الفصل السادس - ثقل الکبیر و الثقل الاکبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ثقل الکبیر و الثقل الاکبر - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(أ فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين)[126].

وفي الحديث

(كنز العمّال روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن على عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز و جل ا فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال الموعود على بن أبي طالب وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لأوليائه في الآخرة) [127].

فهناك وعدٌ إلهي سوف يلاقيه الإنسان المؤمن وهو ليس من الحياة الدنيا ولا يتعلَّق بالقيامة فمتى هو إذاً ؟.

سوف يتضح لك ذلك الزمان الذي يُحقق الله فيه وعده فانتظر.

الفصل السادس

فلسفة العبادات والتكاليف الإلهيَّة

علل الأحكام و التكاليف الإلهيَّة .

إنَّ بني آدم وبعد خروجهم من ذلك النعيم المعنوي افتقروا إلى تكاليف ذات أبعاد مختلفة وجوانب شتَّى لكي تعالج جميع الثغرات التي حصلت لهم جراء تلك المشكلة أعنى الهبوط فالله سبحانه بحكمته ولطفه لم يترك آدم وبنوه بحالهم بعد الهبوط بل مادام قد تاب آدم ورجع فلا بد من التفضل عليه وعلى بنيه بالتكاليف المتنوعة من الصلاة والصوم والحج والجهاد ووو..كي ينجوا أنفسهم من الهبوط في دار الدنيا ويرجعوا إلى دار كرامته، فإذاً الحل الوحيد لمثل هذا الإنسان الهابط هو العمل بالتكاليف الإلهية وإن كان الإنسان الهادي لا يفتقر إلى التكاليف للوصول إلى جوار الرب حيث أنه يعيش الجنة ولكن حيث إن التكاليف هي قوانين شاملة ومستوعبة فلا يجوز فيها الاستثناء أصلا فلا بد للكل أن يعملوا بها الهابطون والهداة من غير فرق بينهم..

والجدير بالذكر إن هناك علاقة بين الأكل من الشجرة المنهيَّة التي أدَّت إلى الهبوط وبين التكاليف الإلهيَّة، وهذه العلاقة قد وصلت إلى مستوى العليَّة والمعلوليَّة، وفي علم المعقول هناك أصل ثابت يقول أنَّ العلَّة والمعلول بينهما سنخيَّة وانسجام كامل بحيث أنَّ المعلول هو الذي يعكس العلَّة تماماً وهو الذي يُظهره عيناً ومن هنا يقال للمعلول المَظهر..

"فلسفة الأحكام"

علل الشرائع و الأحكام

وعلى هذا الأساس نتمكَّن من معرفة الفلسفة العملية للأحكام والتكاليف المتنوِّعة فكُلُّ الأحكام والتكاليف ترجع إلى ما حدث في تلك الجنَّة (أعني جنَّة آدم)، تلك الحوادث التِّي أدَّت إلى خروج آدم منها ومن ثمَّ ابتلائه بعالم الكثرة كما مرَّ، كما أنَّ العمل بتلك التكاليف هي التِّي تضمن رجوع الإنسان إلى جوار ربِّه..

وقد اعتمد الإمامقدّس سرّه على هذا الأمر اعتماداً أساسياً وتحدَّث عنه في كتبه المختلفة قال إمامنا قدِّس سرُّه في كتاب الآداب المعنوية للصلاة بعد أن نقل الحديث التالي

(عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليه السلام قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد أنت الذي تزعم انك رسول الله وإنك الذي يوحى إليك كما أوحى إلى موسى بن عمران فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساعة ثم قال صدقت يا محمد فأخبرني لأي شئ توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ثم قام وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة ثم تناول بيده ثم مسها فأكل منها فطار الحلى والحلل عن جسده ثم وضع يده على أم رأسه وبكى فلما تاب الله عز وجل عليه فرض الله عز وجل عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة وأمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة)[128].

(عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليه السلام قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الأمم السالفة اكثر من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وآله أن آدم لما أكل من الشجرة بقى في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه تفضل من الله عز وجل عليهم .. قال اليهودي صدقت يا محمد)[129].

"قال الإمام قدس سرُّه" قال الإمام قدس سرُّه

فمن هذه الأحاديث لأهل الإشارات و أصحاب القلوب استفادات منها إن خطيئة آدم عليه السلام مع أنها ما كانت من قبيل خطايا غيره بل لعلها كانت خطيئة طبيعية أو أنها كانت خطيئة التوجه إلى الكثرة التي هي شجرة الطبيعة أو كانت خطيئة التوجه إلى الكثرة الأسمائية، بعد جاذبة الفناء الذاتي ولكنها ما كانت متوقعة من مثل آدم عليه السلام الذي كان صفيّ الله والمخصوص بالقرب والفناء الذاتي ولهذا أعلن الذات المقدسة وأذاع بمقتضى الغيرة الحبِّية عصيانَه وغوايته في جميع العوالم وعلى لسان الأنبياء عليهم السلام، وقال تعالى وعصى آدم ربه فغوى..

