فينبغي أن نفتتح النظر في هذه الصناعة بماقد قيل إن العادة قد جرت أن يفتتح به في كلكتاب. فالغرض في هذه الصناعة هو تعريف جميعالجهات وجميع الأمور التي تسوق الذهن إلىأن ينقاد الحكم ما على الشيء أنه كذا أوليس كذا- أي حكم كان- والتي بها تلتئم تلكالجهات والأمور.
ومنفعة هذه الصناعة
أنها هي وحدها تكسبنا القدرة على تمييز ماتنقاد إليه أذهاننا هل هو حق أو باطل،والجملة فإنها تكسب القوة أو الكمال الذيذكرناه في الكتاب الذي قبل هذا. وذلك أنامتى عرفنا أصناف انقيادات الذهن والأمورالتي يسوق واحد واحد منها إلى واحد واحد منانقيادات الذهن أمكننا في كل حكم انقادتله أذهاننا أو ذهن غيرنا أن نعلم أي انقيادهو ذلك الانقياد وأي الأمور ساق الذهن إلىذلك الانقياد، ونعلم طبيعة تلك الأمورالتي تسوق الذهن إلى انقياد لحق أو باطلوإلى أي مقدار من الانقياد تسوق تلكالأمور، هل إلى انقياد هو يقين أو مقاربلليقين أو دون ذلك.وأما عدد أجزاء الصناعة