ب: التكاليف والحقوق: وتشمل التكاليفالاحكام العبادية ووظائف الانسان فيميدان الحياة الاجتماعية والسياسية، واماالحق فعبارة عن منح الانسان امتيازاً يمكناستخدامه، والاحكام بدورها تنقسم الىاحكام أولية وثانوية، وتتعلق الاحكامالاولية بالحاجات والقضايا الثابتة، فيماتنشأ الاحكام الثانوية عن المصالحوالمفاسد الطارئة على الحياة.
الركن الثالث: وهو مواضيع تشمل جميعالواقعيات والظواهر التي تأمن الحياة،والاسلام منح الانسان حرية الاختيار فيجميع القضايا إلاّ في عدة حالات محدودةليؤمِّن ما يريد بادراكه وعقله وقوةعضلاته ورغباته المشروعة.
السياسة من وجهة نظر الاسلام: هي عبارة عنادارة شؤون حياة البشر ـ سواء في الحالةالفردية أو في الحالة الجماعية ـ لبلوغأسمى الاهداف المادية والمعنوية. وهيعبارة أيضاً عن الأحكام والقوانينالعملية التي وضعت من اجل تنظيم الانسانواصلاحه في علاقاته الرباعية:
1 ـ علاقة الانسان مع نفسه.
2 ـ علاقة الانسان مع الله.
3 ـ علاقة الانسان مع عالم الوجود.
4 ـ علاقة الانسان مع نوع الانسان.
وكل حقيقة وظاهرة يمكن استخدامها لتنظيمواصلاح الحياة الانسانية في سياقالعلاقات المذكورة، تعتبر في نظر الاسلاممن الدين.
وحدة وانسجام جميع شؤون الحياة الانسانيةفي الدين الاسلامي
نستنتج مما تقدم ان العلم والنظرةالكونية والسياسة والاقتصاد والحقوقوالاخلاق والثقافة بمعناها المتطوروالصناعة وكل شيء يؤثر بشكل ما في التنظيموالاصلاح المذكورين، هو جزء من الدينالاسلامي، وهذه حقيقة يعتبر من يجهلهاجاهلاً للدين نفسه، لان كل من له اطلاعبهذا الدين يعلم هذه الحقيقة أيضاً.وكمثال نشير الى اثنين من المتخصصين فيالقانون والحقوق:1 ـ يقول جان جاك روسو: «بقي الدين المقدس(المسيحية) دائماً منفصلاً عن الجهازالحاكم، ولم تكن علاقته مع الحكومةاجبارية. وكان للنبي محمد (صلّى الله عليهوآله وسلّم) نظريات صحيحة، ونظم جهازهالسياسي بشكل جيد، وبقيت حكومته دينيةودنيوية حتى الى عهد خلفائه من بعده،وكانت حكومته دينية ودنيوية شرعا وعُرفاوتُجري ادارة شؤون البلاد، ولكن حين اصبحالعرب اثرياء دب الضعف فيهم وسيطرت عليهمالامم الاخرى،