مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (6) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (6) - نسخه متنی

حسن السعید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



في رحاب المدينة المنوّرة


في فصل خاصّ يفرده بورتون
لزيارة قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، يستهلّ الكتابة بالخوض في
موضوع المفاضلة بين مكّة والمدينة . فيقول: إنّ المسجد النبوي هو أحد
الحرمين ، وثاني الأماكن المقدّسة الثلاثة المعدّة للعبادة ، أمّا
الاثنان الآخران فهما; المسجد الحرام في مكّة ، والمسجد الأقصى في القدس
الشريف .

ثمّ يوضّح الفرق بين استحباب
(زيارة) الرسول(صلى الله عليه وآله) ووجوب فريضة الحجّ إلى بيت الله
الحرام . . ليستعرض الآراء حول منزلة المسجد النبوي ومكانته
الروحية ، خاصّة لدى المذاهب الإسلامية ، وأنّ الشرف الذي حظيت به
المدينة يعود إلى أنّ ثراها قد ضمّ رفات الرسول الأكرم(صلى الله عليه
وآله) ، ثمّ يعرج إلى تبيان موقف الوهابيّين قائلاً: «ولمّا كان
الوهابيّون من جهة اُخرى لا يعترفون بشفاعة الرسول يوم القيامة ،
ويعتبرون قبر الرسول قبراً مثل سائر القبور وشيئاً لا يُعتدّ به ،
ووسيلة للعبادة (الوثنية) التي يمارسها بعض المسلمين (الحمقى) ، فقد
نهبوا المبنى المقدّس بعنف ينطوي على التدنيس ، ومنعوا الزوّار القادمين
من البلاد النائية عن الدخول إلى المدينة>49 .

بعد هذه الإطلالة ، يشرع
في وصف مظهر الحرم النبوي الشريف ، فالمسجد متوازي الأضلاع يناهز
الأربعمائة وعشرين قدماً في الطول والثلاث مائة وأربعين في العرض ، وهو
مثل سائر المباني الدينيّة الإسلامية المعتادة مبنى فيه ساحة وسطى مكشوفة
تسمّى الصحن ، أو الحوش . . يحيط بها بهو له صفوف عديدة من
الأعمدة على شاكلة الأديرة الايطالية . والأروقة فيها سقوف
منبسطة ، لكنّها مقبّبة من فوق بقبب تشبه القبب الأسبانية نصف
التاريخية . . ويمتدّ على طول الجدار الشمالي القصير من داخله
الرواق المجيدي المسمّى باسم السلطان الحاكم (عبد المجيد) ، كما يشغل
الجدار الغربي الطويل رواق باب الرحمة ، والجدار الشرقي رواق باب
النساء ، ويستمدّ الرواق الأخير اسمه هذا من قربه من قبر السيّدة
فاطمة(عليها السلام)ويدخل النساء منه عندما يردن زيارة القبر
المطهّر .

ويحتضن الطول الداخلي للجدار
الجنوبي القصير صفّ الأعمدة الرئيس المحيط بالروضة ، أي الموضع المحتوي
على جميع ما هو مقدّس في الحرم . وهذه الأروقة الأربعة المقدّسة من
الخارج تحملها من الداخل أعمدة تختلف بعضها عن بعض في الشكل والمادّة .
وقد بُلّط الرواق الجنوبي الذي يقوم فيه الضريح بقطعة جميلة من الرخام الأبيض
المشغول بشغل التطعيم ، المغطّى هنا وهناك بالحصر الخشنة التي فُرش
فوقها السجّاد غير النظيف المتآكل بأرجل المؤمنين>50 .

ثمّ يستعرض المنائر في الحرم
الشريف ، ويبلغ عددها خمساً ، لكن منارة واحدة هي الشكيلية التي
تقوم في الزاوية الشمالية الشرقية من المبنى قد هُدّمت وما تزال تُبنى بشكل
جديد . أمّا المنائر الأربعة الاُخرى فهي; منارة باب السلام ،
منارة باب الرحمة ، المنارة السليمانية المسمّـاة باسم بانيها السلطان
سليمان القانوني ، والمنارة الرئيسية . ويقول بورتون: إنّ هذه
الأخيرة سُمّيت رئيسيّة; لأنّها مخصّصة لرؤوساء المؤذِّنين . .
وتعلّق بمنصّات المنارتين الأخيرتين مصابيح نفطية في الأعياد
والمناسبات ، مثل مناسبة وصول موكب الحجّ الشامي>51 .

