بحسب قياسها إلى سائر الصنائع فإنهاتتقدم جميع الصنائع التي تشتمل عليهاصناعة الفلسفة، وبالجملة جميع سائرالصنائع التي شأنها أن تتعلم بقول. ومرتبهالصناعة قد تؤخذ بحسب المقايسة بينها وبينصنائع أخر، وقد تؤخذ بالقياس إلىالمتعلمين. وهذه الصنائع التي تستعملالفكر. وأما بحسب قياسها إلى المتعلمينفإنه قد كادت أن تكون مراتب الصنائع بهذهالجهة غير محدودة. فإنه لا يمتنع أن تكونالصناعة متى قيست بأخرى لزم تقدمها علىتلك الأخرى، وإذا قيستا جميعا بالمتعلمكانت المتأخرة منهما أسهل على المتعلم منالمتقدمة. فلذلك لما رام قوم تحصيل مرتبةصناعة المنطق وتحصيل مراتب أجزاء الفلسفةوقعت لهم في مراتبها ظنون مختلفة، وكاننظرهم فيها لا بحسب قياس بعضها إلى بعض فقطلكن بحسب قياسها إلى المتعلمين. ولذلك جعلقوم منهم مرتبة هذه الصناعة متأخرة عنكثير من أجزاء الفلسفة، مثال ذلك تقديم منقدم الهندسة على هذه الصناعة.وأما المنشىء لهذه الصناعة