ومع ذلك، لابد من التطهير والتنبيه بهذه المثابة له ولذريته التي كانت مستكنة في صلبه ومشتركة في خطيئته بل اشتركوا في الخطيئة بعد الخروج من صلبه أيضا فكما أن لخطيئة آدم وأبنائه مراتب ومظاهر فأول مرتبتها التوجه إلى الكثرات الاسمائية و آخر مظهرها الأكل من الشجرة المنهية التي صورتها الملكوتية شجرة فيها أنواع الثمار والفواكه وصورتها الملكية هي الطبيعة و شؤونها، و إن حب الدنيا و النفس اللذين هما موجودين باستمرار في الذرية لمن شؤون هذا الميل إلى الشجرة والأكل منها كذلك لتطهيرهم وتنزيههم و طهارتهم و صلاتهم و صيامهم للخروج من خطيئة الأب الذي كان هو الأصل أيضا مراتب كثيرة مطابقة لمراتب الخطيئة.

وقد علم من هذا البيان إن جميع أنواع المعاصي القالبية لابن آدم هي من شؤون أكل الشجرة، و تطهيرها على نحو خاص وإن جميع أنواع المعاصي القلبية لهم أيضا من شؤون تلك الشجرة و تطهيرها بطور آخر.[130].

وفي موضعٍ آخر نقل الحديث التالي

(قال اليهودي صدقت يا محمد فأخبرني عن الخامسة لأي شئ أمر الله بالاغتسال من الجنابة و لم يأمر من البول و الغائط قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن آدم لما أكل من الشجرة دب ذلك في عروقه و شعره و بشره فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق وشعره فأوجب الله على ذريته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة).

ثمّ قال

وظاهر هذه الأحاديث و إن كان عند أهل الظاهر هو أن النطفة لما كانت تخرج من جميع البدن فوجب غسل جميعه. و هذا مطابق لرأي جمع من الأطباء و الحكماء الطبيعيين ولكن تعليله عليه السلام بأكل الشجرة كما في الحديث الأول ونسبة الجنابة إلى النفس كما في الحديث الثاني يفتح طريقا إلى المعارف لأهل المعرفة والإشارة لان قضية الشجرة وأكل آدم منها من أسرار علوم القرآن وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وكثير من المعارف مرموز فيها، ولذا جعلوا عليهم السلام في الأحاديث الشريفة قضية آدم، و الأكل من الشجرة علة لتشريع كثير من العبادات ومن جملتها باب الوضوء والصلاة والغسل وصوم شهر رمضان وكونه ثلاثين يوما وكثير من مناسك الحج، وفي نيتي منذ سنين أن أفرد رسالة في هذا الباب ولكن الانشغالات الأخر منعتني عن ذلك، وأسأل الله تعالى التوفيق والسعادة لذلك..

أقول إنَّ الشجرة هي الأساس في التكاليف إلاّ أنَّ هناك كثير منها يرتبط بما حدث بعد الأكل أو حين الأكل فهناك أحاديث كثيرة تبيِّن أسرار العبادات تُربط هذه العبادات بتلك الحوادث فقد وردت في أسرار الحج أيضا أحاديث كثيرة تدلُّ على ذلك نذكر واحدة منها

(عن عبد الله ابن سنان قال بينا نحن في الطواف إذ مر رجل من آل عمر فأخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره واغلظ له وقال له بطل حجك إن الذي تستلمه حجر لا يضر ولا ينفع فقلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أما سمعت قول العمرى لهذا الذي استلم الحجر فأصابه ما أصابه فقال وما الذي قال قلت له قال يا عبد الله بطل حجك إنما هو حجر لا يضر ولا ينفع فقال أبو عبد الله عليه السلام كذب ثم كذب ثم كذب أن للحجر لسانا ذلقا يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة ثم قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق السماوات والأرض خلق بحرين بحرا عذبا وبحرا أجاجا فخلق تربه آدم من البحر العذب وشن عليها من البحر الأجاج ثم جبل آدم فعرك عرك الأديم فتركه ما شاء الله فلما أراد أن ينفخ فيه الروح أقامه شبحا فقبض قبضه من كتفه الأيمن فخرجوا كالذر فقال هؤلاء إلى الجنَّة وقبض قبضه من كتفه الأيسر وقال هؤلاء إلى النار فأنطق الله عز وجل أصحاب اليمين وأصحاب اليسار فقال أهل اليسار يا رب لما خلقت لنا النار ولم تبين لنا ولم تبعث إلينا رسولا فقال الله عز وجل لهم ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه وإني سأبتليكم فأمر الله عز وجل النار فأسعرت ثم قال لهم تقحموا جميعا في النار فإني اجعلها عليكم بردا وسلاما فقالوا يا رب إنما سألناك لأي شئ جعلتها لنا هربا منها ولو أمرت أصحاب اليمين ما دخلوا فأمر الله عز و جل النار فأسعرت ثم قال لأصحاب اليمين تقحموا جميعا في النار فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا وسلاما فقال لهم ألست بربكم قال أصحاب اليمين بلى طوعاً وقال أصحاب الشمال بلى كرهاً فأخذ منهم جميعا ميثاقهم وأشهدهم على أنفسهم قال وكان الحجر في الجنَّة فأخرجه الله عز وجل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عز وجل وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون فلما أسكن الله عز وجل آدم الجنَّة وعصى أهبط الله عز وجل الحجر وجعله في ركن بيته وأهبط آدم عليه السلام على الصفا فمكث ما شاء الله ثم رآه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره فجاء إليه مسرعا فأكب عليه وبكى عليه أربعين صباحا تائبا من خطيئة ونادما على نقضه ميثاقه قال فمن أجل ذلك أمرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة..)(البحار ج5 ص245 رواية35 باب10).

