستمرَّ في صبره ولا يهون؟ لابدّ وأن ينتقل من مرحلة الصبر إلى مرحلة أرقى وهي التصابركي يخلق الصبر في الآخرين حتَّى ينسجموا معه فيستمرَّ في مسيرته ويصمد في مواقفه حتى تحقق تلك الدولة العالميَّة المباركة،وسورة العصر هي التِّي ترسم الطريق للمؤمنين المنتظرين قال تعالى

(بسم الله الرحمن الرحيم والعَصر) .

أي قسماً بالعصر وربَّما يكون المقصود من العصر في هذه السورة هو عصر الحجَّة عجلّ الله تعالى فرجه الشريف..

أو ما ذكره الإمام قدِّس سرُّه حيث قال (يقال

/ 39