الرجوع إلى الله - ثقل الکبیر و الثقل الاکبر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ثقل الکبیر و الثقل الاکبر - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فتأمَّل فيهما وتدبَّر محتواهما لتعرف أنَّ كلام الإمام إنَّما هو نابع من القرآن الكريم. وفي قبال هؤلاء هناك من لا يرجو لقاء الله وذلك لانغماره في الدنيا التي تُبعده عن تمنِّي الموت كما قال تعالى


(إن الذين لا يرجون لقاءنا و رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها و الذين هم عن آياتنا غافلون)[186] .


والمهمُّ هو العمل طبقاً للشريعة المقدَّسة فهو الذي يجعل المؤمن بالفعل من مصاديق الراجين لقاء الله وقد بيَّن سبحانه ذلك في قوله تعالى


(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)[187] .



الرجوع إلى الله


الرجوع إلى الله


إنَّ المقامات التِّي يصل إليها الإنسان سواء في عالم الملك والدنيا أو الملكوت والبرزخ أو الجبروت والآخرة ليس بينها أيّ اختلاف وتعدُّد بل هي حقيقة واحدة راجعة إلى النفس الإنسانيَّة، ولا يخفي أنَّ النفس لبساطتها وتجرُّدها هي التِّي تُدرك تلك المراتب فالدنيا ليست هي إلاّ إدراك النفس وموقفها بالنسبة إلى المادة كما أنَّ البرزخ ليس هو إلاّ وصول النفس إلى مستوى من الرُقيِّ أو النزول بحيث يمكنها أن تُدرك اللذات أو الآفات ونفس الكلام بالنسبة إلى الجنَّة فلولا النفس وحالاتها لما كانت الدنيا ولا البرزخ ولا الآخرة ولهذا نرى أنَّه تعالى يقول (هم درجات) فالدرجات ترجع إلى الإنسان نفسه وقد ثبت هذا الأمر في محلِّه وليس هنا مجال لشرحه بالتفصيل ..


ثُمَّ


مستوى الفرد فأيضاً كان يعيش القرب الإلهي كما شرحنا فلا بدَّ له من الرجوع .


إنَّه كما أن الإنسان على مستوى الفرد كان يعيش القرب الإلهي ولا بدَّ له من الرجوع إلى الله فكذلك على مستوى المجتمع، فغاية المجتمع هي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، توضيحاً لهذا الأمر ينبغي أن نتحدَّث عن



الفصل السابع



الغاية من التشريع




العلَّة الغائيَّة


العلَّة الغائيَّة


لا يحدث أيُّ شيء في الكون ولا يتحقق أيُّ معلول إلاّ بعد تواجد علته التامَّة وهذا أصل ثابت عقلاً من أراد أن يتطلَّع عليه بالتفصيل فليراجع كتبَ الحكمة المتعالية..


ثمَّ


إنَّه يستحيل تحقق أمرٍ ممكن إلاّ بتواجد علله الأربعة وهي


الفاعلية - الماديَّة - الصوريَّة - والغائيَّة..


ولا بأس بتوضيح ذلك من خلال ذكر مثال فنقول


لو أردنا صنع كرسيٍّ خشبي بمواصفات خاصَّة فلا يمكن أن يتحقق ذلك الكرسي بتلك المواصفات إلاّ بتحقق تلك العلل الأربعة فيلزم وجود نجّارٍ يمثِّل الفاعل لذلك الكرسي فلولا الفاعل لما حدث الفعل، والأخشاب التِّي تمثِّل مادته ولولا المادة لما تواجد الشيء، وصورة الكرسي أعني شكله الخاص المتميِّز عن شكل السرير والباب وغيرهما من الأشياء المصنوعة من الخشب، والغاية من ذلك الكرسي التي هي الجلوس عليه وإلاّ لم يكن الكرسي كرسياً ، و من المعلوم أنَّ العلة الغائية مقدمَّةٌ علماً مؤخرة عيناً كما قيلأوّل الفكر آخرُ العمل ، فأوَّل ما يتصوَّره النجّار هو الغاية من الكرسي أعني الجلوس كما أنَّ أوَّل ما يتحقق في الخارج هو الجلوس، ولا يخفى دور العلَّة الغائية في فعل الفاعل فالغاية هي التِّي تدعو الفاعل إلى الفعل ولولاها لم يفعل، ولذا قال الحكماء العلة الغائية علة فاعليةُ الفاعل..


وأيضاً الغاية لها دور رئيسي في كيفيَّة الفعل وكميَّة المادة وكيفيَّة الصورة المنتخبة فالعلَّة الغائية هي التِّي تُخيِّم على سائر العلل وتوِّجهها توجيهاً ينسجم مع الغاية..



الغاية من الدين


الغاية من الدين


الدين بما له من المعنى له علَّة فاعليَّة وهي مؤسِّسُه وشارعُه، وله علَّة ماديَّة وهي محتواه، وله علَّة صورية وهي ما تسمَّي بالشريعة التِّي تتمثَّل في العبادات والنُسُك المختلفة، وهناك علَّة غائيَّة للدين وهو الغرض من الشريعة، فما هي تلك؟ وما هي علَّة بعث الرسل وإنزال الكتب؟.


من الطبيعي أنَّه للوصول إلى جواب صحيح ينبغي لنا مراجعة القرآن الكريم، يقول سبحانه


(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)[188] و في آية أخرى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً)[189].


فالغاية العمليَّة من بعث الرسول هي أن يظهر الله دينه على الدين كلِّه، وهذا لا يمكن إلاّ مع تمكين الدين على كلِّ البسيطة حتَّى لا تكون فتنة ويكون الدين كلُّه لله، وعلى ضوء هذه الغاية يمكننا فهم روح جميع العبادات فالعبادة التِّي لا تنطلق من هذه الغاية لا قيمة لها لأنَّها تكون حينئذٍ عشوائيَّة..


ومن هنا نعرف السرّ في ما سنتحدَّث عنه في خاتمة الحديث بالتفصيل من أنَّ أفضل العبادة هو انتظار الفرج، وهذه الغاية هي الوعد الحسن الذي جاء في قوله تعالى (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين)[190] والذي شرحناه سابقاً وأيضاً هي التي يذكرها الله في قوله (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)[191].


فإذاً لا يمكننا تفسير الدين تفسيراً صحيحاً ومعرفته معرفةً مستوعبة شاملة إلاّ أن ننطلق من تلك الغاية ..


ثمَّ إنَّ هناك مسألة أخرى ينبغي لنا التأمُّل فيها وبالأحرى سؤال مهمٌّ يجب الإجابة عنه وهو


ماذا يعني ظهور الدين؟ و ماذا سيكون بعد ذلك؟.


أقولإنَّ ظهور الدين وتمكينه لا يعني إلاّ حكومة الله على الأرض والاستقرار في جواره تعالى وزوال الشرك به من رأس ، الجلي منه والخفيّ (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)[192]وبعبارة أخرى ظهور الدين يعني


الرجوع إلى الله


فالهدف من التشريع إذاً هو رجوع المجتمع إلى الله كما أنَّ فلسفة العبادات هي رجوع الإنسان إلى الله والاستقرار في جواره ولا يخفى أنّ كلمة الرجوع لا يمكن إطلاقها إلاّ في موارد خاصَّة قال الإصفهاني في مفرداته في بيان كلمة رجع ، الرجوع العود إلى ما كان منه البداء أو تقدير البدء مكاناً كان أو فعلا أو .. فمن الرجوع قوله تعالى (لئن رجعنا إلى المدينة فلما رجعوا إلى أبيهم ولما رجع موسى إلى قومه وإن قيل لكم ارجعوا فأرجعوا). (إن إلى ربك الرجعى) وقوله تعالى (ثم إليه مرجعكم) يصح أن يكون من الرجوع كقوله (ثم إليه ترجعون) ويصح أن يكون من الرجع كقوله (ثم إليه ترجعون).


فلا رجوع من غير بداية وحيث أننّا كنّا لله فلابد أن نرجع إليه وذلك على الصعيدين الفردي والاجتماعي، فأساس الأمَّة كانت في جوار الله حيث كان آدم وكانت حواء يعيشان في الجنَّة التِّي شرحنا عنها فلا بد من الرجوع إلى تلك الجنَّة مرَّةً ثانية حيث يظهر الله الدين على الدين كلِّه ولوكره المشركون وهذه الجنَّة هي من جنات الأرض وهي دولة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كما ستعرف عند مقايسة تلك الدولة مع جنَّة آدم عليه السلام..


سبيل الوصول إلى تلك الدولة المباركة.


ثمَّ إنَّ ههنا سؤالاً وهو


ما هي الوسيلة التي تجعل الإنسان يتصوَّر تلك الدولة النورانية فيصدِّق بها فيرغب فيها وينتظرها ويحاول تحقيقها؟ .


أقولجواباً على هذا السؤال سوف نتحدَّث عن مفردة من أهم المفردات في الشريعة المقدَّسة ألا وهي



الفصل الثامن




فلسفة التكاليف



الـذِّكـر



فعند التأمُّل في التكاليف جميعها نرى بأنَّ الجامع بينها هو أمرٌ واحد وهو الذكرفالذكر هو الغاية النظرية لجميع العبادات وهو الحلُّ الوحيد للإنسان الهابط ذلك الإنسان الذي افتقد حالةً معنويةً ساميةً، حيث كان يعيش في جوار ربه عيشةً يأكل من جنته حيث شاء رغداً ويتنعم بنعيمه..


فبعد هبوطه من ذلك المقام ينبغي له (على أقلِّ التقدير) أن لا ينسى ذلك فيكون دائما في ذُكرٍ ممّا كان فيه ولا يغفل عن الله على أيِّ حال ولا تشغله الأموال والأولاد وظواهر الدنيا عن الذكر (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)[193].


وهذا الذكر المستمر سوف يجعله دائماً يتوقع الوصول إلى ذلك المقام ويرغب فيه و ينتظره وتبَعاً لذلك سوف يجعله يشمئز وينزجر من الدنيا وزخارفها ويفكِّر في خلاص نفسه منها وهذان الجانبان هما اللذان يُشكِّلان روح جميع المناسك والعبادات. ومن هذا المنطلق صار الذكر هو أفضل من جميع العبادات حيث أنَّه هو روح العبادة!! .


ويكفي في إثبات أفضليَّته أنَّ الصلاة التي هي عمود الدين وأهم العبادات لم تشرَّع إلاّ للذكر يقول سبحانه


(إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني و أقم الصلاة لذكرى)


/ 39