مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (6) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (6) - نسخه متنی

حسن السعید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



المدينة: التاريخ. والحاضر


وأفرد بورتون الفصل السابع
عشر (من الجزء الأوّل) لتاريخ المسجد النبوي ، تطرّق في بدايته إلى
تاريخ المدينة القديم ، والأقوام التي قطنتها ، وعلاقة النبيّ(صلى
الله عليه وآله)بالمدينة وكيفيّة وقوع الهجرة المباركة . .
الخ .

وعن تشكيلات الحرم النبوي
فيقول: إنّ هذه التشكيلات قد تغيّرت كثيراً منذ أيّام الرحّالة بيركهارت
(1814م) . وعلى هذاالأساس لم يعد «شيخ الحرم» من الخصيان ، وكان
على أيّام بورتون رجلاً من پاشوات الأتراك يدعى عثمان ، ونائبه «رئيس
الأغوات» . . ويطلق على رئيس الخزانة «مدير الحرم» ، وله
مساعد يُسمّى «نقيباً» ، وهناك شيوخ ثلاثة للخصيان البالغ عددهم حوالى
مائة وعشرين . وهؤلاء ينقسمون إلى ثلاث طوائف: (البوّابون ،
الخبزية ، البطّالين) .

وهناك إلى جانب الخصيان عدد
من الخدم الأحرار يطلق عليهم (الفرّاشون) . . وهناك طبقة دنيا من
الخدم الذين يقومون بفرش الساحات وسقي الحدائق وتقديم الماء
للزوّار .

أمّا التشكيلات الدينيّة فهي
على نطاق أوسع من التشكيلات الإدارية ، فهناك القاضي الذي يُبعث كلّ سنة
من استانبول ، ويشتغل في معيّته ثلاثة مفتين: (شافعي ، حنفي ،
مالكي) . أمّا المؤذِّنون ، ويسمّون الرؤساء ، فهم كثيرو
العدد ، 48 ـ 49 مؤذِّناً ، يترأسهم ستّة من المؤذِّنين
الكبار ، وهؤلاء يرأسهم شيخ الرؤوساء الذي يحقّ له فقط أن يؤذِّن
من فوق «المنارة الرئيسيّة» . وهناك في الحرم خمسة وأربعون
خطيباً ، وهم تبع لرئيس الخطباء . وتصرف الأموال الشرعية على
مستحقّيها من: (العلماء والمدرّسين الذين يعظون ، الأئمّة
والخطباء ، السادة من نسل النبيّ ، الفقهاء والملالي ، العوام
بمن فيهم أهالي المدينة والمجاورون) .

ثمّ يتطرّق بورتون إلى سكّان
المدينة وأهمّ الأسر القاطنة فيها ، ليعرج إلى ذكر النخاولة الشيعة
فيورد نقاطاً وتهماً ما أنزل الله بها من سلطان عنهم ، ولعلّ ذلك من
خيال المتعصّبين الذين نقلوا له هذه الأخبار عن مثل هذه الطبقة من
الناس ، التي كانت تشتغل في صدر الإسلام في الفلاحة عند الإمام
الحسن(عليه السلام) . .

ويحلّل بعد ذلك أوضاع سكّان
المدينة من جميع الوجوه بفصل يستغرق ثمان وعشرين صفحة كاملة . وقد زار
بورتون مقبرة البقيع زيارة خاصّة ، وهو يقول: إنّ هناك خبراً
يقول : إنّ سبعين ألف قدِّيس ، وفي رواية مائة ألف ، سوف
يبعثون يوم القيامة من البقيع ، وإنّ عشرة آلاف صحابي وعدداً لا يُحصى
من السادة ، قد دُفنوا في هذه المقبرة على مرّ السنين فاندرست
قبورهم . ويشير إلى ما تعرّضت له هذه المقبرة من عبث وتخريب أيّام
الأمير سعود ; لاعتقاد الوهابيين بأنّ خير القبور الدوارس! «ويرجع الفضل
لما بُني منها بعد ذلك إلى السلطان عبد الحميد
ومحمود . .» .

ويقول بورتون كذلك:
« . . وقد دخلت المقبرة المقدّسة مقدِّماً رجلي اليمنى كما لو كنت
أدخل إلى المسجد ، وحافي القدمين لأتحاشى اعتباري من الرافضة ، ثمّ
بدأنا بقراءة الزيارة العامّة المألوفة . . . وبانتهائها
رفعنا أيدينا وقرأنا الفاتحة قراءة خافتة ، ومسحنا أيدينا على وجوهنا
وتحرّكنا» .

وبشيء من التفصيل يستعرض أهم
المراقد هناك ، وعلى التوالي: [قبر الخليفة
عثمان ، أبي سعيد الخدري ، حليمة السعدية ، قبور شهداء البقيع
الذين قتلهم مسلم قائد كبير الفاسقين يزيد>54 ،
إبراهيم بن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، نافع بن عمر ، مالك بن أنس ، عقيل بن أبي طالب ،
أزواج النبي جميعهنّ عدا خديجة ، بنات النبيّ] .

وبعد أن يصف بورتون الشحّاذين
وأنواعهم وكيف يستقبلون الزوّار يقول: « . . وقبل أن نترك البقيع
وقفنا وقفتنا الحادية عشرة في القبّة العبّاسيّة ، أو قبّة العبّاس عمّ
النبيّ . . هذه القبّة التي بناها الخلفاء العبّاسيون من قبل في
519 للهجرة أكبر وأجمل جميع القبب الاُخرى ، وتقع على يمين الداخل من
باب المقبرة . ويدلّ على أهمّيتها تجمّع الشحّاذين بقربها ، فقد
جاءوا إليها وتكأكأوا عليها حينما وجدوا الايرانيين متجمّعين فيها بكثرة وهم
يبكون ويصلّون . . وتوجد في القسم الشرقي قبور الحسن بن علي سبط
النبيّ ، والإمام زين العابدين بن الحسين ، وابنه محمّد الباقر
(الإمام الخامس) ، ثمّ ابنه الإمام جعفر الصادق ، وهؤلاء جميعاً من
نسل النبيّ وقد دُفنوا في نفس المرقد الذي دُفن فيه العبّاس بن عبد المطّلب
عمّ النبيّ . . وبعد أن خرجنا وتخلّصنا من أيدي الشحّاذين الصغار
وجهنا وجهنا نحو الجدار الجنوبي الذي يوجد بقربه قبر ينسب إلى السيّدة فاطمة
وقرأنا الدعاء المعروف»>55 .

وفي حاشية مستفيضة استعرض
بورتون الغموض الذي يكتنف مدفن السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
والروايات المتداولة حول مكان دفنها . . لينتقل مباشرة إلى الحديث
عن مساجد المدينة التي يوجد فيها ، على ما يذكر بورتون ، ما بين
الخمسين وخمسة وخمسين مسجداً وبقعة مقدّسة ، لا يعرف معظمها اليوم حتّى
أهالي المدينة أنفسهم ، وذكر أهمّها نقلاً عن أفواه الناس ، بشيء
من التفصيل ، وفيما عدا هذه اُحصيت أسماء ، أسماء فقط ،
أربعين مسجداً آخر . .>56 .

على أنّ بورتون الذي استغرق
في وصف أدقّ التفصيلات عن خصوصيات المدينة المنوّرة ، لا يفوته تذكير
القارئ أو الدوائر المعنيّة بمهمّته على السواء ، بأنّ حجم المدينة أكبر
بمرّة وثلث من حجم مدينة السويس ، أو بقدر نصف حجم مكّة ، وهي
عبارة عن مكان مسوّر يؤلّف شكلاً بيضويّاً غير منتظم ولها أربع
بوّابات . . وهناك بنايات ضخمة وأبراج مزدوجة
متقاربة . . وفي داخل المدينة الظليل ترى الجنود يحرسون
المدينة ، وأصحاب الجمال يتشاجرون ، وكثيراً من الرجال الذين لا
عمل لهم يتسكّعون .

ثمّ يصف البنايات العامّة
فيقول: إنّ هناك أربعة خانات كبيرة وبضع مقاه صغيرة وحمّاماً ممتازاً ،
ويقدّر عدد السكّان بـ (16) ألف نسمة . . . ويقول: إنّ
المدينة تشبه جبل طارق بالنسبة للبدو الوهابيّين>57 .

وبعد أن اطلع على ما في
المدينة وأماكنها المقدّسة ، وانتهاء فترة الاستجمام والاسترخاء ،
تلك الأيّام التي اعتبرها أيّام راحة حقيقيّة ، بالنسبة للأخطار القادمة
التي كانت ماثلة أمام عينيه كلّ يوم ، كان عليه أن يتوجّه مع موكب الحجّ
الشامي إلى مكّة في يوم 31 آب 1853م>58 ،
وهكذا بدأ يستعدّ للرحلة على
عجل ، وجمع مؤونة 15 يوماً له ولمرافقه محمّد ، واستأجر من بدوي
ناقتين بـ (20) دولاراً . وكان أصدقاؤه نصحوه بأن يأكل مرّة كلّ 24 ساعة
مع مرافقيه لكي «يبقى في معدتهم ملح من عنده ، فذلك قد يمنعهم من خيانته
أو الغدر به»! كانوا يسافرون في الليل ، وفي إحدى المراحل ساروا من
الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وحتّى الحادية عشرة من صباح اليوم
التالي>59 .

/ 11