وعمقت بكثير الجرح الذي اصاب الانسانيةولا سيما في الغرب الذي يذوق طعم الثروةوالتقدم الصناعي والتسلط كثيراً.
ولو قطع تيار الحياة الدينية الذي يجري فيقلوب عدد كبير من شعوب الشرق وحتى شعوبالغرب نفسه، لما بقي أمل في انقاذ الانسانمن حالة الاحتضار التي سـقط فيها.
ايها الخالق العظيم! ايها القادر المطلق!ايها الحكيم على الاطلاق! ما أقدر واعظمماكنة الخلقة التي أوجدتها؟ وما أقدرواعظم حكمتك وارادتك، ذلك ان جميع الضرباتالتي وجهها الجاهلون الى الانسانيةوالجراح الناتجة عنها؛ بواسطة اقصاءالدين ونشر المكيافيلية وترويج اصالةالقوة والانتخاب الطبيعي وسائر الاسلحةالمدمرة.. كل ذلك لم يستطع ان يقتلع جذورالحياة الدينية من اعماق الانسان.
لقد بلغت الغفلة باصحاب الاعمال القبيحةأن حددوا حسب تصورهم مسؤولية انسانالمستقبل حيث قالوا: «يجب على الانسانوالى الابد ان يتحرك في هذا المسير الذياخترناه له»! دون ان يعلموا بان ذرية بنيآدم سيأتون الى الدنيا بحياة جديدة وفكرجديد ونفس جديدة، وانهم سيفتحون عيونهمعلى الدنيا دون أن يستطيع اولئك تقريرمصير ومستقبل شتلات حديقة وجود هؤلاء،ولذلك فانه لو لم يجر تلقين الاتباع
المغرر بهم من قبل عبدة الدنياوالمستبدين الانانيين ودعاة الالحادواللادينية، فانهم كانوا سينالون حظهم منجميع الاصول والقيم والمبادئ الانسانيةالسامية.
ليت اولئك رفعوا لحظات رؤوسهم من الترابليسمعوا صيحات الندم على افراطهموتفريطهم في رفض الدين وانكاره.
دراسة ونقد أسباب ظهور الأفكار اللادينيةفي الغرب
في هذا البحث نطرح عدة قضايا للمحققينالمحترمين:القضية الاولى: هل يمكن أن يُنسب الى دينالهي واقعي كل ذلك الاستبدادوتسلطالافراد والمسؤولين الذين كانوا يعتبرونأنفسهم فوق المسؤولية ومن حقهم محاربةالعلم؟!
من البديهي ان جواب هذا السؤال سلبي بشكلكامل. ومع ملاحظة الكمال المطلق لرسلالدين وحكمته الربانية والهدف الذي منأجله ارسل الدين الى البشر، ليس أمامنا منسبيل سوى الاعتقاد بان ماهية الدين عبارةعن تربية وتنمية القابليات والقدراتالسامية باتجاه الارتباط بينبوع الكمالالالهي الاسمى. وبناء على هذا فان اعظمرسالة للدين واسمى اهدافه، هو تزويد جميعالناس بالفكر والتعقل والحرية المعقولةوالكرامة والشرف الانساني، حيث لا ينسجمكل ذلك مع الجمود الفكري والاجبار والذلةوالاهانة، ومن هنا فانه اذا كان قد جرى فيالتاريخ البشري تجاوز وظلم واشاعة للجهلوالظلمة باسم