الأمانة الإلهيَّة - ثقل الکبیر و الثقل الاکبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ثقل الکبیر و الثقل الاکبر - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(قال عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنَّ كلَّ واحدٍ منكم معه ملكٌ عن يمينه يكتب حسناته و ملكٌ عن يساره يكتب سيئاته)(بحار الأنوار ج63 ص271 رواية 158 باب3).

كلُّ ذلك أدَّى إلى طرح موضوع خلقة آدم - وخلافة بنيه في الأرض -على الملائكة فقال تعالى لهم

(..إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..)(البقرة/30)..

والظاهر أنّه ليس المراد أنّ آدم نفسَه يكون خليفة في الأرض بل كان خلق آدم لأجل تلك الخلافة التّي سوف يمنحها ويجعلها سبحانه لبعضٍ من وُلده وهم الخُلَّص من عباده وهم الذين يجدر أن يطلق عليهم الإنسانُ الكامل بمعنى الكلمة. .

وبالطبع هم نور واحد وحقيقة فاردة وإن تكثّروا في عالم الطبيعة ومن هنا نشاهد أنّه سبحانه لم يذكر الخليفة بصورة الجمع فلم "يقل خلائف أو خلفاء " يقل خلائف أو خلفاء بل جعلها مفردة. .

الأمانة الإلهيَّة

الأمانـة الإلهـيَّة .

إنَّ الخلافة الإلهية تعني النيابة عنه تعالى في جميع شئونه وصفاته الجمالية والجلالية وهو أمر عظيم بل هو الأمر كما أنَّ الأوصياء هم أولوا الأمر ولعلها هي الأمانة الإلهية التيِّ يتطرق إليها سبحانه في قوله

(إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً)(الأحزاب/72)..

وحيث أنَّ الإنسان قد حمل تلك الأمانة فلا بدَّ إذاً من أن يُمدح ويُحمد على ذلك لا أن يُذمّ ويُعاتب ، وبالفعل قد مدحَه الله سبحانه بأنَّه كان "ظلوماً جهولاً " ظلوماً جهولاً ، فانظر إلى لطافة هذا التعبير وتمعَّن في محتواه فإنَّ الإنسان كان من أوّل الأمر ظلوماً بالنسبة إلى ما سوى الله سبحانه ، وجهولاً بجميع الموجودات سوى بارئه تعالى ، فلم يكن يطلب إلاّ الله ولم يكن يعرف إلاّ المطلق . .

(من بخال لبت أي دوست كرفتار شدم) .

فالخال كناية عن وحدة الذات المطلقة وهو مبدأ ومنتهى الكثرة الاعتبارية وهو الهوية الغيبية المحتجبة عن الإدراك والشعور. .

هكذا فسَّر إمامُنا قدِّس سرُّه هذه الآية المباركة وما أعظمه من تفسير!! وقال في بعض أشعاره

(عارفان رخ تو جمله ظلوم اند وجهول....اين ظلومي وجهولي ، سر وسوداي من است) .

أي عرفاء وجهك كلهم ظلومون وجهولون.... هذا الظلوم والجهول من أعظم ما يختلج في خاطري . قال الإمام قدس الله روحه

(وهاتان الصفتان (أعني الظلومية والجهوليّة) هما أحسنُ صفتين اتصف بهما الإنسان من بين سائر صفاته).

أقولإنَّ هذا التفسير نابعٌ من ذلك الفكر العرفاني الذي يبني عليه إمامُنا سائَر أفكارِه المميَّزة والذي هو أهم أساس لرؤيتِه العرفانيَّة وأفكاره النورانيَّة بل حتّى مواقفه الثورية ضد الطغاة المستكبرين..

وهذا الأساس هو (العشق بالكمال المطلق)(الأربعون حديثا ، الحديث11 ص 179 الى 187 و كتاب شرح دعاء السحر) والحديث عن هذا الموضوع ذو جوانب عديدة وشُعب كثيرة لعلِّي وُفقت لإفراد رسالة عنه إنشاء الله تعالى. .

هذا

الملائكة لم تتوفر لديها أرضيَّة الخلافة وكذا سائر الموجودات حيث أن الملائكة مظاهر جمال الله ليس إلا كما أنّ هناك موجودات كثيرة وبالأخص في جنس الحيوانات هي مظاهر الجلال الإلهي ..

الإنسان مظهر الجمال والجلال

الإنسان مظهر الجمال والجلال

أماّ الإنسان فهو مظهر للجمال والجلال معاً وذلك لوجود الجانبين فيه ومن هنا نعلم السرّ في التعبير القرآني حيث يقول سبحانه مخاطباً لإبليس

(..مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ..)(ص/75)..

دون الملائكة ولاختصاصه بالعشق دون الجن..