أمّا الأروقة والأعمدة
المحيطة بالصحن المربّع المكشوف في الوسط أيضاً ، فيمضي في وصفها
بإسهاب ، مبدياً عدم إعجابه فيما راح يعدّدها: «ومن بين هذه الأعمدة
التي لا تستحقّ الثناء ، هناك ثلاثة لها شهرة في تاريخ الإسلام ،
ولذلك كُتبت أسماؤها عليها بالدهان ، وتتمتّع خمسة اُخرى بشرف التسميات
المشهورة ، فيسمّى الأوّل «المخلق» لأنّه لطّخ بالخلوق في مناسبة من
المناسبات . . ويقع هذا بالقرب من المحراب النبوي إلى يمين المكان
الذي يصلّي فيه الإمام ، كما يدلّ على البقعة التي كان الرسول
الأعظم(صلى الله عليه وآله) قبل اختراع المنبر يتّكئ فيها على «الاسطوانة
الحنانة» ويلقي خطبة الجمعة ، والعمود الآخر هو ثالث عمود من المنبر
وثالث من الحجرة ، ويسمّى «عمود عائشة» وكذلك «اسطوانة القرعة» لأنّ
الرسول على ما تقول بعض الروايات صرّح قائلاً: إنّ الناس حينما يعرفون قيمة
هذا المكان سوف يستعينون بالقرعة للصلاة فيه ، ويذكر في بعض الكتب باسم
«عمود المهاجرين» ، كما أنّ آخرين يسمّونه «المخلق»
كذلك .

وعلى بُعد عشرين ذراعاً من
عمود عائشة ، وعمودين من الحجرة ، وأربعة أعمدة من المنبر يقع
«عمود التوبة» أو عمود أبي لبابة ، وقد سمّي كذلك على إثر حادثة وقعت
لأبي لبابة أحد الأنصار . . أمّا الأعمدة التي تقلّ في شهرتها فهي
«اسطوانة السرير» التي كان من عادة النبيّ أن يجلس في موقعها للتأمّل فوق
سريره المتواضع المصنوع من جريد النخل . وتشير «اسطوانة علي» إلى المكان
الذي كان الإمام علي يصلّي فيه إلى جنب ابن عمّه النبيّ . وفي موقع
«اسطوانة الوفود» كان النبيّ(صلى الله عليه وآله)يستقبل الوفود والرسل
والمبعوثين من البلاد الاُخرى ، وتدلّ «اسطوانة التهجّد» على المكان
الذي كان النبي يمضي ليله فيه مصلّياً متهجّداً . وأخيراً «مقام
جبرائيل» الذي لم يجد بورتون تفسيراً لاسمه الآخر «مربعة
البعير» .

وتطلّ الأروقة الأربعة في
مسجد المدينة على صحن أوسط مكشوف متوازي الأضلاع في شكله . والشيء
الوحيد الذي يلفت النظر فيه سياج خشبي مربّع الشكل يحيط بتربة حسنة الارواء
تدعى «حديقة سِتّنا فاطمة» ، وتوجد فيها اليوم (أي يوم زيارة بورتون في
1853م) اثنتا عشرة شجرة يهدي خصيان المسجد تمرها إلى السلطان وعظماء
المسلمين . وتوجد بين النخلات بقايا لسدرة قديمة يُباع ثمرها بأسعار
عالية . أمّا البناية الصغيرة التي ذكرها بيركهارت قبل أربعين
سنة ، وقال : إنّها توجد بالقرب من هذا الموقع ، فقد هدّمت
قبل ثلاث أو أربع سنوات ، وكانت تسمّى «قبّة الزيت» أو «قبّة
الشمع»>52 .

وينهي بورتون فصله الطويل
الذي كرّسه لوصف الحرم الشريف (الفصل السادس عشر من الجزء الأوّل) بالتشكيك
في صحّة المكان الذي دُفن فيه النبي الأعظم ، مستنداً إلى أسباب
تافهة . ومن بينها أنّ الشيعة ربما نقلوه إلى مكان آخر ، حينما ظلّ
القبر المقدّس بعهدتهم قروناً عديدة! ومعلوم أنّ الأسباب التي اعتمدها والرأي
الذي رجّحه كلّها لا تستحقّ الرد لتهافتها ، إن لم تكن ذات غرض سيء>53 .

/ 11