وقد ورد في خصوص فلسفة الطواف حول البيت حديثٌ يُربط هذا التكليف بموضوع خلق آدم إليك نصُّه

(في علل ابن سنان عن الرضا عليه السلام عله الطواف بالبيت أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فردوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله عز وجل أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش فسمى الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به فتاب الله عليه وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة)[131].

واللطيف ما ورد في سهم الميراث وأنَّ للذكر مثل حظ الأنثيين

(عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام ...وسأله لم صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين فقال من قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبه و أطعمت آدم حبتين فمن اجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الانثيين)[132].

(على بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن على بن أبي حمزه عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل لما أهبط آدم عليه السلام أمره بالحرث والزرع وطرح إليه غرسا من غروس الجنَّة فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان فغرسها ليكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها فقال له إبليس لعنه الله يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض وقد كنت فيها قبلك ائذن لي آكل منها شيئا فأبى آدم عليه السلام أن يدعه فجاء إبليس عند آخر عمر آدم عليه السلام وقال لحواء انه قد أجهدني الجوع والعطش فقالت له حواء فما الذي تريد قال أريد أن تذيقيني من هذه الثمار فقالت حواء إن آدم عليه السلام عهد إلي أن لا أطعمك شيئا من هذا الغرس لأنَّه من الجنَّة ولا ينبغي لك أن تأكل منه شيئا فقال لها فاعصري في كفى شيئا منه فأبت عليه فقال ذرينى أمصه ولا آكله فأخذت عنقودا من عنب فأعطته فمصه ولم يأكل منه لما كانت حواء قد أكدت عليه فلما ذهب يعض عليه جذبته حواء من فيه فأوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم عليه السلام أن العنب قد مصه عدوى وعدوك إبليس وقد حرمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس فحرمت الخمر لأن عدو الله إبليس مكر بحواء حتى مص العنب ولو أكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها وجميع ثمرها وما يخرج منها ثم إنه قال لحواء فلو أمصصتني شيئا من هذا التمر كما أمصصتنى من العنب فأعطته تمره فمصها وكانت العنب والتمرة أشد رائحة وأزكى من المسك الأذفر وأحلى من العسل فلما مصهما عدو الله إبليس لعنه الله ذهبت رائحتهما وانتقصت حلاوتهما قال أبو عبد الله عليه السلام ثم إن إبليس لعنه الله ذهب بعد وفاه آدم عليه السلام فبال في أصل الكرمة والنخلة فجرى الماء على عروقهما من بول عدو الله فمن ثم يختمر العنب والتمر فحرم الله عز وجل على ذريه آدم عليه السلام كل مسكر لأن الماء جرى ببول عدو الله في النخلة والعنب وصار كل مختمر خمرا لأن الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله إبليس لعنه الله)(الكافي ج6 ص393 رواية2).

هذا

فلسفة بعث الرسل

فلسـفة بعث الرّسـل

ولم يكتف سبحانه بالتكاليف بل أرسل الأنبياء وبعث الرسل بالهدى ودين الحق كي يرشدوا الناس إلى الله ويحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه، قال تعالى

(كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)[133].

إلى أن انتهى أمر الرسالة إلى نبيِّنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَم فرسول الله كان ذلك النور في عالم الأنوار فمنَّ الله علينا به وجعله في بيت النبوّة وذلك لأجل هداية البشريّة وإخراجهم من الظلمات إلى النور وإرجاعهم إلى الجنَّة التي اخرجوا منه وهو الرجوع إلى الله سبحانه المشار إليه في قوله تعالى

(إنا لله وإنّا اليه راجعون)[134].

وهو في الواقع

"ما هي الغاية من الخلق؟" الغاية من الخلق؟.

قد صرَّح القرآن الكريم في موارد كثيرة أنَّ الموجودات الأخر من الجمادات والنباتات والحيوانات وحتَّى الملائكة لم تخلق إلاّ لأجل الإنسان، والقرآن مليء بالآيات الدالَّة على ذلك[135] نكتفي هاهنا ببعض النماذج فقط

قال تعالى

(الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم)[136](هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا..)[137](فأنشأنالكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون)[138] (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)[139](والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)[140](وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون)[141](الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار)

/ 39