ومع ملاحظة هذه العبارات، فان ارجاعالافكار اللادينية الى ارسطو لا يستند الىأي مصدر صحيح، واما قول أرسطو بان:«الطبيعة تدفع الانسان الى المجتمعالسياسي
بواسطة غرائزه» (الكتاب 1 الباب 1 الفصل1)فانه لا يتنافى أبداً مع ضرورة تحقيقالسعادة والفضيلة للانسان ـ فرداً وجماعةـ من قبل الدولة والسياسة؛ لان العبارةالمذكورة تنسب كون الانسان سياسياً الىطبيعته، في حين انها سكتت عن الهويةوالادارة وهدف السياسة والتي تعتبر«سعادة».
واما ضرورة تحقيق السعادة والفضيلة، فقدنبه اليها ارسطو كثيراً في كتابيه
(السياسة) و(الاخلاق). وكما لاحظنا فقد جرىفي التاريخ السياسي للمجتمع البشري طرحالحكومة والسياسة الثيوقراطية مقابلالفكر السكولاري، وتعني الثيوقراطية كماجاء في كتب اللغة ودوائر المعارف: الحكومةالالهية، وحكم الله، ودولة ملكها هو الله،والاعتقاد بضرورة الحكومة الالهية وادارةالبلاد طبقاً للاحكام الالهية(1).
ومن اجل فهم ما جرى من تقلبات على الحكومةوالكنيسة، وظاهرة الثيوقراطية السياسية(الحكومة الالهية) والعلمانية (فصل الدينعن الحياة الدنيوية والسياسة) يجب اننستعرض باختصار تاريخ هذه التقلبات: