وأمّا إذا بطلت بالأدلّة القطعية على اقتراف بعضهم السيئات وانحرافهم عن الحقّ المهيع، فإنّما يؤخذ بالدليل الأخير.
وممّا لا شكّ فيه وقوع التشاجر والقتال بين الصحابة بعد رحيل النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حتّى خاضوا معارك دامية، فقتل من البدريّين والأُحديّين بيد بعض الصحابة، فهل يمكن أن يكون القاتل والمقتول من الطبقة المثلى؟!
ثمّ إنّ بعض الذين وقفوا على الأدلّة القاطعة الدالّة على اقتراف المعاصي والكبائر من قِبَل لفيف من الصحابة، حاولوا أن يبرّروا أعمالهم من خلال التشبّث بالاجتهاد!! ولكن عزب عنهم أنّ الاجتهاد أمام النص والضرورة، اجتهاد باطل لا يحوم حوله أيُّ مسلم واع.