غایة المرام وحجة الخصام فی تعیین الإمام من طریق الخاص والعام جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: فنزل ناحيةفتوضأ ثم قام فنطق الكلام لا أحسبه إلابالعبرانية ثم نادى بالصلاة فنظرت واللهإلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صريرفصلى العصر فصليت معه، فلما فرغنا منصلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي فقال:يا جويرية إن الله تبارك وتعالى يقول:*(فسبح باسم ربك العظيم)* وإني سألت اللهسبحانه باسمه الأعظم فرد علي الشمس(1).الخامس عشر: ثاقب المناقب عن داود بن كثيرالرقي عن جويرة بن مسهر قال: لما رجعنا منقتال أهل النهروان مررنا ببابل فقال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه: إن هذه أرضمعذبة قد عذبت مرتين، وقد هلك فيها مائةألف ومائتان فلا يصلي فيها نبي ولا وصي نبيفمن أراد منكم فليصل العصر، قال جويرية:فقلت والله لأقلدن الليلة ديني وأمانتيقال: فسرنا إلى أن غابت الشمس واشتبكتالنجوم ودخل وقت العشاء الآخرة، فلماخرجنا من أرض بابل نزل صلوات الله عليه عنالبغلة ثم نفض التراب عن حوافرها ثم قاللي: يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابتكقال:ففعلت، ثم قال لي: يا جويرية أذن للعصرقال: فقلت: ثكلتك أمك يا جويرية ذهب النهاروهذا الليل، وأذنت للعصر فرجعت الشمسفسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتى عادتإلى موضعها للعصر بيضاء نقية قال: فصلىأمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: أذنللمغرب يا جويرية فأذنت فرأيت الشمس راجعةكالفرس الجواد ثم صليت المغرب ثم قال: أذنللعشاء الآخرة ثم قلت: وصي محمد ورب الكعبةثلاث مرات، لقد ضل وهلك وكفر من خالفك(2).السادس عشر: أبو علي الطبرسي في كتابإعلام الورى، والمفيد في إرشاده رويا أنهلما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثيرمن الصحابة بتعبير دوابهم ورحالهم وصلى(عليه السلام) بنفسه في طائفة معه العصر،فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمسففاتت الصلاة كثيرا منهم وفات الجمهور فضلالاجتماع معه فتكلموا في ذلك، فلما سمعكلامهم فيه سأل الله تعالى عز اسمه ردالشمس عليه لتجتمع كافة الصحابة على صلاةالعصر في وقتها، فأجابه الله تعالى إلىردها عليه وكانت في الأفق على الحال التيتكون عليها وقت العصر، فلما سلم بالقومغابت، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلكوأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار،والحمد لله على نعمته التي ظهرت فيهم وسارخبر ذلك في الآفاق وانتشر ذكره في الناس(3).