فإنما يستعمل متى عسر تخيل الشيء بسبب أمرعم ذلك الشيء وغيره، فسبق إلى الذهن فهمالشيء العام له ولغيره، فظن لذلك الشيء أنالشيء المقصود هو المشارك له في ذلك الأمرالعام. فنستعمل عند ذلك طريق القسمة،فيقسم ذلك الأمر العام بأشياء يخص كل واحدمنها من تلك الفصول واحدا من التي اشتركتفي العموم، فيتخلص عند ذلك في فهم السامعالشيء المقصود. وقد يدخل في نحو القسمةتعديد المعاني التي يدل عليها اسم واحد،فإنه متى اشتركت معان كثيرة باسم واحدفقصد إلى تخيل أحدها أمكن أن يأخذ السامعبدل المفهوم شيئا آخر مما يمكن أن يفهم عنالإسم. فلذلك يجب في كل ما أمكن أن يعسرفهمه لهذا السبب أن يعدد جميع المعانيالتي اشتركت في ذلك الاسم حتى يراهاالسامع متميزة في ذهنه ثم يتخلص له منهاالمعنى المقصود. ونحو القسمة قد ينتفع بهفي تسهيل الحفظ. فإن القسمة توقع الشيء تحتالعدد، فيسهل حفظ الأشياء ذوات العدد.وأيضا فإن القسمة تضع المتقابلات بعضهابحذاء بعض، فيسهل لذلك فهم كل واحد منالمتقابلات وحفظه.