قال الإمام قدِّس سرُّه

(فهو تعالى بحسب مقام الإلهية مستجمع للصفات المتقابلة كالرحمة والغضب، و البطون والظهور، و الأوّليَّة والآخريّة ، و السخط والرضا، وخليفته لقربه إليه ودنّوه بعالم الوحدة والبساطة مخلوق بيدي اللطف والقهر وهو مستجمع للصفات المتقابلة كحضرة المستخلف عنه . ولهذا اعترض على إبليس بقوله تعالى (..مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ..)(ص/75). مع أنّك مخلوق بيد واحدة . فكل صفة متعلق باللطف فهي صفة الجمال ، وكل ما يتعلق بالقهر فهو من صفة الجلال . فظهور العالم ونورانيّته وبهائه من الجمال وانقهاره تحت سطوع نوره وسلطة كبريائه من الجلال وظهور الجلال بالجمال واختفاء الجمال بالجلال جمالك في كل الحقايق ساير وليس له إلاّ جلالك ساتر)(شرح دعاء السحر).

ثمَّإنَّ إمامنا له بيان آخر أدقّ مما ذكرناه قد بيَّنه في كتابه مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية .

قال

(نور لعلّ الأمانة المعروضة على السموات و الأرض والجبال التي أبَينَ عن حملها و حمَلَها الإنسان الظلومُ الجهول هي هذا المقام الإطلاقي فإن السموات و الأرضيين و ما فيهن حدودات مقيدات حتى الأرواح الكلية و من شأن المقيَّد أن يأبى عن الحقيقة الإطلاقية . و الأمانة هي ظلّ الله المطلق وظّل المطلق مطلق يأبى كل متعين عن حملها و أما الإنسان بمقام الظلوميّة التي هي التجاوز عن قاطبة الحدودات و التخطي عن كافّة التعيَينات و اللاَّ مقامى المشار إليه بقوله تعالى شأنه على ما قيل (يا أهل يثرب لا مقام لكم) والجهولية التي هي "الفناء عن الفناء " الفناء عن الفناء قابل لحملها فحملها بحقيقتها الإطلاقية حين وصوله إلى مقام قاب قوسين و تفكَر في قوله تعالى ( أو أدنى ) و اطفِ السراج فقد طلع الصبح)(مصباح الهداية إلى الخلافة و الولاية ص96)..

أقول

إنَّ الفناء عن الفناء من المراتب الراقية للإنسان حيث لا يتوجَّه الإنسان إلى نفسِه أصلاً (بل هو فانٍ في الله) و لا يتوجَّه إلى عدم توجُّهه و فنائه ( لأنَّ التوجُّه إلى الفناء هو نوعٌ من الأنانيَّة ) ..

قال مولانا جلال الدين الرومي

(در خدا كُم شَو كمال اينست وبس كُم شدن كُم كُن وصال اينست).

افن في الله فهو الكمال ليس إلاّ و افن في فنائك فهو الوصال ليس إلاّ..

"ما ذا يعني(ربُّك" ماذا يعني ( ربُّـك ) ؟.

ولنرجع إلى الآية المباركة فنقول إِنَّ إضافة الربّ إلى ضمير الكاف في قوله ( ربّك )تشير إلى أنّ القضية راجعة إلى شخص النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، فالله بما أنه ربّ النبي قال للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة، فالخلافة إذاً لها مساس جذري بشخصيّة النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم. .

حديث الملائـكة

ثمَّ إنَّ لحن كلام الملائكة حيث قالوا

(..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ..) (البقرة/30)..

وإن كان الظاهر منه الاحتجاج أو التعجُب إلاّ أنَّهم لم يكونوا بصدد ذلك كيف وهم .

(..عِبَادٌ مُكْرَمُونَ*لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(الأنبياء/26،27)..

فماذا كانوا يهدفون من قولهم هذا ؟ إنَّهم كانوا يريدون أن يطَّلعوا على حقيقة الأمر في مسألة الخلافة الإلهية فكانوا لا يرون عملاً أعظم ممّا يمارسونه هُم من التسبيح بحمده تعالى والتقديس غافلين عن مرحلةٍ أخرى والتِّي هي أعظم من التسبيح والتقديس وهي العبوديَّة التِّي هي جوهرة كنهها الربوبيَّة ! ومن هنا كانوا يتسائلون حول هذه الخلافة ؟ وكانوا يتوقعون الوصول إلى مستوى الإستخلاف كما في الحديث

(عن الصادق عليه السلام ...يا ربِّ إن كنت ولابدَّ جاعلاً في أرضك خليفةً فاجعله منّا)(بحار الأنوار ج 11 ص 108 رواية 17الباب1-ج57 ص 367 رواية 4 باب4-ج 61 ص 299 رواية 7 باب47-ج 63 ص 83 رواية 38 باب2-ج 99 ص 32 رواية 7 باب4).

ومن ناحية أخرى كانت الملائكة قد اطلعت ومن قبل أن يُخلق الإنسان أنَّه بخروجه من الجنَّة سوف يرتكب الجرائم البشعة من الإفساد في الأرض بل سفك الدماء حيث يقولون

(..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ..)(البقرة/30)..

أما كيف علموا ذلك فلسنا بصدد الحديث عنه هنا - فبناءً على ذلك يكون "إستفهام الملائكة" "إستفهام الملائكة " استفهام الملائكة أمراً طبيعيّاً وفي محلِّه . .

إقناع الملائكة

إقنـاع الملائـكة

/ 39