وأما الأمور القاسمة فإنها إنما تكونأبدا كل ما أمكن أن يحمل على الكلي المقسومحملا غير مطلق. ومتى كان المقسوم جنسا فإنهقد يقسم بالفصول الذاتية المقومة لواحدواحد من أنواع ذلك الجنس. مثال ذلكالحيوان، فإنه جنس الإنسان والفرس،والفصول القاسمة له- وهي المقومة لهذينالنوعين- هما الناطق والصهال، والحيوانيقسم بهما، فيقال الحيوان إما ناطق وإماصهال، أو منه ناطق ومنه صهال. ومتى أخذناالجنس، وقرنا به الفصول التي قسمته،وأسقطنا منه حرف القسمة، وأفردنا مقترنالجنس والفصول كل واحد على حياله، فإنالحادث عن قسمة الجنس بالفصول الذاتية هيالأنواع. مثال ذلك الحيوان الناطقوالحيوان الصهال، فإن الحيوان الناطق نوعوالحيوان الصهال نوع. والأنواع كما قدقلنا ربما لم يكن لبعضها اسم مفرد، فيؤخذمجموع جنسه وفصله فيقام مقام الإسمالمفرد، فتكون الفصول التي تقوم أنواعهاهي بأعيانها تقسم جنسها إلى تلك الأنواع.والفصول التي تقسم جنسا ما إلى أنواع هيبأعيانها تقوم الأنواع التي إليها قسمالجنس. والأنواع الحادثة عن قسمة جنسبفصول متقابلة المتقومة عن تلك المتقابلةالتي قسمة الجنس تسمى الأنواع القسيمة.ومتى قسمنا جنسا إلى أنواع وكان تحت كلواحد من تلك الأنواع أنواع أخر، فإن تلك قديمكننا أن نقسم كل واحد منها إلى الأنواعالتي تحته، فيحدث من قسمة كل واحد منهاأنواع أخر. وكذلك قد لا يمتنع أن نقسم تلكالأخر إلى أنواع أخر، حتى ننتهي إلىالأنواع الأخيرة. وعلى هذا المثال لفننزلأنا أخذنا الكلي الأول الجنس العالي، فإناإذا قسمناه هذه القسمة حدثت أنواع قريبةمنه، وكذلك نقسم كل واحد منها إلى أنواعأخر، وكل واحد من تلك الأخر إلى ما تحتها،ثم نتمادى كذلك إلى أن ننتهي إلى الأنواعالأخيرة. وظاهر أنا كلما انحدرنا بالقسمةحدثت أنواع أكثر عددا من التي قسمناها.