غایة المرام وحجة الخصام فی تعیین الإمام من طریق الخاص والعام جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
بعثني بالحق نبيا لو قلت على الجبل لسار،فحرك علي (عليه السلام) شفتيه فاختلجالبساط فمر بهم، قال جابر: فسألت سلمانفقلت: أين مر بكم البساط؟قال: والله ما شعرنا بشئ حتى انقض بناالبساط في ذروة جبل شاهق وصرنا إلى بابكهف، قال سلمان: فقمت وقلت لأبي بكر: يا أبابكر قد أمرني رسول الله (صلّى الله عليهوآله) أن تصرخ في هذا الكهف بالفتية الذينذكرهم الله في كتابه، فقام أبو بكر وصرخبهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد، ثم قلت لعمر:قم واصرخ بهم في هذا الكهف كما صرخ أبو بكرفصرخ عمر فلم يجبه أحد، ثم قلت لعبدالرحمن: قم واصرخ كما صرخ أبو بكر وعمرفصرخ فلم يجبه منهم أحد، ثم قمت أنا فصرختبأعلى صوتي فلم يجبني أحد، ثم قلت لعلي بنأبي طالب: قم يا أبا الحسن واصرخ في هذاالكهف فإنه أمرني رسول الله (صلّى اللهعليه وآله) أن آمرك كما أمرتهم فقام علي(عليه السلام) فصاح بهم بصوت خفي فانفتحباب الكهف ونظرنا إلى داخله يتوقد نوراويتألق إشراقا وسمعنا ضجة ووجبة شديدةوملئنا رعبا وولى القوم هاربين فناديتهم:مهلا يا قوم فارجعوا، فرجعوا فقالوا: ماهذا يا سلمان؟ قلت: هذا الكهف الذي ذكرهالله عز وجل في كتابه، والذين رأيتم همالفتية الذين ذكرهم الله عز وجل الفتيةالمؤمنون، وعلي (عليه السلام) واقف يكلمهمفعادوا إلى موضعهم.قال سلمان: وأعاد علي (عليه السلام) عليهمالسلام فقالوا كلهم: وعليك السلام ورحمةالله وبركاته، وعلى محمد رسول الله خاتمالنبوة منا السلام أبلغه منا وقل له: قدشهدنا لك بالنبوة التي أمرنا الله قبل وقتمبعثك بأعوام كثيرة ولك يا علي بالوصية،فأعاد علي (عليه السلام) سلامه عليهمفقالوا كلهم: وعليك وعلى محمد منا السلام،نشهد بأنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد(صلّى الله عليه وآله)، قال سلمان: فلما سمعالقوم أخذوا بالبكاء والنحيب وفزعواواعتذروا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)وقاموا كلهم إليه يقبلون رأسه ويقولون: قدعلمنا ما أراد رسول الله (صلّى الله عليهوآله) ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرةالمؤمنين وشهدوا له بالولاية بعد محمد(صلّى الله عليه وآله)، فجلس كل واحد مكانهمن البساط وجلس علي (عليه السلام) في وسطهثم حرك شفتيه فاختلج البساط فلم نشعر كيفمر بنا أفي البر أم في البحر حتى انفض بناعلى باب مسجد رسول الله (صلّى الله عليهوآله) فخرج إلينا رسول الله (صلّى اللهعليه وآله) فقال: كيف رأيتم يا أبا بكر؟قالوا: نشهد يا رسول الله كما شهد أهلالكهف ونؤمن كما آمنوا، فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): الله أكبر لا تقولواسكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ولاتقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذاغافلين، والله لئن فعلتم لتهتدوا وما علىالرسول إلا البلاغ المبين وإن لم تفعلواتختلفوا، ومن وفى وفى الله له، ومن يكتم ماسمعه فعلى عقبه ينقلب فلن يضر الله شيئا،أفبعد الحجة والبينة والمعرفة خلف؟